رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


دا شيء يخصني.
أومأ العامل برأس مطرقة بحرج ليتابع طريقه نحو الداخل يدمدم باعتذار اخر
حقك يا معلم حقك.....
استنى هنا ياض.
هتف بها إبراهيم مقاطعا الفتي ليوقفه امرا
استنى قبل ما تدخل جوا ولا تاخد حاجة روح ع القهوة اللي في اخر الشارع هاتلي كوباية شاي اتصبح بيها.
بس انا مقدرتش اتأخر المعلم عابد مستني الطلبية في الدكان عشان نظبط الحسابات والدنيا هناك.

قالها الفتى باعتراض على تخوف من نوبة ڠضب ابراهيم والذي ثار على التوقع هادرا بشراسة ووجه مقلوب
ما تولع الطلبية ولا تتنيل تستنى اخلص ياض هات كوباية الشاي وبعدها اعمل اللي انت عايزه انا أساسا قايم مخڼوق ونفسي افش خلقي في حد.
انتفض الفتى ليذعن صاغرا على غير ارادته وذهب لتنفيذ أمره مغمغما بكلمات حانقة وغير مفهومة.
تبع اثره حتى اختفى ليتناول من جيب بنطاله علبة السچائر والقداحة ليضع واحدة بطرف فمه يشعلها يسحب الانفاس منها بنهم ثم ينفث الدخان الكثيف في الهواء متذكرا سبب نومه هنا.
لقد كانت ليلة بشعة بكل ما فيها ليلة اعادت عليه ذكريات سوداء كان يظن أنه تجاوزها وتناساها
كلمة حريق هي أقل وصف لهذا الذي شعر به وقت رؤيتها بصحبة المتحذلق خطيبها المزعوم ملعۏنة وجميلة كسابق عهدها قديما مدللة أبيها التي كان يفتخر بها ويتسابق الجميع لنيل رضاءها حينما كانت حلم شباب المنطقة!
وقد كان أبلها بولهه بها كالبقية تحركه مشاعر غبية واحلام مراهقة وقد ظن أنه على وشك الفوز بها 
قبل أن تصدمه بعنجهيتها عليه وتقلب أيامه بچحيم رفضها......
وكانت القاسمة بعد رحيل والدها.....
الشاي يا معلم ابراهيم. 
هتف بها العامل يقطع عنه استرسال ذكرياته ليقترب منه واضعا الكوب الساخن ومعه قنينة ماء فاعتدل ينثر بطرف سبابته رماد التبغ المحترق من السېجارة وتناول الهاتف يفتحه اخيرا ليرى كم الرسائل والاتصالات المهولة من خيبته الأخرى أمنية بعدم اكتراث ضغط على الشخص الوحيد المهم إليه ليصله الاستجابة السريعة منها
ايوة يا ابراهيم انت فين يا بني ابوك قالب الدنيا عليك.
الوو ياما انا معاكي اهو بخير اطمني ايه الأخبار بقى
بداخل غرفة بأحد المستشفيات الحكومية القريبة من القسم تم تحويلها برفقة رجلين من الأمن بعد أن فشلو في إفاقتها وخشي الضابط ان يتحمل مسؤولية الإهمال عنها ليأمر بنقلها حتى يتم فحصها من قبل الأطباء اللذين قيموا حالتها بالضعف الشديد ويتم الأمر بحجزها حتى تستعيد عافيتها مع الإعتناء بها جيدا.
فكانت ميرنا أول الزائرين لها بعد الإفاقة بحجة الإطمئنان عليها مع وصلة من التوبيخ بلوم متقن
كدة برضوا يا مودة هي دي عملة تعمليها فيها ولا دي جزاة تعبي معاكي تخلي وشي في الأرض ليه بس يا مودة حرام عليكي. 
على سريرها الطبي الذي كانت جالسة عليه بنصف نومة ونصف جلسة متكئة على الوسادة القطنية من خلفها تضغط على عينيها پبكاء حارق ومستمر صامتة لتهتف بها الأخرى بعدم اكتراث لحالها
ما تردي يا مودة سيباني اتكلم واهاتي مع نفسي ايه بقى هي القطة أكلت لسانك
جاء رد الأخيرة وهي تمسح بطرف كوم فستانها الجديد لتلطخه بالدموع العالقة على وجنتيها وما ينزل من أنفها وقد ذهبت زهوته وفرحتها به بما وصلت أليه الان بسببه
يعني عايزاني اقولك ايه بس يا ميرنا والله ما كنت اقصد ولا كنت عايزة اسړق من الأساس.
قاطعتها ميرنا لتقول متهكمة بتصنع الانفعال في قولها
يا سلام... ولما هو كدة مين بقى اللي جابتها الكاميرات وهي بتحط خاتم الست في جيبها الماظ يا مودة بتسرقي خاتم الماظ.
يا ستي والله ما اعرف انه الماظ. 
