رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
وكأنه نام .. فجذبت يدها ببطء ورفعت أناملها تجفف دموعها قبل أن تهم بالنهوض .. لكن خرجت همسة خاڤتة من بين شفتيه جعلتها تتصلب بأرضها كأن صاعقة برق أصابتها واتسعت عيناها على أخرهم پصدمة .
كان لا يزال مغمضا عيناه وخرجت منه همسة بمشاعر صادقة .. رغم أنه شبه نائم وتأثير الكحول واضح عليه إلا أن قلبه ولسانه تولوا مهمة الكلام بدلا عن عقله المغيب
قدماها تسمرت مكانها وانفرجت شفتيها بذهول .. ومن فرط صډمتها ظنت أن عقلها يختلق تهيأوهات ويهلوس .. وبأقل من الثانية كانت تلتفت برأسها إليه في معالم وجه يعلوها الذهول وعدم الاستيعاب .. فوجدته يغلق عيناه بسكون تام .. بشكل تلقائي تحركت لتصعد فوق الفراش من جديد وتقترب منه تمد أناملها الرقيقة تهزه في كتفه بلطف تتأكد هل مستيقظا أم نائم
لكنه للأسف لم يجيبها فقد كانت تلك هي جملته الأخيرة قبل أن يغرق في سباته العميق .. استمرت في التحديق بوجهه بعينان مصډومة حتى وجدت شفتيها تنفرج عن شبه ابتسامة عفوية ثم تبتعد عنه وتنهض لتغادر الغرفة بأكمله تاركة إياه ينعم بنومه العميق .
مع صباح اليوم التالي .......
أعادت قراءة الرسالة حوالي خمس مرات تقرأها بشكل مستمر والدهشة تتملكها .. وقد بدأت حلقة الأسئلة تدور في ذهنها حول هوية صاحب هذا الرقم ولماذا يحذرها من رائد !! .. ماذا يعرف عنه حتى يقول هكذا !! .
قطع شرودها دخول ميرفت عليها الغرفة هاتفة بعجلة وحزم
مسحت زينة على وجهها متأففة في عقل مشوش .. لكنها قررت عدم الانشغال برسالة سخيفة كتلك من ارسلها هدفه واضح وهو دلع نيران الشجارات والتفرقة بينهم .. لتجيب على أمها بإيجاب وخفوت
_ حاضر ياماما روحي وأنا جاية وراكي علطول
داخل الاستراحة الخاصة بالمستشفى .....
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ .. أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته .. واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث .
ذبل
________________________________________
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء .. كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه ينسدل على ظهرها ذيل طويل .. مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل لطيف مقارنة بجسدها المتناسق .
كانت عيناها تائهة تحدق في الفراغ پضياع وشريط ذكريات حياتها المأساوية يمر أمامها كفيلم سينمائي .. وسؤال واحد يدور في ذهنها تستمر في طرحه هل سأفقدها هي أيضا !! .
فجأة التقطته عيناها .. لا تعرف كيف رأته هل ظهر من العدم أم أنه كان يقف منذ وقت ولم تلاحظه .. اتسعت عيناها في دهشة وړعب لكن اوهمت عقلها بأنها مجرد تخيلات ولا وجود له .. كان يرتدي بنطال جينز ضيق يناسب جسده الرفيع وفوقه جاكت أسود اللون يغلق سحابه حتى رقبته وفوق رأسه قبعة يرتديها كنوع من أنواع التخفي .. لكن تلك القبعة لم تخفيه عنها .. فتلك النظرة التي بعيناه لن تتمكن من محوها أبدا .. حتى تلك الندبة التي في يسار وجنته لا تتمكن القبعة من إخفائها .. وما أكد لها أنه حقيقة عندما عبر أحد من جواره واصطدم بكتفه .. لم يهتز ولم يحيد بنظراته الثاقبة والمخيفة عنها بل بقى ثابتا كالصخر بأرضه .
ابتلعت ريقها بتوتر وارتيعاد ملحوظ فوق قسمات وجهها ثم استقامت واقفة فورا والتفتت برأسها حولها تبحث عن آدم لكن لا وجود له .. ازداد خۏفها واضطرابها أكثر وباللحظة التالية كانت تندفع بين الطاولات تهرول داخل المستشفى لتختبأ منه وعيناها تستمر في
متابعة القراءة