رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
عنيك من غير ما تراعي المصلحة العليا للمكان اللي بتاكل منه عيش.
بالغ في افراغ سخطه في الاخر والذي فاض به ليرد مكفهر الوجه غير عابئا بمركزه
عدي باشا ارجوك انا مش موظف صغير ولا تحت التمرين عشان تعاملني بالأسلوب ده على العموم انا اتصرفت في حدود السلطة اللي بتمناحهالي وظيفتي ولو حضرتك شايف ان في تعدي أو تقصير مني تقدر اوي ترفدني عن اذنك.
عدي باشا دا انا كنت حالا هتصل بيك وابشرك اللي انت أمرت بيه تم وتمام التمام المحروسة أدبوها صح.
زفر بشعور يقارب الإرتياح والتشفي قائلا
على مقاعد الانتظار في الردهة الشاسعة بالمشفى كانت مستريحة واضعة برأسها على كتف ذراعه وكفها داخل كفه يغمرها دفئه وصوته الحنون يبث بداخلها الأمان
مش عايزك تخافي من أي شيء تاني يا شهد انا جمبك وعمري ما هسمح لأي حاجة تاني تأذيكي بس كمان انتي لازم تثقي فيا!
اعتدلت برأسها تخاطبه باستغراب
ليه بتقول كدة يا حسن هو انت شايفني مش واثقة فيك
بلاش اتكلم يا شهد وانتي لسة في الحالة دي انا ماسك نفسي بالعافية.
لا يا حسن متمسكهاش اتكلم وطلع اللي في قلبك.
قالتها بأسلوب أجبره على الرد فقال يكبح بصعوبة مشاعر الڠضب المتأججة بداخله
لو ع اللي في قلبي ف انا زعلان منك يا شهد عشان كان لازم تبلغيني قبل ما تتحركي أو على الأقل كنتي ادتيني فكرة يعني لو مكنتش أمنية موجودة في الوقت ده لا قدر الله الله أعلم وقتها كان هيحصلك ايه مع الحيوان ده.
وصلها مقصده واستدركت اخيرا لما غفلت عنه في غمرة الأحداث المتوالية لديه كل الحق في أن يغضب وهي من واجبها الاعتذار يكفيها لحظات الدعم التي لم يبخل بها عنها ولو لحظة من وقت قدومه لنجدتها سابقا رجال الشرطة ورغم كل ما يحمله من عتب نحوها.
سامحني يا حسن بس انا دماغي وقفت ساعتها عن التفكير وكل اللي كان هامنني هو اختي.
تقبل أسفها بتفهم قائلا
شيء طبيعي إن يبقى دا إحساسك بس اللي مش طبيعي هو صفة الاستقلالية اللي لسة متمسكة بيها حتى بعد مابقينا واحد انا وانتي افهمي بقى ان كل اللي يهمك يهمني واللي يسعدك يسعدني واللي يحزنك يحزني انا كمان اقتنعتي بقى يا شهد
قالتها ثم لفت ذراعيها حول ساعده لتعود إليه وتريح رأسها على حصن أمانها ومصدر السعادة الذي كان مخزنا في انتظارها.
بداخل الشرفة التي دخلتها خلسة وقفت تنتظره على حسب الاتفاق بعد أن اتصل بيها يريد رؤيتها ضروري لم تكمل دقيقة حتى أتى إليها مسرعا ليتوقف فجأة ينظر لوجهها البهي والذي اشتاق إليه بصورة موجعة طوال الساعات الماضية بعد أن حرم من رؤياها.
القى التحية بقلب يضرب كمطارق في صدره
مساء الفل والورد والياسمين.
تبسمت بخجل لتزيد من عڈابه بصوتها الذي يهمس برقة
مساء الخير عامل ايه بجى
رد بوجه عابس كطفل
أناا أنا في حالة ما يعلم بيها غير ربنا يا صبا قاعد على ڼار مستني كلمة من والدك يا يحيني يا يموتني.
بعد الشړ عليك.
تمتمت بها بدون تفكير واستدركت حين رأت ابتسامته لتتراجع سريعا مردفة
انا جصدي يعني متفولش على نفسك.
زاد اتساع ابتسامته مع انتباهه للمحة الخجل التي اعتلت تعابيرها فقال بنفاذ صبر
وبعدين بقى الله يرضى عنك حاولي معاه خليه يريحني خليني أدخل البيت من بابه بدل ما انا عامل كدة زي العيال المراهقين.
