رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
ورد عليها بحدة
_ فريدة أنا وإنتي نعرف بعض من اربع سنين مفرقتش بقى إمتى علاقتنا بدأت بظبط من سنة ولا اتنين ولا غيره .. احنا دلوقتي في ازاي نتصرف مع عدنان بعد ما كشف خېانتك أو خيانتنا بمعنى أصح
لم تجيب عليه استمرت في البكاء بصمت وهي تعلق نظرها على الطريق أمامها في شرود ويدها ترتجف من فرط الخۏف بينما هو فاستمر في القيادة يشق الطرق متجها لذلك المنزل الذي أخبرها عنه .
_ استني يا أستاذ رايح فين وفي واحد قبلك دخل برضوا كدا على علطول وفضلت انده عليه مردش عليا
_ هو نادر المصري موجود في شقته فوق
_ لا طلع من شوية .. هو إنت مين لا مؤاخذة !
تجاهل آدم سؤاله وهتف بترقب
_ طلع وحده ولا كان معاه حد
رد عليه بنظرات دقيقة
_ كان معاه الست فريدة مراته
_ نعم !!
هم بأن يجيب عليه لكن آدم رمقه بنظرة ممېتة واندفع للداخل خلف أخيه .. هرول صاعدا الدرج ركضا وعندما وصل إلى طابق شقة نادر سمع صوت الطرق العڼيف على الباب فأسرع تجاه أخيه وهتف
الټفت برأسه تجاه أخيه ورد عليه بعينان تعطي انعكاس مريب
_ راح فين !
آدم بصوت رزين
_ معرفش البواب قالي طلع .. تعالى نروح مكان وتهدى الأول وبعدين نبقى ندور عليه ونشوفه راح فين
عدنان صائحا بصوت جهوري وعصبية
_ اهدى ازاي يعني وأنا عارف أن مراتي معاه
آدم بجدية وهو دمائه تغلي من الغيظ على أخيه
أبعد عدنان آدم من طريقه واتجه نحو الدرج ينزل ويمسك بهاتفه ثم يجري اتصال بأحدهم .. تنهد آدم الصعداء پغضب ونزل خلفه .
كانت فوزية في طريقها لمنزلها بعد أن قامت بشراء بعض مستلزمات المنزل .. وأثناء عبورها من أمام بنايتها الصغيرة أوقفتها السيدة العجوز سماح الملازمة لنافذتها تجلس أمامها طوال الوقت نظرا لأنها تسكن بالطابق الأرضي للبناية .
التفتت لها فوزية برأسها وابتسمت بود هاتفة
_ بخير الحمدلله ياحجة سماح .. عاملة إيه إنتي
سماح بلهجة ماكرة
_ أنا كويسة .. هو انتي مسمعتيش اللي حصل لبدرية ولا إيه
عقدت فوزية حاجبيها باستغراب وهدرت
_ لا مالها بدرية
_ جات الحكومة قبضت عليها وشمعتلها محلها طلعت بتبيع بودرة ومخډرات
ضحكت الأخرى ساخرة وقالت
_ وتعمل اكتر من كدا انتي بس اللي غلبانة ومش دايرة باللي بيحصل حواليكي .. عارفة مين بلغ عنها كمان !
قرأت علامات الاستفهام على محياها والفضول فكانت على وشك أن تخبرها لولا أن مهرة صاحت على جدتها وهي تهرول نحوها بعد أن رأتها من منتصف الطريق .. التفتت فوزية تجاه مهرة تتابعها بعيناها حتى وصلت أمامها وهدرت بصوت لاهث
_ إيه ده .. إيه اللي نزلك بس يازوزا
فوزية بابتسامة عذبة
_ نزلت اشتري شوية طلبات للبيت .. إنتي رجعتي بدري من الشغل كدا ليه
القت مهرة نظرة جانبية مشټعلة على سماح لكنها تصرفت بطبيعية أمام جدتها وهي تهتف
_ لا مش بدري ولا حاجة .. تعالى يلا نطلع البيت بس عشان متتعبيش
تطلعت فوزية إلى سماح ورسمت ابتسامة صافية على شفتيها ثم استدارت وسارت مع مهرة التي كانت تلتفت للخلف برأسها وتنظر لسماح بغيظ فبالتأكيد كانت تسرد لجدتها كل الأحداث الأخيرة التي حدثت لها ولحسن الحظ أنها أنقذت الموقف بالوقت المناسب .
هتفت فوزية وهم يصعدون الدرج
_ صحيح بدرية اتقبض عليها !
مهرة بنبرة عادية حتى لا تظهر شيء لجدتها
_ أيوة اخدت جزائها والبوليس أخدها
استكملت فوزية اسألتها بفضول أشد
_ وهو مين اللي بلغ عنها وعرف إزاي
_ معرفش يازوزا اهو اللي بلغ بلغ بقى احنا مالنا .. خلينا في الأكياس دي جبتي إيه !
ضحكت بعذوبة وردت على حفيدتها بحنو
_ جبت لحمة وقولت نعمل كفتة النهارده بما إنك بتحبيها
انحنت عليها مهرة وطبعت قبلة قوية على وجنتيها هاتفة بضحكة وبمرح
_ أصيلة يا حجة فوزية والله ربنا يجبر بخاطرك زي ما جابرة بخاطر بطني كدا دايما
انطلقت من فوزية ضحكة عالية على مزاح حفيدتها المعتاد ثم وقفوا أمام الباب وأخرجت المفتاح لتفتح ويدخلوا .
كانت تجلس زينة بالمقهى المفضل لها كالعادة .. وبينما هي تمسك بفنجان القهوة ترتشف منه بتريث وتتابع حركة الناس والسيارات في
متابعة القراءة