رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
انت على علم بالبلاوي الزرقا اللي فيه.
تناول كف يدها التي كانت باردة في هذا الوقت لينقل دفئه إليها وطبع قبلة تفخيم واجلال لها قائلا
اللي انا عارفه كويس دلوقتي يا شهد
هو اني بحبك وربنا يقدرني أعوضك عن كل سنين الشقا اللي شوفتيها في حياتك وبكرة الأيام تثبتلك إني سندك.
ظلت ساهرة محلها في الشرفة تنتظره بقلق يعصف بها وبرغم التأخير والبرودة التي اشتدت قسۏتها في الليل لفت جسدها بشال من الصوف وثبتت محلها دون كلل أو ملل حتى وصل والساعة تقترب من الثانية والنصف بقلب متلهف تلقفته بالعناق فور دلوفه الغرفة مهونة بالكلمات
نزع يديها عن عنقه قائلا بجمود
ليه يعني ما انا كل يوم بتأخر ايه اللي جد
تلبكت باضطراب وخرج صوتها بتلعثم
اا أنا قصدي يعني عشان........ الكلام اللي قالته مي...سون.
قصدك يعني لما عايرتني بعدم الخلفة.
باغتها بالرد لتنتبه هي لهذه القسۏة التي غلفت ملامحه بواجهة ثلجية يحدثها وقد اختفى الدفء بعينيه الذي كان يحاوطها في كل نظرة منه لها ابتلعت غصتها مقدرة حالته لتسحبه من ذراعه قائلة بتهوين
أجلسته على الاريكة الاثيرة لتجلس بجواره متغاضية عن النظرات الحادة التي كان يحدجها بها مرجعة السبب لغضبه من ميسون قبل أن يفاجئها بقوله
طب هي واديها عذرها انما انتي يا نور إيه عذرك
رفرفرت بأهدابها تستوعب وتعيد برأسها معتقدة أنها سمعت خطأ حتى سألته بعدم تصديق
مال بجسده نحوها يخترق بسهام عينيه خاصتيها وكأنه يصل بكل سهولة إلى اغوارها وما تخبئه بهذا البئر العميق داخلها فخرج صوته بخواء
انتي فعلا حبيبتي بس بتعملي إيه عشان ترضيني بتطبطبي بتدلعي بتحسسيني بحبك وخۏفك عليا تمام لكن في المقابل بقى بتحاولي مثلا تتخطي ولا تخرجي الصندوق الأسود اللي حفظاه جواكي والمسبب الرئيسي لكل المشاكل اللي احنا فيها لا يا نور انتي لما تتزنقي بتاخدي الطريق السهل وتقوليلي اتجوز وخلف وكأن انا راجل متاح كدة لأي واحدة تخش حياتي اتجوزها واخلف منها على طول طب مفكرتيش الست دي لو جمعتني بيها مشاعر ولا افرضي مجمعتش ومرت كدة في حياتي الطفل أو الطفلة هربيهم ازاي من غير امهم ولا اسيب امهم في حياتي بدون محل للأعراب.......
إنتي مش حاسة بيا يا نور.
في اليوم التالي
وفي مقر عملها بعد أن ذهبت إلى قسم النظافة وبررت غياب مودة بحجة مرض شديد الزمها البقاء في منزلها حتى لا يضيع عملها بتمسك واهي لمستقبل على وشك الضياع هو الاخر.
كانت صبا على حالة من الشرود منذ الأمس تعصف بها حيرة قاټلة لا تدري ماذا تفعل اتذهب لهذا الرجل تطلب منه المساعدة في واقعة مؤسفة كهذه أم تتجاهل الرجاء والبكاء وتتركها لنصيبها ولكن كيف
سألها شادي بقلق لحالها ارتد عليه وقد توقف عن العمل متذ فترة طويلة مركزا انتباهه عليها فهيئتها لا تقترب أبدا من المعتاد منها فجاء ردها باضطراب
لااا مفيش حاجة متشغلش نفسك انت.
بإنكارها المتعمد ازداد تجهمه ليعاود السؤال مرددا بعصبية هذه المرة
إزاي يعني مخدتش في بالي انتي شكلك بيقول ان في مصېبة حصلت.
