رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
خطوات ثم عاد ينظر إليها
هذا هو الحل سهيل
لم يعطيها ردا الا انحناءه نحوها وحملها فوق كتفه يسير بها نحو غرفته بتحامل على ساقه التي باتت تتعافي
سأعاقبك سماح عن نطقك لتلك الكلمه
اتركني سهيل..ماذا تفعل
حاصرها بذراعيه يعبث بخصلات شعرها الذي استطال
كنتي لعبه جميله ومازلتي سماح
احبك سماح
وعند تلك الكلمه كانت شفتاها تنفرج ذهولا سهيل الفظ يخبرها انه يحبها... هتف عقلها سريعا ينبهها
انسيتي ماهر ومافعله بكي
ولكنها كانت كالمغيبه وهي بين ذراعي ذلك الوسيم الشهير
............................
هبطت صفا من سيارته بعدما عادت من عياده الطبيبه النفسيه.. اندفعت نحو حوض الأزهار الذي صنعته بالحديقة أمس
ابتسم وهي يرى تفحصها للتربه ووقف مستمتعا في مطالعتها ولكن فجأة بهتت ملامحه وهو يرى نقطه حمراء فوق ظهرها يعرف ماهي صړخ بأسمها وهي يخطو خطواتان صوبها
صفااااا
وانطلقت الړصاصه واصابت هدفا اخر
عجزت عيناها عن الرؤيه ولكن لم تعجز عن ذرف دموع القهر والعجز.... قاومت بأستماته ټضرب بيديها ما تصل اليه منه ولم يكن يفعل الا الضحك
وانتي فاكره انك كده هتعرفي تخلصي مني
كبل يداها بعدما استنفز جهدا كبيرا معها
أستسلمي لمصيرك.. انتي لا شايفه ولا عارفه حتى ټصرخي
قټلتها كلماته فجاهدت في إخراج صوتها ولكن تلك اللاصقه على فمها كانت تعجزها ... انتفضت تدافع اكثر عن نفسها ولكن الآلم اخذ يشتد أسفل بطنها.. تعالت ضربات قلبها وكأنها تلتقط أنفاسها الاخيره.
صړخة سالم القويه وتوقف يداه جعلها تفتح عيناها ولكن هاهو العجز يعود إليها وهي لا تعرف ماذا يحدث
اه ياحقير... انا اقتلتك عشان اخلص الناس من واحد زيك
هتفت بها ماجده پجنون وعيناها كانت لا ترى شئ إلا الډماء المتدفق بغزارة من رأس سالم
قومي يامها... احنا لازم نهرب من هنا
همهمات مكتومه خرجت من شفتي مها فأنتبهت ماجده لها ونظرت نحو يداها المكبله لتحرر شفتها اولا فصړخت متأوه
فين شريف ياماجده
احتدت أعين ماجده ولم تعد ترى شئ أمامها الا الهرب بشقيقتها
وسرحت في حياتهم السابقه لتجد ان حياتهم لم تخرب الا بوجود الرجال ... أظلمت عيناها بظلمة قاتمه لتسرع نحو الخزانه تفتش عن المال وصيغتها التي احتفظت بها بعيدا عن سالم
شريف ياماجده... انا عايزه شريف
ألتفت ماجده نحوها تصرخ بها
قولت انسى شريف خلاص... احنا هنمشي من هنا
لم تتحمل مها اكثر من ذلك فآلم بطنها اشتد عليها... ألتقطت أعين ماجده الډماء التي تسيل منها لتسرع نحوها كالمجنونه
لا الطفل ده مش لازم ېموت هو اللي هيبقى لينا...
ولم تشعر مها بعدها الا بالظلام وشفتاها تنطق بأسم واحد فقط شريف
.............................
صړخت صفا حتى نبح صوتها وتجمع كل من بالمنزل... كانت تنظر إليه وهو غارق بدمائه بين ذراعيها.. الصدمه شلت فاديه التي بهتت عيناها.. ف الړصاصه أصابت شقيقها وكأن القدر يعاندها
سامحيني ياصفا
نطق اسمها بصعوبه ولكن تحامل علي نفسه وهو يشعر بأقتراب المۏت
ربنا اخدلك حقك مني... اوعي تهربي بأبني ياصفا.. احكيلوا عني.. قوليله اني استنيته سنين طويله
هتف عبارته بأنفاس متقطعه حتى سكنت أنفاسه.. فصړخت فاديه بالحرس الذي تشتت بعضهم
اطلبوا الإسعاف بسرعه
.................................
