رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


لترفع سبابتها أمامها محذرة
إياكي تعمليها يا جيرمين وتفتحي التليفون انا مفهمش في التكنولوجيا بس اعرف كويس ان تليفونك بمجرد ما هيتفتح هتلاقي البوليس طب فوق راسك ماتودنيش في داهية الله يخليكي. 
رددت سريعا تطمئنها
لا طبعا مټخافيش انا لا يمكن اضرك....
توقفت فجأة لتردف
بس انا ڼاري قايدة يا سوزي اعمل ايه في القهرة دي يعني تأذيني وفي الاخر برضوا هي اللي كسب كل حاجة. 

ضيقت المرأة عينيها وبدا على وجهها التفكير بعمق لتجاريها باهتمام قائلة
سبيها للظروف يا جيرمين مش يمكن تلاقي الفرصة اللي تخليكي ټنتقمي فيها على حق.
في الركن الذي اتخذته مكانا لها منذ سجنها في هذه الغرفة الكبيرة مع عدد من النساء المحتجزة على ذمة قضايا ما بين
مذنبة أو غير مذنبة او متهمة مثلها كانت مودة مفترشة الأرضية منزوية مع نفسها كالعادة وانظارها مرتكزة على من كانت السبب الرئيسي فيما حدث لها وقد علمت بكل التفاصيل من محاميتها التي تبذل الجهد المضاعف لأخراجها من محنتها الآن ټلعن غباءها كل لحظة لقد ثبت لها بالدليل القاطع الآن أن هذه الملعۏنة خبيرة ومعتادة على دخول السجون لقد فرضت شخصيتها منذ دخولها بل وجعلت عدد من النساء لخدمتها حتى من كن متربصين بها لم تتمكن واحدة منهن في الاقتراب منها.
ابلتي ابلتي هي البت دي مش ناوية تشيل عينها من علينا ولا ايه
قالتها احدى الفتيات الصغيرات ممن يجلسن بجوار فراشها الذي كانت مستلقيه عليه على الأرض.
رفعت ميرنا رأسها نحو ما تقصد لتنفث دخانا كثيفا من سيجارتها ثم عادت لوضعها الأول تجيبها
معلش يا سكسكة سبيها لحالها دي على الله حكايتها.
هي مين دي اللي حكايتها على الله
هتفت بها الفتاة ذات العشرين ربيعا تتابع بسخط
دي بت كهينة وشكلها لافقة على واسطة كبيرة دي من وقت ما هلت علينا هنا وما حد فينا قدر يقربلها الظابط عصام موصي عليها بالقوي يعني حتى استقبال المعلمة متعملش معاها ولا طالها اللي طالنا كلنا...
قالت الاخيرة ويدها تتلمس موضع الضړب على ذراعيها وضهرها استدركت لتصحح على الفور بهمس خفيض حتى لا يصل الصوت للناحية الأخرى
إلا انتي طبعا يا ست ميرنا سكتي الكل ولبستيهم طرح.
اظلم وجه الاخيرة وهذه الحقائق التي تتوضح أمامها دون بذل الجهد الأخرى اخذت تعاطف الجميع لينصب البحث عليها هي حتى تم الإيقاع بها القت بنظرة نحو الأخرى بطرف عينيها مدمدمة
والله عال يا ست مودة واحدة هبلة تلبسني قضية وادخل فيها السچن على اساس ان ابقى كبش فدا لكن وديني ومقصوصي ده ما يحصل.
في حديقة المنزل كانت الجلسة التي تجمع زهرة وابناءها مع رباب التي اشتاقت إليها في ضيافة كاميليا والتي كانت لا تكف عن الحديث في مواضيع شتى سعيدة بجمعتهم
طارق خلص الاجتماع من هنا وانا جريت على الحمام بسرعة رجعت كل اللي معدتي وفضلت ع الحال ده اروح واجي ع الحمام لحد اما لمېت نفسي وجيت ع البيت من غير ما اكمل اليوم. 
ما يمكن تكوني حامل يا كاميليا
قالتها رباب بتخمين منها ايدتها زهرة هي ايضا
اه والله وليه لا طب ياريت. 
ضحكت تردد بشعور مختلط ما بين الرفض وعدم الرفض
ياريت ايه انتي كمان انا اساسا محصنة نفسي يعني....
قاطعتها زهرة بتصميم
يعني ولا ما يعنيش ربنا لو رايد والله لو تعملي ايه هيحصل يعني هيحصل.
عقبت شقيقتها بابتهاج
حقة لو طلع تخمينا صح تشدي حيلك بقى وتجيبيلنا بنت تاني زي فريدة انا الإنتاج دا عاجبني اوي بصراحة 
القت زهرة بنظرة خاطفة نحو الصغيرة التي كانت تلعب بالكورة المطاطية حول اكبر ابنها مجد والذي كان جالسا بهيبته يتقبل دعابتها بصدر رحب لتقول بفخر
ديدة دي حبيبة قلبي عروسة ابني ڠصب عن والدها ووالدتها. 
