رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
اطمئن أمين من جانبها ليتلتف نحو مودة يأمرها بحسم
ادخلي بسرعة يالا يا مودة دوري ع الحاجة وانت يا مدبولي ساعدها خلينا نخلص من المشوار الزفت ده.
انصياعا لأمره تحركت على الفور نحو غرفتها ليلحق بها رجل الأمن وتبقى أمين مواجها للمرأة التي غمغمت بتساؤل غبي
هما دخلوا الأوضة يعملوا ايه
زمجر بصوت مرعب افزعها عن التكملة
أنكمشت المرأة على نفسها پخوف منه ومن تهديده فخطا ليجلس على الكنبة القريبة من المدخل ليجلس واضعا قدما فوق الأخرى ثم يأمرها
اقعدي.
تحركت بتردد ثم افترشت الأرض متربعة بقدميها لتزيد على جلبابها المهترئ بالأتربة والغبار فصاح يجفلها بصيحته
قعدتي ع الأرض ليه قومي اقعدي على أي نيلة ولا كرسي قدامك ما تقومي.
ارتفعت رأسه فجأة على اثر طرقة خفيفة على باب الغرفة وقبل أن يعطي الأذن بالدخول وجد الأخرى تطل برأسها بابتسامة ناعمة تلقي التحية قبل أن تدلف بكليتها للداخل
مالت رأسه بتهكم في الرد عليها
أفندم يا ست ميرنا بتدخلي كمان من غير ما تاخدي الإذن
تفاجأت بجفاء استقباله الغير متوقع فردت بابتسامة مضطربة تدعي الأدب
لا العفو طبعا يا باشا أنا بس دخلت من عشمي.
عشمك!
قالها بحدة وعينيه تمشطها بازدراء جعلها تخرج عن صمتها بمخاطبته بجرأة
في إيه يا باشا معلش يعني حتى لو ماعدتش بتطيقني حاول تفتكر الود القديم اللي ما بينا ع الأقل.
خرجت منه عاليه وللمرة الثانية لا يخفي نظرته المتدنية لها بشكل أشعل مراجل الحقد بداخلها ليزيد عليها بعجرفته واضعا قدما فوق الأخرى مستطردا
كلمة الود والعشم دي تتقال مع أي علاقة متكافئة الأطراف يا ميرنا أما اللي كان ما بيني وبينك فدا اسمه هات وخد انا كنت باخد مزاجي منك وفي المقابل بعطيكي المقابل واظن ان المقابل بتاعي كان كويس اوي معاكي ولا هتنكري
لا طبعا يا باشا هنكر ازاي يعني دا انت أفضالك مغطياني من ساسي لراسي كفاية بقى ان انت لسة مشغلني.
امممم.
زام بفمه وعينيه على أحد الأوراق يعقب على عبارتها الاخيرة
فكرتيني بالنايت اللي انتي لسة شغالة فيه ياريت تحاولي تمشي ع التعليمات زي باقي زمايلك انا مش عايز سمعة الفندق تضر بسببك مش هقدر اسكت مديرك أكتر من كدة.
كماان النايت الحاجة الوحيدة اللي بقيالي مع الأجانب هو ايه اللي حصل
سألها بتسلط وكأنه ينتظر منها هفوة
يعني سكتي يا ميرنا
ردت وهي تحافظ على تماسكها لتقول بطاعة
ويعني عايزني اقول ايه يا باشا طبعا اللي تؤمر هو انا اقدر اكسر كلامك برضوا.
اوما برأسه يدعي الرضا ليردف
كويس اوي انك فاهمة الكلام ده تقدري تروحي على شغلك دلوقتي وياريت ما شوفش وشك هنا في المكتب او حتى في أي حتة تخصني غير لو انا طلبتك يعني الډخلة من شوية دي متكررش.
أكيييد.
قالتها عن ثقة داخلها وقد تحولت لهجتها للغموض لتردف بانصياع تام
يبقى انا كدة بعتذر يا باشا لو كنت ازعجتك تحب تأمر بحاجة تانية.
نفى بهز رأسه يكتنفه شعور بعدم الاطمئنان استذنت لتخرج ولكنه اوقفها قبل أن تستدير عنه
ميرنا...... حاولي تشوفي صرفة في موضوع الخاتم
انا شايف ان مفيش منه فايدة.
بغليل متعاظم وقد وضحت الصورة جليا أمامها ردت بفحيح
يعني قصدك انه يرجع
اومأ بهزة خفيفة من رأسه قائلا
يعني زي ما عقدتيها حاولي بذكائك ده تحليها.
