رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


واحنا عايزين نخلص من ام الشغلانة الصعبة دي.
مطت شهد بشفتيها وهي تلتف نحو الرجل وقالت تحرك يداها كفعلتها في الصباح لتسرق أنظاره في التركيز على هذه الجملة الصغيرة المتدلية من الإنسيال وهي تقول غير منتبهة له
الكلام دا يا سيادة البشمهندس تقوله لحد غيري انت أكتر واحد عارف بالمرار اللي شربته انا في المصلحة دي وعارف بالخساير اللي بتحملها مضطرة عشان موقفش الحال ونخلص بقى ع الموعد. 

انتبه حسن على الأخيرة ليرد مقارعا
حلو اوي البداية دي يا أستاذ مجدي الأستاذة دي اللي بتقولك انها عايزة تخلص في الموعد كانت سايبة الشغل النهاردة يضرب يقلب والعمال مع نفسهم.
زفرت شهد لتهدر كازة على أسنانها
تاني برضوا هيقول إهمال هو حضرتك عايزة إيه بالظبط ربع ساعة وخدوها العمال عشان يفطروا اموتهم انا من الجوع بقى عشان خاطرك وخاطر العمل إيه هي عبودية
تدخل مجدي مرة أخرى يقول ملطفا
هو مكانش قصدوا كدة يا شهد طبعا انتي عندي حق في كل اللي قولتيه وهو كمان عنده حق عشان الوقت اللي محكوم بيه بعد المصلحة ما جابته يمسك بدال المهندس محمدي اللي سابها من النص وشافله شغلانة غيرها.
طب وبعدين إيه المطلوب دلوقتي
سألت بتحفز وهي تهز بأقدامها في الأسفل بعصبية فقال الرجل
المطوب هو إنك تتعاوني مع المهندس حسن يا شهد لا انتي عايزة تخسري بعد ما قطعتي نص السكة ولا هو كمان يرضى بوقف الحال مرة تانية على ما نجيب مقاول تاني بقى والعك اللي انتي عارفاه ده.
اطرقت رأسها بتفكير عميق تركز في كلمات الرجل فهي بالفعل في أشد الحاجة لاستئناف هذه العملية لسداد الديون المتبقية من زواج شقيقتها فريال بعد ان تكلفت وتحملت تجهيزها في الزواج منذ عدة أشهر وبرغم استفزاز هذه المهندس لها إلا أنها لا تملك إلا الرضوخ حتى لو ادعت غير ذلك .
لدرجادي المهمة صعبة
تفوه بها حسن ساخرا بابتسامة غير مفهومة ليزيد من ڠضبها ولحق مجدي قائلا بعملية قبل أن ينفلت لسان شهد بالرفض معاندة
خلاص يا شهد مفيش داعي للتفكير عديها بقى.
تنهدت لتوميء برأسها بقنوط وقبل أن تهم بالتحدث وجدت الاخر يسبقها
بس انا عندي شرط يا بشمهندس.
ناظرته شهد رافعة حاجبها بتساؤل تكلف به مجدي
إيه هو شرطك يا حسن
رفع سبابته يجيب محذرا بحزم
مدام مصلحتنا واحدة في إنهاء العمل في اقرب وقت يبقى الأستاذة تنفذ اللي هقوله من غير اعتراض عشان نخلص واظن بقى إن دا حقي .
طبعا حقك.
تفوه بها مجدي سريعا قبل أن يتجه لشهد التي كانت تناظرهم بشړ
وانتي ليكي عليا يا شهد هعمل كل جهدي عشان تاخدي كل مستحقاتك من المصلحة في اقرب وقت.
في طريق عودتهن إلى منازلهن بعد فشل المقابلة الكارثية للعمل تمتمت مودة بكلمات حانقة بعد ترجلها من سيارة الأجرة التي ضمتها هي وصبا
يا كش بس تكوني مرتاحة دلوقتي بعد ما ضيعتي علينا الشغلانة
توقفت صبا تواجهها باحتقان ما يجيش بص درها وما اختبرته في هذه الساعات القليلة
بجولك إيه يا مودة من الاخر كدة يا بنت الناس تجفلي ع السيرة دي خالص عشان انا فيا اللي مكفيني انا مجبرتش عليكي تمشي وتسيبي الشعلانة اللي انتي ندمانة عليها دي عايزة تشتغلي مع واحد مش تمام زي ده انتي حرة.
شعرت بالحرج مودة والعيون في الشارع منصبة جميعها عليهن بهذه الوقفة الغريبة لهن والنبرة المحتدة من الأخرى إليها فهمست متمتمة
طب براحة طيب الناس كلها بتبص علينا مستغربين الوقفة بتاعتنا دي في وسط الشارع اساسا اهدي بقى انا بهزر. 
