رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


هغيرلك نظرتك الخاطئة عني دي
شدد من ضغطه عليها وهو يقربها منه أكثر كأنه يثبت لها ملكيته عليها وأنها ستظل ملكيته الخاصة طالما يريد هذا أكمل همسه بنبرة مثلجة ومستنكرا تهديداتها 
_ لو فاكرة إن كدا بتلوعي دراعي مثلا أو بتجبريني فتبقى فعلا ساذجة .. طول ما أنا مش عايز اطلقك مش هتطلقي لو عملتي إيه والصراحة حمستيني عشان أشوف اڼتقامك وحقك هتاخديه إزاي مني أو هتخليني اندم إزاي يارمانتي 

مازالت ترتدي حذائها العالي حتى الآن لم تنزعه وملامسته لها بهذا الشكل الحميمي ازعجتها بشدة فرفعت قدمها من على الأرض ونزلت بها على قدمه تضغط بحذائها بقوة عليه فارتد هو للخلف بحركة تلقائية منه پألم وحررها من قبضته فقالت هي بوجه مبتسم في حدة 
_ دي عشان حذرتك كذا مرة متلمسنيش 
أيقظت الۏحش النائم وآخر كلماتها استفزته بشدة قد كان يجاهد أن يبقى هادئا بكل مرة تظهر فيها نفورها منه بكلمتها متلمسنيش لكن فاض الكيل .. جذبها إليه للمرة الثانية منحنيا على وجهها وهذه المرة كان على وشك أن ينقض عليها ليعاقبها على كلمتها التي تكثر منها عمدا حتى تستفزه وليشبع شوقه إليها الذي لم يستطيع إنكاره منذ اللحظة التي وجدها فيها بعد غياب لشهرين وأكثر .. لكن الطرق اللطيف على الباب قطع اللحظة وصوت هنا وهي تهتف من خلف الباب 
_ بابي .. ادخل 
توقف على بعد سنتي مترات لا تحسب وأغمض عيناه بغيظ مكتوم بينما هي فدفعته پعنف وطالعته بنظرة ڼارية ثم اتجهت إلى الباب وفتحت لصغيرتها التي طالعت أمها بضيق وقال بعبث 
_ أنا وحدي برا ! 
انحنت وحملتها على ذراعيها تهتف بحنو أمومي مبتسمة 
_ أنا آسفة ياروحي .. دلوقتي هنغير هدومنا أنا وإنتي وبعدين هنطلع الهدوم من bags ونحطها في الدولاب .
هنا بحماس طفولي 
_ وأنا اساعدك 
جلنار ضاحكة 
_ طبعا هتساعديني احنا كبرنا خلاص ومبقناش صغيرين .. right 
هزت رأسها بإيجاب في إشراقة وجه ساحرة ثم نظرت لوالدها الذي جلس على الفراش وأخذ يتابعهم بعيناه مبتسما فوضعت باطن كفها على فمها ضامة شفتيها ثم ابعدت كفها وارسلت له قبلة في الهواء قهقه هو على حركتها ورفع كفه ثم ضمھ ممسكا بالقبلة في نوع من المشاكسة اللطيفة وقرب كفه من جيب سترته العلوية ووضع قبلتها به ثم غمز لها بخبث فارتفع صوت ضحكتها العفوية على مداعبته لها ولعبهم نزلت من على ذراع أمها وهرولت راكضة إليه ثم قفزت عليه فتلقاها هو والقى بها على الفراش وانحنى عليها بجسده يدغدغها فانطلقت منها ضحكات عالية وهي تتلوى بين ذراعيه وتهتف بصوت غير واضح من فرط ضحكها الهيستيري 
_ خلاث يابابي .. شيبت شربت مايه كتير وبتتحرك 
توقف عن دغدغتها وأجابها ضاحكا باستغراب 
_ بتتحرك إزاي ! 
أخذت أنفاسها بصعوبة ورفعت كفيها لأعلى تهزهم يمينا ويسارا هاتفة بثغر مبتسم في نعومة 
_ كدا بق بق بق بق 
انطلقت منه ضحكة رجولية مرتفعة على طريقتها اللطيفة وكذلك جلنار التي علت صوت ضحكتها بالغرفة بينما الصغيرة فاستقامت جالسة وتعلقت برقبة والدها تقول بمشاغبة في رجاء 
_ إيه رأيك نلعب لعبة حلوة .. بس من غير زرزغة زغزغة 
ضحك مرة أخرى بقوة على كلمتها الأخيرة ولثم وجنتها بقوة في حب وهتف لها من بين ضحكاته 
_ طيب نخليها بليل وهنلعب كتيييير أوي عشان دلوقتي أنا مستعجل ياروحي واتأخرت على الشغل 
عبس وجهها وزمت شفتيها للأمام بضيق فعاد ولثم

________________________________________

وجنتيها مرة أخرى هامسا باعتذار محب وحاني 
_ لا مقدرش على زعلك ياهنايا .. معلش ياحبيبتي ووعد تاني مني هنلعب كتير أوي اول ما آجي بليل خلاص ! 
رفعت كفها وقالت بسخط طفولي وهي تلقي بأوامرها عليه 
_ هنلعب خمسة لعبة .. لا عشرة كمان 
_ إن شاء الله نلعب للصبح هو احنا ورانا حاجة 
اتسعت ابتسامتها معبرة عن رضاها أخيرا فانحنى عليها يمد وجنته إليها هامسا 
_ يلا بوسة كبيرة لبابي بقى قبل ما يمشي
طبعت بشفتيها الصغيرة قبلة قوية على وجنته ثم اتجهت لوجنته الأخرى وفعلت المثل بقوة أشد .. بينما جلنار فكانت تتابعهم بابتسامة الصافية رغم الخلافات الذي بينهم ونقمها عليه إلا أنها تحب كثيرا حبه وتعلقه بصغيرتهم وتعشق رؤية لحظاتهم معا .. ربما لحظاته وحبه وحنوه على ابنتهم هو من جعلها تستمر معه حتى الآن على أمل أنه قد يأتي يوم وتنل من هذا الحب بعضا لكن اتضح أنها كانت تتوهم وتتبع سراب ! .

سار باتجاه الباب وهو يفرك جبهته بقوة من الألم الذي يجتاحه منذ أن فتح عيناه .. يحاول تذكر تفاصيل الأمس ولكن لا يوجد بذهنه شيء سوى بعض الاشياء الناقصة أهمهم نادين ! .
فتح الباب مضيقا عيناه من قوة الضوء وظهرت هي من خلف الباب ..
 

تم نسخ الرابط