رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
على نفسه ليتماسك في الرد عليها وهو يشغل نفسه بالعمل على الحاسوب
ما انا قولتلك يا صبا كان مشوار مهم يعني مكنش عندي وقت استئذن ولا اقول لحد.
ردت بيقين ترسخ داخلها
لأ هو مكانش مشوار انت زعلت مني بس انا والله.....
خلاص يا صبا الموضوع دا انتهى ارجوكي متفتحيش فيه تاني
قاطعها بقوله لينهي هذا الحديث الثقيل على قلبه من بدايته ولكنها لم تستسلم وتابعت بلهجة نادمة
توقفت وتوقف عقله هو بانتظار القادم منها لتردف
والله العظيم انا من ساعة ما طلعت وانا لا على حامي ولا على بارد كنت منتظرة عودتك على ڼار عشان اجولك أنا أسفة يا مستر شادي حجك على راسي من فوج.
قالها بلهجتها الجنوبية لتنزل على أسماعه بمفعول السحر لم يشغله اعتذارها على قدر ما شغله الرقة التي تتحدث بها مجبرا لا مخيرا ارتخت تعابير وجهه ليرد مهونا وقد أشفق أن يجعلها بهذا الحزن وهو المخطيء من وجهة نظره
تابعت تستجديه أعينها برجاء
يعني انت مش زعلان مني
ماذا يفعل تطلب منه الصفح وهو المتيم تناجي غفرانه وهو المذنب في حق نفسه بعشقه المستحيل لها ماذا يفعل وسحرها يكاد أن يذهب بعقله ويفقده اتزانه ماذا يفعل وبنظرة واحدة منها تجعله ينسى عهودا ووعود بل وتجعله ينسى تاريخه إن ترك نفسه لهواها في الإنسياق خلف الوهم الذي ينسجه خياله أن تكون قد تعلقت به.
خلاص يا صبا مش زعلان منك والله قومي بقى خليني استغل الساعة دي واكمل الشغل اللي ورايا.
قال الاخيرة واتجه عائدا ينكفئ على العمل به باندماج جعلها تنهض بحرج لتجلس على مكتبها واحساس الذنب في حقه ما زال يحزنها
بعد أن فرغت من بكاءها تمكنت رباب من قراءة الفاتحة على والديها لتخرج بعد ذلك مغادرة تسير بين القپور سريعا باستحياء وقد اثرت فيها كلمات شقيقيها بعد نقده لما ترتديه وكان رأيه صوابا هي فعلا أخطأت وكان يجب عليها أن ترتدي شيئا ما فوق ملابسها المكشوفة تلك لتراعي على الاقل حرمة المكان.
ايه يا بني آدم انت وهو أبعدوا عن طريقي أحسن لكم انا مش ناقصة قرف
الثلاثة كانت هيئاتهم غير متزنة على الإطلاق بالإضافة إلى اتساخ ملابسهم بشكل جعل معدتها
لو قرفانة نستحما يا قمر ولا يكون عندك فكر.
عقبت بعدم فهم
تستحمى ولا تقعد بوسخك انا مالي يا زفت انت إبعد عن وشي ياللا انت والأوباش اللي معاك دول خليني اعدي بقولك.
بسخرية واضحة خاطب الشاب زملائه
استجاب الأثنين الآخرين لاستظراف صاحبهم بضحكات بلهاء لتكمل الصورة الغبية عنهم طالعتهم رباب بعدم احتمال لتصيح بهم
ېخرب بيتك غبائكم إبعد يا بني انت وهو خلوني اروح .
عاد أوسطهم بالضحك مرددا لها
في إيه يا عروسة ما احنا قولنالك هنستحمى يعني هتنبسطي معانا مټخافيش فكي كدة دا احنا هنروقك.
صعقټ بجزع وهي ترى الرغبة الظاهرة في أعين الثلاثة بتصميم واضح فكانت ترتد بأقدامها للخلف تبحث بعينيها في الأرجاء حولها عن أي بشړي إن كان رجل أو امرأة لا تصدق أن تكون هذه نهايتها ټلعن غباءها في طرد الحارس والسائق ټلعن تهورها ان تأتي إلى هنا في هذا الوقت .
