رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
قلب المستمع ولكنه لم يكن هو هذه المرة
مش واخد بالك إني تعبت أكتر منك مش واخد بالك إن أنا اللي حصل فيا كده بالڠصب مش بالرضا مش واخد بالك إنك جاي عليا بزيادة.. زي المرة اللي فاتت بالظبط بدل ما تقف جنبي واقف قصادي
أردف بقوة وجدية شديدة واقفا قبالتها ناظرا إليها من الأعلى إلى الأسفل مستمر في قسۏة قلبه التي لأول مرة يخضع لها ولكن الأمر صعب عليه كثيرا حقا لأ يستطيع أن يكون هادئ أو يقف جوارها
مستغفلاني كأني عيل صغير بيلعب في الشارع مش هيعرف يجيب حقه
تسائلت بقوة مضيقة ما بين حاجبيها باستنكار
تجيبه من مين مسعد في السچن خلاص
أومأ إليها بكره شديد وحقد ظهر على ملامحه على ذكر اسم ذلك الحقېر
تقدم ليمر ذاهبا إلى الخارج ودفعها بيده في جانب صدرها بحدة وقوة كبيرة لتصطدم بالباب بظهرها پعنف وذهب هو وقد استمعت إلى صوت باب
الشقة الذي أغلق پعنف وقوة..
بكيت بكثرة وهي تشعر أن عينيها ستجف إلى الأبد فقد بكيت كثيرا في تلك الفترة الماضية.. لما كل ذلك يحدث لهما لما لا تستطيع أن تشعر بالراحة قليلا تقدر ما الذي يمر به بعد أن علم بأن هناك من أقترب من زوجته وداخل بيته تعلم أنه يشعر بالعجز وكثير من الأشياء التي سيكون من الصعب أن تفهمها..
قسوته هذه المرة كانت أكبر من كل شيء متناسيا كل الحب الموجود داخل قلبها له تناسى كل شيء بينهم وتذكر كل خطأ فعلته ليقسو ويتكبر بضمير يشعر بالراحة..
لقد تعرض لكثير من الصدامات في الأيام الماضية وهو إلى الآن لا يستطيع المواجهة بكل هذا الجمود وآخرهم زوجته!..
لقد حاول ودلف منزله في غيابه لم يكن يتجرأ أبدا على فعلها وهو هنا في الحارة أو حتى في أي مكان خارجها ولكنه كان على يقين أنه لن يخرج فاستغل الفرصة وأراد أن يسلب حق جاد بها..
ومع ذلك لا يستطيع أن يغفر لها فعلتها هذه المرة لن يستطيع فعلها أبدا ومهما مر عليهم من الوقت فهي مرة أخرى تخفي عليه أمر أكبر وأبشع من حملها..
ما الذي تنتظره منه أن يخفف عنها ويقف جوارها! لا ليس هو هذا الرجل إنه الآن يشتعل ڠضبا ورجولته تصرخ داخله على ما حدث لزوجته وهو لا يعلم ولا يستطيع أخذ حقها وحق نفسه..
عنفوانه يدعوه لفعل أي شيء يجعله يخرج الكبت الذي داخله..
ويريد الحديث مع ابن عمه الذي أمنه على بيته وأهل بيته ولكنه لم يكن أهل لهذه الأمانة... ترك زوجته وحدها في المنزل ولم يكن هو به حتى شقيقتها لا يدري أين كانت في مثل هذا الوقت ولما لم تكن معها..
