رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


الڠضب في مقلتيها وبنرفزة بالغة أعربت پألم شديد لتصرفات ياسر التي أصبحت جارحة جدا لمشاعرها بابا انا صبرت بما فيه الكفاية وبحاول اتصرف بعقل .. بس اللي بيحصل دا فوق طاقتي والله العظيم .. انا كدا هيجرالي حاجة
أنهت هالة جملتها بصوت منفعل مرتفع وهى على وشك البكاء بينما تطرق جانب صدرها بإصبعها السبابة مشيرة إلى قلبها مما جعل صلاح يقطع المسافة بينهما ويحتضنها إلى صدره بحنان محاولا احتواء ڠضب ابنته الذي نادرا ما يحدث والذي يؤكد أن خلفه ألما داخليا كبيرا لذا سارع بالقوة بنبرة حانية بعد الشړ عليكي يا حبيبتي .. اهدي عشان خاطري .. شوفي خلينا ننهي الليلة علي خير عشان الناس الموجودين .. وانا هعملك اللي انتي عايزاه واتأكدي مفيش حاجة تهمني غير راحتك ومصلحتك يا حبيبتي ومش هسمح لحد يزعلك

فى تلك الأثناء
عند ياسر
وزع ياسر أنظاره يمينا ويسارا محاولا العثور عليها بعد أن اختفت عن بصره عندما ذهب ليغسل الډم عن وجهه.
ضيق ياسر عينيه پألم طفيف فى صدغه وهو يراها من بعيد ليتجه نحو الطاولة التي تجلس فيها يارا بينما تحمل كوب الماء وترفعه إلى فمها وحالما وصل إليها سألها مستغربا بتعملي ايه
إتجهت عيناها للأعلى ثم رأته يجلس قبالتها فضغطت على زجاجة الدواء في كفها لكنه استطاع رؤيتها قبل أن تضعها في حقيبتها وقال بنبرة مليئة باللوم كام مرة اتفقنا بلاش المهدئات دي!!
اجابته يارا مبررة بحشرجة خاڤتة كتير بس عارف اعصابي بتتوتر ڠصب عني
_اسفة علي اللي حصل يا حبيبي مكنتش حابة ينتهي يوم زي دا بمشكلة بسببي..
ربت ياسر على كفها الناعم بلطف وأخبرها بهدوء اسكتي لو سمحتي ..انا ممكن اعمل اكتر من كدا كمان عشانك .. انتي ماتعرفيش معزتك عندي ولا ايه
ابتسمت يارا لإهتمامه بها وتاهت عيناها الكهرمانية بين عينيه الداكنتين الدافئتين مما زاد من تخبطها الداخلي الذي ڠرقت فيه وبصوتها الأنثوي المغلف بالرقة أجابته شكرا انك معايا يا ياسر .. دايما ضهر ليا وجنبي و..
كادت تفصح عن مشاعرها في لحظة متهورة لكنه قاطعها بطريقة حطمت كل توقعاتها التي طالما تهربت منها قائلا بصوت حنون للغاية انتي اختي يا يارا مش بس اعز صديقة ليا وانا دايما هكون جنبك لو احتاجتيني
أومأت يارا برأسها موافقة بينما قطعت الاتصال البصري معه محاولة جمع رماد الكلمات وربط الحروف على لسانها لتكوين جملة مفيدة معلش انا عايزة اروح يا ياسر عشان حاسة اني تعبانة .. ممكن توصلني علي البيت
حدق فيها ياسر مقطبا حاجبيه غير مدرك لما يحدث لها ثم فرك جبهته في نوع من الحيرة لكنه حسم أمره فلن يجعلها تقود سيارتها في هذا الوقت المتأخر بمفردها.
_تمام خليني اشوف هالة وراجعلك
قڈف ياسر تلك الكلمات وهو يبتسم ثم هب من مقعده بخطوات متوازنة يغادر غافلا عن نظراتها الدامعة التي تلاحقه وألم قلبها المشتعل بڼار الغيرة.
خلال ذلك الوقت
لا يعرف كم من الوقت مضى وهو جالسا على الأرض يشعر أن دمائه توقفت عن التدفق في عروقه مما جعل أطرافه تتجمد وكأنه أصيب بالشلل.
تظهر الصدمة جليا على ملامحه وهو يطوف بعينيه الدامعتين فوق وجهها الشاحب وتدور أفكاره التائهة في حلقات مفرغة وانقباضات قلبه تضخ ألما من قوة نبضاته المچنونة.
فهل كان قدره أن يقابلها تلك الليلة لتفارقه الآن بهذه الطريقة أو بالأحرى أن ټموت بين ذراعيه
حرك باسم رأسه يمينا ويسارا رافضا ان تسيطر هذه الأفكار السوداوية أكثر على عقله وهو يمسح وجهه بكفه المرتجف عدة مرات حتى يتمكن من التركيز ثم بتردد أمسك معصمها ليفحص نبضها بينما عيناه تركزان علي نقطة فراغ أمامه وازداد معدل نبضات قلبه المذعورة.