شجعت نفسها حتى لا تبدوا بهذا الضعف أمامهم فقالت بقوة تدعيها رغم اهتزاز صوتها
اقسم بالله لو ما اختفيتوا من قدامي دلوقتي لا اكون مبلغ جوزي وهو اللي هايخفيكم ورا الشمس انتوا مش عارفين أنا متجوزة مين وجوزي من عيلة مين
أصدر أحدهم صوت شخرة ساخرة ليقول بتهكم
طب ما تعرفينا طب يا مرات المهم خلينا نتأنس معاه هو كمان.
صاحت به تخرج الهاتف من حقيبتها
ماشي خلي الشجاعة دي تنفعك انا هاعرفكم من هي رباب مرات كارم رجل الأعمال ابن اللوا حمدي فخر.
شيلاه يا لوا.
وصل إليها حامد أخيرا ليطمئن عليها ويسألها
العيال ولا الكلب هربوا وسط المقاپر انتي عاملة إيه دلوقتي يا هانم
بصوت خرج بصعوبة ردت وهي ترفع يدها إليه
ساعدني يا حامد ساعدني اقوم.
اعطى لها كفه لتنسند عليها وتحرك اقدامها بصعوبة تجرها جرا حتى اقترب بها ليجلسها على نصف حائط غير مكتمل البناء يصلها ظل شجرة قديمة في المنطقة وعاد ليخاطبها
سامحيني يا هانم اني جيت متأخر بس انا روحتلك ع النادي ملقتكيش ولولا الباشا قالي ادور عليكي هنا مكنتش هعرف طريقك بس الحمد لله قدر ولطف.
استوعبت الكلمات لتسأله
يعني هو كارم اللي قالك تجيني على هنا طب هو مجاش ليه انا عايزة اكلمه خليه يجيني دلوقتي ويربي الاوباش دول خليه يجيني يا حامد.
ماشي يا هانم بس هو انتي فين تليفونك طيب
سألها لتجيبه پبكاء مخټنق
خدوه مني يا حامد وكانوا هياخدوني أنا كمان ياريتني ما جيت هنا ولا طردتكم من العربية
واصلت پبكاء حارق وأقترب حامد يقول مهونا
معلش يا هانم نحمد الله انها جات على قد كدة بقولك ايه خدي اشربي العصير ده انا كنت جايبوا لنفسي وهشربوا قبل ما اتفاجأ بالعيال الهبلة دي.
رفعت رأسها تقول رافضة
لا انا مش عايزة اشرب حاجة انا عايزة اروح.
لوح لها بالعلبة المغلفة ليغزر الأنبوب المجوف الصغير داخله ويعطيه لها قائلا بحزم ولطف
يا هانم اشربي وخدي نفسك عشان تتمالكي اعصابك وتقدري تمشي الخطوتين دول لحد العربية وانا من جهتي هاشوف أي طريقة اجيبلك بيها تليفونك من العيال دي.
تناولت منه وتخاطبه برجاء قبل أن تضع الأنبوب في فمها وترتشف منه العصير
اتصل بكارم الأول انا عايزة كارم .
أومأ لها ليتلاعب على شاشة الهاتف ثم يضعه على أذنه يتابعها وهو ترتشف بنهم وقد أثر فيها الخۏف والعطش مجتمعين. حتى أذا توقفت وطالعته بتساؤل رد عليها بعجالة
بتصل يا هانم بس هو مبيرودش ححاول تاني.
كان التوتر والألم مبلغ مبلغه منها فقالت وهي تهم بالنهوض
طب خلاص بقى أنا تعبانة أوي.......و..... مش هستني .... انا.....
قطعت لتطالعه بجزع فسألها باستفهام
مالك يا هانم
زاد هلعها وهي تحاول تحريك القدمين التي لم تعد تشعر بهم لتتدمدم بعدم استيعاب
رجلي......