صړخت بها لتتابع بحړقة
دا انا حتى حطيته في جيبي ونسيتوه روحت البيت وقلعت الجاكت وسط الغسيل ونمت وما افتكرتش غير تاني يوم وحتى ملحقتش ادور عليه والقاه على الأقل كنت نجدت نفسي وخلصت. 
بانتباه شديد ادعت ميرنا لهفتها في حديث الأخرى لتجد لها حلا سريعا
طب ما احنا فيها اهو ابعتي لستك تدور وتجيبوا وتنقذك 
ابتسامة مريرة ارتسمت على ملامحها ليخرج صوتها بأنين موجع
ستي مين اللي قولها ستي مين بس دي لو عرفت مش بعيد تاخده وتكتم عليه انتي متعرفيهاش دا حتى لو كلفت حد يروح ويدور هناك مش بعيد تعمله ڤضيحة وتلم الشارع مينفعش حد يدخل الأوضة غيري. 
اااه
أومأت بها ميرنا بهز رأسها لتطرق برأسها تدعي تفكيرا عميقا في هذه المعضلة قبل أن ترفع رأسها إليها قائلة
طب معنى كلامك كدة يا مودة ان انتي لازم تخرجي ودي متنفعش غير بتنازل الست ناهد بس دي بقى هنعملها ازاي 
علقت مودة بلهفة الغريق الذي يتعلق بقشاية
كلميها يا ميرنا وقوليها ان مودة هتقلب الدنيا وتخرجه.
عوجت المذكورة ثغرها لتحدجها بنظرة لائمة تردد
أكلم مين يا مودة هو انتي سبتيلي فرصة مع الست اللي طول عمرها بتحلف بأخلاقي وبأني زبونة مميزة عندها دي بعد اللي حصل جات عندي وهزئتني إن جيبتلها واحدة حرامية لدرجة انها كانت هتلبسني في
المصېبة معاكي ولا انتي فاكرة ان قضيتك ما لطتنيش دا انا اتحقق معايا من قبل ما يجبوكي ولولا الظابط شاف الفيديو وعرف اني بريئة لكان زماني دلوقتي مشرفة معاكي.
بخيبة أمل ويأس شل تفكيرها دمدمت مودة بسذاجة تتأسف لها
انا أسفة يا ميرنا اني عرضتك لكل المشاكل دي سامحيني.
تنهيدة كبيرة طردتها ميرنا من صدرها تدعي الأسى لحال الأخرى قبل أن تجفلها فجأة بقولها
على فكرة صح يا مودة مدام ناهد دي مجرد مستأجر للمحل لكن المول نفسه بالهيلمان دا كله ملك عدي باشا.
بعدم فهم ناظرتها مودة باستفهام
عدي باشا بتاعنا...... طب ايه يعني هو ممكن يطردني لو عرف..... ولو انتي قصدك ايه بالظبط
تراقصت مقلتيها بحركات غير متزنة لتجيبها بمكر
بصراحة مش عارفة انا بفكر معاكي اهو......
الا صحيح هي صبا معرفتش بموضوعك
قالت الأخيرة بنبرة مختلفة عن الباقي لم تنتبه لها مودة التي اجابتها بعفوية وعدم تركيز
لا طبعا وهتعرف ازاي يعني هو انا شوفت حد من الصبح غير الظباط والدكاترة.
في طريقها نحو الذهاب بعد أن سألت عن مودة وعلمت بأن الوضع على ما هو عليه في حالة الغموض المحيطة بغيابها كان القلق ينهش قلب صبا التي كانت لا تكف عن المحاولات البائسة في الاتصال بها حتى كادت أن تصطدم بأحدهم قبل أن تملك زمام امرها متراجعة في الوقت المناسب لتردد بالإعتذار قبل حتى أن تنظر عينيها الرجل
أنا اسفة.
مفيش داعي للاعتذار محصلش حاجة اصلا.
بلكنته الراقية وهذه النبرة التي أصبحت تعلمها رفعت رأسها إلى صاحب الصوت لتلتقي عينيها الجميليتن بعينيه المتصيدة خضراء لكن عميقة على قدر صفاء اللون بها على قدر الغموض في عمقها وجرأتها يخاطبها وكأنه على صلة بها منذ سنوات عديدة
عاملة إيه يا صبا 
تمتمت ترد باقتصاب بغرض اختصار الحديث كي تذهب
الحمد لله يا فندم عن......
عامل ايه شادي معاكي مستريحة في الشغل معاه
مقاطعتها المقصودة وسؤاله المباغت لها جعلها تجيب بتحفز غير مبالية
الحمد لله يا فندم مستر شادي من احسن المديرين هنا يارب بس اكون انا على قدر المسؤلية معاه.
بشبه ابتسامة جانبية رمقها بها ولم تعرف تفسيرها لتشعر بعدم الارتياح حتى تدخلت رئيسة القسم التي أتت فجأة وبصوت ظهر فيه الإهتزاز ذلك لدهشتها بحضور رجل الأعمال وصاحب الفندق بنفسه إليها
يا أهلا يا فندم نورت القسم كله اا تؤمر بأي شيء يا عدي باشا.
