رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
تليق بجمالها المذهل
_ ويا ترى شو السبب
ابتسم لها وقال بغمزة مشاكسة
_ طبعا لما تبعدي عني ببقى مخڼوق ومش طايق نفسي
قهقهت بخفة على مشاكسته وبادلته إياها وهي تتصنع الخجل
_ لك عم تحرجني هيك والله
علت ضحكته الرجولية وبعد لحظات قصيرة تلاشت ابتسامته تدريجيا وجمدت ملامحه ثم نظر لها وسأل بنظرات تائهة
تعجبت من سؤال وطالت النظر في وجهه ومعالمه العابسة فتنهدت بحرارة وقالت بنعومة مبتسمة
_ عم شوفك .. أفضل صديق وأخ وأب إنت بتعرف إني ما إلى حدا غيرك .. يكفي إنك ضليت جمبي في أوقاتي الصعبة وما تركتني بنوب لحالي يمكن ما قلتلك هاي الكلام من قبل بس حقيقي إنت كل بنت تتمناك .. رجال وقلبك كبير وكتير حنين وأهم شي إنك مخلص في حبك لأي شخص بحياتك .. يعني عن جد أنا ما بيكفيني اليوم كله مشان احكي عنك واوصفك .. السنين اللي بينا ومواقفنا مع بعض هي ياللي بتحكي
مد يده واحتضن كفها الناعم بين كفيه متمتما بنظرات دافئة
ظهرت ابتسامة شبه مختفية على شفتيها لم تصل لعيناها حتى وقالت بخفوت
_ شو سبب السؤال
_ مفيش سبب حبيت أسأل عادي .. بس دلوقتي أنا فهمت إنت مستحملاني ليه رغم عيوبي التي لا تحتمل
نادين بضحكة رقيقة ولطيفة
_ أي مجبورة .. مو قدامي حدا غيرك .. لا عم امزح نحن اتعودنا على بعض ياحاتم وعيوبنا ما عادت بتضايق حدا منا .. بتعرف أنا بفرح وبحس بالفخر إني أنا الوحيدة ياللي بتقدر تهديك بوقت عصبيتك ولما يجن چنونك هيك وتضل تكسر وتصرخ بالكل
_ يجن چنوني !!
_ ما تتريق على .. بدل ما اضربك والله
اماء لها بالموافقة كاتما ضحكته ثم رفع فنجان القهوة لفمه وارتشف منها ببطء وهتف بصدق
_ تسلم إيدك على القهوة والله بجد
_ thank you شكرا لك
عودة للقاهرة بمصر .....
يقود عدنان السيارة وعقله مشغولا بالتفكير في كلمات فريدة .. أو بالأخص في جملتها الأخيرة .. لم يعد يفرق معها !! .
............
_ الفصل الخامس عشر _
دوى في الهاتف صوت اصطدام قوى وانقطع صوته فجأة انحبست أنفاس جلنار في صدرها التي كانت تجلس بجوار ابنتها وهي تتحدث مع أبيها وتفتح مكبر الصوت .. جذبت الهاتف من يد هنا فورا بزعر وهتفت
انقطع الاتصال في لحظتها فحدقت بشاشة الهاتف في ذهول وقد بدأت نبضات قلبها تتصارع بشدة أعادت الاتصال به مرة أخرى لكن ارتفع صوت سيدة في الهاتف تردد الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح !! .. ازدردت ريقها بصعوبة وبقت لدقيقة تتطلع في الهاتف تحاول السيطرة على نفسها التي تنتفض نفضا وتستمر بتهدئة نفسها أن ما تظنه ليس حقيقيا وأنها تتوهم وقد يكون هاتفه انتهت
________________________________________
بطاريته .
تابعت هنا تقلبات وجه والدتها المزعور وسألت بحيرة وطفولية
_ بابي ليه قفل ياماما !
ردت عليها جلنار بصوت تائه ومبعثر
_ مش عارفة ياحبيبتي .. إن شاء الله هيجي دلوقتي
بعد مرور ساعة تقريبا .....
خرج آدم من الحمام بعدما أخذ حماما دافئ وكان يلف حول نصفه السفلي منشفة طويلة ويمسك بأخرى صغيرة يجفف بها خصلات شعره السوداء .. ارتفع رنين هاتفه الملقي فوق الفراش فترك المنشفة من يده واقترب من الفراش لينحنى ويجذب الهاتف يجيب على الرقم مجهول الهوية
_ الو
رد الطرف الآخر بنبرة متوترة
_ أيوة يا آدم أنا سمير
ابتسم آدم ورد عليه بحرارة مشاكسا
_ أهلا ياعم بالناس اللي مش بتسأل .. اخبارك إيه واخبار عملياتك وشغلك اللي ماخدك مننا ده
سمير بنبرة خاڤتة ومرتبكة
_ آدم عايزك تهدى كدا قبل ما تسمع اللي هقوله ده
ضيق عيناه بريبة وقد بدأ القلق يتسرب لقلبه فقال بحيرة
_ في إيه يا سمير !!
تنهد سمير وقال بأسى ونبرة واضح عليها الحزن
_ عدنان عمل حاډث وموجود في المستشفى عندي وهيدخل على العمليات فورا دلوقتي
وقعت الكلمات على أذنه أثر الرعد .. استغرق ثلاث ثواني يستوعب ما صك سمعه
متابعة القراءة