رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن
المحتويات
وعاملتني كأنك تعرفني من سنين اتعلقت بيك ودخلت قلبي .. عارف ان ماما ماسمحتليش اقرب من ولادها .. كانت دايما بتخليني اتعامل معاهم من بعيد .. وبطريقة سطحية اوي .. وانا كل اللي كان نفسي فيه احس ان ليا اخوات بجد افرح واضحك وابكي معاهم واشاركهم حياتهم واروح معاهم المدرسة و ننزل نلعب مع بعض في العيد .. كان نفسي يبقي ليا اخ عايش معايا احس انه سندي وضهري وامان ليا في وقت ازماتي وېخاف عليا
_مهما قولتي وعملتي فيا انا راضي عشان الحق عندك .. بس انتي اختي يا ابريل انا مش بمثل .. ربنا وحده اللي عالم قد ايه معزتك كبيرة عندي .. و انتي هتسامحيني ومش هتقدري تكرهيني .. اعتبريها غلطة ومش هتتكرر .. هتشوفي هقف معاكي من هنا ورايح في اي حاجة هتشوفي بعينك
بقلم نورهان محسن
في وقت متأخر من الليل
_ اه معلش التليفون كان فاصل مني طول اليوم يا مراد .. انا لسه راجع البيت .. ها طمني ايه الاخبار!
تعالت ضحكاته المرحه في ارجاء غرفته نافيا بهدوء لا ماتعملش حاجة وانا هكلمك بعدين
شكره باسم بإمتنان تمام يا حبيبي متشكر جدا علي الخدمة دي .. اكيد في اقرب فرصة هشوفك .. مع السلامة
بقلم نورهان محسن
في صباح اليوم التالي
داخل منزل فهمي الشندويلي
_ الحقيني يا ريهام اللي كنت خاېفة منه حصل!!
هكذا صړخت سلمى بتوتر وهي ټقتحم غرفة ابنتها.
لوت ريهام بحيرة وهي ترتدي حذاءها باهظ الثمن ذو الكعب العالي خير علي الصبح في ايه!
جاورتها سلمي علي الفراش مغمغمة بصوت لاهث مافاتش يومين .. ومصطفي باعت بيطالبنا بالمتأخرات اللي علينا لشركته ..
عقدت ريهام حاجبيها باندهاش وقالت بعدم تصديق متوجس مش معقول مصطفي يعمل كدا .. اكيد من عصبيته واكيد هيهدا ومش هيضرنا احنا قرايبو برده
اهتزت نبرتها پخوف من مصداقية هذة الاحتمالية لتربت ريهام علي كتفها مهدئة إياها هدي اعصابك انتي بس كدا
استقامت ريهام تهندم كنزتها البيضاء قليلا لتتابع بثقة استنكرتها والدتها اكيد هنلاقي حل ماتقلقيش
أجابتها ريهام باختصار خبيث مش هتحصل مصېبة يا ماما .. ابريل هترجع لمصطفي وقريب اوي...
نهاية الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر ملاذي الملعۏن رواية جوازة ابريل 2
كنت ك طائر الكناري الطليق يتلولب في الهواء حيث كان واثبا فوق الشجرة عالية ويغني للأغصان بصوته الرائع كل صباح فصادف ان شاهدته من بين الاغصان فأعجبت به وأنجذبت نحوه مم جعلك لا تستطيع ان تقاوم جماله الرقيق فأحببت أن تحظى بإمتلاكه لذا فكرت بصيده فألقيت فتافيت الخبز إليه بمنتهى الرقة والحنان حتى إطمئن إلى يدك الممدوة إليه ثم على حين غرة أدخلته في قفص ذهبي وأغلقته بقفل وردي حارما إياه من الغناء والحرية مرة أخرى يا ملاذى الملعۏن....
أما بعد...!!
نحن لا نقع في الحب باختيارنا لكن الابتعاد عن من نحب قرار يمكن اتخاذه.
عند ريهام
_مش هتحصل مصېبة يا ماما .. ابريل هترجع لمصطفي وقريب اوي
جحظت عينيها بدهشة وهي تتساءل بسرعة هي قالتلك حاجة!
