رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
الخارج ېخرب حياته ويلقي كلمات ليست لها داعي ولا تفعل معه أي شيء سوى أنها تعكر صفو مزاجه فقد كان هذا تدبير آخر من الله لينعم به عليه مع
هذه النعم الكثيرة التي في حياته والتي أيضا يعجز عن وصفها وشكر الله عليها ولكن هناك ما يعكر صفوه ويريد تفسير له كيف مسعد من وضعها و كاميليا من قامت بالتبليغ عنه!..
الجميع يطير سعادة وفرحة وأمل بعدما علموا بهذا الخبر انتقلت هدير إلى منزل والد زوجها وأتت شقيقتها هي الأخرى وزوجة عمه يجلسون مع والدته في انتظاره بعد أن بلغهم سمير أنه تم الإفراج عنه قامت هدير بملئ الشارع من أوله إلى آخره بالزغاريد والفرحة على وجهها تنطق لم تعد الكلمات تعبر عن أي شيء داخلها جسدها يحكي ونظرتها تسرد وحركاتها تقول ما لم تقوله من قبل أكل هذا التأثير منك يا جاد الله!.
ستكون كل ما أراد وستمحي كل ما مضى هذه المرة حقا هذه آخر مرة ستزعجه بها وستجعل حياتهم القادمة أفضل بكثير مما قد مر عليهم..
شيء تفعله لتعود به إلى أحضانها.. الآن حمدا لله كثيرا وأبدا..
حمد كثير على هذه الدموع الخارجة من الأعين وتلك الدقات العڼيفة من القلب الخارجة بصوت عالي فرحة لأجل عودته حبيب عمرها وفلذة كبدها لأجل عودته ليفتح ورشته ويفعل صوت للشارع والحارة ولكل مكان بهذه البلد بوجوده
بعد نصف
ساعة فقط من صعود زوجته إلى ذلك البيت بتلك العمارة قد حضرت عربات الشرطة للقبض عليها متلبسة في قضية شرف فعلها هو ولكن برضاء تام منها!..
وقف في الأسفل رافضا الصعود معهم متصنعا الألم وكم أن رجولته مهانه مطعون بها بسبب فعلة زوجته الدنيئة علامات الانكسار مرتسمة على وجهه بوضوح شديد وكأنها حقيقية للغاية ولن تشكك بكونها مشاعر مزيفة..
الآن المواجهة الأصعب! حضر قدر كبير من الصحافة المعروفة بالكاميرا يترقبون هبوط المذيعة الشهيرة كاميليا عبد السلام من منزل رجل آخر غير زوجها في قضية شرف.. ليكون حديث الموسم
بعد أن رآهم يتقدمون إلى أمام البنية دلف سيارته وبقى داخلها كي لا يزعجه أحد وهو لا يود التصريح بأي شيء الآن تفكير شيطاني ممېت استعمله بعد أن نفذ كل صبره منه تجاهها..
لا يهمها إلا المظهر العام والشكل الخارجي تريد أن تنظر إلى أي ذكر يسير أمامها وحتى لو كانت جواره لا يهمها كونه زوجها وهي إمرأة متزوجة في عصمته لا يهمها أي من كل ذلك فقط يهمها ما تريد ومهما كان ما هو يتنافى مع الإسلام لا يهم يتنافى مع العادات لا يهم المهم أنه يرضيها ويجعلها تشعر بالراحة والسعادة كالذي تفعله في الأعلى بالضبط..
إهانته منها كانت من أشد العقوبات أن يكون رجل حاضر كامل ويقف أمامها لتقول كم كان فقير لا يساوي أي شيء وهي من فعلت له كل ما هو به الآن أن تقول له أنه ليس له أهل ولا أحد يعرف له هوية من أبشع الأشياء الذي حصل عليها..
هو من الأساس لم يحصل على شيء بشع إلا منها وحدها الآن عليها أن تجني كل ما فعلته به تعب كثيرا إلى أن أخذ هذه الخطوة وأخذ في التخطيط ليفعلها ثم التنفيذ كم ستبكي الآن! يوم! اثنين! عام! اثنين! ستبكي إلى المنتهى فهذه ڤضيحة الموسم والتي سيتحدث عنها الجميع قريب وغريب وإن بقي لها أحد التعامل معه فهكذا سيكون الله يحبها..
