رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تتنسي 
طب فاكر ليله صباحيتنا 
امتقع وجهه ثانيه وابتعد عنها 
مش لازم تفكريني 
عادت لتضحك وتقربه إليها 
ما انا لازم افكرك عشان ضميرك يأنبك ياحبيي 
نامي ياياقوت وقال ايه انا قولت هنعيد الذكريات الحلوه 
تذمر كالاطفال لترفع شفتيها نحو خده تلثمه 
بحبك 
كده بقى نعيد الذكريات والامجاد

وكأن نهايه الفوز قد حسمت والرايه رفعت وبعد فتره كان يضمها اليه يقبل يدها ويغمضوا عيناهم ولكن بكاء صغارهم كان يخرجهم للواقع 
استيقظت من نومها فزعا تنظر حولها الحلم يتكرر كالمعتاد
ولكن تلك المره طفلها كان بين ذراعيها ترضعه 
نظرت ليداها الخاويه وصوت أنفاسها يتصاعد 
هو راح فين راح فين 
ووثبت من فوق الفراش تركض الي غرفته تهتف بأسمه وهي تهز جسده ليستيقظ 
شيلتوا بين ايديا يافرات  
انتفض من رقدته وهو لا يستعب شئ
مين ده ياصفا اللي بتتكلمي عنه 
ابتسمت من بين دموعها 
ابننا عايش 
واندفعت لحضنه تتمتم بأمل 
هيرجع يافرات هيرجع 
ألتمعت عيناه بالدمع وهو يرى حالتها ولم يشعر الا وهو يضمها اليه بقوه وعادت تسأله بصوت مهزوز
هيرجع مش كده يافرات 
هيرجع ياصفا 
ابتعدت عن حضنه تنظر لعيناه تضم وجهه بين راحتي كفيها المرتجفان 
والقلب ضعيف عندما يريد ان يهوي لا ماضي ولا ندوب ولا عقل يحسم القرار 
تعلقت عيناها بالنتيجه التي اظهرها اختبار الحمل المنزلي وهاتفها يعلو بالرنين برقم حوريه التي تنتظر اجابتها بلهفه 
طمنيني ياصفا 
همست وعيناها عالقه بالنتيجه
انا حامل ياحوريه 
أبتسمت حوريه وهي تزفر انفاسها براحه قد وصلت لمسمعها
كده بقى الراجل ده قدرك ياصفا 
واردفت بعبث ومازالت ابتسامتها فوق شفتيها 
بس الله واعلم من أنهى ليله  
تصبخت وجنتي صفا خجلا ف الليلتان كانت هي من تذهب اليه بضعفها وهو لم يكن الا مرحبا بهذا الضعف 
تعلقت أعين مريم بالفساتين التي تعرضها لها ياقوت عبر الهاتف حتى تقرر معها ايهم ترتديه 
ها يامريم
ضحكت مريم وهي تقرب رأسها من شاشه الجهاز الإلكتروني الخاص بها تمط شفتيها معترضه
ما انتي اللي بتختاري الوان كئيبه ياياقوت دوري تاني يمكن نلاقي حاجه 
لتلقي ياقوت الثياب من يدها وتتجه نحو البقيه تبحث عن شئ زاهي كما تحب الصغيره التي ستظل صغيره 
وعادت بفستان اخر صاړخه 
اوعي تقولي ده كمان لاء 
مسحت مريم فوق ذقنها مفكره 
مش بطال 
لتغلق ياقوت الهاتف في وجهها حانقه والأخرى تضحك تحت نظرات ندي المشغوله في تحضير أوراقها قبل الذهاب للجامعه التي تكمل دراستها فيها 
حفل تكريم راقي فعله موظفينه تقديرا واحتراما له وهي كانت تجلس وسط الحضور ترى زوجها واقفا يلقي كلمته شاكرا لهم 
اقترب منها يضمها إليه ويده موضوعه فوق بطنها المنتفخه قليلا 
لتأتي ناديه مقتربه منه 