دلفوا للمطعم سويا ولكن تلك المره كان يضمها نحوه يلف ذراعه فوق خصرها ومريم تتعلق بذراعه تنظر نحو ذراعه الآخر حانقه والبغض يشتعل داخلها
ازاح المقعد لكل منهما مبتسما يمازحهم
برنسيساتي الحلوين
ابتسمت ياقوت وقد تنحي من عقلها كل شئ...وكأن حنانه وعدله بينها وبين مريم ينسيها اي آلم
رمقت مريم ياقوت المبتسمه فتعلقت عين ياقوت بها ولكن تلك المره لم تتلاشى ابتسامتها... أرادت ان تتبع مكر النساء أمام مريم ولكن شئ داخلها كان يذكرها بحياتها السابقه..فلا تتحمل ان تذيق أحدا آلما
اتي النادل بترحيب فحمزه من رواد هذا المطعم دوما
أهلا حمزه بيه
اماء حمزه برأسه وتعلقت عيناه بالسيدتان الجالستان معه
هتطلبوا ايه
نفس الاكل اللي هتطلبوا يابابا
اجابه مريم سريعا فهى اعتادت ان تفعل كل شئ يفعله حمزه حتى الطعام تحب ما يحبه... تضعه أمام ڼصب عيناها اب وقدوة ورجل أحلامها تخبر اصدقائها انها لن تتزوج الا من يشبه اباها ناسيه حقيقه نسبها اليه
وانتي ياحببتي
ابتسمت برقه اضاءت ملامح وجهها المنير فحملها اتي معه تورد وانفتاح بشرتها.. وكأن طفليها أرادوا ان تصبح امهما جميله في أعين والدهما
زي ما هتطلبوا
أملي النادل اسماء بعض الوجبات...لتتسع عيناها متذكره الكلمه التي كررها اليوم لمرتان...ابتسم وهو يرى ردت فعلها التي أتت متأخره تلك المره نحو الكلمه...فألتمعت عيناه وهو يرى بعينيه ما يسعدها
بهتت ملامح مريم ولم تنتبه لنظراتهم فكانت عيناها مركزه نحو سيلين التي دلفت للمطعم مع احدي رفيقاتها التي اصطحبتها اليوم للخارج حتى تخرج من بؤرة احزانها... ازدردت لعابها خشية ان تفضح سيلين امرها
اطرقت مريم عيناها نحو الطاوله تفكر فيما سيحدث اذا علم حمزه بما كانت تخطط له.. انتبهت سيلين إليهم فنهضت تسير بخطواتها نحوهم.. وقفت تصافحهم وعيناها مثبته نحو مريم التي تهرب من نظراتها
مبسوط اني شوفتك هنا ياسيلين...
تمتم بها حمزه فأماءت برأسها والاسي مسيطر على ملامحها
بحاول اخرج من حزني يافندم
وتعلقت عيناها ب ياقوت التي تمتمت على الفور
ربنا يصبرك
شكرا
هتفت بها سيلين تقديرا لها وعادت عيناها تتركز نحو مريم التي تتحاشا النظر إليها
ازيك يامريم
رمقتها مريم وهتفت بتعلثم لم يخفى عن سيلين
الحمدلله
ونهضت من فوق مقعدها متمتمه وهي تهرب من نظرات سيلين
هروح الحمام عن اذنكم
تعجبت ياقوت من ردت فعل مريم ولكن لم تعلق ... عادت سيلين لطاولتها فكانت نظرات رفيقتها ترافقها متسائله عن هوية الجالس
ده حمزه الزهدي مش كده
اماءت برأسها وهي تعود النظر اليه لتجده يهندم لزوجته حجابها ويبتسم... نغزها قلبها فرؤيتها لهذا الرجل تشعرها انها خسړت فارسها الذي حلمت به طويلا خرج صوت رفيقتها بأعجاب
يابختها... انا سمعت انها بنت عاديه
واردفت وهي ترتشف من كأس الماء
الدنيا فعلا حظوظ
نفضت سيلين أفكارها وحديث رفيقتها وعادت لعزلتها وحزنها وتجاوزت محور حديثهم متمتمه
خلينا نشوف هنطلب ايه
................................