صفقت باب الغرفة التي غادرتها لتسرع بخطواتها حتى وصلت إلى جزء مختصر عن الأعين لتتوقف ضاربة بكف يدها على الحائط بزمجرة مكتومة بحلقها تود التعبير عما يجيش بصدرها پصرخة عالية تهز اركان الفندق وما يحاوطه من مباني لقد فاق الأمر توقعها وخرج كل شيء عن سيطرتها بعد ان كانت كالملكة بين اقرنائها بمكانة تحسدها عليها الفتيات من زميلاتها سلطة تدعمها حتى أمام مديرها مكاسب خيالية بالعملة الصعبة كانت تنهمر عليها بأقل جهد حتى لقبت نفسها بجارية الملوك التي تأخذ من المنافع المادية وعلاقات السلطة مما يسهل عليها كل أمر صعب يواجهها لقد صدق احساس الخطړ بداخلها منذ أن رأت هذه الفتاة عدي عزام اصبح يحيد عن طريقه المعتاد لنيل امرأة تعجبه بل انه يتجه لناحية أخرى لو سلكها سوف تكون الخسائر وقتها اكبر من ذلك كثيرا....
زاد بعينيها التحدي ووعيد يصدح داخلها بقوة
أنها لن تنتظر أو تسمح لهذا اليوم أن يأتي وان حدث لن تكون الخاسرة الوحيدة.
عليا وعلى أعدائي.
خرج مدبولي بوجه متجهم والعرق يغطي جبهته وأعلى قميصه في الأمام والخلف وقد بدا عليه الإجهاد بشدة لوح كفيه بيأس جعل أمين يدمدم بتساؤل
معقول يعني ملقتهوش خالص.
خرج صوت الرجل بجدية
يا فندم احنا قلبنا الأوضة ومخليناش حتة لدرجة اني كنست الأرضية بالمقشة وبرضوا مفيش أي أثر.
تدخلت العجوز بينهما سائلة
لهو انتوا بتدوروا على إيه.
تجاهلها أمين لينهض ذاهبا نحو الغرفة التي كانت مقلوبة رأسا على عقب نتيجة البحث المضني ومودة على الأرض تغطي بسترتها على عينيها وجسدها يهتز من فرط بكاءها المكتوم.
بعادة اكتسبها على مدار سنوات عمله اخفى أمين تعاطفه ليهتف بها بصرامة
مودة كفاية بقى خلينا نمشي.
كشفت عن عينيها التي احتقنت بأثر الدموع لتقول بصوت مبحوح باستجداء
والله العظيم كنت حطاه هنا والله ما خرجته من الجيب ده ولا شوفته بعدها ھموت واعرف هو راح فين دا ملهوش أثر في أي حتة روحتي في داهية يا مودة روحتي في داهية.
كتلة كثيفة من الهواء طردها أمين بزفرة مشبعة بإحباطه يزداد يقينه بأن هذا الأمر به شيء ما وقد ساهم غباء هذه الفتاة في إيقاعها.
خرج من شروده على صوت المرأة جدتها والتي صاحت تولول وهي تتأمل محتويات الغرفة
يجيكي ويحط عليكي يا بعيدة قلبتي الأوضة من فوقيها لتحتها ليه يا بت يكونش بتدورا على كنز انا قلبي حاسس من الأول دخلة الرجالة الغريبة دي أكيد وراها مصېبة.
يخربيتك بجد يا شيخة
غمغم بها للمرة الثانية فهذه المرأة بأفعالها قادرة على جعله يرتكب چريمة في حقها وهو الذي كان يحترم قبل ذلك كبار السن هذا قبل أن يراها تخلى عن افكاره السيئة ليسألها بعملية ربما يأتي من خلفها بفائدة ما
بقولك ايه يا حجة طب أنا كنت عايز أسألك لتكوني لقيتي خاتم مرمي هنا ولا في أي حتة من الشقة
شهقت بصوت جعله يعتقد أنها على حافة خروج روحها قبل أن تلتف نحو مودة صاړخة
يا بت الكلب لهو انتي اشتريتي خاتم دهب كمان وضيعتيه طب كنتي ادهولي عشان اشيلهولك
بغيظ شديد التف نحو مدبولي يأمره بحزم وقد فاض به من مهاترات المرأة
يا للا يا مدبولي اسحب مودة خلينا نمشي اسحبها يا بني قبل ما تطلع ارواحنا احنا.
هو دا كل اللي حصل.
ختمت بهذه العبارة بعد أن قصت عليه كل ما حدث من البداية حتى دخولها منذ قليل لغرفة عدي عزام وظل صامتا على وضعه لمدة من الوقت قبل أن يخرج صوته ويسألها بهدوء مريب
روحتي قابلتي عدي عزام في المطعم لوحدك يا صبا.
