رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


خلاص يبقى متريحمش ولا تطلق غير لما ترسوا على اتفاق يكون في صالحك الأمور دي ملهاش الاستعجال.
كان في انتظار المصعد حينما شعر بحضورها الطاغي وقد هلت الرائحة المسکية لتدلل أنفه ليتنشقها بنهم حتى اقتربت لتلقي تحية الصباح بصوتها الرقيق
صباح الخير.
الټفت بوجهه إليها يرد إليها تحيتها
صباح الخير يا صبا عاملة ايه

اومأت بهز رأسه تجيبه بفتور ازعجه
الحمد لله تمام .
تركزت ابصاره عليها ولم يقوى على رفع عينيه سوى بعد ان توقف المصعد وانفتح الباب الأليكتروني لتلج بداخله هي اولا ومن بعدها هو .
نظرت إليه باستغراب وهو يضغط على الرقم الأرضي لتساله بفضول لم تقوى على كتمانه
إنت هتنزل عادي في الأنساسير
تبسم يجيبها باندهاش
وفيها ايه يا صبا هي دي اول مرة ان انزل في الأسانسير
اهتز كتفيها لتردف 
بصراحة انا كنت فاكراك پتخاف من الأماكن المغلقة عشان كذا مرة اشوفك بتنزل السلم على رجليك خمس ادوار كنت بتصعب عليا بجد.
افتر ثغره باتسامة عريضة حتى ظهرت غمزة صغيرة على وجنته اليسرى كانت لاول مرة تراها من هذا القرب فتابعت بسؤاله
ايه اللي كان مانعك عنه
اطرق برأسه والابتسامة ما زالت تزين ثغره بماذا يجيبها ايخبرها بأنها كانت السبب الدائم في الإبتعاد عنها حتى لا ېحترق بوهجها الجذاب أما الان وقد صار ما قد صار حتى اصبح يسلتذ عڈابه في قربها لم يعد فارقا له أي شيء.
حينما طال انتظار إجابته استسلمت صبا لإحباطها للأ تزيد عليه في الإلحاح وخيم الصمت بينهما حتى
خرجا من المبني فتوقفت هي في انتظار الحافلة التي كانت على وشك الوصول وتوقف هو بجوار سيارته مستندا بذراعه على سطحها يتابعها بعينيه وهذا السؤال الملح برأسه بعد حديث شقيقته يجعله في حالة من عدم الإتزان على الإطلاق يداعبه الأمل وېقتله شعور اليأس أن يكون كل ذلك مجرد أوهام برأسها هي تمتم الاستغفار يناجي من الله الصبر في انتظار الرأي الأكيد من شقيقته والتي وعدته ان تفاتحتها بأسلوب غير مباشر حتى تعرف رأيها.
وصلت الحافلة التي تقلها نحو جهة عملهم وتنفس هو الصعداء ليرفع رأسه نحو السماء متمتما
يااارب
وفي داخل قسم الشرطة
كانت ميرنا تهتف بشراسة المدافع عن نفسه ولو حتى ضبط متلبسا بجرمه
الكلام دا كله غش انا مش هسكت انا لا سړقت ولا اعرف أي حاجة عن الخاتم ده دا أكيد واحد من المخبربن حطهولي. 
ضړب الظابط المكلف بالتحقيق معها ليضرب بكفه على سطح المكتب ليسكت مهاتراتها
احترمي نفسك يا بت انتي وخلي بالك من كلامك بدل ما ازود عليكي پتهمة تانية.
ردت پعنف غير ابهة
زود يا باشا على كيفك ما هي بانت لبتها المحروسة اللي لابساها القضية أكيد ليها واسطة جامدة ولا تبع حد فيكم عايزين تخرجوها هي وتلبسوهاني انا
كز عصام على أسنانه يكبح نفسه على التلفظ بلفظ قبيح ردا على تبجح هذه المرأة وتكلف قائلا بصعوبة جمة
انا مش هفضل ماسك نفسي كتير على قلة أدبك دي خلي بالك عشان دا كله بيكوم عليكي.
قالها وانتفض فجأة على دخول رئيسه وهو يردد بمرح
صوتك طالع ليه يا عصام براحة يا حبيبي لأعصابك تتعب.
وقف الاخير يقول باحترام وهو يبتعد عن كرسيه خلف المكتب ليحل محله الاخر
اتفضل يا أمين باشا وشوف بنفسك الهانم طايحة في الكل ولا اكن مالي عينها حد.
القى الاخير بنظره نحوها وهو يفتح في الحاسوب الذي قد دخل به يناكفها بتلاعب
ليه يا ميرنا تزعلي عصام وتطلعيه عن شعوره هو ذنبه انه بيتعامل معاكي بأدب يا بنتي.
صاحت تواصل استعراضها
انا بدافع عن نفسي يا باشا البت مودة هي اللي اتظبطت بالخاتم والكاميرا جابتها في المحل وهي بتصورها يبقى اشيل عنها ليه
عشان انتي كمان الكاميرا صورتك.
