رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


الشكل رغم ذلك أبت الخضوع أمامه فقالت بابتسامة متشفية تحمل لمسة النصر 
_ إنت غيران ولا شو ! 
حاتم بنفاذ صبر 
_ نادين !!! 
طالعته بتحدي عاقدة ذراعيها أمام صدرها تأبي التكلم واكتفت بابتسامتها ونظراتها الواثقة لتجده يزأر كالأسد ويهتف پغضب معترفا 
_ أيوة غيران ولو متكلمتيش متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل 

ابتسمت بنصر وسعادة لاعترافه بغيرته الچنونية عليها فاستدارت توليه ظهرها ثم تفتح باب الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة 
_ كانت رفيقتي مايا 
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن .. بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة .. وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها .. لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده ! .
كانت ستتجه الخادمة لفتح الباب بعد سماع صوت رنينه لكن أسمهان أوقفتها بإشارة من يدها وسارت هي لتفتح وكانت تعرف أن الطارق هو ابنها .
فتحت الباب واستقبلته بابتسامة امومية حانية ثم فردت ذراعيها له تعانقه وتهتف 
_ ازيك ياحبيبي 
ابتسم لها وملس على ظهرها بلطف مغمغما 
_ كويس ياماما .. إنتي عاملة إيه طمنيني بتاخدي علاجك بانتظام 
أسمهان بإماءة بسيطة 
_ باخده متقلقش ..كويس إنك جيت أهو تتغدا معانا ونتلم كلنا على السفرة 
طبع قبلة سريعة فوق رأسها يجيبها على عجلة معتذرا 
_ خليها مرة تاني ياست الكل وهقضي اليوم كامل معاكي .. أنا جاي بس اخد كام حاجة من الأوضة كنت شايلها بخصوص الشغل وهمشي 
ابتسمت متهكمة وردت باقتضاب تلقي بتلمحياتها المباشرة 
_ طبعا ماهي خلاص خدتك مننا .. وعرفت تكسبك في صفها 
أصدر زفيرا طويلا بخنق ثم ابتسم وقال متخطيا جملتها 
_ آدم موجود 
هزت رأسها بالنفي ولا زالت ملامحها مقتضبة فهز هو رأسها بيأس واندفع تجاه الدرج يصعد إلى غرفته بالأعلى فتح الباب ودخل ثم اتجه اول شيء إلى أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة المعلقة والتي تملأ الخزانة بأكملها أظلمت عيناه واحتدمت نظراته ومر أمامه شريط بجميع أفعالها والذكرى الأخيرة عندما تركها لتذهب مع عمها .. تخلت عنه وهو تخلى بأبشبع الطرق واقساها .
خرجت صيحة عارمة منه 
_ ماما 
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته .. وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت الأرض تمتلأ بملابس فريدة والتقطت نظراتها الخزانة التي أصبحت فارغة تماما .. ولم تلبث حتى سمعت صوته الممزوج بصيحة مزمجرة ولهجة آمرة 
_ الخدم ياخدوا القرف ده ېحرقوه أو يرموه في الژبالة .. والأوضة تتنضف مش عايز اشوف أي حاجة تخصها موجودة في الأوضة والبيت كله من هنا ورايح 
هدرت أسمهان بإمتثال ونبرة رزينة 
_ حاضر ياحبيبي أنا بنفسي هحرق الهدوم دي وهخليهم ينضفوا الأوضة كويس .. متعصبش نفسك
لكم بحذائه كومة الملابس الملقية ثم عبر فوقها غير مباليا وانصرف بعد أن أخذ ما كان قد أتى لأجله بسبب العمل .. بينما أسمهان فبقت مكانها تقف وتتجول بنظرها بين أرجاء الغرفة تبتسم بتشفي وخبث ثم ترفع ذراعيها تعقدهم أمام صدرها وتقول 
_ رجعتي للژبالة اللي جيتي منها .. قولتلك مش هتفضلي كتير وإنتي بنفسك اللي رسمتي خطوط نهايتك .. من البداية كنت عارفة إنك واحدة قڈرة والحمدلله ابني خلص منك من غير ما تأذيه
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ......
خرجت من الحمام ممسكة بيدها منشفة صفراء صغيرة تجفف بها وجهها ويديها فتسقط نظراتها علي الفراش بتلقائية وتنتفض فزعا عندما تراه ممدا فوقه على ظهره يضع ذراعه فوق عينيه قبل أن تدخل الحمام منذ دقائق لم يكن موجودا .. متى جاء ! .
ردت عليه بقرف وعدم اكتراث 
_ هنام مع هنا 
ثم أمسكت بالمقبض وكانت على وشك أن تديره لولا أن قبضته الفولاذية نزعت يدها فجأة من فوق المقبض وادخل المفتاح في القفل يغلق الباب عليهم ثم يخرجه ويضعه بجيبه هاتفا في ڠضب مكتوم 
_ مكانك جنبي هنا في الأوضة مش عند هنا 
نقلت نظرها بين الباب المنغلق وبينه پصدمة ثم هتفت 
_ إنت قفلت الباب ليه !!! 
عدنان بهدوء مستفز 
_ عشان متطلعيش 
بسطت كفها أمامه تقول شبه آمرة باستياء 
_ هات المفتاح من فضلك 
هز رأسه بالرفض القاطع يرمقها بنظراته الثاقبة وعلى حين غرة يجذب الوسادة من بين ذراعيها ويلقيها على الأرض ثم يدنو منها ويهتف پغضب زوج يرغب ببقاء زوجته بجواره وهي تقابل كل شيء منه بالنفور 
_ لو فاكرة إنك لما تروحي تنامي في أوضة تاني كدا
 

تم نسخ الرابط