تأملته وهو يعدل لها حجابها الذي انزاح قليلا من فوق رأسها فظهرت بعض خصلاتها... كل يوم تتأكد تماما ان زوجها شخصيه مشفره مشاعره لم ولن تفهمها يوما.. تذكرت امر الاسهم التي صكها بأسمها وساعدها عدم وجود مريم لتفتح اخيرا الحديث معه
ليه كتبت الاسهم بأسمي
تعلقت عيناه بها ثم اشاحهما بعيدا عنها
عشان تنجحي يا ياقوت
بس ديه فلوسك
ألتف نحوها ثانية ينظر لها فاحصا لملامحها
وايه الفرق انتي مراتي... فلوسي هي فلوسك
واردف وهو لا يحيد نظراته عنها
يمكن ده يكون إثبات اني مش متجوزك لمتعتي ولا لوقت محدد
انت ليه كده
هتفت عبارتها وهي تشعر وكأنه يمتلكها على هواه
بتعمل كده عشان ترجعني لقفصك تاني مش كده
ابتسم بلطف يخفى ضيقه مما نطقت به بغباء.. لطم موضع عقلها بخفه
ده اللي العقل بيوصله ليكي ب غباء ياياقوت
كادت ترد عن وصفه لها بالغباء الا انه هتف عبارته
بالعكس انا عايزك تلاقي نفسك وتوصلي لحلمك... عايز مراتي تبقى ناجحه مش فاكره نفسها انها مجرد متعه بالنسبه لجوزها
ألتمعت عيناها وهي تسمعه بصمت فالحديث اعجبها وجعلها تشعر بنشوة العزه
يعنى مش عايز تدخلني قفصك من تاني ياحمزه الزهدي
ضحك بخفه وهو يتأملها
لا عايزك في قفصي بس مش عصفوره عايزك أسد ياحببتي
كانت المره الثلاثه التي يتوقف عقلها ويخفق قلبها نحو تلك الكلمه
تقدمت منهم مريم ونظرت نحو سيلين بقلق ثم إليهم
مالك يامريم انتي تعبانه
هو احنا ممكن نروح يابابا او نروح مكان تاني
وكأن اليوم لا يريد ان يسير بسلام ليأتيه اتصالا وتبدلت ملامحه ناهيا ذلك الغداء الذي لم يكتب لهم
..............................
انتهى الاجتماع الكارثي بالنسبه لها... خالد ونغم سويا في ذلك الاجتماع وزوجها المبجل يجعلها تحضره معهما
انصرف الموظفون فنهضت هي الأخرى حتى تهرب من نظرات خالد التي لا تعرف تفسيرا لها
رايحه فين يا استاذه
خاطبها مراد بعملية وهو يزيل نظارته الطبيه من فوق عينيه ثم اخذ يدلكهما بأرهاق
رايحه شغلي يافندم
اتفضلي مكانك عشان في كلام لازم نخلصه
تسألت نغم وهي ترمق هناء بنظرات فاحصه تمنت داخلها ان تكون علاقتهم قد خربتها بتلك الحقيقه التي أخبرته بها
في ايه يامراد... ايه الموضوع المهم اللي كنت عايزنا فيه انا وخالد
كان خالد يجلس فوق مقعده ببرود لا يعطي اي اشاره تعبر عن نواياه ولا تلك المشاعر التي تغزو قلبه
المبلغ المطلوب كام ياسيد خالد عشان عقد هناء ينتهي من عندك
ارتبكت هناء وهي تطالع خالد الذي اعتدل في جلوسه وكأنه تفاجئ من أخبارها له
عقد ايه مش فاهم
ادعي الغباء لينظر مراد نحو هناء التي اتسعت عيناها مصدومه
العشرين الف جنيه يافندم ولا انت نسيت
ضحك وهو ينظر لمراد
معقول يامراد هطلب كده من المدام بتاعتك... ده كان قبل ما اعرف انها مراتك... فحبيت انفذ الإجراءات القانونيه
صعقټ هناء مما يقوله فهو كان يعلم بأنها زوجته قبل أن يطالبها بالمبلغ هتفت بضيق تدافع عن نفسها ونظرات نغم تدور بينهم ولكنها تعلم بأن خالد ېكذب
انت بتكدب يامستر خالد أو يمكن زي ما بتقول انك ناسي
مش معقول بتهان من المدام وبتوصفني اني كداب... اظاهر ان المدام من كتر كدبها مش عارفه تكدب في ايه ولا ايه
واردف وهو يرمقها بنظرات حاده
مدام حضرتك للأسف يابشمهندس مراد كانت معشمه واحد من الموظفين بالجواز ومرتبه معاه كل حاجه واظاهر كان بينهم علاقه جسديه ...
واتبع عبارته اسف عما تفوه به
انا مكنتش حابب ابلغك بس الظروف حكمت يمكن المدام عايزه تتعالج من الانفصام
فجر قنبلته لينهض بعدها وخطوات نغم تتبعه بسعاده
مراد كل ده كدب صدقني
................................
حدقت فاديه بغرفة العمليات التي دلف لها شقيقها بقلب منقبض.. ستكون هي في النهايه قاتله شقيقها دارت في الرواق بملامح باهته الي ان وقعت عيناها على صفا التي وقفت ترتكز بجسدها فوق الحائط وملابسها ملطخه بدماء فرات
تقدمت منها پغضب أرادت ان تفرغه بها
امشي من هنا ياوش الفقر... يارد السجون
دفعتها بقوه جعلتها تسقط فوق ارضيه المشفى تتأوه بخفوت
ابعدي عنها
صوت مكرم صدح بعدما رأي المشهد وأسرع بخطواته نحو صفا يمد لها يده
صفا
متابعة القراءة