ابتسم بسخرية فمن الأساس لا أحد يطيقها بعنجهيتها وغرورها المعروف..
ضجة عالية جذبت عقله المنشغل لينظر من خلال زجاج السيارة ويرى عناصر الشرطة تهبط بها من أعلى درج العمارة الخارجي ملتفة في شرشف فراش كبير ومعها
ذلك الرجل كمثلها بالضبط يا له من شعور غريب شعور بالانتشاء واللذة يراها تبكي ووجهها ملطخ بكحل الأعين أثر البكاء عينيها بالأرضية وتتمسك بذلك الشرشف بكل قوتها وعدسات الكاميرا جميعها تصور بوضوح!..
لم ولن يقدر أحد ذلك الموقف كي يبتعد بل الجميع يتنافس للحصول عليه أولا ليرتفع محلقا في سماء الإبداع والتميز بعد حصوله على صورة ومعلومة كهذه ل كاميليا عبد السلام
الجميع الآن يشكر الشخص الذي أعطى لهم الإخبارية بأن ذلك يحدث الآن ولم يكن سواه الذي تخلى عن النخوة بداخله وترك رجولته جانبا لكي يأخذ حقه بأبشع الطرق منها راددا حقوق ناس أخرى غيره..
صعدت في عربة الشرطة منكسرة عينيها لم
ترتفع ولو لحظة واحدة ثم ذهبت من أمامه في لمح البصر والصحافة من خلفها..
عليه الآن أن يفكر في زوجته الأخرى حبيبته وأم أولاده القادمين..
فقد انتهت حكاية كاميليا معه هنا ومع الجميع بعد أن أخذت العقاپ الأكبر في التاريخ أخذ الله حق جاد وزوجته دون أدنى اهتمام ولا مجهود منه والله يرد الحقوق إلى أصحابها..
اليوم التالي
أخذت الإجراءات في الأمس وقت طويل فتم تأجيل خروج جاد إلى اليوم وقد عاد سمير بالأمس فرحا مبتسما بسعادة ليجعل الجميع يطمئن بعد تأجيل خروجه كان محقا ليفعل ذلك بحديث ونظرات وحركات فرحة فقد شعروا بالاحباط مرة أخرى ولكنه قال للجميع بجدية أنه سيخرج اليوم بالتأكيد..
نامت هدير ليلة أمس في منزل والده داخل غرفته ومكانه بعد أن أغلقت شقتها جيدا وتوجهت إليهم من الصباح الباكر استيقظت هي ووالدته ليقوموا بطبخ كل المأكولات التي يحبها تعويضا عن اليومين الذي قضاهم خارج منزله وموطنه الأصلي مستعدين لاستقباله على أكمل وجه والفرحة لا تستطيع أن تصف كيف تكون داخل قلوبهم..
دق باب المنزل وهما في المطبخ خرجت هدير إلى الصالة أخذه حجابها من على الكنبة ولفته على رأسها بأحكام ثم توجهت إلى الباب تفتحه بهدوء ناظرة إلى الأرضية وببطء ترفع عينيها لترى من الطارق!..
وعلى حين غرة كانت
وحشتني يا حبيبي
تعمق هو الآخر مجيبا هو الآخر بصوت رخيم
وحشتيني أكتر يا وحش
عادت للخلف بهدوء وعينيها متعلقة على كل انش بوجهه تحفره داخلها أكثر وأكثر بادلها تلك النظرات العاشقة المشتاقة إلى أرواح ابتعدت عن موضعها المعروف لتترك داخلهم ألم الفراق المعذب للقلوب..
