رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


هاتفه سريعا يبعث على رقم صغيرته ليهاتفها حتى يرتاح قلبه... فهو يفهمها من كلامها وعيناها ولم يعرف ان الصغيره قد تخطت مرحله الطفوله والدلال المفرط لا يفعل شئ إلا الافساد 
................................
وقفت فاديه في شرفة غرفتها التي تحتلها في منزل شقيقها تنظر بجمود نحو صفا الجالسه بالحديقة تتأمل ما أمامها بشرود

جزت على أسنانها بغل متمتمه پحقد
اتمسكني واعملي نفسك ضعيفه ومکسورة الجناح لحد ما اكسرلك رقابتك من علي وش الدنيا
كان الحقد يملئ قلبها ف كرهها لصفا منذ زمن فات وانتهى... كم ليله كانت تسمع اسمها وزوجها نائم بين احضانها
أظلمت عيناها پحقد دفين
اخدتي جوزي واخويا..انا لأنتي ياصفا
انفتحت بوابه المنزل لتتعلق عين فاديه بالسياره الاتيه.. توقفت السياره ليخرج منها مكرم فقطبت عيناها متسائله
مكرم 
تقدم مكرم منها بخطي هادئه عندما انتبه لمكان جلوسها 
كان فرات يتابعها ولكن عند قدوم مكرم تصلب جسده وتجمدت عيناه وهو يتذكر رغبة مكرم بالزواج منها وثورته حينا علم انها زوجته 
صفا
انتبهت صفا على صوت من يناديها.. لم تنسى صوته ابدا مهما ألتفت نحوه ببطئ فوقعت عيناه عليها وعلى الرجفة والخۏف اللذان باتوا في عينيها
كلامها طعن قلبه في مقټل وهو يسمعها تهتف بحسره
لو لسا عايز ټنتقم مني... ف متقلقش الزمن اخد لمنال حقها 
انا عرفت الحقيقه ياصفا... عرفت انك مش بنت عدنان 
خرج صوتها متآلما وهي تتذكر حقيقه والدها ووالدتها وكيف أنكرت عائلتها الحقيقيه نسبها لهم فهم نسوا انهم يوما كان منهم هؤلاء
ما انا برضوه بنت واحد من رجالته... وامي كانت رقاصه 
اقترب منها اكرم وقد اصابته عباراتها 
أنتي ملكيش ذنب ياصفا
واردف بثبوت بعد أن حسم قراره
انا مستعد أقف قدام الدنيا كلها عشانك.. حتى لو كان مين الشخص ده 
حتى لو كنت انا يامكرم 
تجمدت عيناها نحو فرات الواقف بثقه دون عكازه... وألتف مكرم نحوه بثقه مهزوزه 
...................................... 
أشار بيده لهم بالانصراف بعد أن وضع خطة الموسم الحالي في الازياء التي ستعرضها شركته... كل فرد جمع أوراقه ونهض ليتابع عمله... سقطت احد الأوراق منها ولحظها سقطت الورقه كانت نفس اللحظه التي نهض فيها هاشم من فوق مقعده 
ارتبكت فنظر لها مبتسما وانحني بسلالسة دون كبر وتعجرف 
اتفضلي
رغما عنها ابتسمت وألتقطت الورقه منه 
شكرا يافندم 
تأملها هاشم وهو يتذكر مكالمته بها امس ثم انغلاق الخط 
اتصلت بيكي امبارح عشان تبعتيلي بعض تصاميمك اللي فرجتيني عليها لكن... 
وقبل ان يتبع عبارته بتوضيح تمتمت معتذرة 
اسفه يافندم
فسأل مستفهما وهو يجمع أوراقه 
هو ده رقم تليفونك ولا انا غلطت في الاتصال 
فأسرعت بالتوضيح
لا رقمي..بس حصل سوء فهم 
فلمعت عيناه وهو يتذكر صوت ذلك الرجل الذي اجابه
يبقى اللي رد عليا اخوكي 
وقبل ان تصحح له الأمر.. كان حمزه يدلف لغرفة مكتبه بعد أن رحبت به سكرتيرة هاشم
ليبتسم هاشم فور رؤية حمزة غير مصدقا انه يراه بعد تلك السنوات
الفصل التاسع والأربعين 2 
وقفت جامده الملامح وهي تراهم يتصافحان بود..لم يأخذها فكرها لوقت كبير حتى تدرك كيف يعرف مديرها الحالي زوجها.. فمعرفتهم ببعضهم امرها واضح فهو شقيق لهند زوجة مروان صديقه
متغيرتش ياهاشم.. السنين مغيرتكش 
ولا السنين غيرتك ياحمزه
ضحك الصديقان فوقفت هي تنظر إليهم ساكنه في وقفتها
تعرف اني حاولت اوصلك....
واردف مازحا
بس مين يقدر ياخد ميعاد مع حمزه الزهدي 
تعلقت عين حمزه بتلك الواقفه فأبتسم بلطف قبيل حديثه 
وانا جتلك بنفسي ياسيدي...