مش هتطير ياقوت ياحمزه 
ليضحك فؤاد على أفعال زوجته كما ضحكت ياقوت 
معلش يابنتي لازم تستحملي حماتك 
ضحك حمزه هو الآخر على مزاح زوج شقيقته فأمتعضت ناديه من حديث زوجها 
بتتريقوا عليا 
ونظرت لياقوت ثم شقيقها حانقه 
ماشي ياحمزه ده لولا خدماتي مكنتش اتجوزت ياقوت ودلوقتي واقف تتريق عليا 
معاش ولا كان اللي يتريق عليكي ياحببتي ده انتي اللي في القلب مش كده يا ياقوت 
غمز لها ل تؤمي الأخرى برأسها وهي تضحك ولكنها لم تكن الا سعيده ف ناديه لا تؤذيها بشئ إلا بغيرتها التي لا تكون الا كلاما ودفاعا عن حب شقيقها إليها 
وحمزه يفصل بين حبهم واحتوائهم بذكاء 
تعلقت عيناها بملامح المرأه الواقفه أمام زوجها ورجاله بعد أن حمل منها الطفل يتحسس جسده ويقبله والصغير يبكي ويميل من بين ذراعيه ملقيا بجسده نحو المرأه الهزيله الباكيه هي الأخرى 
الله يخليك يابيه خليني امشي انا رجعتلك ابنك سليم عايزه اروح لبنتي زمانها بتصرخ من الجوع 
مافيش مشي من هنا غير لما يجي البوليس 
انتفضت المرأه مفزوعه وهي تبحث عن مخرج من وسط الرجال الواقفين 
لا بوليس لاء 
اقتربت صفا منهما بصعوبه وهي تظن ان ماتراه مجردا حلما
ورده
تمتمت اسمها بأرتجاف لتلتف المرأه نحو الصوت كما التف فرات صوب زوجته 
صفا انتي صفا 
نطقت بها ورده وهي لا تصدق انها رأت صفا هنا تعلقت عيناها بالصغير وعيناه الزرقاء الدامعه فهتفت پصدمه وتعلثم
هو ده ابنك 
والاجابه كانت واحده كم كان القدر عجيب والماضي يعود لزنزانه مغلقه 
امسك كفوفها بين كفيه بحنان يطمئنها 
حببتي اتنفسي براحه واهدي 
ابتسمت اليه بوهن 
انا تعبانه اوي ياحمزه خليهم يولدوني بقى 
التف نحو ياسمين الواقفه خلفه وهاشم يجاورها 
ياسمين تعالي هديها شويه لحد ما اشوف الدكتور مش كفاية كده انتظار 
اماءت ياسمين برأسها واقتربت من شقيقتها بقلق تطمئنها فالشهور الاخيره مرت عليها بتعب شديد 
وبعد وقت كانت ناديه تجاور شقيقها وهاشم يضم ياسمين اليه 
انا خاېفه ياهاشم انا مش عايزه اولد
ضحك على عبارة زوجته 
ياحببتي اختك هي اللي بتولد مش انتي انتي لسا حامل في شهرين وعايزه تولدي 
ابتعدت عنه ممتعضه ليعود لادخالها بين احضانه
والحال كان هكذا مع فرات الذي وقف ينتظر مولوده الثاني والأخير فالطبيب حظرهم من انجاب اخر 
ولد وفتاه فهو لا يريد شئ اخر 
وعلي بعد خطوات منه كان يقف عنتر رجله الوفي دوما وبجانبه ورده زوجته فقد كان زواجهم ليله امس وقصه حب بدأت بينهم من أول لقاء في المزرعه وكأنها مزرعه الحب 
بعد اربع سنوات ثلاث صغار كانوا يركضون مع بعضهم متشابكين الأيد
وقفت صفا تنظر إليهم من شرفة غرفتها وفرات يقف جوارها يتأمل صغاره بحنو
سليم متعلق اوي ب بنت ورده اكتر من اخته ياصفا
الټفت نحوه مصدومه من حديثه 