سمعت منها صبا واستدارت عنها تسبق في الخطوات بغيظ لتكمل طريقها بصمت وخلفها كانت مودة تنتبه على النظرات المصوبة نحو الأخرى رغم سيرها العسكري والذي قد يظنه البعض تكبر ولكنها تتمتع بجاذبية غير عادية صديقتها التي تعرفت عليها منذ سنة تقريبا بعد مجيئها من الجنوب لتسكن هنا مع والديها تعرف أنها مدللة أبيها ولكنها أيضا ذات شخصية فريدة تتمنى أن تصل لنصف حظها .
عادت صبا لتلتف برأسها نحوها وتسألها
هتيجي معايا بيتنا تتغذي
ها .
تفوهت بها مودة تستفيق من شرودها لتشدد عليها صبا في قولها
بقولك هتكملي الشارع وتيجي معايا على بيتنا ولا هتختصري وتروحي على بيتكم
الټفت مودة نحو ما تشير صبا لتجد نفسها أمام بنايتهم بالفعل فتبسمت تجيبها باضطراب
لا لا مش هينفع انا هروح اعلق ع الغسالة بقى مدام رجعت بدري عشان الغسيل اللي متكوم في سبت الغسيل روحي انتي وعلى اتصال بقى .
أومأت لها برأسها وذهبت لتكمل الباقي نحو البناية التي تقطن بها متجاهلة كلمات الإعجاب والغزل التي يتفوه بها الشباب والمارة من جوارها تعلم أنها جميلة ولكنها لا تعطي لهذه الصفة أكبر من حجمها حتى لا تصبح عبدة لشيء زائل كما يقول لها والدها دائما.
دلفت صبا لداخل المصعد بخطوات ثقيلة محبطة تجر اقدامها جرا بيأس أصابها وقد ضاعت عليها فرصة وحلم خططت له منذ شهور كانت تود تحقيقه كي تحقق ذاتها بعيدا عن العادات التي تقيدها وتقيد حريتها بالزواج والإنجاب وإلغاء كينونتها خلف زوج يتحكم ويأمر وينهي حتى على اتفه الأمور الخاصة بها هي اصغر أشقائها وقد شهدت بعينيها ما يعاني منه شقيقاتها المتزوجات في الجنوب من العائلة أبناء عمومتهن الذين تزوجن منهن بشهادات تعليم متوسط يملكن حق تقرير مصير شقيقاتها الجامعيات والتقليل أو السباب حتى وهي أبدا لن تكون مثلهن ولو حتى ظلت هكذا بدون زواج كما يفعل ويهددها والدها دائما كي تيأس وترصخ ولا يعلم بأنها سعيدة بذلك وقد تمكنت بصعوبة شديدة بالحصول على موافقته على العمل وكأنها انتزعت قطعة لحم من فم الأسد.
توقف المصعد فجأة على أحد الطابق فدلفت لتنضم إليها هذه السيدة الرقيقة بعباءة منزليه واسعة تلقي التحية بابتسامة رائعة
صباح الفل يا صبا.
ردت تبادلها الابتسامة ببعض الإضطراب
اهلا صباح الفل يااا... رحمة.
ضحكت الأخيرة قائلة
ياه
يا صبا ساعة عشان تفتكري إسمي بس اقول إيه ما انتي قافلة دايما ومستخبية في بيتكم هتعرفي جيرانك إزاي بس
توقف المصعد فجأة ليخرجن الإثنان بنفس الطابق وقالت صبا ترد على المرأة
مش حكاية محپوسة والله بس انا مبطلعش غير ع الضرورة لكن طبعا عارفة انك جيرانا وساكنة في الشقة اللي تحت.
ردت رحمة وهي تتوقف بالقرب من الشقة المجاورة للمصعد
دوكها شقتي اللي متجوزة فيها يا صبا أما دي بقى تبقى شقة اهلي وانا بطلع كل يوم اشوف طلبات والدتي عشان هي تعبانة اوي بقالها فترة
ظهر على ملامح صبا التأثر فقالت بشفقة
الف سلامة عليها مكنتش اعرف والله.
ردت رحمة بابتسامة وعتب مبطن
ما انا قولتلك هتعرفي ازاي يا صبا ع العموم احنا فيها تعالي ادخلي معايا وسلمي عليها دي بتفرح أوي بأي حد يدخل لها.
انسحبت الډماء من وجهها وجف حلقها مع تخليها لرؤية هذا الرجل الغريب لها بداخل منزله! هذا المدعو شادي يكفيها موقفه معها في الصباح.
تحركت رأسها لتخلتق حجة للرفض ولكن رحمة كان لها السبق
اوعي تكوني مكسوفة او خاېفة ليكون البيت فيه شباب اخويا شادي النهاردة اساسا في مأمورية برا العاصمة وهيقعد فيها كان يوم كمان ولا انتي مش عايزة براحتك.
