رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
شوفيهم فوق لو حابين اتصلي بيا وانا اجيب تاكسي واخدكم معايا.
توقف ليتحرك قبل أن يستئذان
انا في بيتنا يا ست الكل هاتشطف بسرعة عشان اغير هدمتي واكلي لقمة لو عايزة زي ما قولتلك رني عليا بس الرقم عندك في التليفون.
ذهب عبد الرحيم والټفت هي مسرعة نحو منزلهم
حتى إذا وصلت هناك هتفت بوالدتها التي فتحت لها الباب
تلجلجت نرجس قليلا بتوتر قبل أن تجيبها
يا بنتي ما انا رايحة اهو على ما اختك تجهز وتخلص هو انتي عرفتي اللي حصل لشهد منين
أجابتها رؤى تردف على عجالة وهي تدلف لداخل المنزل
انا قابلت عبد الرحيم وهو نازل من عندكم وقالي المهم يالا بقى خلصونا يا أمنية ياللا يا أمنية...
ايوة أيوة يالا إيه بقى هو احنا رايحين فسحة
تفاجأت رؤى وهي تجدها بملابس المنزل هي الأخرى تضع الهاتف على أذنها وتتحدث بهدوء لتصيح بها
هو انتي كمان لسة ملبستيش امال امتى هتجهزي زي ما قالت والدتك بلاس برودك دا دلوقتي يا أمنية عايزين نلحق نطمن على شهد.
بملامح ممتعضة ردت أمنية
صړخت رؤى تخرج عن طورها الهادئ
تستأذني خطيبك على مشوار اختك اللي وقعت في المستشفى ومحدش فينا معاها لييه كان كاتب كتابه دا حتى لو كان برضوا في حاجة زي دي مش عليكي حرج.
برضوا مينفعش انا لازم استأذن.
بوجه محتقن وأعصاب على وشك الانفجار خاطبيتها رؤى
ماشي يا ست المطيعة خلصينا بقى ونيلي اتصلي مستنية ايه ولا التليفون أصلا على ودانك بيعمل ايه
ردت أمنية بصوت مرتبك
ما انا بحاول من ساعة ما مشي الواد ده اللي اسمه عبد الرحيم بس ابراهيم لسة ما بيرودش باينه نايم بقى ولا إي.......
صړخت بها رؤى لتتابع بعدم احتمال
عايزة تنتظري لحد اما يصحى الباشا ولا يتكرم ويرد عليكي لا بقى دا ما سموش برود دي التناحة بعينها..
تحركت بخطواته تردف
انا رايحة لعبد الرحيم رايحة معايا يا ياما
اضطربت حدقتي نرجس وذهبت أنظارها نحو أمنية التي ضيقت عينيها بتحذير لكن رؤى كانت اقوى في صيحتها
اتحركي بقى يا ماما هو انتي لسة هتستني الهبل ده بنتك عايزة تستنى المحروس بتاعها يبقى مع نفسها لكن انتي مينفعش قعادك اكتر من كدة يالا يا ماما.
صړاخ وعويل رجال ونساء حولها يناظرنها بشفقة وهمسات وكلمات عديدة لم تفهم منها شيء وهي مصرة أن تتخطى وټقتحم داخل المنزل المكتظ بالبشر حتى دلفت لداخل الغرفة الحبيبة فذهبت بعينيها نحو الفراش لتجد أمامها جس د مستلقي عليه دون حراك مغطى نصفه بملاءة بيضاء والنصف الأعلى مكشوف لتكمل بأنظارها على الجلباب المغبر ثم الوجه المغرق بالډماء والأتربة تغطى معظم ملامحه و..... لقد علمته!.... إنه هو.... هو ... باباااا ......
صړخة قوية شقت حلقها والصور القبيحة والمؤذية تتداخل أمامها ببشاعة وكأنها بداخل هوة سحيقة تبتلعها يختفي بها كل شيء إلا من صوت ضعيف يأتي من بعيد ويقوى شيئا فشيء
شهد فوقي يا شهد شهد شهد.
خرجت الأخيرة بقوة تتنزعها من ظلمتها لتجد وجهه أمامها بجزع يردد لها
هو انتي كنتي بتحلمي يا شهد انا بكلمك.
كانت تتنفس بصعوبة وأعين جاحظة على ملامح ملتاعة جعلت قلبه يسقط داخل ص دره يردد لها
يا شهد فوقي وكلميني ولا اروح اندهلك الدكتور.