فرات بلاش الجزء اللي اتربيت عليه يظهر ارجوك 
انا خاېف على ولادي الأصل غلاب ياصفا واسم ابوها مش هيتمحي ابدا ديه بنت واحد اتعدم عشان اقتل
بهتت ملامحها من صريح عبارته صحيح ان فرات يتعامل مع تلك الصغيره بلطف ويجلب لها مثل أولاده لكن مكنون نفسه كان شيئا اخر
لو انت شايف كده في تقي البنت الصغيره يبقي شايف فيا انا كمان وشايف ان ولاد فاديه وعزيز كده برضوه ما انا اصلي مكنش مشرفش يافرات وكنت خريجة سجون 
اياكي تقولي كده
ضمھا إليه بقوه نادما عما تفوه به
انا اسف ياصفا عندك حق ساعات طبيعتي بتغلب عليا البنت فعلا ملهاش ذنب
كان صادقا في ندمه ونهر نفسه عن تفكيره الذي بثه الشيطان داخله فهل يلوم طفله على نسبها طفله لم تثقل الحياه كتفيها بعد طفله لم تعرف ان الناس لا يرحموك الا وقذفوا سمۏم ألسنتهم داخل قلبك ليتحول بعدها المرء لصوره هم من صنعوها واما النجاه واما الڠرق 
تعالي ننزل ليهم 
وامتدت يده لها لتضع كفها في راحه كفه الممدوده
وبعد دقيقه كان فرات يلهوا وسط الصغار تحت نظراتها اللامعه الفرحه 
اليوم كان عوده شهاب وندى أما مريم
فقد عادت منذ عامين فلم تتحمل البعض عن الصغار الاربعه 
بعد أن أتمت شفائها بالخارج 
عاد حمزه من عمله بعدما تلقي ذلك الخبر المفاجئ عبر الهاتف 
اربع سنين يامفتري 
ابتسم شهاب وهو يحتضن شقيقه ونظر نحو ابناء شقيقه ومريم التي تركض وهم خلفها 
انت جبت العيال الحلوين دول لمين يااخي 
طالعين شبهي طبعا ياشهاب 
اقتربت منهم ياقوت وجوارها ندي التي تحمل طفلتها بين ذراعيها ولم يتجاوز عمرها الا شهران 
حمدلله على السلامه ياندي شايفه جوزك 
وتعلقت عيناه بالرضيعه ليمد يداه إليها مبتسما
اهي البت ديه هي اللي شبهي اهلا ببرنسس لارا في مصر
ومع الوقت كان يتوافد باقي أفراد العائله واصبحت الفيلا صاخبه بركض الصغار وثرثرة الكبار 
وفجأه نهض شهاب هاتفا بعد نحنحته وقد تولي الأمر عن هاشم 
حمزه فارس طالب ايد مريم 
اندفع كلا من حمزه وشريف واقفين 
لاء 
اما مريم وقفت تتابع ردت فعلهم ضاحكه فقد أخبرته ان الوصول إليها صعب ولكنه مصر 
هتف هاشم برأيه هو الاخر 
أدوا فرصه ليه طيب 
وبعد محاولات كانت من طرف النساء رضخوا لإعطاء الفرصه ل فارس لا أكثر
التفوا حول الطعام بعدما تم تحضير مائده شهيه الكل كان منشغلا بتناول طعامه الا أعين ناديه التي كانت تترصد ياقوت التي وضعت يدها فوق فمها لا تستطيع تناول طعامها
ياقوت انتي حامل! 
لينظر الجميع إليها منتظرين الاجابه وحمزه يضحك بصخب مستمتعا بهيئتها 
قوليلهم ياحببتي 
لينفجر الجميع ضاحكين وللقدر حكاية أخرى وبين حكاية وحكاية فالكل يسير نحو قدره 
تمت بحمدالله 
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق

تم نسخ الرابط