مرت عدة لحظات
بدأت الصدمة فيهم تزول عنه تدريجيا مدركا أن عليه النهوض ثم فعل ذلك بصعوبة وهو يشعر بضعف قواه من الخۏف لكنه تماسك منتصبا على قدميه يحملها بين ذراعيه ويخطو بخطوات واسعة معلا لنفسه أنه لا يبالى بها لكنه لن يسمح لها بالمۏت اليوم.
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني لا يبالى بها رواية جوازة ابريل ج
أحيانا من قوة الموقف الصاډم تصمت لا تعرف ماذا تتحدث ولا تسعفك الأحرف للتعبير من شدة الألم 
لا تصدر أي ردة فعل تظل جامدا ولكن مهما كان الصمت أبلغ من الكلمات فإننا سننهار حتميا فى النهاية ومع غزارة دموعنا ستتدفق كلمات تطعنهم بنصل القسۏة ولن نبالي.
عند هالة
وقفت هالة تستنشق بعض الهواء النقي بعمق على أمل أن يهدأ الألم في رأسها قليلا ثم فوجئت بصوت رجولي متسائل جاء من خلفها كنتي فين يا حبيبتي انا كنت بدور عليكي!
التفتت هالة ورفعت عينيها إليه لتنظر إلى الچرح الصغير في زاوية عينه مما جعل المشهد السابق يظهر أمامها من جديد فشعرت بالضيق وخرجت حروفها بتمهل كنت مع بابا
_بخصوص اللي حصل .. انا..
أوقفت إسترسال كلماته المتبعثرة على لسانه بإشارة من يدها ثم قالت بحزم احنا محتاجين نتكلم يا ياسر
أومأ لها ياسر بالموافقة وتنهد بحرارة قبل أن يخبرها بنبرة هادئة وانا كمان عايز كدا .. بس معلش يا عمري انا مضطر ارجع يارا علي بيتها .. انتي شايفة الوقت متأخر ازاي وانا..
مرت لحظات قبل أن ينكسر قناع هدوئها الزائف وتتغير تعابير وجهها إلى ڠضب وهي تتقدم منه خطوة قاطعة حديثه بصوت أنثوى منفعل هو انت مش ملاحظ ان الموضوع دا زاد عن حده اوي .. يعني مش كفاية اللي عملته واحراجك ليا ولأهلي قدام الضيوف كمان هتسيبني في حفلة خطوبتنا وتروح توصلها
نظر إليها ياسر في حيرة لا يعرف بماذا يجيب أو بالأحرى لم يجد إجابة مناسبة فسحب الهواء إلى صدره وهو يحاورها بتريث هالة .. مفيش داعي للعصبية دي كلها اا..
حدقت به هالة بنظرة لمعت بخيبة أمل ثم هزت كتفيها ببرود وردت من زاوية فمها بنبرة متعالية وهي تحترق داخليا خلاص تقدر تروح تعمل اللي يعجبك عن اذنك
_هالة
سرعان ما أمسك ياسر بساعدها وأوقفها أمامه قبل أن تبتعد عنه مواصلا حديثه بحيرة ممزوجة بالجزل كل دا ليه يعني عشان بقولك هوصلها .. انا كنت لسه هكمل واقولك تيجي معانا..
لانت ملامحها الغاضبة وهي تنظر في عمق عينيه البراقتين الصادقتين ليبرز جمالها الأخاذ حالما علت على شفتيها ابتسامة صغيرة وجذابة ولكن قبل أن تهز رأسها بالقبول سمعت ضجيجا غير مريح من خلفهما.
عقدت هالة حاجبيها بتعجب وهي تدير رأسها لترى ما جعل عينيها تتسعان من الخۏف.
عند سلمي
ألقت سلمى الهاتف بإهمال عصبي على الطاولة الزجاجية ونقرت عليها بأظافرها في توتر قبل أن يصدح صوتها الحاد بارتعاشة انا هجنن .. بنتك كانت ھتحرق البيت لولا ستر ربنا .. ودلوقتي بتورطنا في مصېبة تانية .. مش فاهمة البت دي شكلها اټجننت خلاص!!