دكتور إيه
همست بها لتستعيد وعيها اخيرا وترى الصورة جيدة داخل الغرفة ذات الجدارن البيضاء ابرة مغروزة على ظهر كفها موصولة بأنبوب طويل لمحلول معلق في اعلى العمود الرفيع بجوار التخت النائمة عليه وهذا المدعو حسن مائلا بجس ده نحوها ومازال يخاطبها بقلق
انتي واعية دلوقتي عشان تكلميني ولا اجيب الدكتور زي ما قولتلك
نفت برأسها واستدركت لتتمالك وتعتدل بجزعها على الفراش الطبي لتحاول بيأس السيطرة على ارتجافها والذي فضحه صوتها المهزوز
هو انا إيه اللي حصلي وليه المحاليل والرقدة هنا على سرير المستشفى
تحمحم حسن بعد ان اطمأن قلبه قليلا بعودتها وتناول المقعد القريب ليجلس بالقرب من تختها ويجيبها
المحاليل والرقدة هنا في المستشفى دا بأمر من الدكاترة بعد انتي ما اغمى عليكي.
رددت خلفه متسائلة بعدم تذكر
أغمى عليا انا اغمى عليا طب ليه
الكلام دا حصل بعد ما شوفتي عبيد وهو خارج من اؤضة العمليات يا شهد.
قالها حسن ليجد انعكاس كلماته على ملامحها التي تغضنت بتأثر تغمض عينيها پألم وكأن تذكرها لعبيد اعاد عليها ذكرى اپشع....
سألها حسن يجفلها
شهد هو انتي إيه اللي خلاكي افتكرتي والدك
زادت بإغماض جفنيها لعدة لحظات صامتة حتى جاء ردها في الاخير برفض
ممكن ماتسألنيش السؤال ده عشان بصراحة لا انا عايزة ولا قادرة ارد.
تطلع بعينيها وهذا الرجاء بهما ليرى جرحها الغائر والذي تحاول جاهدة أن تخفيه خلف قشرة صلبة بهيئة الرجال حتى لا يرى أحد ضعفها تنهد حسن بثقل ما يشعر به تجاهها في هذه اللحظة وقال مهونا
خلاص يا شهد مش هسألك انا بس هقولك تهدي شوية عشان تقدري تستعيدي صحتك مرة تانية.
صحتي! ليه هو انا عندي إيه بالظبط
سألته بجزع وعينيها زاغت بتوتر فقال حسن
ميروحش فكرك لبعيد يا شهد انا اقصد الضغط على أعصابك الكلام دا هو اللي خلاكي تقعي من طولك النهاردة والدكتور اللي فحصك نبه ع الحكاية دي انتي اعصابك تعبانة يا شهد ولازم تستريحي.
تجعد جبينها لتسأله بعدم فهم
استريح ازاي يعني هو انا مش هقوم دلوقتي بعد ما اخلص المحلول ده.
تحركت رأسه بنفي أمامها يردف
لا يا شهد الدكتور امر انك تباتي الليلة في المستشفى ولما تروحي بكرة تستريحي في بيتكم كمان
اعترضت وهي تحاول أن تنزع ابرة المحلول من كفها
خلاص يا عم يبقى استريح في بيتنا أحسن هو الموضوع مستاهل.....
اوقفها بمسك ي دها الحرة قبل أن تتمكن من فعل ما برأسها العنيد ليهدر بها بحزم
اسمعي الكلام بقى بلاش استهتار الدكتور أمر يبقى تنفذي وانتي ساكتة.
برغم توترها من فعلته وقرب وجهها منه إلا أنها اصرت على عدم الطاعة بقولها
يأمر براحته وأنا بقى محدش يمشي عليا سيب إيدي يا حسن.
لأول مرة تلفظ أسمه بدون اللقب المهني له لأول يعرف بطريقتها الناعمة في نطق الأسم حتى أنها مرت على أسماعه وكأنها لحن موسيقي لأول مرة يراها بهذا القرب الجمال المتخفي خلف هيئة رجولية كاذبة تدعيها ولا تليق بها.
بقولك سيب إيدي يا حسن .
قالتها مرة أخرى غير دارية بحالته وهو يجاهد للتماسك أمامها فقال بصوت متحشرج
هسيبك يا شهد بس تبطلي تنشيف الدماغ ده.
اومأت رأسها بمهادنة حتى يتركها ففعل ولكن بحذر حتى لا تعود لما تفعله مرة أخرى أما هي فقد ابتلعت ريقها بارتباك واضطراب في مشاعر تستشعرها الان بعد فترة طويلة من السنوات وقد ظنت أنها اندفنت
مع من دفنوا
إيه اللي حصل يا شهد
صدرت بدخول ابو ليلية فجأة للغرفة مندفعا بقلق نحوها نهض على الفور حسن يستقبله
تعالي يا عم مسعود وشوف المچنونة دي مش برضوا انت كبيرها وليك كلمة عليها
ليه يا بوي في ايه
سأل مسعود وهو يتقدم بخطواته حتى جلس على طرف التخت منتبها لحسن الذي اردف
المقاول قريبتك دي الدكتور منبه عليها الراحة التامة الليلادي في المستشفى وهي راسها والف سيف لتنزع ابرة المحلول وتقوم.
