رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
وهذا الصمت منه دون أي إعتراض أو مجادلة على غير عادته وكأنه متقبل تقريعه فتابع
كان ممكن اقدر موقفك رغم اعتراضي على الطريقة الكارثية بس دا لو كنت هتحافظ عليهم وتعوضهم عن افتقاد والدتهم مش تتجوز وتعيش حياتك وتدمرهم.
زفر عدي يخرج دفعة من الهواء المشحون بإحباطه ورد مصححا
معدتش في جواز خلاص يا مصطفى دي كانت فكرة وراحت لحالها أهم شيء عندي دلوقتي هو الأولاد
سأله بتوجس رغم ارتيابه لهذه النبرة المنهزمة وأتت الإجابة تزيد من حيرته
لا يا مصطفى مش هسيبهم ولا هسيب مراتي طمن قلبك.
تحرك بخطوتين ليقف بجوار إحدى أشجار الحديقة يضع كفه على جزعها ليردف بتنهيدة خرجت من العمق
أنا خلاص عرفت نصيبي وحمد لله نصيبي مش وحش للدرجة اللي تخليني اهرب ولا اصر على الفراق أينعم انا كان نفسي في الحب..... أعيش المشاعر اللي كنت بشوفها دايما في عنيك انت ومراتك...... بس خلاص بقى.
إنت قولت ان نصيبك مش وحش وانا شايف إن دي كلمة قليلة عليه لإنك في نعمة يا عدي مراتك وولادك من أروع ما يكون ولو ع المشاعر اللي نوهت عنها فدي تقدر تخلقها مع ميسون بكل سهولة خصوصا وانا عارف كويس انها بتحبك يعني في انتظار إشارة بس منك وتلاقيها فكت جمودها بل وسلمت كل حصونها ليك ولو بتثق في رأيي فدا شيء انا متأكد منه.
أما مصطفى وبعد أن اطمئن لجانب شقيقه استل هاتفه من جيبه ليتصل بالقطعة الغالية من قلبه حبيته وزوجته
الوو يا مصطفى انت اخيرا اتصلت
هتفت بها عبر الاثير بنبرة أجفلته ليجيبها على الفور بتبرير
ردت بصيحة أعلى من سابقتها وكأن الامر جلل
انا محتاجكاك بسرعة يا مصطفى عايزاك دلوقتي حالا تبقى معايا أشتاقتلك وعايزة احضنك اووي
وعودة إلى الوطن
وبالتحديد داخل القاعة مع أجواء حفل الزفاف وهذه الأغنية الرومانسية التي كانت تصدح بقلبها وزوج العروسان يتراقصان عليها
قمر ومن السما نزل لي
دي باسم الله ما شاء الله تشوفها تسمي وتصلي
ما دي اللي في بالي بالملي
قمر ومن السما نزلي
دي باسم الله ما شاء الله تشوفها تسمي وتصلي
عشان اوصفها مالهاش حل
كلام اغانيا كله اقل
دي خير في حياتي جاني وهل ومن حظي انه متشالي
عشان اوصفها مالهاش حل
كلام اغانيا كله اقل
دي خير في حياتي جاني وهل ومن حظي انه متشالي
تتمايل برقة استعادتها على يده وأناقة لم تغب عنها حتى وهي بملابس الرجال التي كانت تخفي بها أنوثتها كي لا تكن مطمع لأي كان أما اليوم فقد كانت ترتدي فستانها الأبيض بهيئة ملوكية تليق بها حيث كان ضيقا حتى الخصر ثم يتسع بعد ذلك بعد ذلك بطبقاته العديدة من الشيفون والدانتيل المزين بالنقوش الدقيقة وزينة الوجه الرقيقة كطبيعتها التي كانت تدفنها سابقا بين يدي حبيبها والذي لا يمل من تأملها حتى والعيون منصبة نحوهم يجعلها تخجل مهما حاولت الإنكار
بتبصي على إيه ركزي معايا.
قالها بهمسة محذرا حينما الټفت نحو شقيقاتها تبادلهم الابتسامة حينما لوحوا لها بطريقة كوميدية لتعود إليه
مرددة باضطراب
اركز فين تاني يا حسن إنت مزهقتش تركيز.
ضحك ينفي بهز رأسه
لا طبعا هو انتي لسة شوفتي زهقان دا احنا لسة مدخلناش في الجد أمال لما ندخل بجد
بقى هيحصل أيه
قال الاخيرة بنبرة موحية جعلتها تستدرك على الفور لتنهيه
خلي بالك يا حسن الناس مفتحة عيونها أوي معانا بتلقط كل إشارة يعني اظبط كدة.
