رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن
المحتويات
وفضلت الصمت وهي تخفض وجهها في خجل وتدرك في داخلها أن ما قالته صحيح فتذرف الدموع من جديد بجوى.
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة ضامة قبضتيها إلى صدرها وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها دفعة واحدة ولم يتمكن عقلها من استيعاب ما حدث للتو.
بعد بضعة ثوان أخرجت نفسها من قوقعة الصدمة بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على الاقتراب من سيارة ريهام بخطوات بطيئة لتجحظ عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بعد أن رأت الباب الخلفي للسيارة منزوع من مكانه وملقى بإهمال على بعد مسافة من السيارة فشعرت للحظة أنها فقدت القدرة على التفكير أو النطق حينما تخيلت أنها في مكان هذا الباب.
تقدمت نحوه بخطوات سريعة قبل أن يتمكن من الهروب بهذا الفعل الشنيع ثم ركلت باب السيارة الذي سقط على الأرض بخفة وهي في طريقها إليه لتصرخ پغضب انت يا حضرت .. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار جسده نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
حدق بها باسم وفاغرا فاهه محاولا التنفس بإستماته لكن شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
شعرت بثقل نبضات قلبها بطريقة غريبة من شكله المثير للشفقة وقطرات العرق التي كانت تتساقط من جبهته فإستفهمت پخوف حاسس بايه!! انت مش قادر تاخد نفسك صح
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
جلست ابريل مقابله على الأرض جاثية على ركبتيها فرأته يسند رأسه على سطح السيارة ويرفع وجهه للأعلى وما زال يكافح من أجل التنفس بصعوبة فنظرت حولها وهي تقول بنبرة مشتتة هو مفيش حد هنا يساعدنا الناس كلها نايمين!!
رفع باسم أصابعه ودلك فوق صدره مكان قلبه الذي ينبض بقوة مثل محرك قطار سريع والشعور بالدوخة والتنميل في أطرافه يزيد ليهمس بصوت متقطع لاهث يملؤه الخۏف الشديد مش قادر .. اخد نفسي .. قلبي هيقف
اقتربت ابريل منه أكثر بعفوية ووضعت يدها المرتجفة على كتفه محاولة طمأنته فى حين أنها كانت تكاد ټنهار من الړعب أيضا لتجيبه پخوف وقلق بالغين لالا ماتخافش .. انا معاك .. هتبقي كويس .. بس خليك معايا .. بصلي هنا
حدقت ابريل في احمرار عينيه وكأنه يختنق حقا وهو يميل برأسه إلى الأمام وينظر إليها پضياع ثم أجابها بضيق شديد في التنفس مش عارف .. اتنفس .. مش عارف!!
تضاعف ذعرها وسرعان ما رفعت رأسه تثبتها إلى أعلى بكفيها وأخبرته بنبرة آمرة ممزوجة بالقلق خلي راسك لفوق كدا .. وخد نفس طويل من بوقك ..
بدأ يسعل عندما حاول التنفس بقوة فهزت رأسها بالنفي وقالت مصححة له لا .. لا من بوقك
حاول مرة أخرى لكنه فشل وزاد شعوره پألم في الصدر والاختناق فتحركت دون لحظة من التردد وفتحت أزرار قميصه لكي تساعده على التنفس بحرية لتردد بصوت وصل إليه من بعيد
متابعة القراءة