رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
صوتك العالي هو اللي هيخوفني منك
عدنان منذرا إياها وهو يتمالك انفعالاته بصعوبة
_ جلنار أنا اقسم بالله على أخرى وبحاول اتمالك اعصابي بالعافية .. متخلنيش اوريكي الخۏف اللي بجد
تململت بين قبضته بعصبية لأنها لا تتمكن من التملص منه فتجاهلت جملته وصړخت بصوت ملأ الغرفة وبوجه محتقن بدماء الڠضب
هو يغلي أساسا من الغيظ ونيران الغيرة وحين هتفت بكلمتها المعتادة أثارت جنونه أكثر .. فتحول وجهه كله وليس عيناه فقط للون الأحمر ليلف ذراعه حول خصرها پعنف ويلصقها به أكثر في طريقة المتها .. ثم يمسك بكف يدها اليسار يرفعه لأعلى ضاغطا عمدا على خاتم الزواج في البنصر يذكرها بملكيته الوحيدة عليها ويهتف في صوت ملتهب كعيناه مخرجا زفيرا ناريا تقسم أنه كاللهيب حقا الذي يضرب صفحة وجهها
ظهر الألم على محياها رغما عنها عندما وجدته يعتصر كفها بقسۏة بين قبضته فهتفت بنبرة مرتفعة قليلا
_ عدنان سيب أيدي بتوجعني !
تطلع في عيناها بنظرات كانت كالچحيم وتمتم بهمس مرعب
فهمست في وجهه بعين دامعة وڠضب امتزج بقسۏة فاقت قسوته لتطلق سهمها المسمۏم في الصميم بالضبط
_ سبق وسألتني بتكرهيني بجد ولا لا وأنا جاوبتك يمكن أه ويمكن لا .. احب اقولك دلوقتي إني بكرهك بجد ياعدنان بكرهك من كل قلبي ومش عايزاك وندمانة إني منعت بابا لما جه وملختهوش
________________________________________
يطلقني منك
اختفت نظرة الڠضب ليظهر محلها الذهول .. استمر في التحديق بها بصمت وبشكل لا إرادي لانت قبضته فوق خصرها وكذلك كفها .. لا تضيع الفرصة كلما تسمح لها في طعنه بسهم كلماتها السامة وتذكيره بكرهها له الذي أكدته للتو .. كلما يتقدم خطوة تطيح بهم الظروف لنقطة الصفر من جديد .
وصلت هنا أمام باب غرفة والديها بعدما سمعت صوت صړاخ أبيها وخاڤت قليلا فطرقت بكف يدها الصغير فوق الباب تهتف بعبوس
_ بابي !
استغلت جلنار فرصة طرق ابنتهم وسكونه التام بعد كلماتها لتبتعد عنه وتندفع نحو الحمام الملحق بالغرفة .. فيبقى هو مكانه للحظات حتى عاد صوت الطرق يرتفع من جديد مع صوت صغيرته الذي بات مبحوحا .. أخذ نفسا عميقا وتحرك نحو الباب ليفتح لها فيجدها تتطلع له بعينان تملأها الدموع .
ألا يكفي لقلبي دموع والدتك حتى تزيدي إنتي العڈاب بدموعك أيضا ! .
انحنى ليجثي أمامها ثم يحتضن وجهها الصغير بين كفيه ويقترب يطبع قبلة بجانب عينها الصغيرة ويضمها لصدره لاثما شعرها ويهمس پألم
_ هو بابي هيلاقيها من فين ولا فين ياحبيبتي بس ! .. متعيطيش والله مش بستحمل اشوف دموعك
دفنت وجهها الصغير بين صدره الواسع هامسة بحزن
_ مامي بتحبك زي وبتزعل لما تزعق
انتصب في وقفته وهو يحملها معه ويهمس بمرارة
_ امممم بتحبني أوي .. تعالي يلا ننزل تحت
_ ومامي
_ مامي في الحمام .. لما تطلع هتنزل ورانا
على الجانب الآخر بألمانيا تحديدا في مدينة برلين العاصمة .....
داخل إحدى المستشفيات وبغرفة خاصة بأكفأ الأطباء بالمستشفى .. كان جالسا فوق مقعده أمام المكتب يرتدي مئزره الطبي الأبيض ويمسك بيده صورة صغيرة .. قديمة إلا أنه يحتفظ بها جيدا فمن يمسك بها لا يتوقع أبدا أن تلك الصورة مرت عليها كل هذه السنوات ومازالت كما هي .
يتأملها وبأنامله يتحسسها في رقة .. تلك الصورة هي الأنيس الوحيد في وحشته وغربته منذ سنوات طويلة .
طال الغياب وفقد حلو النظر لكنه لم يفقد ابدا لهفة اللقاء المحتوم
انفتح باب الغرفة فجأة بدون سابق إنذار ليدخل شابا يناضره بالعمر ويهتف بمرح يتحدث اللغة الألمانية
_ الطبيب هنا وبالخارج الجميع يبحث عنه !
تطلع إليه بيأس وهتف وهو يدس الصورة في مئزره
_ لمرة واحدة فقط أطرق الباب
متابعة القراءة