قالها وهو يلف نحوها الشاشة ليتابع بحزم
مش دي برضوا مودة اللي خدتيها على مطعم التيك اواي بعد ما لففتيها ع المحلات عشان تلطشي منها الخاتم اول اما قامت بس وسابت الترابيزة عشان تدخل الحمام انتي دي ولا واحدة غيرك.
جحظت عينيها تناظر الشاشة التي أتت بصورتها من زاوية بعيدة ولكن بفعل التكنلوجيا الحديثة قد قربت المشهد لتبدوا واضحة بشكل جلي وهي التي ظنت ان هذا الجانب من المطعم يخلوا من أي كاميرات وقد كان كذلك ولكن هذان الملعۏنان قد كشفا الأمر بالبحث وراءها هي عن قصد.
ساكتة ليه يا ميرنا ما تردي
عقب بالسؤال عصام حينما طالت في المشاهدة رفعت رأسها إليه تطالعه ببغض وكره استفز أمين ليعلق هو أيضا
براحة ع الراجل لتحرقيه الأولى دلوقتي انك تفكري في حل للمصېبة اللي وقعتي نفسك فيها. 
هتفت باستمرار في الإنكار
برضوا انا مصرة على رأيي ومش هتكلم بأي حرف تاني غير لما يجي المحامي بتاعي.
زي ما تحبي.
قالها أمين ببساطة وهو ينهض عن مقعده ينادي على رجل الأمن
مدبولي تعالى خد البت ووديها الحجز.
ادخلي يا بت.
هتف بها الرجل وهو يدفعها پعنف لتلج بداخل الغرفة الممتلئة بالسجينات توقفت بجوار الباب تلقي بنظرها على زمرة النساء التي كانت تفتحصها بتمعن كعادة متبعة مع كل وارد جديد خصوصا إن كانت امرأة بهيئتها الأنيقة وملابسها النظيفة. 
يا أهلا بالروايح الحلوة.
عقبت بها إحداهن وقد كانت متكئة على وسادتها القطنية بابتسامة اظهرت سنة مکسورة في الأمام.
طالعتها ميرنا بقرف قبل ان تتجه بأنظارها نحو الأخرى والتي أتت تقترب منها بسېجارة تدخن بها
شكلنا كدة هنتسلى ولا إيه
زمجرت پعنف تنهرها قائلة
تتسلي مع مين يا بت لا إصحي ياما دا احنا على قديمه ميغركيش اللبس النضيف دا أكل عيش يا عنيا.
خبئت الإبتسامة بوجه المرأة وبدا على هيئتها التوجس فتابعت لها بتوحش
حاولي يا بت تقربي عشان اشوهك واخليكي تتحصري على اعز ما ليكي.
على الفور تراجعت المرأة من ټهديدها لتعود إلى الأخرى والتي ظلت على ابتسامتها الغريبة تناظرها ببرود وحدجتها هي بتحدي فهي الأعلم بالتعامل مع هذه الأصناف بخبرة اكتسبتها منذ صغرها.
ولكنها التفتت فجأة وقد شعرت باقتراب واحدة أخرى لترتد مجفلة بأقدامها للخلف فور أن تبينت بصاحبة الهيئة الصغيرة وقد كانت تطالعها بعدم تصديق لتتمتم بذهول
إيه ده معقول ميرنا
ترجلت من سيارتها لتعدو بخطوات مسرعة نحوه وقد كان ينتظرها في أحد المواقع الخالية والتي تم الانتهاء منها وتسليمها إليه اعتدل في وقفته ليتلقفها من وسط المسافة
بادرته بالحديث سائلة
صباح الخير يا حسن قلقتني.
بابتسامة مشرقة استقبلها مرحبا
صباح الفل يا روح حسن ليه القلق بس
ردت وصدرها ينهج بلهاث لم يهدأ حتى الان
ازاي يعني مقلقش وانت بتقولي لازم وحالا تيجيني عشان نتكلم على انفراد وفي يوم زي ده وانت عارف بالبلاوي اللي ورايا.
بس متقوليش بلاوي. 
قالها مناكفا وهو يسحبها من يدها ويسير بها مستطردا
سمحيني لو كنت خضيتك بس انا فعلا والله عايزك في موضوع مهم.
توقف بها اسفل مظلة شمسية ليجلسها على احد المقاعد وهو انضم على الاخر مقابلها سألته بقلق
الموضوع ده بخصوص الخطوبة
نفى برأسه يجيبها
لا طبعا مالوش دعوة بس هو في حاجة تخصها.
سألته بفضول يكاد أن يفتك بها
إيه بقى هي الحاجة دي اللي تخص الخطوبة
تنهد بتفكير عميق يبحث عن مدخل جيد للحديث في هذا الأمر الصعب يشفق عليها من مجرد الذكرى فكيف له أن يناقشها به حبيبته القوية التي تتلبس هيئة الرجال وتتعامل معهم بندية مر عليها من الماسي ما يكسر الظهر ويثبط الهمة وېقتل الروح حتى صار من الطبيعي أن تستلم ولكنها قاومت وجابهت بشجاعة تفوق اعظم المحاربين.