ضحك بملأ فمه ليزيد بتصميم
لا ما انا مبيهمنيش أصلي قلعت برقع الحيا من زمان وامي واخويا عارفين عني أوي الحكاية دي ناقص بس انتي تعرفي وهعرفك
ختم جملته بغمزة بطرف عيناه فاجأتها لتكتم شهقة الأجفال مع ضحكة لم تقوى على كتمها مرددة بيأس
أنت مفيش فايدة منك يا حسن ناوي تفضحنا.
شاركها الضحك يومئ رأسه يؤكد تخمينها
وبالجوار كان الزوج الاخر
الضابط أمين وعروسه لينا والتي كانت اية من الجمال هي الأخرى بفستان لا يفرق عن ما ترتديه شهد سوى أنه كان عاري الذراعين وجزء مكشوف في الأمام مما جعل هذا الأمر سببا في عدد من المشاجرات والمناوشات بينها وبينه فقد كان على حافة الأنفجار يكبح شياطين غضبه بصعوبة في عدم الفتك بها أمام الجميع وكان هذا ما يظهر جليا في لمساته والكلمات الموجهة إليها
اه ما براحة يا أمين إيدك ضاغطة أوي على ضهري.
بأعين يكسوها الإحمرار المخيف وڠضب يقطر مع كل كلمة يردف بها همس مهددا بوعيد
احمدي ربنا انها ضاغطة بس يعني ما ترفعتش ونزلت على وشك بقلم ولا طيرت صف سنانك بلوكامية.
يا عم بقى هي توصل لدرجادي يعني
قالتها ببعض العشم متغاضية عن تهديداته الصريحة ولكنه عاد مؤكدا دون تراجع
اه لدرجادي وأكتر كمان تحبي تجربي لينا
أخفت بصعوبة ابتسامتها فبرغم طبيعتها الحادة دائما في الشجار معه إلا أنها هذا اليوم كانت متفاهمة بعض الشيء لانفعاله المبالغ فيه منذ أن رأها بصالون التجميل حينما دخل ليأخذها منه فهذا الفستان الذي غيرته في اخر لحظة بالأمس لم يتسنى له رؤيته على الإطلاق سوى عليها اليوم وقد كانت مفاجأة له بكل ما تحمل الكلمة حتى انها خشيت من أن ېقتلها بحق أمام مديرة المكان التي جاهدت مع شقيقه وشهد في فض الإشتباك والذي انتهى بعد مدة من الوقت والمحايلة للتقبل حتى وافق على تكملة اليوم بشرط تغطية المكشوف تصرفت المرأة بذكائها لتغطي على الذراعين بكومين من الشيفون ولكن تبقى الجزء الذي في الأمام والذي لم يجدا له حالا على الأطلاق حتى وافق به على مضض مع ټهديد ووعيد طوال الوقت.
ردت بلهجة يشوبها الدلال
لا يا سيدي مش عايزة اجرب مدام انت صعب أوي كدة كل ده ومكفكش
وكأن بكلماتها تصب بالوقود لتزيد من اشتعاله احمرت عينيه يدفعها بغلظة نحو صدره يهدر بصوت خفيض كازا على أسنانه
بلاش تختبري صبري أكتر من كدة انا على اخري سبيني ماسك نفسي بالعافية دلوقتي.
دب الخۏف بداخلها من هيئته ولكن طبيعتها العنيدة لم تثنيها عن المواصلة بعتاب
ما انت لو كنت فضيت نفسك شوية معايا امبارح أو حتى بصيت ع الصور اللي كنت ببعتهم عشان تختار منهم كنت نقيت على كيفك كمان بدل ما تتفاجئ بزوقي.
هم أن يزيد بانفعاله ولكنه انتبه على صياح الجميع مع حمل شقيقه لشهد ليدور بها مع قرب انتهاء الأغنية وجاء صوت لينا معقبة
دا بيشلها وبيلف.......
قطعت بشهقة مجفلة فور أن شعرت بنفسها هي الأخرى وكأنها تطير وقد ارتفعت قدميها عن الأرض بعد ان باغتها هو الاخر وحملها بذراع واحدة ليدور بها مثل شقيقه وسط الصياح والصفير وزغاريد النساء حولهم لفت
متابعة القراءة