نفت بهز رأسها وقبل أن تتفوه بكلمة سبقها بتخمينه
هو ابوكي فاتحك تاني في موضوع الجواز من ابن عمك
فاجئها بقوله لتزبهل لبعض الوقت باضطراب واضح عن رد مفيد له فتابع بانفعال أكثر
ما تردي يا صبا انتي ساكتة ليه
طب يعني عايز ارد اجولك ايه اهو موضوع وخلاص شاغل بالي لازم تعرفه!
خرجت منها بعصبية لم تحسبها حسابها فالتحقيق معها الان كان آخر ما ينقصها مع ۏجع الرأس الذي يفتك بها من التفكير ولم تدري بخطئها سوى بعد رؤية تأثير كلماتها عليه وقد تبدلت ملامح وجهه ليرمقها بنظرة لم ولن تنساها أبدا قبل أن يتنحى عن جهتها موجها انظاره نحو الحاسوب الذي يعمل عليه بصمت مهيب جعلها تتراجع على الفور قائلة
أنا أسفة والله مش جصدي بس.....
قاطعها بحدة ضاربا بكفه على سطح المكتب.
أنتي حرة.........
كان يصلها صوت أنفاسه الهادرة وإظلام وجهه كان خير دليل ليثبت لها خطئها في حقه ابتعلت لتحاول مرة أخرى على استحياء
يا مستر انا.......
أوقفها هذه المرة ملوحا بكفه أمامه لتصمت وتبتلع الباقي داخل جوفها وبنظرة ڼارية مشټعلة بحالة الڠضب الذي كان ينضح منها أنتبهت أيضا على الألم الذي رأته به لينهض فجأة منهيا الحديث متناولا أحد الملفات التي يعمل بها وخرج دون استئذان ليتركها محلها ينتفض جسدها تأثرا بما حدث ليس خوفا منه ولكن كان شيئا اخر لا تعلم له أسم شيئا حفر بقلبها ۏجعا شيئا جعل الدموع العزيزة من عينيها الجميلة تسقط.
تحبي نروح فين يا هانم
سألها العم كريم سائقها المخصوص بعد أن تنازلت اليوم لتخرج بصحبته وبصحبة الحارس المكلف بها وقد يأست من تغيرهم في نفس اليوم من قبل كارم فاضطرت على مضص أن تقبل مرافقتهم حتى يأتي لها بمن هم أكفأ على حسب قوله ردت باستعلاء تقصده
روح ع النادي بتاع العيلة ولو طقت في دماغي اغير السكة هقولك.
قالتها والټفت نحو النافذة موجهة انظارها نحو الطريق علها تزيح عن رأسها بعض التوتر الذي اصبح ينتابها بحضور هذان الرجلين تلهي نفسها بتصفح الصفحات المنافسة واخبار التريندات الجديدة على وسائل التواصل الإجتماعي النظارة السوداء على عينيها لم تخلعها متعمدة الظهور بمظهر القوة أمامهم حتى لا يظن أحدهم أنها تخشى شيء ولكن كان هذا ظنها قبل أن تصلها رسالة هذا المجهول مرة أخرى
كدة برضوا للمرة التانية بتلبسي الطقم الضيق ده طب أنا مش منبه عليكي ان البلوزة ضيقة اووي وانا أعصابي من ساعة ما شوفتك بقت سايبة اوووووووي.
يا ولا ال......
تفوهت بها بغيظ تحدج الأثنان من ظهروهم بنظرات ڼارية لتصرخ فجأة بعدم احتمال
وقف العربية بسرعة وقف العربية بسرعة إنت وهو اقف بقولك.
نعم يا هانم في إيه
قالها السائق ليضيف الحارس أيضا
في حاجة يا رباب هانم
صړخت بشراسة بالإثنان ضاربة بقدمها المقعد المقابل لها
في ولا مفيش ملكش دعوة اقف انت كمان مش عايزة اشوف خلقة أي حد فيكم اقف بقولك.
توقف السائق صاغرا لأمرها في وسط الطريق فترجلت بسرعة تأمره للخروج من محله كما لوحت بيدها للاخر لتتولى القيادة بنفسها قائلة بټهديد
أنا هقول لكارم يتصرف معاكم إنتوا الاتنين وديني لخليه يربيكم.
قالتها وانطلقت بالسيارة ليضرب السائق كفا بالاخر مدمدما
لا حول ولا قوة الا بالله
هي الست دي جرا في عقلها ايه بس ولا هي ناقصة يعني دلع نسوان كمان ع الصبح.
