رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


على مصرعيها 
فتح سالم باب الشقه برفق ينظر لمن معه
ليدلفوا الشقه فهتفت الواقفة
شربتها الشاي بتاع كل أسبوع 
ضحك سالم وهو يجذبها نحوه 
طبعا ياجميل وزودت الجرعه كمان عشان نقضي الليل كله سوا 
طالعهم الواقف فضحك سالم بصخب وهو يجذبها للغرفه الأخرى 
هتلاقيها عندك في نفس الاوضه يا اشرف 

اتسعت حدقتي هناء وهي تلمح زوجها يدلف من باب الفندق وبجانبه نغم وصوت خالد يهتف بها 
انسه هناء ياريت تشوفي كل حاجه جاهزة وتشرفي بنفسك على الموظفين 
اړتعبت هناء وعادت تنظر إلى خطوات مراد ونغم الملتصقه به وخالد الذي يرمقها وهي تلتف هنا وهناك ولم تجد حل الا المړض 
اه بطني معلش يامستر خالد 
وفرت هاربه من أمامه تحني جزعها العلوي ليحدق بها وهو لا يفهم شئ 
مالها البنت ديه ياخالد 
رمقت نغم هناء التي اختفت عن انظارهم لينظر نحوها مراد بعدما أنهى مكالمته ولولا الزي الخاص بالفندق لكان اكتشف امرها 
اشار فرات نحو عنتر بأن يغادر مكتبه بعدما استدعى صفا من الحقل الذي تجمع فيه المحصول مع الفلاحين طالع ملامحها الباهته ونحول جسدها للحظه شعر بالشفقه عليها ولكنه عاد الي فرات النويري الرجل العسكري الذي لا يري بقلبه انما عقله هو من يقوده 
اقترب منها يرفع وجهها نحوه يسألها بجمود 
قولتي لحد على جوازنا 
نفضت وجهها من يده وهي تشعر بالتقئ من لمسته 
مقولتش حاجه 
تمتمت عبارتها بكره ليحدق بها ومن ردت فعلها نحوه 
طب كويس ياريت محدش يعرف بالموضوع ده مفهوم 
ولم يلقى منها الا نظرة محتقرة أعاد سؤاله ثانيه 
مفهوم ولا مش مفهوم 
متخافش يافرات بيه ميشرفنيش ان اقول اني مرات واحد ظالم زيك
ميعرفش ربنا 
وانسحبت من أمامهليتصلب جسده ڠضبا من عبارتها 
عادوا من سهرتهم يضحكون تلك الرحله أزالت الكثير من الحواجز بينهم حررها من آسره ضاحكا يتذكر سيرها خلف عروسان يلتقطان الصور والجميع لا يهتم بالأمر ولكن هي كانت ترى ذلك بشغف وانبهار 
كفايه بقى ضحك عليا
استمتع بحنقها وقطب حاجبيه 
أنتي فاكره هنا زي مصر يا ياقوت
زمت شفتيها بعبوس ورمقته حانقه 
تقريبا انتي طلعتي معاهم في الصور اللي اتصوروها
وقلد طريقه وقفتها ونظراتها نحوهم
وشكلك هيطلع كده بالظبط 
لم تتحمل مزحته وأنقضت عليه كالقطه تتقافز أمامه وهو غارق بالضحك
انتهت نوبه ضحكهم وتسطح على الفراش بعد أن ابدل ملابسه فتح الدرج الذي جانبه ليلتقط العلبه التي تضم عقد رقيق من الذهب الأبيضاراد ان يقدمه لها تلك الليله
شعر بتأخرها فأتجه نحو المرحاض ليفتح الباب ينظر الي ما ابتلعته فور دخوله 
يتبع
رواية للقدر حكاية
سهام صادق

 

الفصل الأربعون
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
خفق قلبها پخوف بعدما ابتلعت الحبه خشت ان يكون قد رأها 
اغمضت عيناها والخۏف يسري داخلها افصح لها عن رغبته بطفلا فما الحجه التي ستخبره بها اذا اكتشف فعلتها افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يخاطبها
مالك يا ياقوت انتي تعبانه ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدما استدار بها اتجاهه ابتلعت لعابها تطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي توترها
حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يلامسهم بأنامله وعيناه ټقتحم عيناها 
بقيتي احسن دلوقتي
کرهت نفسها لانها كذبت عليه فكذبه اتبعتها أخرى اماءت برأسها تخبره انها افضل الان ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوما مهنته التي اختارها برغبه قويه ارتباكها وتوترها جعله يدرك انها تخبئ عليه امرا ما 
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يريد طفلا ولم يلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه زفر أنفاسه يطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تسعده وانها أصبحت شيئا ثمينا بحياته 
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغبا في قطع شكه بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل شريط من الحبوب لا يجهل شكلها قبض على الشريط بقوه بملامح جامده ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش 
وسؤالا اخذ يتردد داخله 
ليه عملتي كده يا ياقوت معقول متكونيش عايزه تخلفي مني 
طالعت السعاده المرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته تقدمت منه تسأله متهكمه 
مش هنروح نبارك لاخوك تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه 
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تلتقط لكن صړخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها 
اصمتي سماح انا لا اطيق حديث احد تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه 
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه 
انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا 
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر پغضب 
لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه انت كمان بتخدعوا تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين اتجوزها طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه 
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين 
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تزين شفتيه 
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا تقدم منها مقررا أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره حاول الا يظهر لها معرفته يريدها ان تخبره بنفسها عما اخفته عنه 
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تطالع شئ خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس سقطت عيناه على صوت المرأه التي تجسد الدور تطلب لصغيرها ما يريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألم قلبه وهو يرى ما يبكيها غضبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامسا 
صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي 
ڠصب عني بفتكر المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بۏجع البنت انت ممكن تنسى أن حد ضړبك لحد ما كسرك لكن الۏجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر 
فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار 
ابتعدت عنه تمحي دموعها پعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها 
قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم 
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها عيناها دوما كانت تفضحها أمامه يشعر ان الحزن قټلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه 
ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
هتتخلا عني في يوم 
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها 
ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها 
بس ممكن اعاقب 
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
قصدك ايه 
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
مش لازم تفهمي دلوقتي 
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه 
بس انا عايزه افهم 
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايريده قلبه ليروي عطشه ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوما ويشتهي ان يجد ضالته
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم ابتسم على چنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مجددا 
عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل 
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق 
عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر 
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه 
مأخدتش البوسه ليه عند قلبك ولا ردتها حتى 
رفع حاجبه بقلة حيله من چنونها يضرب كفوفه ببعضهم 
بوسه ايه يا هابله شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه 
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار 
شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك هو شريف السبب فضحني 
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يجيدها 
سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يمينا ويسارا 
يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو 
هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي 
وفرت من أمامه ليهتف بها 
اعملي الاتنين بقى ياندي عشان اقرا بنفس 
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله 
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع 
وسوس له شيطانه ان يحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعا نافضا اي شئ برأسه 
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي ترافقها بالغرفه تنهض على صوتها متمتمه بقلة حيله
يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعا
ده انتي مولعه ڼار اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تطالعها تطلب منها بضعف
قوليله ياسامحني هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخص واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مبلله بمياه بارده وطبقا وعادت تجلس جانبها
تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلا
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المړض
انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
ده انتي كنتي مولعه طول الليل كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تطالعها وهي تعتدل في رقدتها
دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا
 

تم نسخ الرابط