رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

بعد أن ذهب عبده وحمادة لعمل في الخارج..
بقيت داخل السيارة وهي تقف بها أمامه تماما تنظر إلى ظهره العريض وجسده المنحوت بغرابة تظهر من عينيها الوقحة..
نظر إليها طارق من الداخل بعد أن لاحظ أنها صفت السيارة أمامهم دقق النظر بها فعلم من تكون لأنه قد رآها قبل سابق هنا مع الاسطى جاد وقد وقفت معه بعض الوقت..
صدح صوته وهو يقول بجدية موجها حديثه إلى جاد
اسطى جاد.. الست اللي كانت هنا واقفة بره
رفع جاد رأسه للأعلى واعتدل بجذعه واستدار بوجهه ناظرا إليه باستغراب متسائلا
ست!.. ست مين
أشار له طارق برأسه إلى باب الورشة فاستدار ينظر بقوة ليراها أمامه! تقف جوار السيارة بعد أن خرجت منها وتنظر إليه بقوة هي الأخرى وكأنها تنتظر نظرته إليها..
أخفض عينيه وترك ما بيده أخذا قطعة قماش من جواره على طاولة صغيرة يمسح بها يده بقوة بسبب ما بها بفعل أدوات السيارة..
تقدم إليها بهدوء وثبات في سيره كالمعتاد يقف أمامها بشموخ كالجبل قائلا بجدية ونبرة رجولية خشنة
أهلا وسهلا اتفضلي
ابتسمت بنعومة إليه وهي تنظر داخل عينيه بعمق متحدثة
ازيك
أجابها بفتور وجدية
الحمدلله في نعمة
أنتظر أن تتحدث وتقول ما الذي أتى بها إلى هنا هل ملت من عدم رده على مكالماتها فأتت إلى هنا!.. نظرت إليه بتردد وهتفت بكذب قائلة وهي تنظر إليه
أنا جيالك في شغل.. أصل عربيتي من امبارح بتقف لوحدها
نظر إلى السيارة خلفها ذات الماركة العالية والفخمة مستغرب من حديثها لأن السيارة تبدو جديدة في الأصل عاد بنظره إليها وهتف سائلا إياها
بتقف إزاي يعني
وضعت يدها عليها بتلقائية وأردفت قائلة
بتعطل.. امبارح جيت ادورها لقيتها مش بتدور شوية واشتغلت وحتى النهاردة وأنا جاية عطلت مني في السكة واخرتني نص ساعة على ما اشتغلت
أومأ إليها برأسه بجدية تامة واستدار يشير إلى طارق الذي كان يقف خلفه من الأساس يعمل جواره واستمع إلى الحوار الذي دار بينهم
شوفها كده يا طارق
ذهب طارق إلى الخارج في الشارع ليتفقد السيارة فتقدمت هي إلى باب الورشة لتقف جواره وتنظر إليه على راحتها وكما تحب ابتسمت إليه بهدوء ورقة تجيدها جيدا ثم تصنعت الخجل قائلة
في سؤال كده بصراحة بيجي في دماغي على طول ونفسي اسألك عنه بس متفهمتيش غلط
ضيق ما بين حاجبيه بعد حديثها وتسائل داخله قبل أن يسائلها عن مضمون السؤال التي تخجل منه
ايه هو
نظرت إلى عينيه الرمادية بدقة وتعمقت داخلها وهي تسائله هذا السؤال لترى كيف سيجيب عليها وما الذي سيظهر على ملامحه
أنت ليه مش مخلف.
