رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


مابقتش بثق فيه ومش عايزاه بعد كدبو عليا .. لمجرد انه كان بيعرف يمثل كويس وعرف يخدعني وانتو ساعدتو علي كدا..
تلاشى صوتها فجأة وتحركت عيناها إلى أعلى اليسار دليل على أنها تتذكر شيئا من الماضي يتعلق بالواقع الذي هى فيه ثم تابعت مستفسرة بنبرة ذات مغزي الا اذا حضرتك كنتي عايزة تخليني اعيش اللي عاشته امي لما بابا اتجوزها عليكي زمان

اتسعت عيناها پصدمة ثم ما لبث أم نظرت إليها بعينين تنبضان حدة هاتفة بنبرة غاضبة لا اظاهر كدا اني كنت غلطانة لما كنت مفكرة ان جدك وجدتك ربوكي كويس .. مش معني اني بعاملك زي بنتي انك تتعدي حدودك في كلامك معايا بالطريقة دي
عقدت أبريل يديها تحت صدرها بتعبير جامد لم يظهر عليها تأثير بأي كلمة قالتها وتحدثت بمزيج من القوة والحزم بصوت هادئ عشان جدي وستي ربوني كويس .. انا هتكفي بس بفسخ خطوبتي منه ومش ھفضحه واخليه لبانة في بوق الكل بتصرفه الحقېر دا معايا مع اني قادرة دلوقتي اعمل منه ترند ..
أضافت أبريل بنظرة متحدية وذقن مرفوع اما انتو يااللي المفروض اهلي واكتر ناس المفروض تخافوا عليا وعلي مستقبلي مش بإيديكو تراهنو علي حياتي مع واحد بدأ معرفته بيا بكذبة .. انا هسكت عن اللي انتو عملتو في حقي .. بس عشان استضفتوني هنا طول الاربع سنين اللي فاتو .. كتر الف خيركم
قالت ابريل جملتها الأخيرة بابتسامة ساخرة من زاوية فمها لتزفر سلمي الهواء بقوة وأجابت بأعصاب متوترة اسمعي يا ابريل واضح انك مش هتستوعبي اي كلام هقوله .. مش هنعرف نكلم وانتي في الحالة دي .. ف انا هسيبك دلوقتي تستريحي .. انتي محتاجة تهدي اعصابك عشان تعرفي تفكيري صح
في نهاية كلماتها استدارت لتذهب إلى الطاولة المجاورة للسرير والتقطت هاتف أبريل وقبل أن تخطو خطوتين نحو الباب وصلها صوت أبريل المتسائل احتجاجا ليه واخدة الموبايل .. هو انا صغيرة عشان تعملي معايا كدا
التفتت إليها سلمى بابتسامة صفراء لتقول بنبرة جعلتها هادئة لا مش صغيرة بالعكس انتي ست العاقلين يا حبيبتي .. بس وقت الزعل وارد ان يطلع كلام ممكن يدمر الدنيا .. ووجود التليفون معاكي ممكن يخليكي تتسرعي وتكلمي مصطفي فكري الاول كويس عشان تعرفي تاخدي القرار السليم
غادرت الغرفة بعد أن أنهت كلامها تحت نظرات أبريل المستاءة وهي تزفر فى ڠضبا جامحا وټلعن غبائها.
كيف كانت تتوقع الحب والاحتواء والدعم من هؤلاء المنافقين وجميعهم لا يحملون في قلوبهم ذرة من الحب أو الرحمة تجاهها بل البرود تستوطن أعينهم متحسرة علي الثقة التي منحتهم إياها وحصدت في المقابل النفاق والغدر
التقطت ابريل أنفاسها بصعوبة بالغة بسبب التوتر العصبي الشديد الذي تعانيه تمسد صدرها كأنها تحارب من أجل الحصول على الهواء ثم بقلة حيلة حينما فشلت فى تهدئة نوبتها ذهبت مباشرة إلى الطاولة وأمسكت بجهاز الاستنشاق لتضعه فى فمها قبل أن تضخه مرتين ببطء ودموعها تنساب من زاويتين عيناها ثم اڼهارت على السرير خلفها تنام على ظهرها في محاولة لإرتخاء أعصابها المضطربة وهى تستحضر صورة جدتها فى مخيلتها.
بقلم نورهان محسن
في مساء نفس اليوم قرابة الساعة السابعة مساء
كانت ريهام في متجر الملابس الخاص بها مع صديقتها المقربة التي كانت تجلس بجانبها على الأريكة الطويلة ونظرت إليها مستنكرة هدوء ريهام واللامبالاة التي تتحدث بها ثم حثتها على اكمال حديثها باهتمام وبعدين!!
رفعت ريهام كوب القهوة الداكنة التي تحب شربها بكثرة واحتست القليل منها بتأنى ثم تابعت سردها لما حدث في مقابلتها مع رزان بنبرة لا مبالية مليئة بالشماتة ولا حاجة .. لما سمعت الريكورد بصوت باسم وهو بيقول فيه .. ان خطوبته منها مؤقتة عشان يسكت عنه الاشاعات اللي كل يوم والتاني طالعة عليه .. ولما يبطلوا كلام عنه وينسوه شوية هيسيبها .. وشها اتقلب وعيطت من الصدمة ماكنتش مصدقة انه بيلعب بيها وبيستغلها
نظرت إليها ريهام في نهاية جملتها وعيناها تلمعان ببريق شيطاني وأخذت رشفة أخرى بتلذذ وهي تعدل خصلات شعرها فوق كتفها قبل أن تكمل حديثها بتريث بس لما اقنعتها ان فرصتها الوحيدة عشان ټنتقم منه هي انها تنجح من غير مساعدته .. وتوافق علي السفر وان دا عرض العمر بنسبالها هي مش هتخسر حاجة لو جربت .. ساعتها نسيت باسم و مابطلتش اسئلة اسم الشركة والعقد والبنود والاجر واسم البراند اللي هتعمل اعلانات عنه كأنها ماصدقت
اتسعت عيون صديقتها مذهولة من مكرها الشيطاني معقبة بعدم تصديق وهي تلوح بيدها في الهواء نحو رأسها يخربيت دماغك ايه الجبروت دا!! انا مستغربة من جراءتك دي كلها .. افرضي كانت بتاخدك علي قد عقلك وراحت تقوله .. ايه انتي مش خاېفة من رد فعله لو عرف انك مخترقة تليفونه وبتتجسسي علي كل رسايل الواتس بتاعه!!
رفعت ريهام كتفيها باستخفاف دون أن تنظر إليها وهمهمت بصوت مشوب
 

تم نسخ الرابط