رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


من خلفها دون أن يلاحظ جمود ملامحها زوجته المؤلمة ولا الدمعة التى فرت هاربة من عيناها قولي يعني فيها ساعاية كدا
بقلم نورهان محسن
في حوالي الساعة الثامنة مساءا
داخل فيلا فهمي الهادي
داخل المطبخ
_برده ماكلتش يا تقي
ووجهت خديجة هذا السؤال لابنتها التي اقتربت منها بخطوات هادئة.
وضعت تقي صينية الطعام على الطاولة المستطيلة وهي تهز رأسها بالنفي سألتها خديجة مرة أخرى في حيرة طيب والعمل

نفخت تقي خدودها وهي تجلس على الكرسي بإرهاق وأسندت خدها على قبضتها وأجابت بملل انا غلبت والله فيها .. طول اليوم بتحايل عليها عشان تاكل و مش راضية يا ماما بصراحة زهقت
قالت خديجة بهدوء وهي تنظر إلى قالب الكيك داخل الفرن خلاص سيبيها .. مصيرها تاكل يعني هي هتفضل صايمة لحد امتي يعني 
واصلت تقي باندفاع مغتاظ انا اللي فرسني اوي ان كلهم راحو يتبسطوا وسايبنها ولا سألوا فيها حتي يوسف قال هيجي يغير هدومه عشان يروح الحفلة ويعدي يطمن لها و لحد دلوقتي ماجاش ايه الاخوات دي
جلست خديجة بتمهل بجوارها وتكلمت بتحذير تقي احنا بنشتغل هنا وبس .. ماينفعش ندخل في حياتهم هما احرار في بعض مالناش فيه ..
نظرت تقي إلى الأمام فى تفكير قبل أن تلتفت إليها فجأة وتقترح بنبرة حماسية طيب ايه رأيك لو اتصل بأستاذ مصطفي واحكيلو اللي بيحصل دا يمكن يتصرف
وبخت خديجة إبنتها البلهاء بحنق يا غبية اذا كان مدام سلمي عملت دا كله بسببه عشان خايفين لا تكلمو هي وتقولو علي فسخ خطوبتها منه بعد اللي عرفته امبارح .. تقومي عايزة تخليها تكلمو يبقي عملنا ايه بوظنا الدنيا!
ضر بت تقي جبينها بخفة ضاحكة علي نفسها قائلة بتأييد ايوه صحيح تاهت عن بالي فين دي
هزت خديجة رأسها بيأس وتنهدت بقوة لتخبرها بهدوء اسمعي شوية كدا وابقي حاولي معاها تاني .. ولا اقولك ابقي خلي عم سعيد يكلم معاها هي بتكبره
_حاضر ربنا يسهل
بقلم نورهان محسن
فى حديقة فيلا صلاح الشندويلي
تشرف وسام الآن بسعادة غامرة على كافة تفاصيل حفل خطوبة ابنتها الصغيرة مع أحد منظمي الحفل التي تتميز بالقدرة على العمل تحت ضغط شديد والتعامل مع أي ظروف طارئة دون أي توتر اختتمت كلامها بهدوء كل حاجة تمت زي ما حضرتك طلبتي يا وسام هانم بالظبط والباند وصل كمان في معاده
أومأت وسام لها برأسها مؤكدة صحة حديثها بابتسامتها الجميلة التي أظهرت غمازتين محفورتين على خديها وجالت ببصرها حولها في المكان لتعلق بإعجاب بجد تسلم ايدك يا شهد .. كل حاجة مظبوطة زي ما كنت عايزاها و الديكورات طالعة ممتازة
ابتسمت لها شهد قائلة بكياسة شهادة اعتز بيها من حضرتك طبعا .. عن اذنك هروح اشوف باقي التيم
إستأذنت شهد بلباقة فوافقت وسام باسمة الثغر تمام اتفضلي
_ يا سمسمة
اتسعت ابتسامتها عندما رأت دعاء تتقدم مع عز وهى تتأبط ذراعه وحين اقتربا منها قالت بعتابا لينا اخيرا جيتو يا دعاء .. ايه التأخير دا كله!!
بررت لها دعاء  معلش يا روحي ماتزعليش مني علي ما عز ومراته عدو عليا وجيت معاهم
غمز عز بطرف عينه متهللا بإعجاب ايه الشياكة الفظيعة دي!! كدا هتغطي علي العروسة بحلاوتك يا سوما
ضحكت وسام خجلا من مجاملته اللطيفة فى حين جال عز بنظره في الحديقة قبل أن يسأل في حيرة اومال فين العريس وفين باسم مش شايف حد ليه!!
هزت وسام كتفيها وأخبرته ببساطة ياسر هتلاقيه مع عمك صلاح كانوا بيكلمو مع بعض من شوية .. وباسم لسه مانزلش من اوضته
اومأ عز برأسه في تفهم وهتف بحماس تمام .. اما اروح اشوفه الاول
رمشت وسام بعينيها تستفسر بذهول اومال فين مني!!
أجابها عز قائلا طلعت تسلم علي عروستنا فوق
لوح عز لهم فى خاتمة كلامه قبل أن ينصرف من أمامهم نظرت دعاء نحوها وعلقت بسعادة الف مبروك يا روحي وربنا يسعد هالة وعقبال ما يشدو حيلهم كدا ويحددو معاد الفرح
ردت وسام بإبتسامة ساحرة الله يبارك فيكي يا حبيبتي .. ويسمع منك ربنا امين
تحدثت دعاء مبتسمة بإقتراح يلا تعالي خلينا نشوف اخبار البوفيه ايه!
أوقفتها دعاء وركزت عينيها على بعض الأشخاص الذين بدأوا بالوصول إلى الحديقة فالتفتت حولها تبحث عن شخص ما ثم أضافت مبتسمة بهدوء صلاح شكل الكلام واخده .. والمعزيم بدأو يكتروا .. روحي انتي استقبليهم .. وانا هشوف البوفيه بنفسي
لمعت عيون وسام بابتسامة قبل أن تقول بامتنان وحب مش عارفة اقولك ايه ميرسي خالص يا دودو .. بجد كنت محتاجكي معايا من بدري
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
داخل الحمام
تقف ابريل تحت الفوهة المعدنية ذات الثقوب الصغيرة بينما كان يتدفق منها ماء وافر ممزوجا بدموعها ويرتجف جسدها بشهقات باكية مليئة بمرارة القلب فلم تعد قادرة على السيطرة على نفسها أكثر رغم محاولاتها العديدة للصمود لكنها في النهاية استسلمت للاڼهيار وربما كان من الأفضل لها أن ټنهار الآن بدلا من أن تخفي ما تشعر به
 

تم نسخ الرابط