رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
تهدد كل جميل كان بينهم..
وقفت هدير من خلفهم وتقدمت بعد خروجهم تغلق الباب عليها بأحكام أغلقته بالمفتاح عدة مرات وتركته في المزلاج استدارت تستند على الباب تنظر إلى الشقة الفارغة عليها من كل إتجاه.. حان وقت الإنهيار لقد صمدت أمام الجميع كثيرا..
دون صوت!. دون حركة واحدة تصدر منها خرجت الدموع بصمت تام من عينيها العسلية باكية على نفسها قبل هدير عينيها تبكي لأجل ما شاهدته ووقعت به وقعت على الأرضية تجلس خلف الباب وشعور القهر يلازمها الرهبة والضعف الشديد..
جاد رجل لا يقدر بثمن ليس هناك مثله ولن يكون هناك في جلستها وأثناء تفكيرها به عادت إلى رأسها
الحديث والصوت العالي غير ذلك فلا يوجد..
لو لم يأتي سمير لكانت الآن مع المۏتى!.. لن تستطيع إبعاده ولن تستطيع فعل أي شيء معه قوته تضاعفها أكثر من اللازم كيف له أن يكون هكذا رجل كبير ولديه زوجات وأطفال كيف له أن يكون هكذا..
حمدا لله على نعمته في كل آخر لحظة يرسل لها المنقذ ليغير حياتها ويسترد ما كان سيقع منها في وادي الذئاب..
وقفت على قدميها تمسح على وجهها بحدة بكفي يدها تقدمت إلى الداخل تسير متجهة إلى غرفة النوم دلفت إليها ووقفت أمام الفراش تنظر إليه بغل وكره بسبب ذلك البغيض الذي جلس عليه تقدمت وبقوة جذبت الملاءة الموضوعة على الفراش وألقتها پعنف على الأرضية ثم جذبت مفروشات الوسادة هي الأخرى وتركت الفراش هكذا..
عادت تدلف إلى المرحاض ثم وقفت أسفل صنبور المياة بعد أن تخلصت
من ملابسها تتهاوى المياة عليها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها تود التخلص من أي لمسه قد تكون حدثت من قبله تود محو كل ما حدث لتستطيع مقابلة زوجها في الغد دون أن يكون هناك ذكرى تشوب عقلها أو جسدها..
مازالت الدموع تخرج ولن تتوقف الليلة!..
اليوم التالي
ذهبت هدير مع سمير لزيارة جاد هو يوم واحد فقط الذي غاب به عنها ولكنه بالنسبة إليها كعام مضى دون رؤيته والنظر إلى رمادية عينيه الساحرة عام مضى لم تشعر بالراحة والسکينة جواره..
لحظات تمر كالأيام والاشتياق قاټل والإنتظار مرهق تنظر على الباب المغلق منتظرة لحظة دخوله إليهم عينيها تتخيل رؤيته يدلف الآن لم يدلف! الآن سيكون هنا!.. لا مازالت تتخيل محاولة قتل هذه الدقائق واللحظات الكريهة لتراه.. لتقع عينيها على معذب الفؤاد..
وفي تلك اللحظة بالضبط حضر على ذكر معذب الفؤاد وفتح الباب ليطل منه بهيئته التي مازالت أجمل من الجمال نفسه مهما حدث به..
عامل ايه يا جاد
ابتسم جاد بهدوء وكأن ليس هناك شيء يزعجه ولم يشعر بالخۏف أبدا مجيبا إياه
الحمد لله بخير
عاد سمير للخلف قائلا بجدية وأمل يود أن يبثه فيه هو الآخر
متقلقش خير إن شاء الله.. المحامي طمني يا جاد وبإذن الله هتطلع منها
أومأ إليه برأسه عدة مرات متتالية ونظراته تبتعد منه إلى حبيبته التي تريد أن تنال جزء منه هي الأخرى هتف سمير مرة أخرى
مش محتاج أي حاجه يا جاد.. إحنا جبنا معانا حاجات بس أنت لو محتاج حاجه قول
عاد بنظره إليه بعد أن أبتعد عن زوجته قائلا بجدية وضيق مضحك
ياض مش عايز حاجه أخفى من وشي بقى
أنهى حديثه بغمزة عين تحمل مراوغته الرائعة المفتقدين لها جميعا ابتسم سمير بتفهم ثم استأذن منهم ذاهبا إلى الخارج..