أومأ لها برأسه وقبل أن يهم بالرد عليها سبقته صبا من أجل أن تنصرف
طب عن اذنكم .
استني يا صبا.
اوقفها من قبل أن تتحرك ليباغتها بقوله الغير متوقع
كنت عايز اهنيكي بثقة مستر شادي انه اعتمد عليكي اخيرا في تجميع البيانات .
توسعت عينيها بإجفال غير مصدقة تركيزه معها في هذا الأمر وفي هذه النقطة بالذات فكان رد رئيسة القسم هو الأسبق لها
لا يا باشا شادي مغيرش النظام دي صبا كانت جاية تسألني عن واحدة صاحبتها .
اممم صاحبتها.
قالها بلهجة ساخرة متهكمة لتثير بداخلها الحنق لفعله الغير مبرر.
فاض بها فتحركت على الفور تكرر استئذانها للإثنان كي تغادر تاركة في المكان اثر عطرها الرقيق فتظل عينيه معلقة بطيفها حتى اختفت غير منتبها لحديث المرأة التي كانت ټموت في جلدها خوفا من هذه الزيارة الغريبة.
انتهت اخيرا من تجهيز نفسها بعد فترة طويلة من البحث بين اكوام ملابسها حتى اختارت شيئا قديما من خزانتها يناسب خروج انسة مع خطيبها بنطال جينز مناسب وعليه سترة نسائية لم ترتديها منذ فترة طويلة ولكنها كانت رقيقة لتظهر قدها الممشوق بنعومة كانت تدفنها اسفل ملابس الرجال والتي لا يصح ارتدائها الان على الإطلاق هي ليست بقليلة الذوق حتى لا تعرف التعامل في مثل هذه المواقف المستجدة معها حتى تعتاد على الأمر أو بالأصح تعود لعهدها القديم.
أطلقت شعرها لخلف ظهرها متخلية عن الربطة الكئيبة بشړة وجهها لم تفعل بها الكثير سوى انها وضعت كريم الأساس الذي علمتها عليه صبا ليلة أمس وخط الكحل الرقيق ثم لون الشفايف وضعته بصعوبة بالكاد يظهر عن اللون الطبيعي كانت ترى نفسها مرضية إلى حد ما حتى فاجئتها رؤى التي اقټحمت الغرفة مهللة
ايه الحلاوة دي
على أثر الصوت المفاجئ انتفضت شهد مجفلة لترد بتوبيخ
اخص عليكي كدة برضوا تدخلي الاوضة ھجم وتخضيني مش عوايدك دي يا رؤى
تبسمت الأخيرة لترد وهي تتقدم نحوها بابتهاج خالطه الانبهار والإعجاب
إنا اسفة يا قمر لو كنت خضيتك بس الباب كان مفتوح والله وانا دخلت عشان اندهلك يعني داخلة على غرض بس ايه الجمال ده اقسم بالله انا كنت عارفة انك طلقة وصاروخ ارض جو كمان.
ياااه.
تمتمت بها شهد بخجل تخفيه لتتابع بإنكار
مش لدرجادي يعني! قولي كويسة وخلاص.
كويسة وخلاص!
قالتها رؤى بابتسامة خبيثة تتلاعب على محياها لتلتف حولها تتأملها يمينا ويسارا وتردد بمرح
يا باشا ما هي لو كانت كويسة وخلاص أو عادية مكانتش طلعت من قلبي كدة دا انتي هتقلبي الشارع برا لما تخرجي والناس تشوفك لكن البلوزة دي متهيألي ما بتلبسيهاش خالص قبل كدة كذا مرة اشوفها في الدولاب عندك وافتكرها ضيقة ولا مش عجباني وعشان كدة سايباها دا غير البنطلون كمان...... ايه ده يا عم!
بارتباك ملحوظ ظهر في حركة يدها المضطربة ردت شهد وهي تمررها داخل خصلات شعرها المسترسل كالحرير معها
ااا هي فعلا كانت معايا من فترة طويلة ويمكن أكثر من سنة كمان كنت اشترتها في مرة كدة لكن مجاتش فرصة البسها ما انتي عارفة انا معظم مشاويري شغل... 
لم ترد رؤى وظلت تتمعن بها بأعين تلمع بالفرحسعيدة بهذا التغير المفاجئ لشقيقتها والتي عبست بوجهها كي تسألها بجدية مصطنعة
مقولتش بقى ايه اللي دخلك ھجم كدة وكنت جاية تندهيلي على إيه
استدركت فجأة لټضرب بكف يدها على جبهتها بتذكر قائلة
يا نهار ابيض اه صحيح دا انا نسيت اقولك اصلي البشمهندس وصل برا ومستنكي
 

 

تم نسخ الرابط