تحدث فهمى مستاءا بعد أن إنتقل التوتر بنجاح إليه وبعدين معاكي انا مش متحمل التوتر دا .. اهدي شوية الناس كدا هتلاحظ
ردت سلمي عليه بلهجة ثائرة وهي تلوح بيدها اهدا ازاي قولي ازاي .. انت متخيل لو مصطفي عرف اللي حصل دا هيسكت يعني .. انا الصداع هيفرتك دماغي مش قادرة اتلم علي اعصابي احنا روحنا في ايده
قالت سلمى كلماتها الأخيرة بإرهاق وهي تفرك جبهتها حيث كان الألم يطرق جدران جمجمتها بلا هوادة بينما بدا على وجه فهمي الجهد الذي يبذله للسيطرة على انفعالاته من سماع أقوال زوجته المليئة بالافتراء على الطرف المظلوم في تلك المهزلة لكنه في النهاية فشل بالصمت فجمع أفكاره معلنا إياها بحروف صريحة مصطفي كمان غلطان زينا بالظبط .. وانا مش مستعجب من موقف ابريل ناحيته .. فبلاش تسبقي الاحداث وتبني سيناريوهات قبل اوانها
اتسعت مقلتاها بعدم تصديق وهي تمتم من بين أسنانها پغضب مذهول انت لسه بتدافع عنها بعد اللي عملته!!
تنهد فهمى بمرارة مجيبا بنبرة جافة لا بدافع ولا بتهبب .. مخاطرتك بكل اللي حيلتنا علي حاجة خسرانة زي دي خلاص بانت بشايرها..
زفرت سلمي بضيق قبل أن تعقب بإمتعاض انت ايه السلبية بتاعتك دي يا اخي ارحمني شوية .. بدل ما تفكر معايا في حل قاعد تسم بدني بلومك فيا
اكتفى فهمي بالصمت وهو يرى ريهام تتجه نحوهم لتجلس بجوار والدتها وهى تنظر إلى ملامحهم العابسة قبل أن تستفسر في ايه يا ماما اصواتكم عالية يا ماما
تجاهلت سلمى سؤالها لتقول بتبرم كويس انك جيتي .. يلا خلينا نقوم نشوفها موجودة في انهي داهية .. انا مش هستني اكتر من كدا!
سألها فهمي بسخرية وهو يفك ربطة عنقه بعد أن شعر ببعض الاختناق يسري في صدره انتي مش كنتي عايزة تروحي البيت من شوية عشان تشوفي المصېبة اللي هناك
_الاهم المصېبة اللي هنا .. وخلاص سعيد وخديجة اتصرفوا ولموا الموضوع .. يا مين يطولني رقبتها بين ايدي دلوقتي
أسترسلت سلمى بنبرة ممتعضة تشوبها السخرية ريهام رني علي اخوكي الشملول دا كمان .. كان هنا من شوية معرفش اختفي فين بعد ماحكيتلو اللي حصل .. هتفرس من المراوح اللي علي صدركم مش حاسين بحاجة ابدا
كانت على وشك الاتصال بأخيها لكنها توقفت عن ذلك وأشارت إلى الأمام لتقول بتنبيه يوسف اهو جاي علينا
وصل إليهم يوسف وفك أزرار سترته الداكنة قبل أن يستقر على المقعد وهو يتحدث مبرر معلش .. بعت صحبتي علي الاوتيل في اوبر .. هي فين ابريل دلوقتي يا ماما
أجابت على سؤاله الأخير وهي تحدق بزوجها بتهكم معرفش يا عين امك .. دورلي عليها يا يوسف انا عايزها حالا تبقي قدامي عشان ناخد بعضنا ونمشي
حكت لهما ذلك الحديث بإصرار شديد فتشبعت زرقاوتى ريهام بالخبث وتحدثت بنبرة تحترق بڼار الحقد شكلها مشغولة مع خطيبها الجديد
نظر لها يوسف بحدة غير راضيا عما قالته لكنها لم تعيره أي أهمية بل شمخت برأسها عاليا فزفر في يأس منها ثم تأهب للنهوض هو يتمتم بتعبير عابس انا هقوم اشوفها
_مش دا باسم جاي هناك
_مين اللي شايلها دي
ثبتت قدمي يوسف فى الأرض بعد سؤال والدته محاولا إنكار ما يراه على مسافة ليست بعيدة لكن الجواب جاء بصوت ريهام يقطع الشك باليقين دي ابريل
صړخ يوسف باسمها بصوت عال وقلبه يعتريه بالفزع الذى تجلى في تعابير وجهه وهو يعدو بسرعة وهم يهرعون خلفه.
عند عز
صاحت وسام بصوتها الحنون فى تساءل وهي تقترب منه عز يا حبيبي كنت بدور عليك
الټفت إليها عز بملامح واجمة بعد أن إنتشلته من أعماق أفكاره المشحونة قبل أن يتحدث مستفسرا خير يا طنط في حاجة
قطبت وسام بين حاجبيها لتتسأل بإستغراب مالك شكلك مضايق كدا ليه
نظر إليها بعينين يشع منهما الحزن لكنه استطاع
أن يكون بارد الأعصاب
 

تم نسخ الرابط