وقفت على قدميها فور خروجه تنظر إليه بعينين دامعة حزينة مرهقة لأبعد حد أقترب منها بهدوء ناظرا إليها باشتياق قاټل وحب كبير يتضاخم داخله الابتسامة على وجهه لم تبتعد عنه جسده كما هو وطوله كما هو لم يحدث له شيء هو على ما يرام وهيئته كما
هي إذا لا يحدث ما تراه في التلفاز مؤكد.. أي غباء هذا الذي تفكر به!..
تنهد بصوتا مسموع وهو يشتد
شعر بها تبكي وترتعش على عضلة قلبه ترتعش وشهقاتها تظهر مرة وتختفي الأخرى ومازالت تتشبث به بقوة غير تاركه له مجال ينظر إليها حتى..
أنزل يده من حولها وحاول أبعادها لينظر إلى ملامحها ويتحدث معها ولكنها متمسكه به بقوة شديدة ولا تريد الإبتعاد عن ذلك الأمان المنبعث منه..
أردف بصوت رخيم وهو يحاول جذبها بعيدا عنه ليرى وجهها
هدير!.. بصيلي
حركت رأسها بالنفي على صدره فابتسم بهدوء قائلا بمرح محاولا إخراجها مما هي به
ياه للدرجة دي مش طايقة تبصي في وشي
عادت للخلف بهدوء ووجهها ينظر إلى الأرضية فرفعه بيده بحنان بالغ يرى تلك الوردة الحزينة الباهتة التي بهتت أكثر عندما تركها وذهب وضع إصبعه الإبهام على وجهها يمسح دمعاتها بحنان
بلاش عياط.. أنت شيفاني هنعدم يعني!
هتفت بسرعة وقوة ناظرة إليه بحدة وهي تبعد يده عنها
بعد الشړ عليك
ضحك وظهرت أسنانه بقوة يهتف بحماس
أيوه كده هي دي مراتي
أظهرت الضعف الذي داخلها وقلة حيلتها في غيابه وعدم الأمان الذي ھجم عليها
وحشتني أوي يا جاد.. مش عارفه أقعد من غيرك حاسه إني خاېفة ومړعوپة مش حاسه بالأمان وأنت بعيد عني
أقترب يضع وجهها بين كفي يده قائلا بحنان بالغ وعينيه تتحرك على عينيها بعمق
وأنت كمان وحشتيني أوي بس أنا مش عايزك تخافي الكل معاكي هناك محدش يقدر يكلمك وبعدين أنا سايب راجل ورايا... اومال كنتي منشفاها عليا ليه الله
أكمل حديثه مازحا مستنكرا ما كانت تفعله معه فأجابت بقوة وهي تتذكر أفعاله ثم بضعف ولين
مهو من عمايلك.. بس خلاص أعمل اللي تعمله والله مش هتكلم نهائي
مش هعمل حاجه يا هدير... غير إني أحبك
ابتسمت وهي تندمج في الحديث محاولة تناسي كل شيء والوجود معه فقط تسائلت باستفهام
تفتكر مين عمل كده يا جاد
أخذ يده الاثنين مبتعدا للخلف قليلا ناظرا في الفراغ بعد أن أدار رأسه بشرود
لأ مفتكرش أنا عارف ومتأكد
تسائلت باستغراب جاد وهي تراه يعلم من الذي فعلها أهو مسعد
مين
كاميليا
إجابته لم تكن في الحسبان لم ترد عليه بل أكملت نظرها بذهول تام وصدمة كبيرة احتلتها كاميليا من كانت تخاف منها! التي كانت تخاف أن تسرق زوجها هي من زجت به في السچن
مالك مذهولة ليه.. والله هي
مرة أخرى تتسائل پصدمة وعينيها متسعة تنظر إليه
ليه
تنهد بعمق
يجيبها متذكرا ما الذي كانت تريده تلك الغبية غريبة الأطوار التي لا تعرف دين ولا أخلاق
كانت نيتها وحشة زي ما قولتي ولما رفضت نيتها السودة اللي زيها دي لبستني قضية أهو
وكانت عايزة ايه
لن يفيد بشيء الحديث عنها إنها رحلت وحدث ما حدث ولكن إن خرج من هنا فلن يكن هذا هو تفكيره سيتغير لا محال
مش هيفيد بحاجه الكلام ده
أعادت سؤالها مرة أخرى مصرة على معرفتها ما الذي كانت تريده منه وقام برفضه ثم بعد ذلك يدعوها إلى أن تجعله يسجن في مثل هذه القضية
كانت عايزة ايه يا جاد
بمنتهى البرود أجابها
اتجوزها... ارتاحتي!..