أحرجتها بزوقها وكلماتها اللطيفة فلم تملك صبا سوى انها توافق وتتحرك معها وتناولت الهاتف تتصل بوالدتها تخبرها بعودتها وزيارتها الان لجيرانها في الشقة المقابلة لشقتهم.
داخل الفندق الشهير دلفت رباب تتأبط ذراع زو جها والذي كان يرتدي حلة رائعة ټخطف الأنفاس أما هي فكانت على التوقع كالعادة مٹيرة حد الفتنة تسرق الأنظار نحوها بفستان أسود عاري الكتفين بقصة كلاسيكية منسدل على جس دها بنعومة يصل حتى كاحليها بفتحة على ساقها حتى أعلى ألركبة توزع الابتسامة بروتينة نحو كل من يحيها استقبلهما عدي عزام مرحبا بتهليل
كارم حبيبي. 
عدي باشا إيه الأخبار
رددها كارم بمصافحة رجولية متبسما بابتهاج
فل.
تفوه بها عدي غامزا قبل ان يرحب مصافحا رباب هي الأخرى
نورتي فندقنا المتواضع يا رباب هانم.
اومأت له بابتسامة يشملها الزهو
يا خبر ابيض اكبر فندق في البلد وبتقول عليه متواضع 
دا من زوقك يا هانم.
رددها عدي بابتسامة هو الاخر قبل أن يشير بكفه للأمام قائلا
معايا بقى على قاعة كبار الزوار بهيرة هانم والدتي مع زو جتنا الفاضلة ميسون هناك مع ضيوفنا المهمين.
بعد قليل 
كانت رباب مندمجة في الحديث الجانبي مع السيدة بهيرة شوكت وز جة ابنها المتعالية مثلها ذات الأصول التركية مع عدد من النساء اخريات صديقات للمرأة الكبيرة او زو جات لبعض الشركاء.
أما كارم وعدي فقد اتخذا جانبا لهما وحدهما للأنفراد بالحديث فقال كارم وهو يرتشف من كأس مشروبه
مكنتش أتصور إن اخوك ميبقاش معانا في مناسبة زي دي
فهم عدي على تلميحه ورد بابتسامة
ومين قالك بقى إن مصطفى مجاش دا وصل مع بداية الحفل عشر دقايق سلم ع الشركا ورحب بيهم وبعدها مشي على طول .
أممم. 
زام بفمه يتمتم بابتسامة خبيثة
يعني الباشا قصد يجي مع البداية ويمشي قبل ما يشوفني رغم اني الشريك الرئيسي في الحفل. 
لوى عدي ثغره بابتسامة مستترة وارتفعا حاجبيه وانخفضا سريعا بمغزى فهمه كارم فتابع مردفا
واخد موقف مني عشان جاسر الريان وطارق اصحابه انا كنت عارف من الأول على فكرة ودا اللي خلاني اشك في جديتك للشراكة معايا في البداية. 
خطڤ عدي نظرة نحو امرأة اجنبية مرت أمامه قبل أن يعود لكارم قائلا بثقة
واديك اتأكدت اني مش لعبة في إيد مصطفى وبعرف اشتغل من غيره بدليل شركتنا اللي بقت تنافس الشركات الكبيرة في اقل من سنة.
تصلب وجه كارم واشتدت ملامحه ليردف بتصميم وقوة
ولسة انا مش هستريح غير لما تبقى شركتنا من اكبر الشركات في مصر كلها والشرق الأوسط كمان.
حلو اوي وانا معاك يا سيطرة 
تفوه بها عدي بابتسامة متسعة قبل أن ينتبه على الصوت الناعم من خلفه
طب انا كدة خلصت ورديتي يا عدي باشا عايز حاجة تاني مني
قالتها الفتاة بميوعة ومغزى صريح بعينيها فهمه كارم ليرمقها بتذكر مع قول عدي
لا روحي انتي يا ميرنا واما اعوزك هبقى اطلبك. 
انصرفت الفتاة تتمايل بخطواتها وملابسها الضيقة والقصيرة فوق ركبتيها حتى جعلت انظار الرجال تتعلق بها حتى اختفت فقال كارم بدهشة
ېخرب عقلك مش دي برضوا البت اللي عاكست جاسر الريان قدام مراته يوم الاحتفال اللي عمله مصطفى للشراكة معاه
اومأ له الاخر يهز رأسه بشيطنة وقال بتسلية وهو ينثر رماد سيجارته
اه هي ما انت متعرفش بقى ان جاسر الريان قضى معاها ليلة قبل ما يتجوز مراته التانية ف البنت بقى سلمت عشان العشرة. 
استجاب له كارم ضاحكا يردد خلفه غامزا بمكر وقد فهم وحده ما بينهما
وانت بقى اللي صاين العشرة عشان كدة مشغل رفيقتك في الفندق يا جبروتك يا أخي. 
قالها كارم وانطلق عدي بضحكة
 

 

تم نسخ الرابط