رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
دائرية متسعة وحمالاته عريضة للغاية تغطي أكتافها..
فعلت ذلك وحضرت نفسها لتكون في مقابلته بأفضل ما عندها ولتجعله يفعل ما يريد بعد أن امتنعت عنه أمس فهي الآن قد اطمئنت من الطبيبة على وضع الطفل داخلها والذي بعمر الشهرين وقد بدأ في الشهر الثالث هذا الأسبوع..
حضرت طعام العشاء الذي كانت أنهت تحضيره قبل رحيلها إلى الخارج مع شقيقتها ووضعت كل شيء على السفرة في غرفة الطعام وكان جاد يقوم بغسل يديه بعد أن استقبلته بأروع ابتسامة لديها والحماس داخلها وكأنه بركان يثور أمامه..
الكشري ده شكله يفتح النفس يا وحش
ابتسمت وهي تقدم الطبق إليه ليأكل كما يحب وترفرف داخلها لأجل عودة لقب الۏحش الذي أطلقه عليها قائلة برقة وحنان
بالهنا والشفا يا حبيب الۏحش
نظر إليها بعمق وداخله يدعو الله ألا يحدث بينهم مشاكل بعد الآن فهي أطيب قلب قد رآه وبعد كل ما حدث سامحته وتؤدي واجبها أمامه بكل حب
رفعت عينيها عليه ومحت ابتسامتها ثم قالت بجدية وعمق صادق داخلها
من امتى وأنا مش معوداك على كده يا جاد! إلا لما تكون أنت اللي مش عايز وواخد جنب لوحدك
ترك الشوكة من يده وأقترب بوجهه منها يحاول محو هذه اللحظة الجدية التي وضعتها بينهم لتتذكر اشياء يعملون على محوها وقال بوضوح ومرح
ابتسمت وهي تعاود وضع الشوكة بيده ليأكل وقالت بتهكم ليفهم حديثها جديا وقد أوصلت له ما تريد بالفعل
طب يا سيدي أفهم من يوم ورايح بقى
حاضر يا وحش
أكل طبقه بالكامل بشراهة وظهر جوعه أثناء تناوله الطعام لأنه لم يصعد لتناول الغداء بل من الصباح إلى الآن لم يأكل شيء سوى وجبة الإفطار وضعت له هدير مزيد من أصناف المعكرونة في طبقة وأضافت له كثير من الأشياء ليبدأ يتناول مرة أخرى فهتف هو قائلا
ضړبته في يده بخفة قائلة بحدة
متقولش كده على أكل ماما فهيمة أحسن والله أقولها
لمعت عينيه الرمادية بطريقة درامية للغاية وهو يبتلع ما بحلقه قائلا بعتاب زائف
تبيعي جوزك لحماتك!.. أهون عليكي
تعلم أنه يمزح ليس إلا ولكن نظرته وعتابه لها بهذه الطريقة جعلها ك الأم
لأ طبعا متهونش
ابتسم باتساع وهو ينظر إليها بحب خالص وبادلته الابتسامة والحب كمثل وداخلها تتوق لتجعله يعلم أن هناك زائر يود أن يأتي ليكون معهم إلى الأبد.. فقط ينتهي من طعامه ثم ستخبره كل شيء..
أخرج جاد هاتفه أثناء تناول طعامه ووضعه أمامه على السفرة جوارها لأنه ضايقه في جلسته وجعلها غير مريحة.. أكمل طعامه بهدوء معها بين مرح وضحك وسعادة كبيرة احتلت الجلسة مرة واحدة وقد راقه هذا وبشدة..
دق جرس الباب فجأة فنظرت إليه تتسائل بعينيها من قد يأتي إليهم الآن وقف على قدميه وقال بجدية
خليكي هنا وأنا هشوف مين
أبتعد عن مقعدة واتجه ليفتح باب الشقة ولكنه استدار عندما وقف على أعتاب باب الغرفة قائلا مرة أخرى بنبرة رجولية جادة
متطلعيش برا الاوضه علشان لو حد جاي من الجماعة
أومأت إليه برأسها مؤكدة أنها ستفعل هكذا وخرج هو ليرى من الطارق
أكملت تناول طعامها بهدوء وداخل رأسها أمور كثيرة وعدة تحاول أن تبعدها عنها سواء كانت سعيدة أو حزينة فهي فقط تود أن تعيش هذه اللحظة وتخبره أنه سيكون والد عن قريب..