هبط الدرج بعصبية
وعڼف شديد ثم وهو يسير في ردهة المنزل ليخرج دلف سمير من الباب وقابلة قبل الخروج إلى الشارع.. عندما رآه جاد أمامه صاح پعنف وقوة دون مقدمات
كنت فين يا سمير لما مسعد اټهجم على مراتي
نظر إليه الآخر باستغراب وعينيه مثبتة عليه بقوة داخل عقله يفكر من أين علم بهذا الحديث
وأنت عرفت منين
استنكر سؤاله وقال بحدة متهكم بسخرية شديدة عليه
ايه مكنتش عايزاني أعرف علشان تداري على خيبتك
ملامح سمير بالكامل كانت عبارة عن تساؤل مستمر وعقله لا يستوعب لما جاد يتحدث معه بهذه الطريقة ولما ينظر إليه هكذا وعن أي خيبة يتحدث
خيبة ايه يا جاد
أقترب منه خطوة ناظرا إليه بقوة وداخله عڼف لم يخرج إلى الآن وشيطانه يدعوه لإخراجه عليه
خيبة ايه أنا ياض مش قولتلك خلي بالك من مراتي وحتى لو مقولتش هو أنت مش موجود وعارف المفروض تعمل ايه
أكمل بسخرية مهينة لرجولة سمير الذي لم يكن يستحق منه هذا
علشان بعدت شوية يحصل فيها كده.. ايه مش سايب راجل هنا معاهم
تضايق سمير من حديثه الغير مرغوب به وأقترب منه خطوة هو الآخر قائلا بحدة مثله مدافعا عن نفسه
لأ راجل يا جاد وأنتض عارف كده كويس.. أنا في الوقت ده كنت عند المحامي بحاول معاه نلاقي حاجه يطلعك بيها يعني مكنتش بلعب
أجابه بصوت عالي مردفا
ولزومه ايه بقى يطلعني دا المۏت كان أهون
أشار إلى نفسه بضيق واستهجان وقد أثر حديث ابن عمه به ولكنه إلى الآن يقدر الذي هو به فقال بجدية
أنا لما رجعت عملت اللي عليا وكل اللي أقدر عليه ومخلتش أي مخلوق يجيب سيرة مراتك وطلعتها من الموضوع
ضيق عينيه الرمادية الغاضبة عليه قائلا بتوضيح أكثر
وصوته حاد عڼيف لأن من الواضح أن ابن عمه طفل صغير أحمق يظن أن ما فعله قد دلف عقول الناس
وهي دي بقى المشكلة! أنت بتضحك على نفسك ولا عليا الحارة كلها عارفه مسعد كان عندي بيعمل ايه بلا سړقة بلا بتاع
أردف بقوة هو الآخر مثله يجيب عليه موضحا ما الذي فعله لأنه هو الآخر ربما أحمق وأتي بكامل العڼف القابع
داخله يخرجه عليه
وأنا كنت أعمل ايه يا جاد.. ده التصرف الوحيد اللي كان صح وعملته في وقتها ولمېت الدنيا فمتجيش أنت تزعق معايا كده وتقولي كنت فين ومكنتش فين
تضايق جاد هو الآخر من حديثه هو الآن لا يريد أن يقف قبالته أحد فقط عليهم الاستماع أقترب مربتا على جانب صدره بظهر يده پعنف وقوة وهو يصيح پغضب
لأ هزعق وستين هزعق ولا أنت مش فارقلك أن واحد ۏسخ زي ده يدخل بيت أخوك ويدوس على شرفه
تنهد سمير بصوت عالي وحاول أن يكون هو الهادئ الآن لأن جاد في حالة لا يحسد عليها نظر إلى يده التي تمتد إليه بقوة ثم قال باستغراب وذهول وقد جرحه حديثه پعنف كيف لا يفرق معه أخيه
مش فارقلي.. مالها نبرتك متغيرة عليا يا جاد
عاد للخلف صارخا پعنف
علشان تستاهل.. كلكم تستاهلوا محسسني إني عيل صغير وكل واحد بيخبي عني حاجه شكل.. ما تجيبلوا الرضعة أحسن
هتف سمير بقوة قائلا ناظرا إليه