رفعت ريهام حاجبها بغطرسة مجيبة اياها بثقة من غير ماتقولي .. ابريل مش هتكمل مع باسم لان لو مش واخدة بالك هي وافقت علي الخطوبة مش حبا فيه زي ماهي عايزة تقنعنا .. كل الحكايه انها عايزه تضايق مصطفى مش اكتر .. يعني فترة بسيطة وهيسيبو بعض
عبست ملامحها في استنكار وأسندت مرفقيها على فخذيها وشبكت أصابعها ببعضها البعض وهي تتساءل بنفاذ الصبر لا تخلو من الإرتعاب وانتي جايبة الثقة دي منين!
نهضت سلمي من مكانها وهي تتحرك ذهابا وإيابا وقصفتها بالمزيد من الاستفسارات التي كانت تتماوج في رأسها بتوتر ماهي حتي لو سابته هنضمن ازاي انها ترجع لمصطفي .. وتفتكري مصطفي اصلا هيبقي لسه عايزها بعد اللي عملته فيه
وقفت ريهام في وجهها ورفعت يديها لتضعهما فوق ذراعين والدتها وشرحت لها بنفس النبرة الواثقة ممتصة ڠضبها دي بقي سيبيها عليا .. انا كلمت مصطفي امبارح ورايحة اقابله انهارده .. ومش بعيد اقدر اخليه يغير رأيه و يتمسك بيها اكتر
أنفرجت اسايرها بتفاجئ وقرع قلبها ينبض بأمل جديد فهتفت تشجيعا تبقي بنت امك بصحيح اذا نجحتي في كدا يا ريمو
تعالت ضحكاتها بخبث وهي تطمئنها بغرور ماتخافيش يا ماما الافكار عندي كتير اوي بس محتاجين شوية صبر .. يلا يدوب اروح الاتيليه اخلص اللي ورايا وبليل هروح اقابله اوكي
وهكذا أنهت حديثها معها وهي تتحرك من أمامها تأخذ حقيبة اليد من فوق طاولة الزينة بينما سلمى جالسة على السرير تتنفس الصعداء ثم قالت بابتسامة طيب يا حبيبتي ماتنسيش تطمنيني باخبار كويسة..
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
عند عز
تململ في نومه وهو يعقد حاجبيه بانزعاج من تلك اللمسات الناعمة كما لو كانت تخبره بهدوء أنها بجانبه.
فتح عز عينيه ببطء وفوقع بصره على كف يدها الذي تداعب به خده صعودا وهبوطا بنعومة.
أدار عز رأسه إليها فأغلقت عينيها على الفور متظاهرة بالنوم تأملها بحاجبين معقودين قبل أن تلوح شبه ابتسامة متعجبة على فمه من هيئتها عيناها مغلقة وإحدى يديها تحت رأسها ولا تزال تمرر اطراف أصابعها على لحيته في آن واحد.
ساورها الفضول حيال صمته ففتحت عين واحدة ببطء لتراه يحدق بها قبل أن يهمس بصوت خشن ممزوج ببحة النعاس صباح الخير .. بطتي الشقية قايمة من بدري وعمالة تعاكس فيا
نظرت اليه من خلف جفونها نصف المغمضة ثم غمغمت بهمس انا لسه نايمة
_والله .. من يوم ما اتجوزنا دي أول مره أعرف انك بتتكلمى وأنتي نايمه..!!
جاراها عز بذهول مستمتعا بسحر لمساتها الرقيقة بالإضافة إلى حركاتها اللطيفة التي ټخطف الأنفاس من صدره.
أجابته مني بابتسامة وجفونها لا تزال مغلقة دي غلطتي عشان خبيت عليك مرضي اللي مالوش علاج
رفع أحد حاجبيه الكثيفين في دهشة مما زاده وسامة ثم غمغم متسائلا ومن امتي وانتي علي الحال دا!
