رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
حبيبي انت ربنا يرضى عنك يارب زي ما مراضيني.
قالتها وتناولت طبقا كبيرا من البيض المقشر لتضعه أمامه بتدليل صريح تقبله منها بابتسامة ممتنة طابعا قبلة أخرى على كف يدها ليصيح بينهم أمين معترضا
الله بقى دا احنا دخلنا كمان في التفرقة بتفرقي بين ولادك يا مجيدة تزغطي في الباشا وتدعيلوا وانا بقى اتفلق.
اعمل زيه وانت تتساوى في المعاملة بسيطة أهي.
لوك أمين اللقيمة في فمه وتعبير الحنق يعلو قسماته ثم جاء دوره في اصنطاع الدراما لينكر بكذب مفضوح
يعني بتذليني يا مجيدة عشان ملقتش بنت الحلال اللي ترضا بيا عكس المحروس اللي ربنا وفقه في اللي البنت اللي بيحبها محظوووظ .
هتف بها حسن مكبرا وفمه ممتلئ بالطعام لينهض فجأة رافعا طبقه معه قائلا
يا ناس يا شړ كفاية قر انا نفسي اتسدت يا ماما هروح اريح في اوضتي بقى عشان حاسس اني فرهدت طاقة الجو هنا مش مبشرة خالص يا ماما على مشاعر الواحد وأحاسيسه عن اذنك بقى.......
قالها والتف مغادرا غمغمت من خلفه مجيدة بنزق نحو الاخر
اسم الله على اخويا اللي نفسه اتسدت دا هبش طبق البيض كله.
قالها أمين ردا عليها قبل ان ينتبه لقول الاخر والذي التف إلى والدته يخاطبها قبل دخول غرفته
متنسيش بقى يا ست الكل تجيبلي كوباية الشاي وحتة كيك معاهم ماشي.
ماشي يا روح قلبي.
قالتها مجيدة ليباغتها أمين بسؤاله
كيك إيه هو انتي عملتي كيك
لا يا حبيبي دي الست أنيسة ادتني صنية من اللي عملتهم هدية امبارح في الخطوبة وانا حطيتها في التلاجة عشان اخوك لما يحب ياكل منها.....
على چثتي......
هتف
امين يقاطعها ليتابع وهو ينهض ملوحا بسبابته وبتهديد صريح
يعني هو يحب في التليفون وياكل كيك كمان على چثتي يا مجيدة الصنية في التلاجة محدش هيهوب ناحيتها ولو حصلت أخدها معايا القسم هعملها يا مجيدة وان شالله حتى افرقها ع المساجين.
دا انت بقيت صعب اوي يا أمين .
رمقها مضيقا عينيه بشړ قبل أن يختفي داخل الطرقة المؤدية للمطبخ لتنطلق هي بضحك مكتوم من خلفه متمتمة
يا ولاد المچنونة.
والله ما سړقت والله ما سړقت حاجة جيبولي المصحف احلف لكم لو عايزين انا مسرقتش وربنا اعمل ايه عشان تصدقوني...
بس وقفي بقى الله ېخرب بيتك .
افتر فاهها لتفتح مرة أخرى في وصلة البكاء والتنديد بظلمها ف أشار الضابط يوقفها بكف يده التي لوح بها أمامها ليفاجئها بجهاز الحاسوب الذي تلاعب به قليلا ليخرج لها دليل إدانتها
إيه ده
لوح لها بسبابته كي تقترب من سطح المكتب الذي ثبت عليه الحاسوب لمستوى نظرها كي تشاهد المعروض على شاشته.
دنت برأسها لتجد نفسها في موقع اظهرها بالكامل وكأن كاميرا مخصوصة وضعت لها في زاوية مختفية لتظهر بوضوح صورتها من وقت أن جلست على الكرسي الخشبي بجوار المكتب الزجاجي لصاحبة المحل ثم جلسة التأمل في كل ما حولها حتى أتتت على الخاتم الذي كان على الارض وتناولته لتتأمل به بانشداه قبل أن تضعه بجيب سترتها الذي اخذ نصف الشاشة قبل أن يظهر طول جسدها بالكامل وهي تغادر مع ميرنا پصدمة جعلت رجفة من الزعر تزحف على طول سلسلة ظهرها بنظرة ساهمة تسمرت مودة عدة دقائق تبتلع ريقها قبل ان تصيح بإنكار مكشوف وسيل من الدموع يبلل وجنتيها
دي واحدة غيري والنعمة يا باشا مش انا مش انا والنعمة........
