رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
هتف بسعادة وعين تلمع بوميض النصر
_ مبروووك يافنان .. اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي
_ مش هبيعها
رد زياد بتعجب
_ هي إيه دي اللي مش هتبيعها
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة
_ اللوحة دي
_ هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه !
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة
هتف زياد بمرح ضاحكا
_ مش مهم ياعم .. المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي
_ الله يبارك فيك
_ طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله .. انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح برقبتها نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول رقبتها البيضاء .. بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء .. ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة .
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت .. عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية
_ منزلتش تاكل ليه دي كمان !!
_ معرفش .. سيبها ياحبيبي هي لو عايز كنت نزلت واكلت
عض على شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف ! .
فتح الباب على مصراعيه پعنف ودخل فوجدها تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها تعبث به اندفع نحوها وجذب الهاتف من يدها هاتفا بزمجرة
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد
_ مش عايزة اكل ياعدنان
_ ليه بقى إن شاء الله
ردت عليه بحنق دون أن تنظر له
_ وإنت مهتم بيا كدا ليه .. كفاية شكك فيا وكأننا متجوزين إمبارح .. ولا قعدتك عندها تلات أيام مبتجيش البيت هنا وسايبني
_ أنا مشكتش فيكي من فراغ
هبت واقفة وصاحت به پغضب ودموع حقيقية انهمرت على وجنتيها
_ إنت بتعاملني بطريقة عمرك ما عاملتني بيها قبل كدا .. بعدت عني .. أنا مشوفتكش ليا تلات أيام غير امبارح في المعرض متخيل .. حتى مش بتتصل بيا ياعدنان وبتحاسبني دلوقتي على تغيري معاك .. طيب ما أنا اتغيرت بسببك شايفاك إزاي اتغيرت من وقت ما رجعت الهانم وأنت قاعد عندها علطول .. تفكيرك فيها علطول وخۏفك عليها وكنت بتحجج وتقولي إنك خاېف على بنتك بس الحقيقة كانت إنك زي ما خاېف
________________________________________
على بنتك خاېف عليها كمان .. لما اتجوزتها وعدتني وقولتلي مستحيل يكون في قلبك واحدة غيري وإنك متجوزها عشان الطفل اللي نفسك فيه مش اكتر وبعدها هتطلقها .. وجابتلك الطفل اللي نفسك فيه .. طلقتها .. لا بالعكس بقيت أحس إنها بتسحبك واحدة واحدة من غير ما تحس ولا أي حد فينا يحس لغاية ما اهو أنت شايف بعينك الوضع وصل لفين .
توقفت عن الكلام وجففت دموعها ثم استكملت بصوت مبحوح وهي مطرقة أرضا
_ متحاسبنيش على حاجة إنت السبب فيها
لانت نظراته ونبرته أمام كلامها ودموعها ولوهلة رغب بضمھا لصدره ليشعرها بحنانه مرة أخرى ويمطرها بحبه لها كالعادة لكن لا يزال الشك الذي تعشش في ثنايا يمنعه وبإمكانه القول أنه فقد جزء كبير من ثقته بها .
تنهد الصعداء بعدم حيلة وقال بنبرة لينة
_ متعيطيش .. يلا تعالي ننزل عشان تاكلي
صړخت به بعصبية وعينان ممتلئة بالدموع
_ مش عايزة اطفح ياعدنان .. سبني لوحدي لو سمحت .. أو اقولك روحلها تاني كمان أصلا مبقتش فارقة معايا من زمان اوووي
دهشه ردها عليها مما جعله يقف للحظات يتطلع إليها بعدم استيعاب واردف بابتسامة تحمل الاستنكار والصدمة بآن واحدا
_ مبقتش فارقة !!
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى بينما هو استمر في التحديق بها ينتظر منها أي توضيح لكن لا رد وفقط دوى صوت رنين هاتفه في جيبه فأخرجه وتطلع باسم المتصل وكانت جلنار
متابعة القراءة