حقا لم يتوقع هذا السؤال أبدا يشعر بغرابة شديدة تجاهها نظراتها غريبة! مواضيعها غريبة! حديثها معه وعنه غريب للغاية ولم يعد يرتاح إليها كما السابق ويستغرب كثيرا لما هي هنا بهذه السيارة! أنها من طبقة غير طبقته ولن ټموت دونه مؤكد لما أتت إليه هو أجابها بهدوء وعقلانية وهو يبعد عينيه عنها
دي حاجه مش بأيدي.. كل شيء بأوانه
تعمقدت أكثر في الحديث بعد أجابته لتستطيع أن تبني معه حوار لا ينتهي حتى تستكمله فيما بعد ودون خجل هذه المرة تحدثت
وأنت مدورتش على الموضوع. قصدي متابعتوش مع دكتور يعني
نظر إلى البعيد يتابع طارق الذي ذهب بالسيارة من أمامهم بعد أن ألقى نظرة عليها يحاول أن يجد أي خلل بها أجابها بجدية فقط كي لا يخجلها
لأ.. أعتقد أن لسه بدري على أننا نتابع
سؤال خلف الآخرين وهي تستمر في أمور لا تعنيها من الأساس
ليه هو انتوا متجوزين من امتى
رفع نظرة إلى الأعلى بعد أن تقدم للأمام قليلا بعد شعوره بأنها تقف في الشرفة وأجاب بصوت منخفض
يعتبر ست شهور أهو
ابتسمت بغيظ اخفته داخلها لأنه يعتبر لم يأخذ القدر الكافي من زوجته الذي يجعله يستغنى عنها عندما تريد استمرت في الحديث الهادئ الذي تظهره وكأنه تلقائي وأخرجت حديثها هذه المرة
بمرح ومزاح
دا أنت عريس جديد بقى
ابتسم بتصنع وهو يعطيها ظهره بعد أن أخفض وجهه مرة أخرى وقد رآها بالفعل في الشرفة
لأ جديد ايه خلاص بقى
تقدمت إلى الأمام قليلا مثله لتقف جواره وأكملت بضجر وانزعاج داخلها
أنا بردو لما شوفت مراتك والبيت حسيت

إنه لسه جديد وهي بردو لسه صغيرة
لماذا تتدخل فيما لا يعنيها بهذه الطريقة. لما تتسائل عن الحمل والأولاد. أهي مچنونة أليس هذا شيء خاص به هو وزوجته وإن اتسع أكثر سيكون للعائلة ما ډخلها هي وأيضا نظراتها لا تعجبه أبدا أردف بفتور قائلا
آه فعلا
وفي أثناء أنها كانت ستتحدث مرة أخرى وقف طارق بالسيارة أمامهم وخرج منها قائلا بجدية إلى جاد وهو يشير إلى السيارة
العربية تمام يسطا جاد مفيهاش حاجه
ابتسمت بتصنع له وادعت الفرحة ثم الاستغراب بعدها وهي تتسائل
بجد طب كويس.. بس ليه كانت بتعطل.
أجابها طارق بعملية وهو يدلف إلى الورشة
مفيهاش حاجه.. سليمة
دلف إلى الداخل وتركهم فاستدارت بجسدها تقف أمام جاد وهتفت بابتسامة عريضة
متشكرة جدا يا جاد.. حسابك كام
جاد!.. هكذا جاد من دون ألقاب. من أين هي تعرفه.. أنهى عقله عن التفكير الآن ونظر إليها مبتسما بجدية
حساب ايه هو معملش فيها حاجه أصلا
بس عطلته عن شغله يبقى في حساب
ضغط على يده الذي وضعها في جيب بنطاله وكأنه يود لو تنشق الأرض وتبتلعه لينهي الحديث معها قال بود وهدوء
لو فيه حساب يبقى خليها علينا المرة دي
ابتسمت إليه برقة وخجل ثم ألقت عليه التحية ودلفت إلى سيارتها ورحلت من أمامه طبول الفرحة داخل قلبها تدق بأكثر قوة تمتلكها لأجل النظر إليه وإلى تعابيره الرجولية الرائعة ولأجل الحديث معه..
بينما هو مل كثيرا بسببها واستغرب حديثها ونظراتها الغريبة إليه وأحيانا إلى جسده وكأنها تسرق النظر إليه ولكنه رآها وهذا يجعله مندهش ليس فقط مستغرب أهي مچنونة.. يتمنى بالفعل ألا يراها مرة أخرى ولا يستمع إلى صوتها.. هناك شعور غريب داخله يجعله يقلق من رؤيتها..
وفي الأعلى كانت تقف في الشرفة ورأته وهو يقف جوارها! ويتهامس معها. ويبتسم إليها. ما كل هذا الكرم!.. لقد حرمت هي من كل هذا وسلب منها أقل حقوقها لأجل غلطة لا يجوز أن تنسب إليها من الأساس ويغدق هذه المرأة غريبة الأطوار به..
ما الذي يحدث من حولها يا وهي لا تدري به. هذه المرأة شخصية معروفة وليس لديهم صلة بها بل هي من مكان يبعد كامل البعد عن حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وعلى حين غرة ظهرت هكذا بينهم وتأخذ أكثر الوقت إليها وإن لم يكن بمقابلته هنا يكن بالهاتف!..
صحيح أغلب الأوقات لا يجيب ويكون تحت ناظريها ولكن هي تخاف وبشدة وقلبها قلق للغاية ربما هذه ليست المرة الثانية التي تقابله بها ربما يقابلها بعيد عن هنا بما أن هناك مكالمات بينهم ولن تعتبرها صديقته لأن جاد لا يصادق نساء ولن تقول أن بينهم عمل لأنها لن تترك الجميع لديها في حياتها المرموقة وتأتي إلى هنا!..
هناك شيء ولكن لا تعلم ما هو!.. وهي حقا لا تشك ب جاد بل هي تثق به ثقة عمياء وتعلم أنه بار بها ويعاملها كما يحب الله أن تكون مكرمة في منزله ولكن أيضا هي خائڤة تشك بها هي تشك بأفعالها وكلماتها ونظراتها أيضا..