رنة بسيطة وإضاءة خاڤتة يخرجون من هاتف جاد امامها لم تكن تريد أن تعرف ما هذا ولكن عينيها هي من وقعت على الشاشة عندما أضاءت ليس أكثر من هذا فظهرت أمامها رسالة عبر الواتساب تأتي باسم كاميليا!!..
مرة أخرى كاميليا بحياتهم!. هل مازالت كما هي هل هو يتحدث معها بعد كل هذا هل هي أهم من زوجته وعائلته ليبقى على تواصل معها!..
نظرت إلى الهاتف بعمق وحزن شديد احتل مجلسها وكيانها بالكامل!.. تركت الشوكة من يدها وعادت بظهرها إلى الخلف وملامحها قد تحولت إلى شخص آخر من الأساس انطفئ واسودت شاشته وبقى على وضعه
ولكنها لن تكون كذلك بالمرة..
امتدت يدها إلى الهاتف وأخذته بين يديها لتفتحه بسهولة حيث أنه لا يضع له كلمة مرور مما أدى إلى ظهور اسم كاميليا على الشاشة..
فتحت الواتساب الخاص به لترى أخر رسالة أتت له من تلك المراة نظرت إلى الرسالة بدقة من الخارج ولم تفتحها حتى لا يظهر له أن هناك من رآها قبله وستكون هي من المؤكد..
ده اللوكيشن يا جاد
هذه كانت رسالتها له أو هذا ما ظهر منها ترى ما الذي يوجد خلف هذه الرسالة وهذه المحادثة ما بها من الداخل!.. لم يأتي بخلدها بيوم من الأيام أن تبحث خلفه أو تشكك به لم تفكر بأنه قد يفعل هذا بها وقالت أنه رجل صالح آمين لا يفعل بها هذا ويغضب الله عليه!.
رسالة أخرى قد بعثت والهاتف بيدها تهتف باسمه وبجانبه علامة استفهام تدل على أنها تريده أن يجيب عليها. أو لما لا يجيب عليها!..
خرجت من هذا التطبيق ثم ذهبت إلى سجل المكالمات لتراه متحدث معها بالأمس!.. بعدما هبط من عندها من هنا!.. بعدما قام بمصالحتها والحديث معها بكامل اللين ووعدها أنه لن يزعجها بهذه المرأة وسيضع لها حد لأن علاقتهم ووجودها معه أهم شيء..
خرجت من كل هذا ثم محت آثار دلوفها إليهم وتركت الهاتف كما هو في مكانه وداخلها دوامة تكاد تبتلعها والأفكار تداهمها بشراسة وعقلها لا يرحمها وحزن قلبها ازداد أضعاف أي موقف حزن قد عليهم فهو يخفي عنها شيء كبير يفضل عنها إمرأة أخرى ېكذب عليها ويتحدث معها ېخونها!...
خرجت دمعة من عينيها في لحظة وهي غير منتبه لتفكيرها ودموعها الذي خرجت خلف واحدة فقط وأعلنت الحداد على كل شيء مسحت دمعاتها سريعا لأنه سيدلف في أي لحظة لن تبكي.. مستحيل أن تبكي ولن تعطيه فرصة في فعل ذلك فيكفي بكاء بسببه إلى الآن فهي ستتبع مبدأ البادي اظلم يا جاد الله
عاد جاد مرة أخرى وجلس على السفرة بهدوء كما كان وأبعد طبق الطعام من أمامه لأنه بالفعل قد امتلأت معدته بالطعام أبصرها بهدوء وقال دون أن تسأله
دي أمي بعتالنا فاكهة مع الواد ياسر ابن عبد الله دخلتهم المطبخ
لم يستمع منها ردا بل بقيت تنظر إليه نظرة غريبة لم يفهمها وكانت أقرب للحزن لو فسرها جيدا ابتسم بغرابة وهو يقول
مالك
أجابته بصوت خاڤت ساخر
بذات الوقت ساخر من نفسها وذلك الموقف الذي وضعت به معه
ماليش
شعر أن هناك خطب ما بالأخص بعد إجابتها بتلك النبرة وهذه النظرة ما الذي حدث في لحظات ليجعلها هكذا استمع إلى سؤالها الواضح تقول
هي الست اللي اسمها كاميليا لسه على تواصل معاك ولا بعدت
لا يدري ما الذي جعل هذا الأمر يعود على خلدها من جديد لقد كانت لحظات سعيدة الآن يا زوجتي الحبيبة لما تودين ضياعها!. ابتسم بسخرية كاذبة يود أن يوضحها لها ولكن ليته لم يفعل
تواصل!.. بعد اللي عملتيه ماظنش
ابتسمت هي الأخرى تبادلة بنفس السخرية وودت وبشدة لو تبكي الآن وتفرغ عينيها من الدموع الذي داخلها بالكامل ولكن لن تفعل يا جاد
أحسن بردو
عاد جاد بظهره إلى ظهر المقعد وأردف بعد أن تذكر بجدية يتسائل عن حال شقيقتها
صحيح مريم طلع مالها
حامل
دون سابق إنذار ودون أي مقدمات ودون رسم أي تعابير على وجهها ألقت هذه الكلمة البسيطة المكونة من أربع أحرف أمام وجهه وعلى مسامعه بقوة ووضوح تام والحدة ظاهرة في نبرتها ولكنه تغاضى عنها..