وصمت لثواني معدودة لم تتحرك عيناه عن زوجته 
لا وكمان مراتي بتشتغل عندك 
الدهشه اعتلت ملامح هاشم ونظر اليه غير مصدقا ان زوجته تعد من احد موظفينه وهو لا يعلم بالأمر 
مين هي.. انا اول مره اعرف المعلومه ديه 
لم يتركه حمزه في انتظار اخباره بهوية زوجته.. لتخذه قدميه نحوها بخطوتان ثم ألتفاف ذراعه حول خصرها 
استاذه ياقوت مراتك 
هتف بها هاشم وقد اعتلت الدهشه ملامحه الوسيمه.. فهند شقيقته لم تطرق معه في الحديث عن ياقوت اكثر من أنها موهوبه ولكن كيف سيجمعهم حديث اخر عنها وهو لم يرى شقيقته منذ أن عاد الا ثلاث مرات فقط 
تصلب جسد ياقوت أثر احتوائه لها.. وعيناها تعلقت بعينيه ليهتف بنبرة رجوليه خشنه 
مراتي للأسف ياسيدي مبتحبش المجاملات والوسايط في الشغل.. ومبتحبش تستخدم اسمي في حاجه 
استرخت ملامح هاشم وهو ينظر لذراع حمزه المتلف حول خصرها 
قولت اجي النهارده اقابلك واوصيك عليها خصوصا انها حاليا حامل 
كان الذهول مرتسما في اعينها حتى شفتيها انفرجت قليلا معبرا عن اندهاش صاحبتها..ارتبكت مما يفعله وشعرت انه يقصد فعل ذلك أمام هاشم 
والله ياهاشم انا معترض على شغلها ده بس اعمل ايه مقدرش أرفض 
وهنا خرج هاشم من طور دهشته ليبتسم وقد تعلقت عيناه نحوهم 
محدش بيقدر يقف قدام قرارت الستات ودلالهم 
عندك حق.. انا مقدرش اقول لاء ليها 
وكأنه اليوم لا يريد الا ان يجعلها تقف كالبلهاء تتسأل من هو ذلك الرجل 
وهاهو زوجها يكشف عن شخصية أخرى لديه... حمزه الزهدي ماهو الا رجل محنك لا يترك خيوط لعبته الجميله 
............................. 
اندفعت أمامه نحو سيارته حانقه من ذلك الدور الرخيص الذي فعله أمام مديرها وكأنها طفله صغيره أتى يوصيه عليها 
عقدت ساعديها بعدما دلفت للسياره فصعد جانبها خلف عجلة القياده بملامح مسترخيه
مالك 
اشاحت عيناها نحو يمينها حتى لا ترى وجهه 
مكنش ليه لازمته الدور ده.. انا مش عيله صغيره جاي توصي عليها صاحبك 
المفروض تفرحي مش تزعلي 
احتقن وجهها من بروده كلماته 
وافرح ليه عشان حمزه باشا جاي يقول لمديري ان مراته شغاله عنده ولازم تتعامل بأحسن معامله.. دور رخيص على فكره ياحمزه بيه 
تجمدت عيناه ببرودة قاتله وبعدما كان الاسترخاء يحتل ملامحه والزهو يتراقص في اعينه تلاشي كل شئ.. انحني يعقد لها حزام الأمان صامتا.. ثم اندفع بسيارته بسرعة متوسطه واصابع مشدوده فوق عجله القياده 
تنهدت بضيق ومقت لما وصلت اليه معه... خرج صوته أخيرا يسألها 
تحبي نتغدى فين 
واردف ساخرا دون النظر إليها 
واه بكمل دوري الرخيص 
علي فكره انا مقصدش
هتفت عبارتها بهدوء فأختلس النظر اليها وصمت ليتابع قيادته الي ان وصل بها لأحد المطاعم الفخمه 
ترجلوا من السياره سويا لتتفاجئ بآخر شئ كانت تنتظره منه.. حمزة يعانق يدها بيده.. وقفت تنظر إلى ايديهم المتشابكه لينظر لها وكأنه يسبر روحها... اشاحت عيناها حتى لا يري توقها لتلك المشاعر.. حتى لا يرى ان زوجته ليس الا بالمراهقة التي ترسم أحلامها الورديه حتى لا يرى انها تحتاج لمثل هذا 
اكملوا خطواتهم نحو المطعم ليدلفوا للداخل واحد موظفين الخدمه يرحب بهم 
كان مطعم راقي مثل وجهته الخارجيه ولأول مره يصطحبها لمثل هذا المطعم... جلست مسترخيه بعد أن أزاح لها المقعد لتمتم له شاكره 
مرت دقيقتان وهي تراه يتفحص قائمه المأكولات وقد تركت امر اختيار الطعام له.. كانت تتصفح هاتفها مما جعله يستعجب امر ارتباطها بالهاتف والذي كان مخفي عليه انها تراسل كل من هناء وسماح في شاتهم المخصص ولم تكن الموجوده ذلك الوقت الا هناء التي اخبرتها بسعاده 