أردفت بنبرة لينة مريحة خاڤتة وهي تضع وجهه بين كفي يدها كطفل صغير تحدثه والدته
الدنيا دي مالهاش أي لازمه من غيرك يا جاد
وضع كف يده فوق يدها الموضوعة على وجهه وابتسم بهدوء وما كاد ألا يجيب عليها ولكنه استمع إلى صوت حمحمة سمير من خلفهم بصوت رجولي واضح وقد تناسى وجوده من الأساس إنه هنا معه منذ لحظة وصوله أبعد يده وابتسم بسخرية قائلا وهو يستدير إليه
خلاص عرفنا إنك هنا
ابتسمت هي الأخرى لعودة تلك المناوشات التي كانت تحدث بينهم بين الضحك والمرح وابتعدت عن الباب دالفه للداخل راكضا وهي تصيح بصوت عال
جاد رجع يا ماما فهيمة.. جاد رجع
وقفت أمام باب المطبخ تنظر إليها بابتسامة عريضة والدمع داخل عينيها فرحا تركت والدته سريعا ما كان بيدها وتقدمت للخارج تتخطاها قائلة بقوة وعدم تصديق
ابني.. ضنايا رجع
يا حبيب عمري... يا فرحة عمري يا جاد
قبل أعلى رأسها وهي يحتضنها قائلا بعتاب
طب بټعيطي ليه دلوقتي
أجابته ضاحكة والدمع يخرج من عينيها بغزارة قائلة ومازالت تتشبث به
دي دموع الفرح يا واد
ضحك بقوة رافعا رأسه للأعلى مازالت تنعته بطفل
مش هتبطلي واد دي بقى
عادت للخلف تضربه بخفه على ذراعه مبتسمة بسعادة لا يوجد بعدها سعادة إلا واحدة فقط
هتفضل واد طول عمرك يا واد
ضيقت ما بين حاجبيها بحنان بالغ قائلة بهدوء وفرح
حمدالله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
مرة أخرى قبل أعلى رأسها مبتسما وهو يعلم ما الذي بداخل الجميع ناحيته وأولهم والدته
الله يسلمك يا أم جاد
أبعدت نظرها إلى سمير قائلة بسعادة وحماس كبير
يلا يا سمير روح هات مراتك على ما أكلم عمك رشوان يجيب أبوك ويجي الغدا عندنا النهاردة على حس جاد
هتف سمير مجيبا باقتراح أخر لكي ينعم هذا الرجل ببعض الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة
يا مرات عمي ادي ل جاد فرصة يريح شوية الأول
استدار ينظر إلى سمير قائلا بنبرة أصبحت مرهقة بعد وصوله إلى هذه النقطة
لأ أنا هروح
بس أخد دش كده اظبط بيه نفسي وأغير هدومي وهاجي على طول على ما الحج يوصل
ربتت على كتفه بيدها بحنان
طيب يا حبيبي يلا روح وارتاح شوية لسه بدري على الغدا
استدارت تنظر إلى زوجته قائلة
يلا يا هدير معاه وهنادي على أم سمير تنزل معايا
تقدمت منهم ووقفت قبالته مجيبة بلهفة حقا تريد أن تكون معه وحدها
ماشي يا ماما فهيمة
هتفت والدته مرة أخرى بحنان وحب بالغ وهي تقترب منه تعانقه مرة أخرى تستنشق عبير رجولته وحضوره
يلا يا حبيبي.. حمدالله على سلامتك يا قلب أمك انشالله آخر مرة تخرج فيها من بيتك ومكانك
بادلها العناق بقوة مربتا على ظهرها
بابتسامة كبيرة ناظرا إلى زوجته غامزا لها بعينيه
إن شاء الله يا أم جاد
خرج جاد من المنزل ومعه زوجته بعد أن هندمت ملابسها لتلائم الخروج للبيت الآخر والظهور في الشارع بينما صعد سمير إلى منزل والدته في الأعلى..
دلفت إلى شقتها وأنارت الأضواء بهدوء وهو يدلف من خلفها بهدوء شاعرا أن روحه قد عادت بعودته إلى مملكته ومكانه الوحيد الذي شهد على كم السعادة الخالصة التي شعر بها مع حبيبة عمره..
أغلق هو الباب وتقدم ينظر
متابعة القراءة