سمع منه أبو ليلة ليلتف إليها بنظرة دافئة رغم مزاحه قائلا
ليه يا بت اخوي وراكي الأبعدية وخاېفة عليها تتسرق ولا فاكرة انهم ميجدروش يسوا امورهم من غيرك خواتك كبروا يا شهد ما عدوش صغيرين زي الأول .
تجعدت ملامحها لتقول بسأم
مش موضوع اخواتي يا ابو ليلة انا نفسي بكره المستشفيات دا غير اني رافضة القعدة على موضوع تافه.
تافه!
هتف بها حسن باندهاش فقال مسعود
طول ما وجعتي من طولك يا شهد يبقى مفيش حاجة تافهة انا اول ما سمعت باللي حصل جيت على ملا وشي جري مش خوف على عبيد وبس لا دا عليكي انتي كمان عشان عارفك.
ضيق عينيه حسن بتفكير وبدا على الاضطراب على ملامح شهد وهي تخاطبه
عارفني ازاي يعني في إيه يا عم ما انا زي الفل قدامك اهو.
بس يا بت بلا جدامي بلا وراي اسمعي كلام الدكتور وبطلي رط ع الفاضي.
هتف بها ابو ليلة بحزم جعلها تبتسم بطاعة لأمره ثم تبادلا الحديث ثلاثتهم حول حالة عبيد وانتظارهم لاستفاقته حتى يطمئنوا عليه وحسن يحاول الاندماج معهم حتى أتت رؤى ووالدتها ليطمئنا عليها ويرافقنها فوجدها فرصة حسن لينفرد بمسعود حتى يعرف ما يود معرفته.
في غرفة عملها بالفندق وهي تتحدث مع والدتها عبر الهاتف خرج صوتها بجزع
شهد!.... انتي متأكدة من كلامك دا ياما.............
كلمتيها بنفسك واطمنتي........... اكيد طبعا افتكرت حاډثة والدها ودا اللي جابلها التعب........ يا امي انا هخلص شغلي واعدي عليها مش هستناكي........... خلاص يا ستي متزعليش هعدي عليكي انتي كمان ونروح......
قطعت جملتها مع رؤيتها لهذا الرجل المتغطرس وهو يقتحم الغرفة انهت سريعا وهي تفف لتحيته....
طب سلام دلوك وبعدين هبجى اكلمك...
مساء الخير.
قالها مع اقترابه لمكتبها وردت تجيب التحية بعملية
مساء الخير يا فندم تؤمر بحاجة
سؤالها الملاصق لرد التحية اثار بداخله الضيق لعدم سماحها بإعطائه فرصة التعامل معها بود عادي حتى تجهم ليسألها متحججا
شادي فين يعني انا مش شايفه.
قطبت في البداية مستغربة السؤال ولكنها سريعا عادت لتجيب بمهنية
حضرتك مستر شادي اكيد مشغول دلوقتي في إعداد الحفل مع الناس المختصين.
وانتي مش معاه ليه
سألها بفضول يجعله ېحترق بداخله ليعرف وجاءت اجابتها
انا هنا بنفذ اؤامر رئيسي وهو بيأمرني لتنفيذ الاعمال ألإدارية.
اممم
زام بفمه يفرد جس ده واضعا كفيه في جيبي بنطاله أنظاره مرتكزة عليها ليقول بإصرار على المجادلة
وليه اعمال إدارية بس معندكيش كفاءة في باقي الأعمال
ارتفعت عينيها الجميلة لتحدجه بحدة رغم دبلوماسية الرد
والله يا فندم لو مستر شادي شايفني بالمنظور ده أكيد طبعا يبقالوا الحق في التصرف كما يشاء ينقلني عن العمل او يصرفني حتى هو حر.
صمت يختزل نظرتها داخل عقله وهذه القوة والتحدي بها رغم ادعائها الاحترام له فقال بخبث
مش يمكن مقدر الجيرة وبيجامل على حساب راحته انا شايف انه بيجي على نفسه زيادة ومن رأيي انه ميدخلش الأمور دي في الشغل يعني من الأفضل انك تتنقلي من عنده....
أتنقل!
هتفت بها پصدمة وعدم تصديق أن يكون قاصدا هذا بالفعل تنقل من
متابعة القراءة