طب وڠصب ليه بس ما احنا سلمنا امرنا لله بعد الفرمان اللي اصدره عامر باشا وقولنا امين هو احنا نقدر نعترض. 
قالتها كاميليا وانطلقت ضحكات الاثنين قبل ان تقاطعهم رباب سائلة بعدم فهم
فرمان ايه اللي اصدره عامر الريان 
تولت زهرة الإجابة وهي تطعم صغيرها الذي كان يتعلم السير حولها
ما تفهمي بقى يا رباب عامر باشا اصدر امره ان فريدة لمجد ومجد لفريدة. 
سمعت منها لتهلل ضاحكة
الله حلو اوي القرار ده عشان كدة بقولك يا كاميليا انا كمان عايزة الإنتاج ده عشان اجوزها لابني.
نعم يا اختي. 
هتفت بها الاخيرة باستنكار ضاحك لتنطلق عدة تعليقات مختلفة في المزاح والضحك بين الثلاثة قبل أن ينتفضن على صړخة عالية من أحد الصغار. 
نهض ثلاثتهن بارتياع نحو الجهة التى صدر منها الصوت حيث كان يتشاجر التوأم ابناء زهرة بجانب عمار الذي كان ما زال على حالته في الصړاخ بړعب متفاجئا پعنف الاثنان.
كانت كاميليا هي الأسبق في فض الأشتباك لتمسك بالولد وزهرة تمسكت بالبنت ليفصلاهما بصعوبة أما رباب فاحتضنت ابنها لتهدئته
بس يا حبيبي دول بيهزروا.....
صړخ رامي يقاطعها والذي كان يقاوم بين يدي كاميليا. 
مكنش هزار انا كنت بربيها. 
ردت رنا توأمته لتزيد من اشتعال غضبه
انا اللي انتصرت عليك على فكرة حتى بالأمارة طلعت شعرك في إيدي.
قالت الأخيرة رافعة كف يدها الصغيرة أمامه والتي التف حول اصابعها بعض الشعيرات الطويلة من شقيقها والذي ما ان وقعت عينيه عليهم حتى جن جنونه لېصرخ ويحاول الإفلات بكل قوته حتى يستطيع أن يفتك بها
هموتك يا رنا هقطعلك شعرك كله يا رنا .
صړخت زهرة على المربية التي أتت هي أيضا مجفلة على الصوت
يا دادة خديه الله يخليكي ونضيفيه جوا.
انصاعت المرأة لتحمله بصعوبة نحو مدخل المنزل وتوجهت زهرة لابنتها قائلة
حرام عليكي هتجيي جلطة لاخوكي من قبل ما يدخل الابتدائي حتى تعالي اما اغيرلك انتي كمان ونشوف طريقة نصالح بيها اخوكي.
حملتها على يديها قبل توجه خطابها لصديقتها
كاميليا خلي بالك من ظافر.
ردت الأخيرة وهي تتناول كف الصغير
روحي يا قلبي متقلقيش هي دي اول مرة يعني
لا طبعا مش اول مرة.
غمغمت بها زهرة وقبل ان تتحرك لفت نظرها عمار الذي كان ما زال يرتجف في حضڼ والدته لتعقب بإشفاق
يا عيني يا ابني اول فيها يشوف المناظر البشعة دي.
ضكت كاميليا هي الأخرى تضيف على قولها بسخرية
اول مرة يشوف فيها خناقة على حق معلش يا قلبي بكرة تتعود وتبقى زيهم.
عاد اخيرا بعد أن نهى جولته الميدانية اليومية وقد مر على جميع الأقسام ليجمع البيانات والمتطلبات الناقصة لهم بخطواته السريعة كالعادة حتى يأخذ مكانه على المكتب المقابل لها جارته القمر التي أرقت ليله وأطاحت بحكمته نهارا ليضحى كمراهق صغير نظرة واحدة من محبوبته تروي ظمأ اشتياقه وتعطيه جرعة من السعادة تدفعه لحب الحياة والعيش من أجلها.
دخل الغرفة ليتفاجأ بها تتحدث في الهاتف ويدها تعمل في لملمة الملفات التي أمامها
بتتكلمي جد...... يعني هي خلاص على كدة هتخرج
من براءة...... خلاص بقى يا مدام صفاء شدي حيلك معاها .
انتبهت لترفع رأسها إليه وتهديه ابتسامة ما أجملها رغم انصباب تركيزها مع محدثتها على الهاتف
وماله يا مدام لما تخرج بكفالة شدي حيلك انتي بس معاها واحنا ربنا يقدرنا ان شاءالله وندفعها اهم حاجة بس ان ميضعش مستقبلها..... تمام ربنا يباركلك. 
انهت لتلتفت إليه والابتسامة الساحرة ما زالت تزين ثغرها بادرها بسؤاله الفضولي
شكلك كدة في اخبار حلوة عن صاحبتك
صح.
