رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
رايحة فين
رفعت فريدة حاجبيها بدهشة
________________________________________
وهتفت بابتسامة مرتبكة بعض الشيء خشية من أن تكون سمعت حديثها
_ إيه ياماما مش تخبطي بس خضتيني
أسمهان بنظرات ساخرة ولهجة صارمة
_ تعليمات ابني كانت واضحة أوي لما قالك مفيش خروج من البيت إلا بإذنه
_ بس ابنك مش موجود ومش عارفين هو فين أصلا ومش بيرد على حد
أسمهان بصوت مرتفع
_ يبقى تستني لغاية ما ياجي يامدام يامحترمة وبعدين تطلبي منه الأذن عشان تخرجي
تحركت خطوة نحوها وهمست بنظرات مستنكرة تحكماتها الجديدة بها
أسمهان بنظرة متقدة وتحمل إشارات تحذيرية وصلت لفريدة جيدا
_ من وقت من بدأت أتساءل على اتصالاتك المستمرة وخروجك وحججك
لم تنكر أن الخۏف تسلل لها من ټهديدها وشكها الصريح بها الذي اوضحته في كلماتها .. لكنها قررت بإلقاء ورقتها الرابحة حتى تحسم المنافسة بينهم .. انحنت على أسمهان وهمست لها بغمزة ماكرة ونظرات استفزازية
تشنجت عضلات وجه أسمهان وأحمرت عيناها من فرط الڠضب والغيظ .. وفجأة قبضت على ذراع فريدة وجذبتها إليها وهي تهمس أمام وجهها بعينان ڼارية ونبرة منذرة تحمل الشړ الحقيقي
اشتعلت عيني فريدة بغيظ وقهر ثم دفعت يد أسمهان عنها وقالت بنظرات غريبة وبابتسامة لئيمة
تلون وجهه أسمهان وأصبح أحمر كالدم من فرط غيظها وهي تستمع لاهانتها الصريحة لها .. رفعت كفها في الهواء وهوت به على وجنتها في قوة وهي تصيح بها
ثم استدارت واندفعت لخارج الغرفة وهي تستشيط غيظا وتتوعد لها بأن لن تدع أهانتها لها تمر مرار الكرام .. ومن الواضح أن يجب عليها أن تبدأ في التخلص من فريدة أولا ومن ثم تتفرغ لابنة الرازي .. اصطدمت بآدم الذي كان خارجا من غرفته ومتجه لأسفل حتى يذهب لمعرضه .
آدم بنظرات متعجبة وهو يرى وجهها المحتدم
_ مالك ياماما
أسمهان وهي تحاول تمالك انفعالاتها أمام نجلها الأصغر وتهتف بطبيعية مصطنعة
_ مفيش ياحبيبي .. معرفتش أخوك راح فين
آدم وهو يهز رأسه بالنفي
_ لا بس متقلقيش عليه هو تلاقيه ظهرله شغل مفاجيء أو حاجة .. مش جديد على عدنان الاختفاء فجأة كدا يعني بكرا ولا بعده هيرجع ونعرف كان فين
مسحت على كتفه بحنو وهمست بابتسامة دافئة
_ ربنا يستر .. خلي بالك من نفسك ياحبيبي
انحنى وخطڤ قبلة سريعة من وجنتها وهو يجبها بمزاح
_ حاضر يا أسمهان هانم
اكتفت بابتسامة حانية رسمتها بصعوبة بسبب النيران المشټعلة في داخلها من حديثها مع فريدة .. بينما آدم فتركها وأكمل طريقه إلى خارج القصر تماما ليستقل بسيارته ويرحل .
وقفت أمام الباب وطرقت عدة طرقات متتالية و ابنتها تقف بجانبها وتتجول بنظرها في أرجاء الحديقة بنظرات طفولية لمكان جديد تراه للوهلة الأولى .
لحظات قليلة وفتح الباب لتظهر الخادمة التي يبدو عليها تقدم العمر فهتفت جلنار بجدية تامة تحدثها باللغة الأنجليزية
_ أين السيد حاتم
أجابتها الخادمة برسمية
_ موجود بمكتبه ياسيدة جلنار تفضلي
دخلت ولحقت بها الصغيرة ورأسها لا تتوقف عن التلفت بكل جزء في المنزل .. وقفت جلنار قبل مكتب حاتم واستدارت باتجاه ابنتها وانحنت عليها تهمس بحنو
_ خليكي هنا ياهنون أنا هدخل أقول حاجة لعمو حاتم وهطلع .. اقعدي على الكرسي ومتتحركيش تمام
تمتمت هنا بتذمر
_ دخليني معاكي
طبعت قبلة عميقة على وجنتيها وهتفت بلطف
_ لا ياحبيبتي مش هينفع خليكي هنا أنا عارفة هنا شطورة وحبيبة مامي هتسمع الكلام مش كدا
زمت شفتيها بيأس وأماءت لها بالإيجاب في خنق ثم استدارت وتحركت باتجاه المقعد التي أشارت لها عليه أمها
متابعة القراءة