ما انا قولتلك ع السبب.
سبب إيه
هتف بها ليستطرد وكأنه تحول لشخص آخر
كان لازم تشوريني الاول مينفهش تتصرفي من دماغك حتى لو كان غرضك شريف على الأقل كنت روحت معاكي انتي غلطتي غلطتي يا صبا.
عشان عايزة اساعد صاحبتي.
محدش طلب منك تتخلي عنها رغم اني مينفعش نعفيها من مسؤلية المصېبة اللي حطت نفسها فيها احيانا بتكون أخطاء صغير واحنا بنعتبرها تافهه ومع ذلك ممكن توصل بينا لحبل المشنقة لما نستهون بيها.
كطفلة مذنبة لم تقوى على مجادلته وقد علمت ألان فقط بصحة قوله لتطرق برأسها غير قادرة على المواجهة فتابع بتأنيب
وكمان بتدخلي قسم الشرطة يا صبا ابوكي لو عرف..
قاطعته سريعا بارتياع
هيقطع علاقتي بيها نهائي ومش بعيد يرجعني البلد
ضړب بكفه على سطح المكتب ورأسه دارت للأعلى يستجدي صبرا وتماسكا حتى لا ينفجر بها فتابعت هي بتبرير
وعلى فكرة بقى انا جيبت المحامية النسوية دي مخصوص عشان تتكفل بالدفاع عن مودة وبالمرة تعرف رأيها في عرض الست دي صاحبة الخاتم من غيرما ادخلها انا.
لكن ساعتها بقى قابلنا حضرة الظابط أمين الله يخليه سهل علينا الدنيا وخلانا......
أمين مين
صړخ مقاطعا للمرة الثانية لتنتبه هي على انقلابه المفاجئ مرة أخرى وكان ردها بعفوية
حضرة الظابط أمين أخو حسن خطيب شهد ما هو شافني يوم الخطوبة وعرفني.
ظل متسمرا أمامها بهيئته الغير طبيعية لمدة من الوقت أثارت قلقها قبل أن يشعر بنفسه وينهض عن مقعده يفاجائها باستئذانه
انا ريقي نشف ورايح اشرب ميه.
طالعت اثره حتى اختفى لتغمغم بتساؤل مع نفسها
هو ماله اتعصب جوي كدة لما جيبت سيرة الظابط أمين
في منزل أنيسة وقد اجتمعت بنصفها الثاني مجيدة التي زارتها اليوم خصيصا بحجة الاطمئنان على صحتها
ها يا حبيبتي وعاملة ايه النهاردة بقى
بابتسامة عذبة لا تفارقها ردت
الحمد لله يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك ولا من دخلتك عليا اقسم بالله انا بفرح من قلبي لما بتجيني بحس ان اعرفك من زمان يا مجيدة
ردت الأخيرة بصدق ما تشعر
نفس اللي بشعر بيه والله انتي طيبة اوي يا أنيسة وشكلي انا كمان طيبة عشان اتلميت عليكي.
بضحكة من القلب رددت من خلفها
اووي اووي يا مجيدة بس بصراحة بقى انتي عفريتة بتعرفي توصلي للي انتي عايزاه .
أنااا.
قالتها مشيرة بكفها نحوها لتردف ببراءة
طب دا انا حتى غلبانة وربنا .
للمرة الثانية رددت من خلفها وكأن عدوى الفكاهة اصابتها
اوي غلبانة اوي يا مجيدة.
اطلقت الاخيرة ضحكة رنانة لتعلق عليها
الله يا أنيسة هو انتي اتعلمتي الشقاوة ولا ايه .
أكيد منك.
قالتها لتشارك الأخرى بالضحك من قلبها حتى خرجت إليهم لينا من الغرفة بملابس العمل لتعلق بابتسامة لهما
يا ما شاء الله ضحككم جايب لاخر الشارع ما تبسطونا معاكم يا بشړ.
ردت مجيدة بابتسامة لرؤيتها التي تبهج القلب
يا ختي ربنا يبسطك وتنولي اللي بتتمنيه يا لينا يا قمر انتي مقولتيش بقى عاملة ايه
ردت وهي تعلق الحقيبة على كتفها
بخير والحمد لله يا طنت ربنا يخليكي مضطرة اسيبكم عشان الشغل.
روحي يا بنتي ربنا يباركلك.
قالتها وانظارها اتجهت نحو السلسال الذي ترتديه في الأعلى وظلت صامتة حتى غادرت لتسأل أنيسة بمكر
حلوة أوي السلسلة اللي لا بساها لينا دي كف وخرزة زرقا أكيد
متابعة القراءة