تفوهت بها بغبطة تغمر قلبها لتردف مستطردة
اصلهم لجيوا الخاتم بعد ما ظبطوه عند ميرنا اتاريها هي اللي كانت سرجاه من شنطة مودة.
معقول! انتي بتتكلمي جد
قالها شادي بعدم استيعاب ورددت هي بتأكيد ويدها تضع الملفات التي رتبتها منذ قليل بداخل ادراج المكتب
والله زي ما بقولك كدة ربنا ۏجعها في شړ اعمالها الست دي انا عمري ما استريحلتها.
لم يغب عن شادي أن يذكرها
بخطأ الأخرى
والله وانا كمان بس عشان نبقى حقانين غلط صاحبتك هو اللي وصلها لكدة ياريت تاخد عظة من اللي حصل وتتعلم بقى .
أكيد وانا كمان معاملتي معاها هتبجى غير ومش بعيد اجطع معاها بس هي تطلع من مصيبتها.
علق بإعجاب ظاهر
برافو عليكي هو دا الصح هي دي صبا اللي انا عارفاها. 
دمدم بالآخيرة قبل ان يسألها باستغراب
طيب بتلمي الملفات وتعلقي شنطتك على كتفك ليه هو انتي وراكي مشوار 
ردت تجيبه بفرح انار وجهها وهي تتحرك للذهاب
اصل النهاردة خطوبة شهد في القاعة عايزة اروح اجف معاها ويدوب احصل ميعادي معاها في البيوتي سنتر. 
رغم حزنه لمغادرتها السريعة إلا ان السعادة التي كانت بادية على ملامح وجهها كانت تكفيه في هذه اللحظة ليحتفظ بها في مخيلته لباقي يومه لذلك كان رده السريع معها بود وأمنية يتمنى تحقيقها بداخله
الف مبروك لشهد وعقبالك انتي كمان.
في المساء 
دلفت لداخل القاعة بصحبته كما وعدها وقد كان مرتديا حلة كاملة بدون رابطة عنق يتبختر بتباهي قاصدا أن يلفت النظر إليه وهي تلف يدها حول ذراعه بفرحة تجعل قلبها يتراقص داخل قفصها الصدري لا تصدق ما العريس والتي يبدوا من هيئاتهم حجم الرقي والثراء لقد كان كريما معها اليوم لدرجة جعلته يتغزل في فستانها الحريري الذي اظهر جسدها الملفوف بروعة كما انعكس لونه النبيتي على زينة وجهها ليزيدها بياضا كما قال لها ووصفها ببطته ثم أخذها في سيارة صاحبه ليكمل فرحتها.
رغم بداية اليوم التي كانت بالسباب والتوبيخ منه إلا أنها تشعر ان هذا هو افضل أيامها مع انتظار ان القادم يحمل بجعبته الكثير لها مع ابراهيم حبيب طفولتها الذي سوف يصير ملكها عن قريب حينما تتزوجه
نقعد فين بقى 
سألها بنبرته الخشنة لتستفيق من شرودها وجاءت إجابتها بلهفة
احنا ممكن نقعد مع خالتي وامي اللي قاعدين على طرابيزة لوحدهم أو ممكن نقعد لوحدنا إنت ايه رأيك
نظر لها بطرف عينيه من مستوى طوله الذي يفرق عنها كثيرا ليقول
إيه ماكفاكيش اللف بالعربية
نفت بهز رأسها تردد بمرح
لا أنا عمري ما اشبع منك يا ابراهيم ولا من القعدة لوحدنا .
تصنع ابتسامة بزاوية فمه قد فعلها كثيرا طوال اللحظات التي مضت ليدعي لطفا زائفا
وانا كمان عمري ما اشبع منك يا بطتي بس كفاية بقي خلينا دلوقتي نقعد معاهم ليبقى منظرنا وحش 
قالها وتحرك بعدم انتظار رأيها ليسحبها معه نحو الطاولة التي تضم والدته ووالدته اخفت انزعاجها وغمغمت بتبرم
ويعني احنا كل يوم بنخرج ولا هما هيخافوا لما يقعدوا لوحدهم ياللا بقى بلا هم.
وفي الجهة الأخرى 
حيث تجلس نرجس بجوار شقيقتها التي لا تكف عن الحديث عن مظهر المدعوين وحجم الحفل وتكلفته وعمل المقارنات
شايفة يا نرجس القاعة مليانة رتب عاليا يالهوي مش دا الراجل اللي بيطلع في التليفزيون وبيظهر مع المذيع اياه يتكلم عن حالة الأمن في البلد يا مصيبتك يا سميرة انا جسمي بقى يتلبش. 
جسمك يتلبش ليه يامة مطلوبة في قضية
علق بها ابراهيم وهو ينضم ليجلس معهن ومعه أمنية فردت نرجس مؤيدة لها
متلومش عليا يا ابن اختي دا
 

 

تم نسخ الرابط