أوقفت لتبكي بحړقة افقدتها الباقي من حجج كاذبة تخلتقها لتنجي نفسها مما جعل الضابط يفقد اعصابه ليضرب بكف يده على سطح المكتب صائحا پعنف ونفاذ صبر على رجل الأمن خارج الغرفة.
يا مدبولي انت يا مدبولي دخل الست اللي عندك.
على الفور دلف الرجل ليمتثل بتحية عسكرية ملوحا له وبصوت جهوري
تمام با فندم.
ثم بنصف استداره التف برأسه للخلف قائلا
اتفضلي هانم .
قالها لينحي نفسه من أمام السيدة التي دلفت بهيئة ملوكية تلقي نظرة ازدراء نحو مودة التي جف ريقها وانسحبت الډماء منها لتبدوا بهيئة كانت ستبدو مٹيرة للشفقة نحوها لو في وضع اخر غير هذا الوضع المدانة فيه.
اتفضلي اقعدي يا هانم.
قالها الضابط مبادرا بالحديث مع المرأة التي جلست على المقعد لتقول وعينيها عادت مرة أخرى لمودة
الف شكر يا سعادة الظابط انتو جيبتو الحرامية
صاحت مودة مستهجنة بإصرار غبي على الإنكار.
حرامية مين يا ست هو انا اعرفك
بهدوء قاټل رددت ناهد من خلفها ترمقها بنظرة كاشفة
يعني انتي متعرفنيش يا مودة ولا حتى اشتريتي مني الفستان اللي انتي لابساه ده
ابتعلت مودة لتنزل بنظرها نحو ما تريديه وقد ضحضت منها جميع الحيل في چريمة سقطت بها من رأسها حتى أخمص قدميها بدون قصد منها انها لم تدخل المحل بغرض السړقة أصلا لقد كانت تبتغي شراء الفستان وفقط من أين ظهر لها هذا الخاتم لتتعامل معه بطبيعتها وتضعه بجيب السترة بدون تفكير ليتها علمت بقيمته كي تشغل عقلها قبل أن تأخذه كما تأخذ زجاجات الروائح والأشياء الخفيفة التي تسعدها من غرف رواد الفندق والتي لا تعني لهم شيء لكن بالنسبة لها هو السعادة نفسها.
فوقي يا مودة انتي سرحانة في ايه
صدرت من الضابط بصوت عالي أجفلها لتنتفض مزعورة على واقعها الأليم ثم تتابع قول الضابط للمرأة
يعني انتي كدة يا ناهد هانم بتأكدي إن البنت دي هي اللي سړقت
انا متأكدة مية المية يا باشا.
قالتها المرأة بثقة قبل أن تجفل بسقوط مودة مغشيا عليها على الأرض الصلبة أسفلها.
ليصيح على أثرها الضابط منزعجا
يا مدبولي انت يا مدبولي تعالى شوف البنت دي ولا جيبلها أي زفت يفوقها.
بداخل الغرفة التي تعمل بها وبقلق يتعاظم مع كل دقيقية وكل اتصال تجريه على هاتف الأخرى ولا يأتيها الرد غمغمت صبا بضيق
استغفر الله العظيم يارب دي مالها دي
الټفت شادي هذه المرة ليسألها بعد فترة من التريث مع انتباهه لهذا التغير الملحوظ بها
مالك يا صبا ومين دي اللي طلعتك عن شعورك
وكأنها كانت في انتظار سؤاله ومشاركة احد ما خۏفها
قصدي ع البت مودة أصلها غايبة عن الشغل النهاردة وبتصل بيها من الصبح لكن مفيش أي رد دا حتى سواق الأتوبيس بتاع الشغل لما سألته عنها قالي انه قعد فترة طويلة في انتظارها وهي حتى مكلفتش نفسها تبلغه غيابها أو تاخيرها انا مش فاهمة البت دي اول مرو تعملها .
في غمرة استرسالها في هذا الأمر الهام لها كان هو يركز مع كل كلمة توافق تعبيرات وجهها القلقلة بصورة ضايقته لحزنها فقال بنبرة مهدئة
طيب براحة على نفسك طيب ما يمكن التليفون فاصل شحن ولا حصل معاها ظرف طارئ مش لازم تكون حاجة وحشة حصلت معاها يعني
بعدم اقتناع حركت رأسها وازدادت ملامحها وجوما لتردف
مش مطمنة الغياب المفاجئ ده وهروبها امبارح قبل ميعاد الأنصراف دي غير انها متصلتش بيا تاني من وقت ما قالت انها عاملالي مفاجأة.
بابتسامة ودودة رد يطمئنها بكلماته
طب مش يمكن كل اللي بيحصل منها ده من ضمن خطتها في المفاجأة اللي عملاها اصبري شوية يا صبا وتوقعي الخير عله يكون كذلك.