تغاضى عنها عندما استغرب إجابتها السريعة ولكن سريعا هو الآخر فهم ما الذي القته عليه فتقدم إلى الأمام مرة أخرى بلهفة وحماس كبير ظهر على عينيه الرمادية الذي ظهر بريقها
بتتكلمي جد!.. مريم حامل!
أومأت إليه بقوة وهي تنظر إلى فرحته وحماسه الظاهر لأجل ابن عمه من المؤكد أبصرت جسده بالكامل وهو يتحرك پعنف غير متزن من فرط السعادة التي وقعت عليه ماذا كان سيفعل لو علم أنها هي الأخرى تحمل طفل داخلها!.. هو من بدأ هو من منع هذه النعمة عنه بكذبه وخداعه لها..
الواد سمير هيبقى أب.. عقبالي
نظر إليها بعمق
وشغف خالص والحماس تأكله فرحة لابن عمه وله لأن هذا الطفل سيكون ابنه هو الآخر نظر إلى عينيها الجامدة متغاضيا عن ذلك والحب داخله يتضاخم مع صدره وهو يقترب منها ليمسك يدها قائلا بشغف وعينيه تلمع بغرابة
عقبالنا يا هدير.. عقبالنا يا وحش
ابتسمت بجفاء ونظرتها إليه ليست كما السابق وهو لاحظ هذا أكثر من مرة ولكنه يقول داخله أنه يفهم نظراتها وحديثها خطأ لأنها من قابلته بكل ما هو رائع أجابته بجدية ممېتة
إن شاء الله
تذكرت ذلك اليوم الذي أعترف لها به عن ما الذي يريده وكأنه حلم وهي من ستحققه تذكرت نبرة صوته ولهفته وتمنيه لما قاله تذكرت الكلمات بالحرف الواحد تلو الواحد الآخر وترددت داخل أذنيها وهي تنظر إليه الآن..
نفسي في ولد.. ولد حته مننا إحنا الاتنين أنا عارف إن لسه بدري وعارف
إن لو ده حصل هيبقى كتير عليكي وأنت لسه مخلصتيش كلية بس مع ذلك كل يوم بتمنى من ربنا إن ده يحصل.. أناني أنا مش كده
ترتكب چريمة الآن وهي تحرمه من أسعد لحظة بحياته ولكنه من بدأ في ذلك وهو من اضطرها لفعل ذلك وهي بحسن نية تناست ما مضى ووثقت به وقالت أنه لن يجعلها تحزن لأجل إمرأة لا تخصه ولا تكن له أي شيء..
ولكن اتضح لها أن جاد الله ېكذب ويخفي وينكر وكثير من الأشياء فعلها في الفترة الماضية تدل على أنه لم يعد ذلك الشخص الخائڤ من الله البار بها وبأهله لم يعد ذلك الحنون الذي ېخاف عليها من الهواء المار جوارها أصبح الآن يحزنها وهو يعلم أنه يحزنها ولكن يتغاضى عن علمه أو يتغاضى عن حزنها لا تدري أي جانب يمحيه من ذاكرته..
ولكن الذي تعرفه الآن
متابعة القراءة