ده بدء يغير ويحس بقيمتك... احنا كده نستمر في الخطه.. اوعي ياياقوت تبقى زي الهابله وتضعفي هتضيعي كل حاجه بنعملها 
كان ينظر لها وهي يخبر النادل بما يرغبوا به.. لتتجه أنظار النادل نحوها يسألها
والانسه يافندم تحب تطلب ايه كمان 
توقفت أنامل ياقوت عن الكتابه لترفع طرفي عينيها نحوه لتجده جامد الملامح وكأن الكلمه تدور برأسه 
لثاني مره بسمع تلك الكلمه هل بالفعل هو عجوز ولا يرونها زوجته... أم بسبب حماقه زوجته التي لم ترتدي خاتم زواجهم اليوم أيضا... تحكم بأعصابه وهو يرمق النادل پغضب 
المدام نفس الطلب واظن اني قولت عايز من كل صنف طبقين 
ارتبك النادل وأسرع في الانصراف من أمامه بعدما شعر بالحرج 
عجبك كده ياهانم.... بس هو الظاهر ان الكلمه بقت تعجبك
وانا مالي.. هما اللي شايفيني انسه.. الله يجبر بخاطرهم 
احتقن وجه وهو يسمعها تتحدث ببرود يجعل غضبه يزداد 
ياقوت بلاش البرود اللي بقيتي في ده 
بس انا مش بارده
استفزته اكثر بردها 
اعملي حسابك بعد ما نخلص غدا اخدك اجبلك دبله غير اللي ضاقت 
بس انا عجباني دبلتي.. وفال وحش لما اغيرها.. استنى لما اخس الأول وابقى ألبسها 
اشتعلت عيناه بالڠضب.. لتدرك انها اوصلته لقمة غضبه 
ياقوت بلاش تستفزيني
بس انا مش بستفزك ياحمزه.. وعشان اثبتلك حسن نيتي 
عادت لمقعدها وقلبها يدق پعنف عن تلك الجراءة الماكره التي اكتسبتها من علاقه هند وزوجها
وبعدما كانت عيناه مظلمه من الڠضب أصبحت قاتمة من الرغبه 
وهاهي خيوط اللعبه تنساب من صاحبها لتصبح بين أصابع اللعبه 
..............................
حرب من النظرات القاتمه كانت تدور بين اثنيهم وهي تقف تنظر إليهم دون شعور فمشاعرها قد سلبت وقد قضت العواصف على اخر ماتبقى لها 
تحدي مكرم كان مهزوزا ورغم ذلك هتف عبارته صريحة أمام فرات 
حتى لو كنت انت يافرات بيه 
ألتمعت عين فرات بالثبوت وهو يوزع نظراته نحو مكرم 
انا هحترم الصداقه اللي بيني وبين والدك يامكرم واني في يوم كنت بعتبرك اخ صغير ليا... 
واردف بملامح جامده 
فهعتبر اني مسمعتش حاجه.. واتفضل زيارتك مش مرحب بيها في بيتي 
تجمدت ملامح مكرم من طرده له وألتمعت عيناه پحقد 
متفتكرش اني هسيبهالك... مش هسيبها تضيعها بجبروتك وعقدك 
وانصراف بعدما ألقى بتوعده له بأخذها وحمايتها... اصابته كلمات مكرم... ليشرد في طفولته وهو يتذكر صفع والده له حتى يكون رجلا قدير بأسم العائله التي لا تعرف إلا جمع الاطيان
انتبه على تحركها من أمامه ليسرع خلفها يمسك ذراعها 
استنى عندك 
ولم تمهله الوقت ليستعب رؤيتها وهي تنفض يده عنها ثم تدليكها لذراعها 
ابعد ايدك عني
ثبت عيناه نحوها بملامح تخفي الكثير وعاد الي صلابته 
اطلعي جهزي نفسك عشان هنروح للدكتوره نطمن على الطفل 
.................................
اندفعت خلفه بخطوات متعثره حتى تشبثت بقميصه تترجاه 
حرام عليك يا شريف وديني اشوف اختي... انا كل يوم اتحايل عليك 
وبكت بحرقه وهي تتذكر صوت ماجده اليوم الحزين ورغبتها في رؤيتها ولولا الشرخ الذي اصاب قدمها لكانت أتت إليها 
صوت احتياج ماجده اليها ېقتلها 
قولت لاء يعني لاء يامها ومش هعيد كلمتي تاني... اختك اهلا وسهلا بيها هنا 
وصمت بعدما تجمدت ملامحه وهو يتذكر المعلومات التي جمعها عن سالم المتخابث 
رغم اني مش حابب وجودها مدام هتفضل علي زمة اللي اسمه سالم ده
ماجده ملهاش ذنب في كرهك لسالم ياشريف..شريف ارجوك وديني اشوفها 
تجمدت عيناه وهو يتذكر الرسائل التي تبعث له ويعلم ان الفاعل ليس إلا سالم الذي يتلاعب
 

تم نسخ الرابط