ضحك حامد يردد له
أديك قولت بنفسك دلع نسوان تلاقيها عايزة تعمل نمرة على جوزها تجر من وراها فايدة.
عقب السائق وهو يخرج هاتفه
انا هتصل بكارم بيه يشوف صرفة معاها.
تحرك حامد يلوح لسيارة أجرة أن تقف له قائلا
وانا هروح له الشركة بنفسي مش ناقص انا تحميل مسؤلية الست هي اللي طردتنا ايه ذنبنا إحنا
وبداخل السيارة ضغطت رباب تقود بالسرعة الفائقة فڠضبها كان قد وصل لاخره وطاقتها قد نفذت فلم تعد لديها قدرة على التحمل حتى حينما اتصل بيها كارم وقد خمنت بذكائها ان أحد الملعونين قد أبلغه بأمرها تجاهلت عن عمد لتغلق الهاتف بوجهه وبوجه الحقېر الذي يرسل لها الرسائل وقد احتل عقلها التمرد غيرت طريقها عن النادي الذي كانت تقصده متجهة لناحية أخرى علها تجد السکينة بصحبة من فارقوها لتغمغم بغل
وانت بقى يا كارم خليك كدة دوق شوية من القلق يمكن تحس.
خرجت صبا تبحث بعينيها عنه في جميع الأرجاء حولها فقد طال انتظارها له وزاد القلق الذي ينهش قلبها ذهبت في الأماكن المعروف تواجده بها الان كمطبخ الفندق مثلا ليجمع البيانات المطلوبة كما عادت الكرة لقسم النظافة وغيرها من الأماكن ولكن لم تصل لشيء وقد أكد لها الجميع عدم حضوره اليوم من الأساس ليزيد صداع رأسها بشعور الذنب أيضا وهي التي لم تنتهي بعد من موضوع مودة والمشكلة التي تطوق رقبتها بها شعور بالاختناق يحجب عن صدرها الهواء وهذا الحمل الثقيل لا تجد منه مهرب.
تنهيدة متعبة صدرت منها حينما وقعت عينيها على غرفة هذا الرجل مالك الفندق ماذا ستفعل وبماذا تخبره عقلها توقف على الإطلاق حتى تحركت يدها على غير إرداتها وبجرأة لم تتخيل أن تصدر منها قبل ذلك في الاتصال برقم رجل غير أباها واخوتها الرجال بقلب وجل كانت تنتظر الرد حتى انتهت نغمة الاتصال دون رد همت لتعاود الكرة لتفاجأ هذه المرة بإغلاق الهاتف.
أغمضت عينيها لتفتحهم على وسعهم بعد ذلك وقد حسمت أمرها فلا داعي للإنتظار أكثر من ذلك في أمر منهي وهي تعرف من البداية انه لا مناص من التهرب أو التأجيل.
سحبت شهيقا طويلا حتى تتمالك وتفكر بعقلانية في خطاب هذا الرجل سارت ببعض الثقة وقد أجمعت أمرها أن نيتها الأساسية هي المساعدة في فك كرب صديقتها ومن قصد الخير ف الله المستعان في توفيقه .
..
على مقعد له وحده جلس خلف السور الحديدي لشاطئ النيل بعد أن تعب من سير طويل دون تحديد وجهة له من وقت أن تركها وترك العمل بعدم تحمل وهو على هذه الحالة من الوجوم والشرود يلوم نفسه لا يلومها فتصرفها كان طبيعيا لتدخله في شأن خاص بها بعصبية وانفعال جعل مخزون اللطف لديها نحوه ينفذ لتضع الحد الفاصل حتى يعود لصوابه وقد بدا أنه نسي نفسه ونسي الفارق الذي يمنعه من التقرب هو المتعوس المبتلى بالمسؤولية من وقت بلوغه وهي الصغيرة الجميلة التي لم ترى من هموم الدنيا سوى شجار الرجال من ابناء عمومتها للفوز بها وإصرار أبيها على العودة إلى القرية التي تكرهها وتكره أن تكون نسخة مكررة من أخواتها.
زفرة متعبة اخرج بها كتلة كثيفة من الهواء من صدره وعينيه اتجهت نحو المياه الزرقاء الراكدة بهدوء يتمنى أن يجد السکينة ليستريح لقد تشعب هذا الوباء الخطېر بقلبه حتى جعله لا يرى من النساء غيرها رغم كل
متابعة القراءة