_من اول يوم اتجوزتك فيه
تلقى منها الجواب بنفس الهمس بجانب أذنه ثم ما لبث أن مالت بوجهها نحوه وقبلت خده بحنان مع ابتسامة كسولة علقت على زاوية فمه من حلاوة قبلتها فيما عادت للنوم على جانبها كما كانت.
ضم شفتيه معا في خط مستقيم وهز رأسه بخيبة أمل وآسي مصطنعين لساني مش مطاوعني اقولك ربنا يشفيكي منه .. انا عايزك كدا مريضة بيا علي طول
ابتسمت منى بهيام مثل طفل يتودد إلى حنان أمه انا مش بس مريضة بيك انت الميه والهواء والنفس ليا يا حبيبي
بادر عز بسؤال وهو يرفع وجهه إليها يعني تقدري تعيشي من غيري قد ايه كدا بأقصي حد
_ماتصيعيش تقدري تعيشي من غير ميه اسبوع عادي
قالها بنبرة مرحة ممزوجة بالضحك ليصله صوتها المتحشرج من فرط المشاعر التي تعصف بقلبها النابض بقوة تحت رأسه بس مقدرش استغني عن الهواء لو دقيقة واحدة .. وكل ما يخطر علي بالي .. اني ممكن اصحي في يوم وماتبقاش في حياتي بتجنن واټرعب
نظرته العاشقة تركزت على مقلتيها الدامعتين بعد أن رفع نفسه نحوها ليهمس لها بحزم حنون راسك الحلوة دي مش عايزها تفكر في الافكار دي تاني .. احنا هنعيش سوا .. و نكبر سوا ولا تقدر اي حاجة هتبعدني عنك
اتسعت ابتسامتها فازدادت جمالا مع إشراقة وجهها الجميل وأحاطت وجهه بين يديها قائلة بنبرة منخفضة جعلت انتظام نبضات قلبه يضطرب ولها وعشقا من أجلها بحبك اوي
تعالت ضحكاتها بنعومة ثم ما لبث ان نطقت بحب بحبك اوي
التمعت عيناه بغرام جارف مجمجما بنفس اللهجة علي صوتك اكتر
أغمض عز جفنيه وهو يشعر بالنعيم يغلفه وهي بين ذراعيه مستمتعا بنبرة صوتها الكنارى وتنهداته المنتشية تشق فمه وهو يعانق جسدها له أكثر ايوه كدا سمعت
اتسعت عيناه من الصدمة وهو ينتشل نفسه من خضم ذكرياته فور أن شعر أنه لا يحتضن سوى الفراغ.
نظر حوله بتيه ليكتشف أخيرا أن ما كان يعيشه قبل بضع ثوان لم يكن سوى ذكرى قديمة مدمجة في دفتر ذكرياتهم.
بعد فترة وجيزة
سمع عز طرقا على باب الغرفة وقبل أن يسمح بالدخول وجده ينفتح ليظهر باسم بطول قامته خلفه.
وقعت نظراته على الشخص الجالس على السرير وتحيط به موجة من الدخان المتصاعد من احتراق سيجارته.
شعر بالأسى على حالته فأخذ نفسا طويلا قبل أن يهتف بنبرته الهازئة وعلى فمه ابتسامة جانبية جرا ايه في الدنيا يا ابو الصحاب كل ما اسأل عليك يقولولي معتكف .. انت لو واخد سويت في اوتيل مش هيجيلك التلت وجبات جوا الاوضة كدا
داس عز بقايا سيجارته في منفضة السچائر الموضوعة على الطاولة قبل أن يلتفت إليه صائحا بصوت منزعج الله يخليك يا باسم مش ناقصك اخرج واقفل الباب وراك
كتف باسم ذراعيه أمام صدره بعدم رضا وقال بصوت ذو مغزى لحد امتي هتفضل راكب دماغك كدا ومش عارف تهدي من عصبيتك المتخلفة دي شوية
صاح عز بصوت غاضب استغفر الله العظيم .. باسم انا علي اخري .. يا تتكلم عدل يا تغور برا .. القرف اللي فيا يكفي بلد بحالها
لاحظ باسم
متابعة القراءة