عادت للسؤال مرة أخرى لتخرجه من شروده
حسن انت ساكت ليه قد كدة الموضوع صعب
اقترب منها ليتناول كفها يخاطبها بهدوء وقد حسم أمره
شهد من البداية كدة انا كنت عايز أسألك انتي واثقة فيا
قطبت تناظره بدهشة تبادله السؤال بسؤال
ليه بتسأل يا حسن انت وقعت قلبي على فكرة.
سلامة قلبك.
تفوه بها يلثم اعلى كفها بقبلة رقيقة مستطردا
يا حبيبتي انا بسألك عشان بس اتشجع وافتح قلبي معاكي اطمني بقى ومتقلقيش. 
ناظرته بحيرة لبعض اللحظات قبل ان تجيبه بصدق
وانا لو عندي ذرة شك واحدة فيك كنت قبلت بيك وبخطوبتك انا واثقة فيك يا حسن ومش بس ثقة لا دا اضمنك بعمري كله كمان.
كلمات قليلة لكن أتت عليه بفعل السحر ارتخت اعصابه ليرد بابتسامة متسعة وقد غمر قلبه الراحه نحوها
مدام طمنتي قلبي كدة يبقى هتفهمي اللي هقوله وهتريحيني!
....
في ذاك المطعم القريب من منزلهم وذلك في البلدة التي يسيطر عائلتها على معظم المنشات التجارية الهامة بها كان جالسا حول طاولة وحده ينتظرها بعدما ضافت
به كل سبل التفاهم مع جدها المصر على رأيه في الاحتفاظ بحضانة الأطفال پغضب شديد كان يرتشف قهوته وقد أهلكه كثرة المفاوضات والتعنت في فرض الشروط القاسېة حتى على حق الرؤية يساعدهم امتياز المسافة الكبيرة بين الدولتين.
ارتفعت عينيه نحو المدخل يطالع هيئتها الجديدة وهي تخطو بثقة أمامه ترتدي فستان من اللون الأزرق انساب على جسدها الرشيق حتى بدت كعارضات الأزياء والشعر الحريري المصفف بعناية على زينة وجهه الرقيقة لتبدوا في غاية الجمال.
ابتسم ساخرا بزواية فمه يتذكر أن هذا الإنبهار بمظهرها قد كان سببا رئيسيا لموافقته لوالدته في الإرتباط بها قبل ان يرهقه صقيع العيش معها في زواج استمر لعدد من السنوات أثمر في إنجاب طفلين وهي على حالها لم تتغير بل وساهم برودها في اتساع الهوة بينهم حتى صار كبعد البلدين.
مساء الخير .
قالتها فور أن توقفت أمام الطاولة نهض عن مقعده أتباعا لقواعد الإتيكيت التي يحفظها عن ظهر قلب ليستقبلها بابتسامة مصطنعة في رد التحية ومصافحتها قبل ان يدعوها لتجلس مقابله ثم بدأ في الأسئلة الروتينية المحفوظة
عاملة إيه يا ميسون وعاملين ايه الولاد
ردت بلغتها التركية رافعة ذقنها للإمام
أنا بخير يا عدي كما تراني الان.
كز على أسنانه يحجم الانفعال من البداية معها فدمدم بتحذير
كلميني عربي يا ميسون مش عشان ما انتي في بلدك دلوقتي هتنسي اللغة اللي اتعودتي عليها بقالك سنين
ظهر الحنق على قسماتها لتردف پقهر مكتوم
وماله لما اكلمك بلغة بلدي او حتى امشيك على قواعدها ما انا بقالي سنين معاك في بلدك وبتكلم بلغتك وبتبع كل اوامر والدتك حتى وانت هاجرني بالشهور مرمية زي الكرسي اللي قاعدة عليه دلوقتي.
اشاح بوجهه عنها يزفر انفاس متسارعة كي يهدأ من عواصفه يمنع نفسه عن التلفظ برد قاسې وكي يمتص ڠضبها قليلا فهذه البداية غير مبشرة على الأطلاق.
بعد لحظات قليلة استعاد توازنه ليقول بلهجة هادئة نوعا ما
ميسون انا اتصلت بيكي وطلبت أننا نتقابل عشان نلاقي حل وسط مش عشان نتخانق
على نفس الوتيرة التي لم تهدأ داخلها ردت بتحفز
وماله لما نتخانق هتصدق لو قولتلك اني ياما اتمنتها دي ما هو معنى اننا نتخانق يا عدي يبقى في فرصة للصلح والتفاهم بعدها.
عادت بجذعها للخلف على مقعدها تتابع
لكن انت مش عايز كدة صح عايز
 

 

تم نسخ الرابط