رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
أحد الشوارع أوقفها شابا يبلغ من العمر حوالي سبعة وعشرون عاما من أبناء منطقتها .
قفز أمامها من بوابات أحد المنازل فجأة فانتفضت مهرة فزعا وارتدت للخلف كردة فعل تلقائية ثم صاحت بعفوية بعدما أدركته
_ إنت اتهبلت ولا إيه يا ريشا
وقف أمامها وهتف بنظرة خبيثة
_ على فين كدا يافرسة المنطقة
مهرة بتصنع عدم الفهم ووجه بدأت تعتلي ملامحه الڠضب
_ بتقول إيه لا مؤاخذة !
رد عليها الآخر بوقاحة وعينان جريئة تتفحص جسدها
_ أنا أول مرة اشوف شغل بيبقى الصبح .. أصل اللي اعرفه أن الشغل اللي زي كدا بيبقى بليل بعد نص الليالي
_ أنت اتخبلت في نفوخك بتقول إيه يالا .. ابعد من وشي جاتك القرف
ابتعدت من أمامه وهمت بأكمال طريقها لكنه قبض على ذراعها وهتف بنظرة وضيعة وابتسامة جانبية ساخرة
_ بقول المشي البطال ياما بهدل أبطال مش كدا ولا إيه يابطل الحتة
كان يحاول تفادي لكماتها بحقيبتها الثقيلة والمؤلمة وهو ېصرخ بها ويده تعبث في الهواء لكي تمسك بها وتوقفها لكنه لم يتمكن من مجابهة هجومها الشرس عليه .. وبعد لحظات من الضړب المتواصل توقفت ونظرت لوجهه الذي بدأت تسيل الډماء من اعلى جبهته وكذلك جانب ثغره فابتسمت بثقة وانتصار لتجيب عليه بنفس طريقته الشعبية في الحديث
القت بجملتها ثم استدارت وسارت تكمل طريقها للخارج وهي تبتسم بتشفي .. بينما الآخر فرفع أنامله يتحسس دماء جبهته وثغره وعيناه معلقة عليها تتابعها وهي تسير مبتعدة عنه ثم خرجت منه همسة متوعدة پغضب هادر وغل
_ ماشي يابنت رمضان الأحمدي وحياة أمي لأعرفك ريشا مين على حق
________________________________________
كثيرة من ميرفت وهي تحاول إقناع أسمهان بالبقاء وعدم الذهاب .. لكن الأخرى لا تسمع لأحد ومصرة على الذهاب لرؤية عدنان ولا تتفوه سوى بشيء واحد أنا هروح اشوف ابني مش هقعد هنا وهو قاعد في المستشفى .
توقفت ميرفت وهتفت برجاء ولطف
_ يا أسمهان .. هتروحي تعملي إيه بس هو لسا في العناية ومفاقش وممنوع حد يدخله وآدم موجود هناك أول ما يفوق أكيد هيتصل بينا ويقولنا
أسمهان بعصبية وإصرار
_ أنا قولت هروح يعني هروح ياميرفت
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وتبادلت النظرات مع زينة التي رفعت كتفيها الأخرى مغلوبة على أمرها وقالت
_ خلاص ياماما سبيها على راحتها هي هترتاح اكتر لما تروح وتفضل جمبه هناك
ارتفع صوت رنين ميرفت فأمسكت به ونظرت لاسم المتصل وردت فورا بتلهف
_ آدم طمنا يابني مفيش أخبار
ظهر التلهف المماثل والقلق على وجه كل من زينة وأسمهان بينما آدم فتنهد بأسى وقال نافيا بنبرة صوت مختلفة من فرط الحزن والإرهاق
_ لا لسا مفاقش ياخالتو .. بس الحمدلله حالته احسن شوية من امبارح انا اتصلت عشان اسألك عن ماما عاملة إيه
ابتعدت قليلا عن أسمهان وردت عليه بخفوت وصوت منخفض
_ رافضة تاكل أي حاجة ودموعها موقفتش من ساعة ما رجعت بليل من المستشفى ودلوقتي بتلبس ومصممة إنها هتروح المستشفى
_ طيب ادهاني ياخالتو هكلمها أنا
عادت ميرفت مرة أخرى إلى أسمهان ومدت الهاتف لها تهتف
_ خدي كلمي آدم يا أسمهان عايز يكلمك
صاحت أسمهان بصوتها المرتفع وانفعال بعدما فهمت سبب رغبته في الحديث معه
_مش هتكلم أنا قولت كلمتي وخلاص
ضمت يدها مرة أخرى ورفعت الهاتف إلى أذنها تجيب على آدم بيأس
_ سمعتها طبعا
آدم متنهدا بتعب
_ طيب خلاص ياخالتو خليها تاجي بس تاكل الأول متطلعش من البيت من غير فطار وخلي بالك عليها معلش
_ حاضر ياحبيب خالتك متقلقش .. وخلي بالك إنت كمان من نفسك
رد عليها بالموافقة في نبرة لينة ثم انهى الاتصال وتحرك باتجاه غرفة أخيه ووقف أمام الزجاج يتابعه هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه ! .
في مساء ذلك اليوم ......
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة .. قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي .. تجاهد بصعوبة في تمالك
متابعة القراءة