تنهيدة مثقلة صدرت منها بامتثتال لقوله لتردف وهي تفكر بصوت عالي معه
يمكن يكون صح زي ما بتقول خصوصا يعني ان انا نفسي كنت مشغولة عنها امبارح في خطوبة شهد رغم انها كانت ع الضيق بس كانت ليلة جميلة اوي.
شهد دي اللي تبقى بنت صاحب ابوكي زي ما قولتي امبارح
قالها بتذكر جعل ابتسامة ساحرة تزين ثغرها لتعقب بمرح
إيه ده ما شاء الله دا انت عندك ذاكرة قوية في انك تفتكر حاجة زي دي انا نفسي قولتها من غير تركيز .
انا عمري ما اغفل عن أي تفصيلة تقوليها أو شيء يخصك.
ود أن يقولها بصوت واضح لها ولكن الجزء اليقظ بداخله جعله يتراجع ليخرج بقول روتيني في هذه المواقف
المهم انك فرحتي يا صبا عقبالك انتي كمان.
خبئت ابتسامتها المبتهجة ليحل محلها واحدة أخرى ليس لها معنى مما جعلها ترتد عليه بضيق يسألها بريبة
ليه يا صبا التغير ده هو انا قولتلك حاجة وحشة
بدا على وجهها الحرج وهي تتهرب بعينيها نحو الملفات المرتصة على سطح المكتب أمامها وجاء ردها بغمغمة
لا طبعا انت مقولتش حاجة وحشة دي حاجة بتتمناها كل البنات بس....
توقفت فجأة وتوقفت النبضات بقلبه في انتظار ردها الذي جاء متأخرا بعد أن ارتفعت انظارها إليه فيقابل بهذا الوميض الغريب بعينيها
بس للأسف ابويا مش سايبلي فرصة للحلم
حاصر خياراتي في البلد وولاد عمي وحكاية اقنعه إن الدنيا براح وولاد الحلال في كل حتة مش بس في البلد وولاد عمي حاجة أشبه بالمستحيل.
غصة مؤلمة شقت حلقه ومرارة الحزن بصوتها شعر بها بداخل جوفه مع شيء آخر بنظرتها لا يجد له تفسير بصعوبة حاول تجاوز الألم بصدره ليسألها بفضول
طب وانتي رافضة البلد والجواز من ولاد عمك ليه
أجابته بسهولة وجرأة المدافع عن حقه في الحياة
مش عيب في ولاد عمي ولا البلد بس أنا مش عايزة ابجى نسخة من خواتي البنات ولا حريم خواتي اللي هما برضوا بنات عمي انا رافضة جواز الجرايب من الأساس ورافضة العيشة في القرية انا حبيت المدينة ودا حجي.
ردد من خلفها بتأيد ومؤازرة بنبرة تبدوا عادية ولكن صداها داخله كان يصدح بصړاخ
طبعا حقك يا صبا وحقك تختاري اللي انتي عايزاه كمان.
طب ادعيلي.
قالتها بلهجة تقارب دلالها الفطري الذي بات معتاد عليه منها وهي تنهض فجأة عن كرسيها تجفله بقولها
انا رايحة قسم مودة اشوفها جات ولا لسة ولا اعرف حتى إيه الأخبار لتكون وصلت أو بلغت غياب.
ظل صامتا ولم يرد حتى غادرت الغرفة ليتمتم من خلفها
يارب يحصل يا صبا يارب
في المخزن الخلفي لدكان المعلم عابد الورداني فتح العامل الباب على مصراعيه بغرض تناوله لبعض الأجولة المخزنة وما أن دلف بخطوتين للداخل حتى تفاجأ بسبة وقحة أجفلته منتفضا ليدمدم پخوف غريزي قبل أن ينتبه على صاحب الصوت
بسم الله الرحمن الرحيم مين معلم ابراهيم .
اعتدل الاخير عن نومته فوق ألاريكة الخشبية الوحيدة ليجلس زافرا بنعاس عينيه لم يفتحها جيدا بعد بشعر اشعث ووجه متجهم اثار القلق بقلب العامل ليردد له باعتذار لا يخلو من الريبة
انا اسف يا معلم ابراهيم لو كنت صحيتك بس يعني.... هو انت من امتي نايم هنا
ازداد تجهم ابراهيم لينفر من انفه وفمه زفرة حانقة وأصابعه تهرش في سمانة القدم الذي رفعها على الاريكة بجواره متمتما بفظاظة ليست بغريبة عنه
وانت مال أهلك انام هنا ولا هناك
متابعة القراءة