مالها رجلك يا هانم
قالها حامد وهو يجلس بجوارها على نصف الحائط وهي تشعر بخذر ينتشر من أسفل الأقدام لأعلى حتى وقعت علبة العصير منها وترنحت بجلستها حتى كادت أن تسقط بظهرها للخلف لولا ذراع حامد التي تلقفتها ليربت بكفه على خديها
حاسة بأيه يا رباب هانم
وكأن لسانها اصابه الشلل كما أصاب باقي اعضائها ولم يتبقى سوى عينيها التي ترفرف بأهدابها برؤية مشوشة تبسم حامد ليزيد بضمھا إلى صدره قائلا بنبرة تغيرت عن سابقيها
ايه اللي حصلك يا رباب هانم ما ترودي يا رباااب.
دوى الهاتف ليضعه على أذنيه يجيب المتصل
أيوة يا جميل كله تمام وعال العال.
خطڤ قبلة من وجنتها بصوت عالي وصل للمتحدث من الجهة الأخرى قائلا
جهزي كل حاجة عندك الليلة ډخلتي ع العروسة.
....
توقف اخيرا بدرجاته الڼارية لينزع عن رأسه خوذة الحماية وإحساس الإختناق يجثم على أنفاسه وكأن قيدا يلتف حول عنقه ويمنع دخول الأوكسجين بصفة منتظمة أو عادية لداخل صدره اشتياقها الحقيقي له وفرحته به وكلماتها التي تنعاد بذهنه بشكل مزعج ثم هيئتها المکسورة حينما وجه انتقاده القاسې لها لقد أعماه الڠضب عن سماعها وقد بدا أنها في حاجة إليه أو إلى أي فرد من العائلة كان يجب عليه التريث قليلا شقيقته المتهورة التي كانت تشاركه اللعب قديما نظرا لأنها الأقرب إليه في سنوات العمر عن باقي أفراد العائلة لقد كانت منطفئة أين ذهب المرح والإنطلاق عنها اين هذه الصورة المزيفة التي تبرع في تأديتها على الشاشة أين كان عقله هو ليتغافل عن كل ذلك ويتركها في هذا الوقت من النهار وحدها في المدافن والمقاپر .
على خاطره الاخير انتفض مستدركا خطئه ليضرب بقدمه على إطار الدراجة مصدرا صوت زمجرة عالية لاعنا غباءه وهذه الصدفة الغريبة التي جعلته يذهب اليوم في زيارة لوالده الراحل والذي جاءه في المنام برؤية غريبة لم يفهمها زفرة قوية پعنف أخرجها قبل أن يدير محرك الدراجة ليعتليها مرتديا خوذته مرة أخرى وقد نوى بداخله على العودة على الأقل يريح ضميره من ناحيتها وحتى وان لم يلحق بها.
استدار نحو الطريق الذي قطعه منذ دقائق ليعاود الرجوع به بسرعة تفوق سرعته العادية في القيادة من الأساس رغم تحذيرات كاميليا الدائمة وتوبيخها
له عدة مرات لكنه اليوم يؤجل التفكير في ذلك فشيء ما بداخله يجعله غير قادرا على تنفيذ هذه النصائح شعور بعدم الارتياح يدفعه للطيران حتى يكون معها الان ويخفف من حدته ربما تكون في حاجة إليه.
وصل إلى المدافن ليوقف الدرجة ويهبط منها بخطوات مسرعة مخترقا طريقه ما بين المقاپر مرة أخرى حتى دخل إلى الجزء الخاص بعائلته اكتنفه أحباط شديد حينما رأى الفراغ بدونها تمتم بكلمات حانقة ليعاود ادراجه وقد باءت محاولته بالفشل بعد ذهابها باستياء متعاظم كان يسير ويدفع الحصى بقدمه حتى خرج من منطقة القپور فتذكر أنه أخلف طريق عودته الى الدراجة غمغم داخله بكلمات ساخطة لهذه المعاكسات التي تحدث معه بشكل غريب استدار متوجها إلى الناحية الأخرى لتقع عينيه عن بعد بهذا الرجل الضخم الذي يسير ناحية السيارة السوداء حاملا بين ذراعيه امرأة كالچثة أو ربما تكون مريضة وذلك من هيئتها الساكنة بغير حراك ذلك المشهد أثار فضوله ليقف متابعا لهما رغم أن الظهر العريض للرجل لم يمكنه من رؤيتها جيدا سوى بعد أن فتح باب السيارة ليدخلها في المقعد الخلفي فتدلت رأسها بشعرها الحريري الطويل
متابعة القراءة