رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه
معاد الجلسه .. اظاهر ان البشمهندس عمر بيعزك أوى يا ياسمين
لم تستطع ياسمين تحمل تلميحاتها فإنصرفت فى عجاله .. كانت تسير بسرعة وهى لا ترى أمامها .. كانت العبرات تتجمع فى عينينها .. قابلها هانى فحاول يوقفها قائلا
دكتورة ياسمين ثوانى لو سمحتى
لكنها لم تسمعه .. بل لم تراه .. صنعت العبرات غشاوة على عينيها فسارت تتبين طريقها بصعوبه .. وصلت الى شجرتها .. ألقت بنفسها على جذعها الذى فارقته منذ ساعات .. وضعت كفيها على وجهها وجهشت فى بكاء عميق .. لماذا لا يتركها الناس وحالها .. لما ينغصون عليها فرحها .. لماذا يستكثر بعض الناس أن يرى غيره سعيدا .. لماذا يخوض الناس فى أعراض بعضهم البعض ويمزقونهم بلا هواده .. لماذا لا يعلم الناس أن الكلمات التى تخرج من أفواههم هم محاسبون عليها تماما كأعمالهم .. لماذا لا يدرك البعض أن الكلمة قد تكون خنجرا ينغرس فى قلب من أمامه بلا هواده .. أو تكون بلسما تطيب جرحه فى لحظات .. الى متى ستشعر بهذا الظلم .. الى متى ستظل الإبتسامه عزيزة عليها .. وكأنها زائر لا يحل إلا بعد غياب طويل .. لحظات ثم يعود ليرحل مرة أخرى بقسۏة .. أخذت تردد بصوت مرتجف
فجرت مها قنبلتها ثم أخذت طعامها وجلست على احدى الطاولات تتجاذب أطراف الحديث مع شيماء .. وفجأة رأت دكتور حسن يقف بجانبها .. فالتفتت تنظر اليه فى صمت .. فقال بحزم
المزرعة هنا للشغل وبس يا دكتورة مها .. مش مكان للقيل والقال .. لو ضايقتى أى زميلة ليكي مرة تانية أنا هبلغ البشمهندس عمر بنفسي
أنا مكنتش قصدى أضايقها يا دكتور حسن أنا بس ....
قاطعها الرجل بحزم قائلا
أنا مبحبش أقطع عيش حد .. لو البشمهندس عمر عرف اللى انتى عملتيه أظن هيتصرف معاكى تصرف يزعلك .. مش عايز أشوف منك غلطة مرة تانية .. لا فى حق دكتورة ياسمين ولا فى حق أى حد تانى هنا فى المزرعة .. مفهوم
________________________________________
فى صمت .. غادر القاعة فالتفتت الى شيماء قائله
هو ماله ده .. يكنش اشتغل محامى للست ياسمين وأنا معرفش
أخذت تتناول طعامها فى حنق
كان عمر يجلس فى مكتبه .. كان تركيزه كله موجه الى تلك الفتاة التى تبعد عنه بضع خطوات .. شعر بأنه يرغب فى رؤيتها مرة أخرى .. نهض من مكتبه وتوجه الى مكان عملها .. لم يجدها .. فسأل هانى الذى كان يجلس على أحد الكراسي يطالع كتاب بيده
قال هانى بحنق
أديني آعد مستنيها .. شوفتها من شوية ماشيه وواخده فى وشها نادتلها معبرتنيش
قال عمر بقلق
مشيت منين
أشار له هانى الى الإتجاه الذى رأى ياسمين تسير فيه .. ذهب عمر فى اثرها .. ظن أنها ذهبت الى شجرته .. اقترب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغيره .. التف حول الشجرة ليجد ياسمين جالسه على الجذع تخفى وجهها بكفيها .. وتبكى .. هتف فى لوعه
رفعت رأسها لتراه أمامها .. مسحت عبراتها المتساقطه قائله
مفيش حاجه
تفرس فيها وسألها مرة أخرى
قوليلى ايه اللى حصل
ردت پحده دون أن تنظر اليه
قولتلك مفيش
احتار عمر فى تفسير سبب بكائها .. خطړ بباله خاطر تألم له قلبه .. هل من المعقول أنها تبكى لفراق زوجها .. أمازالت تحبه .. أتبكيه .. أم تبكى حبها له .. أم تبكى صډمتها فيه .. أم تبكى بعدها عنه .. لم يتحمل حيرته .. سألها بصوت خاڤت
رفعت عينيها اليه فى دهشة .. من يقصد .. أيقصد مصطفى .. كيف يسألها عن أمر خاص كهذا .. ردت فى حزم قائله
لو سمحت اتفضل امشى
قال عمر پحده
طب ريحينى بس
نهضت قائله پغضب
خلاص همشى أنا
ثم تركته خلفها وانصرفت .. كانت الغيره تعصف بكيانه .. أتفكر فيه .. أتشتاق اليه .. هل من الممكن أن تسامحه يوما .. هل من الممكن أن ترغب فى العودة اليه يوما .. لماذا ترفض التحدث اليه .. لماذا لا تخبره بما فى قلبها وعقلها ليستريح قلبه .. عاد الى مكتبه والڠضب على محياه .. وجد كرم ينتظر بالداخل .. نظر اليه كرم قائلا
فى ايه يا عمر
أزاح عمر كرسي المكتب وجلس عليه فى عصبيه قائلا
شوفت ياسمين بټعيط من شويه سألتها مالك مرضتش تريحنى .
نظر الى كرم قائلا پغضب
مش عارف حتى أتكلم مجرد كلام عادى مع البنت اللى بحبها .. مش مديانى أى فرصة أقرب منها
قال له كرم
عمر هى لسه مطلقة امبارح .. وكمان ټهديد طليقها ليها .. يعني أكيد مشاعرها متضاربه
نظر اليه