رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز

 

ضحك ساخرا يستنكر سؤالها بأسلوب اضحكها 
_ أنا !! .. لا أبدا .. تحبي انقلك دولابك في اوضتها كمان ! 
زمت شفتيها برفض تتمالك نفسها من الضحك بصعوبة وتجيب عليها بعذوبة صوتها 
_ لا لا ملوش لزمة وبعدين مفيش مكان في أوضة هنا .. أنا لما ابقى احب اغير هروح اجيب هدومي من الأوضة عادي 

عدنان كاظما غيظه عنها بصعوبة 
_ اممم كتر خيرك والله 
تطلعت إليه بسكون للحظات ولا تنكر أن نظراته الممېتة لها اربكتها فصاحت بصوت مرتفع كاتمة ابتسامتها 
_ هنا تعالي ياحبيبتي شوفي cake بعد ما خلص
تستعين بصغيرتها حتى تنقذها من بطش أبيها إذا فقد تملكه لأعصابه .. لا يزال يرمقها بتلك النظرات المريبة فازدردت ريقها بتوتر وعادت تصيح مرة أخرى على ابنتها 
_ يلا ياهنا 
ركضت الصغيرة إلى بالمطبخ هاتفة بحماس طفولي 
_ وريني الكيك يامامي 
حملتها فوق ذراعيها ترفعها لأعلى حتى تتمكن من رؤيته وبعيناها تتابع نظرات عدنان التي انخفضت تتفحص جسدها كله في ذلك الثوب بتدقيق وأعيان ليست بريئة اطلاقا .. فقالت مسرعة بنبرة مرتفعة قليلا تقصده من خلالها وهي تنظر له بشراسة 
_ بصي على الكيك ياهنا ياحبيبتي 
فهم تلمحيها وتحذيرها فابتسم بخبث وحرك شفتيه يهمس دون صوت 
_ انهي واحد ! 
استشاطت غيظا من تلمحيه الوقح واكملت هذه المرة لصغيرتها لكن عيناها عالقة على أبيها بڼارية 
_

________________________________________
تعالي ياحبيبتي نقعد برا على TV شوية 
هنا بعبس 
_ طيب والكيك 
_ لا ده بليل ياروحي احنا دلوقتي معاد الغدا وبليل نبقى ناكل الكيك 
أماءت هنا برأسها في موافقة رغم عبوسها البسيط ثم انصرفوا وتركوه يقف بمفرده في ذلك المطبخ الكبير انحرفت عيناه على كعكة الشكولاته المتوسطة والمزينة بقطع فراولة من الأعلى وقطع شوكولاته بيضاء تضعها بشكل منظم .. مد يده والتقط قطعة فراولة بالشكولاته صغيرة والقاها في فمه ثم استدار وغادر المطبخ هو أيضا .
_ بس كفاية لغاية هنا أنا هنزل وأكمل وحدي لغاية البيت ! 
هتفت مهرة بها عندما وصل آدم بسيارته لبداية منطقتها لا تريد أن يراها أحد وهي تنزل من سيارته .. يكفي ما تتناقله الألسن في المنطقة حولها .
نظر آدم من نافذة السيارة فمازال هناك مسافة طويلة حتى منزلها .. عاد ينظر لها يسألها بترقب 
_ متأكدة ! 
أماءت برأسها في إيجاب وابتسمت تهدر بامتنان حقيقي 
_ أيوة كويس أوي لغاية هنا .. متشكرة جدا يا آدم بيه 
ضحك وقال مداعبا 
_ كنت آدم بس من شوية في المكتب !! 
ضحكت هي الأخرى وقالت بمرح تعود لطبيعتها 
_ انا كنت مش قادر اخد نفسي أساسا .. كنت لسا هقولك آدم بيه .. ايه ۏجع القلب ده فاختصرت الوقت والمجهود وخليتها آدم بس .. الواحد صحته على قده بقى ربنا يبارلك في صحتك اصل .....
قاطعها مبتسما بعدم حيلة 
_ كفاية يامهرة .. أنا كنت لسا هسألك بقيتي كويسة ولا لا دلوقتي .. بس خلاص اخدت الإجابة من غير ما أسأل الحمدلله 
مهرة بتلقائية 
_ يعني هيحصلك حاجة لو سبتني في مرة اكمل كلامي .. ما تجيب صبارة وټدفني احسن 
قهقه بقوة وأجابها ساخرا من بين ضحكه 
_ ما أنا لو سبتك والله ما هنخلص .. عشان انتي والراديو نفس الشيء .. لو فتحتيه مبيفصلش غيري لم تقفليه بنفسك 
_ طيب يا سيدي شكرا كفاية 
فتحت الباب وقالت بابتسامة سمجة وهي تهم بالنزول من السيارة 
_ استمر كدا في احباطي لغاية ما ټقتل روحي الفكاهية ياعدو البهجة 
غضن حاجبيه بتعجب لكنه ضحك مغلوبا على أمره .. وانزل زجاج السيارة يهتف بنبرة مهتمة وهو يضحك 
_ خلي بالك من نفسك ! 
التفتت له برأسها توميء بالموافقة في ابتسامة ساحرية وتشير له بيدها أن يرحل .. لكنه استمر في متابعتها بعيناه حتى دخلت في شارع موازي واختفت عن أنظاره فادار محرك السيارة وانطلق بها ....
بعد مرور ساعات قليلة ......
دخلت هنا الصغيرة على أمها الغرفة وقالت بإشراقة وجه بريئة ولطيفة مثلها 
_ مامي تيتا برا وبابي قالي اقولك تيجي 
رفعت حاجبها منذهلة وردت 
_ تيتا برا !! .. طيب ياحبيبتي روحي وقولي لبابا جاية 
ابتسمت جلنار بانتصار وثقة فور رحيل ابنتها هاتفة في وعيد 
_ ولسا يا أسمهان هانم .. هتشوفي مني كتير الأيام الجاية
خرجت بعد دقائق ورأتهم يجلسون في الحديقة فذهبت لهم وتقدمت نحوهم بخطوات واثقة ونظرات كلها شموخ حتى وصلت وجلست على مقعد مقابل لعدنان وكانت أسمهان تجلس على الأريكة في المنتصف بينهم .
لحظة من الصمت مرت حتى سمعت أسمهان تهتف باقتضاب لكنها تجاهد في إظهار الصدق المزيف في اعتذارها 
_ متزعليش مني ياجلنار ياحبيبتي .. بسبب اللي حصل في خطوبة زينة .. وعشان عارفة إني غلطت جيت اعتذرلك بنفسي
لا يهمها اعتذراها
 

تم نسخ الرابط