بابتسامة مستترة عادت لمكرها تلاعبه
وه واحاول كيف معاه يعني ما انا جولتلك من الأول الرأي رأي ابويا أنا مليش كلمة.
صدرت الاخيرة بدلال جعله يردد خلفها بتسلية
يا شيخة اه صح ما انا مصدقك بس برضوا يا صبا مفيش ضرر تحاولي مع السيد الولد او الست زبيدة وتحنوا على جاركم الغلبان دا انا حتى ابويا مېت والله وامي ست تعبانة.
اومأت تحرك رأسها بتفاهم وهي تضحك بصوت مكتوم حتى ظهرت أسنانها البيضاء وهو يشاركها بابتهاج يكاد يوقف قلبه من السعادة حتى انتفضا الاثنان على الصوت القريب لوالدها فارتد للخلف بظهره يومئ لها بكف يده لتعود هي الأخرى قبل أن يدخل والدها اذعنت لأمره ولكن وقبل أن تخرج من الغرفة تفاجأت به يدفع الباب ويلج اليها ليخاطبها متفاجئا هو الاخر ويسألها
صبا بتعملي ايه يا بت هنا في أوضتي
أخفت ارتباكها لتجيبه بلهجة تبدوا عادية
ولا حاجة يا بوي انا كنت بس بطبج الهدوم واحطها في الدولاب عن اذنك.
هربت على الفور من أمامه وظل هو يطالع اثرها لفترة من الوقت قبل أن ينتبه على ستائر الشرفة المفتوحة ليعض على لسانه ويغمغم بفراسة اختلطت بغيظه
اه يا بت ال... الفرطوس
بعد تناول وجبة الغذاء وفي جلسة عائلية ضمت
الأبناء مع والديهم لارتشاف الشاي الذي أعدته صبا والذي أثنى عليه شقيقها الأكبر قائلا بمزاح
الله يا بت يا صبا كوباية حبر تعدل المزاج صح هو
دا بس اللي فالحة يا مضړوبة الډم.
ضحك الجميع وردت هي تقارعه بشقاوة
حرام عليك يا حجازي يعني هي دي فكرتك عني طب مخدتش بالك من طبج السلطة اللي عملته والا اللحمة اللي حمرتها لحد السمنة ما نترت على يدي.
قهقه خلفها مع الباقين ليعلق ساخرا
لا كتر خيرك يا ستي ظلمتك انا يا بت ابوي مكنتش اعرف انك اتطورتي كدة .
تدخل فراج يردد بمناكفة لا يتخلى عنها ابدا في التعامل معها
انا من يومي اجول عليها خايبة ولا عمرها هتفلح اهي دي نتيجة الجلع.
سمعت منه واحتدت ترد على قوله بغيظ رغم الابتسامة الذى غزت افواه الجميع
لم نفسك يا فراج وبطل غلاستك ولا انت ټموت لو ناكشتني
ضحك يكيدها مرددا
اديكي جولتيها بنفسك انا بستمخ لما انكشك بس كمان انا مغلطتش انتي لازم تتعلمي حتى عشان لما تروحي بيتك تخدمي نفسك وجوزك الحلا والجمال مش كل حاجة يا بت أبوي.
التوى ثغرها بحنق لا تقوى على الجدال معه في هذه النقطة التي اقتنعت بها منذ فترة طويلة ولكن تعلمها يسير بصورة بطيئة مع محاولات الفشل المتكررة منها.
تدخل حجازي يلطف بدعابة
لا ما هي لو خدت اللي بيحبها هيصبر عليها ويفوتلها يا واد ابوي مش جالك المثل حبيبك يبلعلك الظلط وعدوك يتمنالك الغلط.
اومأت زبيدة تدلي بدلوها هي الأخرى لكن بمكر.
ايوة يا ولدي خصوصا كمان لما يكون عارف الصفة دي عنها من الأول ومع ذلك راضي وموافق.
أومأ حجازي بغمزة بطرف عيناه مرددا بمغزى
ايوة بجى يا ست زبيدة وكمان لما يبجى واجع على بوزه هتعك كد ما تعك برضوا هيجول الله.
رمقته باندهاش اختلط بخجلها الذي كان واضحا كضوء الشمس رغم محاولاتها إنكار ما وصل بذهنها
متابعة القراءة