يا الله مرة أخرى عدنا للتشتت والڼزاع!..
بعد نصف ساعة من ذهاب كاميليا صعد إلى شقته في الأعلى ليتناول الطعام فمنذ أن هبط في الصباح وهو لم يأكل شيء سوى أنه طوال اليوم يرتشف أكواب الشاي دلف إلى الشقة وأغلق الباب خلفه متقدما من الداخل بعد أن ترك حذائه قبل الدلوف سار إلى المطبخ فوجدها في الداخل تعطيه ظهرها ويبدو أنها تضع الطعام في الأطباق لأنها رأته وهو يصعد..
دلف إلى المرحاض وتعمد أن يفتعل صوت وهو يغلق الباب حتى تنتبه إلى وجوده معها دلف ليغتسل سريعا وهو كما هو عنوانه التجاهل الرسمي إليها والابتعاد الدائم عنها..
علمت أنه قد حضر واستعمل حيلته اليومية بأن يفتعل أي حركة تصدر صوتا لتعلم بوجوده وضعت الأطباق على صينية كبيرة وأخذتهم جميعا مرة واحدة..
خرج من المرحاض وهو يجفف وجهه ويده بمنشفة صغيرة وضعها على الأريكة وهو يتقدم إلى غرفة السفرة
دلف إليها وجدها تجلس في مكانها تنتظر حضوره حتى تبدأ في تناول الطعام..
لم يكن هنا صوت سوى أصوات الملاعق في الأطباق الذي يأكلون منها هدير كان داخلها أمر عليها أن تتحدث به معه وستفعل ذلك ولكن بعد دقيقتين فقط حتى إذا احتد النقاش بينهم يكن أكل ولم يبقى جائعا.. تعلم أن النقاش سيحتد كما في الفترة الأخيرة!..
رفعت وجهها ونظرت إليه وهو يأكل أخذت نفسا عميقا وتحدثت بجدية
جاد.. عايزة أسألك عن حاجه
رفع نظرة إليها وأبعد عينيه عن الطعام يدعو أن لا يكون هناك معركة جديدة حتى لا يسوء الوضع أكثر من ذلك أجابها ببرود
ايه..
ابتلعت غصة حادة كانت بحلقها وتركت الملعقة من يدها أبصرت عينيه الرمادية بقوة وهي تقول مكملة بجدية شديدة
الست اللي اسمها كاميليا دي عايزة ايه
عاد بنظره إلى طبقه مرة أخرى وأخذ منه ملعقة إلى فمه يمضغها ببطء كيف سيجيبها وهو من الأساس لا يدري ما الذي تريده!.. ابتلع ما بفمه وقال
عايزة ايه

إزاي يعني مش فاهم
تعلم أنه يراوغ بسؤالها أو لا يريد الإجابة من الأساس تعمقت بالنظر أكثر مثبتة عينيها عليه وهتفت بنبرة جادة وملامحها لا تشعره بالخير أو اللين
يعني عايزة ايه يا جاد.. بتكلمك في الموبايل ليه على طول وفي وقت مش مناسب بتجيلك هنا ليه..
مرة أخرى عاد يأخذ ملعقة وهو يبعد نظرة عنها مجيبا إياها بجدية
محددتش حاجه معينة... الأمور طبيعية
نظرت إليه باستغراب وهي تراه يتهرب من النظر إليها يخفي ملامح وجهه عنها الكاشفة لما بداخله وتساءلت بجدية وقوة
يغني ايه الأمور طبيعية أنت عمرك ما كلمت واحده ست بالطريقة دي
لم تعجبه طريقة حديثها بالمرة وهو يراها تشير إلى شيء غير مقبول أبدا هذه المرة ترك الملعقة من يده وأردف متسائلا
الطريقة دي تقصدي ايه
تضايقت ملامح وجهها بهذا الضعف الممېت الذي يشعرها بالغيرة عليه من قرب هذه المرأة فقالت وهي تقترب منه بهدوء
مقصدش حاجه بس عايزة أعرف هي بتكلمك ليه وكانت هنا النهاردة ليه يا جاد
رأى الغيرة بعينيها وطريقتها وهي كزوجته لها الحق في أن تغار عليه ولكن أيضا للحقيقة الأخرى لم يصدر منها فعل تحاسب عليه وهو لا يستطيع أن يجيب لأنه من الأساس لا يدري ما الذي تريده فأمر السيارة هذا لم يصدقه
عربيتها كانت عطلانه
رفعت حاجبيها بسخرية ممېتة إليه وتحدثت بتهكم صريح وهي تضع يدها على وجنتها كحركة ساخرة منه
والله!.. عيله صغيرة أنا علشان تضحك عليا.. وهي قبل كده كانت بتعمل ايه من غير الاسطى جاد اللي هيصلح العربية
لم
تم نسخ الرابط