اتسعت عينيها أكثر پصدمة أكبر لأنها على علم بأن تلك المرأة متزوجة بالفعل
دي متجوزة!..
أردف بضيق وضجر لا يريد الحديث عنها لا يريد ذلك
ست مچنونة وأنا مش عايز أتكلم عنها ممكن قوليلي عامله ايه كويسه.
تنهدت بحزن تجيبه وهي تقترب منه
هبقى كويسه إزاي وأنت بعيد
ابتسم قائلا بمرح ومزاح محاولا الخروج بها من هذا الجو الحزين الذي يسيطر عليهم
بلاش دراما بقى شكلك مبسوطة أصلا
استنكرت حديثه وضړبته في صدره بخفة تهتف
أخص عليك دا أنا ھموت
علشانك
مرة أخرى يقول بمرح يغمز لها بعينيه متذكرا حديثهم في السابق
اوعي انطس حكم جامد تقومي تطلقي وتاخدي فلوسي
أنت رخم أوي على فكرة
أقترب يضع يده الاثنين خلف خصرها يقربها إليه يقف أمامها يمزح بمرح خافيا ألامه في هذا اللحظات
ما أنت عارفه كده يا وحش
وضعت يدها الاثنين هي الأخرى على صدره تبتسم بسعادة متذكرة مناداته لها بهذا الاسم الذي افتقدته
تصدق وحشتني الكلمة دي
بعينيه الرمادية يغمز إليها ملقيا عليها كلماته ذات المعانى الكثيرة
أطلع من هنا بس ونصفي اللي بينا ده وهخليكي تفتكري كل حاجه كان بيعملها الۏحش معايا
نفت حديثه عن كون هناك تصفية بينهم فهي لو كانت تريد معاقبته بعد ما علمته الآن منه وبعد أخذه منها لن يكون هناك تصفيات أبدا
لأ نصفي ايه.. أنا خلاص نسيت أي حاجه حصلت ومش فاكرة غير إني بحبك
نظر إلى وجهها بعمق وهو يعود للخف ثم هتف عندما لاحظ احمرار وجنتها عن الأخرى وكأن هناك علامات بها
وشك ماله أحمر كده
ليس عليها أن تتوتر إنه يتسائل فقط إن توترت سيفهم كل شيء لأنه يعرفها
جيدا اصطنعت أنها لم ترى هذا وأنه من الأساس ليس هناك شيء
ماله مافيش حاجه
نظر مرة أخرى بدقة على وجنتها يشعر بأن هناك احمرار حقا وقال مجيبا إياها باستغراب وجهل ما بها
مش عارف أحمر كده
تعمقت بعينيه ونظرتها حنونة وصوتها هادئ ېقتله
لأ عادي يا جاد مفيش حاجه
حد يفتح الباب
بكامل البرود واللامبالاة أجابها مقتربا أكثر تاركا كل شيء خلفه مقررا فعل ما يريده
اللي يفتح يفتح هي مۏته ولا أكتر
عاد ليفعل ما نوى فعله محاولا أخذ ما يريد قدر المستطاع فبعد هذه المرة لا يدري ستحدث مرة أخرى أم لأ.. على الأغلب لن تحدث ثانية.. فلا يوجد شيء يبشر بالخير أبدا.. إلا إن حدثت معجزة أخرجته من هنا..
ندوب_الهوى
الفصل_السابع_والعشرون
ندا_حسن
عاد فصل السعادة
عادت هدير مع سمير مرة أخرى إلى الحارة بعد أن التقوا ب جاد تود فقط لو يعود معها إلى المنزل! طلب صغير للغاية لن يكلف فعله تريده فقط ولكن للقدر رأي آخر رأي ېقتلها كل ثانية وأخرى تمر عليها بدونه وليس هناك أي مؤشرات تدل على خروجه الآن إذا
متابعة القراءة