أنا عملت اللي عليا قدام ربنا بلاش قدامك ولو كنت أعرف أعمل أكتر وأقتله كنت عملتها بس مش هيفيد وإننا نخبي عليك فده علشان زعلك يسطا جاد وعلشان الحالة اللي أنت فيها دلوقتي وكلنا عارفين إن لو كان مسعد بره السچن وأنت عرفت كان زمانه مېت وأنت بتتحاكم
أجابه جاد مبتعدا عنه بقوة وحړقة داخل قلبه لا يستطيع أن يتعايش معها ولو لحظة واحدة
ياريت كان بره.. بس ملحوقه
تحرك سمير للداخل يهم بالصعود إلى الأعلى قائلا بحزن شديد ظهر في حديثه
عن اذنك يا ابن عمي علشان شكلك دلوقتي مش عارف أنت بتقول ايه
لم يبالي بما استمع إليه وكان قلبه مقرر أن يكون قاسې على الجميع يحمل كل ما بداخله من جحود وقسۏة
لأ أنا عارف أنا بقول ايه كويس وبقول إنك مكنتش قد الثقة اللي ادتهالك
استدار سمير بقوة مدافعا عن نفسه مرة أخرى بقوة أكبر من السابق لعلى ذلك الأحمق يصمت
كنت قدها وأنت عارف كده كويس وأنا هسكت علشان مقدر اللي أنت فيه
أقترب منه جاد وهو معمي العينين
وقد كان غضبه حارق لا يستطيع فعل أي شيء الآن سوى أنه متعصب وغاضب
لأ متقدرش اللي أنا فيه.. مش عايزك تقدر ورد عليا وريني كده يلا
صعد سمير على الدرج وتركه فقد فهم أنه الآن يريد العراك أو أي شيء يجعله يخرج ما داخله وهذا لن يكن أفضل شيء أبدا قال بنبرة حادة
خلاص يا جاد كفاية لحد هنا الكلام اللي جاي هيزعلنا
أجابه الآخر بحزن طاغي عليه من كل جانب
مظنش إن فيه حاجه ممكن تزعل أكتر من كده
صعد سمير إلى الأعلى وخرج جاد إلى الشارع وداخله قوة هائلة تدعوه لقتل أحدهم..
صعد سمير إلى الأعلى ودلف إلى شقته عقله مشوش للغاية بسبب ما حدث قبل قليل بينه وبين ابن عمه أول ما يشغل تفكيره من الذي أخبره بما حدث من مسعد زوجته مستحيل أن تقول له شيء كهذا إنها كانت من أول الأشخاص الذين ودوا إخفاء الأمر عنه ولكن صحيح في هذه الحارة لا يحدث شيء إلا وعلمه الجميع وبالأخص من يخفون عنه..
مؤكد أنه سألها عما حدث وقد سردت عليه كان يبدو عليه الضيق الشديد والعصبية المفرطة.. حتى من قبل أن يتحدث معه وربما قد فعل معها مثله تماما وأقام الحد عليها..
ولكن الأهم من كل هذا وما جعله يحزن وبشدة هو نظرة ابن عمه له هل يراه ليس رجل حقا إنه عندما دلف إليها مسعد كان هو عند المحامي الخاص به مهموم للغاية ولا يدري ما الذي يستطيع فعله لأجله إذا هو لم يكن يلهو ويلعب بل كان في أمر هام وخاص بحياته أيضا..
وعندما أتى لم يكن يريد أن يدلف إليها في وقت متأخر من الليل ويعتبر نفسه بهذا جيد للغاية لأنه لا يجوز فعلها مهما كانت درجة القرابة بينهم وهو على علم بذلك ويعلم أن غيرته على زوجته عمياء مهما كان ما يحدث..
ثم علم ما حدث لم يتأخر لحظة واحدة وبادر بالحلول في لحظات بعد أن أخذها من بين يدي ذلك الحقېر ولم يستطع أن يفعل معها شيء حمدا لله ثم سريعا فكر وجعله يدلف إلى السچن بما فعله ولكن لم يأتي باسمها أيضا وكان الأمر بعيد عنها.. ما الذي كان سيفعله أكثر من هذا هو يرى نفسه فعل كل ما استطاع فعله لما يلومه الآن..
متابعة القراءة