رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بعد كده 
تمتم عبارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها 
....................................
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها.. ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا 
ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها

اڼصدمت بما يخبرها به فأردف بأسف لفعلتها 
كنت فاكر عقلك أكبر من كده 
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تفكر ان تخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها 
انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق 
فين هينتك احنا بنتكلم.. ياقوت مريم بنتى ولازم تتقبلي ده 
ابنته وماهي الا خاطفه الرجال كما اسمتها الصغيره.. ذلك هو الخلاص الذي تمنته.. اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود لهم بحقيبتها مطلقه 
دمعت عيناها قهرا
بنتك اللي فخور بيها ديه كدابه وانانيه 
صړخ بها پقسوه وكأنها اجرمت فيه هو 
ياقوت.. حاسبي على كلامك مفهوم
آلمها صراخه بها.. رأت صورته القديمه وكأن زهوة الزواج قد انطفأت 
انا مكدبتش ديه الحقيقه... للأسف انت فشلت في تربيتك ياحمزه بيه... البرج العالي اللي معيش بنتك فيه خلق منها انسانه انانيه ومريضه 
لم يحتمل حديثها فصغيرته لا أحد يفهمها غيره يعذر صغر سنها
قولت اسكتي.. اظاهر انك مش واعيه لكلامك
بكت بحرقه وهي تنظر اليه 
انا واعيه لكل كلمه.. بنتك محتاجه دكتور نفسي يعالجها من انانيتها وكدبها
تجمدت نظراته نحوها ورمقها پقسوه 
خيبتي نظرتي فيكي.. كنت فاكر معامله اهلك ليكي هتخليكي تعامليها كويس وتحسي بيها.. بس اظاهر فاقد الشئ مش بيعرف يدي حاجه 
صڤعتها كلماته.. لتتسع حدقتيها وهي تسمع اتهامه 
انت بتعيريني بحياتي... انا كل ضعفي وطيبتي من اللي شوفته بخاف أذى الناس لاني دوقت مراره الاذى
أزالت دموعها پعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها 
سمعت بنتك ومفكرتش تسمعني حتي 
وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها
عملت زي ما طردتني من شركتك عشان غلطه كانت ڠصب عني
تنهد بيأس عما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه ابدا وكيف ستكذب وهي من هاتفته تطلب منه أن تقابل ياقوت وتعرفها على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم لأجله 
سارت من أمامه وهي لا تشعر بقدميها.. ها هو الظلم يعود إليها من جديد 
...................................... 
ضحك شريف بقوه وهو يشيح وجهه بعيدا عن عبث يداها 
كفايه لعب في وشي يامها.. الظاهر ان جلسه النهارده أثرت عليكي ياحببتي 
اكملت عبثها بالمثلجات بشقاوه ليلتهم اصبعها فصړخت بتآوه
اكلت صباعي 
مال نحوها يداعب أنفه بأنفها
مرتاحه... عرفتي تتكلمي مع الدكتوره وتحكلها
شبكت يداها ببعضهما تزفر أنفاسها نحوه 
انا بحبك اوي ياشريف 
ضمھا نحوه ناسيا كل شئ معها.. رغم ان فارق العمر بينهم سوي عام الا انه لا يراها الا كأبنه.. سبحانه من وضع حبها في قلبه 
مها انا بقول نروح.. كده هنتفضح ياحببتي.. وسمعتي المهنيه هتدمر بسببك
ابتعدت عنه بعدما اتم عباراته وفهمت مغزى كلامه
ابعد عني ياشريف.. انت اللي بتستغل الفرص 
أدار مفتاح سيارته ضاحكا على فعلتها 
ياريت لما نروح تبقى كده ياحببتي.. بدل ما انتي لا نايمه او قاعده مع ندى 
.................................. 
بكت حتى أصبحت ليس لديها طاقه للبكاء كلما تذكرت كلماته التي طعنها بها شعرت بوجوده معها بالغرفه وعندما تسطح جانبها نهضت تلتقط وسادتها وغطاء
رايحه فين ياقوت
رمقته پغضب هش وضمت وسادتها وغطائها نحوها 
رايحه انام في مكان تاني
تنهد ممسحا على وجهه فالمشاكل قد بدأت وعليه ان يراضي ويتقبل اعاصير النساء
ارجعي مكانك ونامي وبلاش شغل العيال ده
لم تشعر بنفسها وألقت ما في يدها فوق الفراش
انا عيله.. عشان زعلانه ابقى عيله
وعادت تلتقط اشياءها فقبض على معصمها ناهرا
مش مع أول نقاش يبنا هنوصل لكده... انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
انسابت دموعها وهي تسمع عباراته لا تصدق انه قاسې هكذا
ده مكنش نقاش.. ده كان اتهام وظلم
ذبذبه بكائها تخلي عقله عن قيوده وضمھا نحوه
خلاص يا ياقوت انا اسف على الكلمه اللي قولتهالك مكنتش اقصد اعايرك بحياتك
جهشت بالبكاء وهي تخلص حالها من آسر ذراعيه
انت مصدقتنيش شايفني كدابه.. مريم محتاجه تتعالج صدقني
زفر أنفاسه مقررا ان يجمعهم ببعضهم وهو بينهم حتى يفهم الامر منهما سويا.. فعقله رجح الحكايه له غيرة من كلتاهما ليس اكثر
خلاص يا ياقوت.. هنخرج انا وانتي ومريم والغلطان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد الا الصمت
وعندما تذكرت امر العمل ابتعدت عنه 
انا قبلت هند النهارده
وقبل ان يفهم منها كيف تمت مقابلتهم اردفت بحماس
قدمت ليا عرض شغل في مركزها التعليمي.. نفس العرض اللي انت قدمتهولي لما كنت موظفه عندك
تذكر ذلك العرض الذي لم يكن غرضه منه إلا نسج خيوط لعبته كان ذلك من الماضي ولكن الآن هي زوجته
لا ياياقوت مافيش شغل.. عايزه ترسمي فضيلك اوضه وهجبلك كل اللي تحتاجيه وارسمي في البيت
اطفئ حماسها لتنهض من جانبه تلتقط وسادتها تاركه الغرفه له 
ياقوت 
..................................
تعلقت عين شهاب بندي متعجبا من وجوم وجهها بعدما خرجت من المرحاض
ايه اللي في ايدك ده ياندي ومالك حزينه كده 
سلط عيناه نحو ما تقبض عليه بيديها 
مطلعتش حامل ياشهاب 
ضحك على درامتها فالأمر لا يفرق معه
وزعلانه عشان كده.. ده انا قولت ماټ ليكي حد 
داعبها حتى تضحك ولكنها لم تبتسم..
تنهد بأرتياح عندما سمع ضحكتها 
ايوه كده اضحكي.. صحيح ياندي سمر ديه انتي واثقه من قواها العقليه 
زمت شفتيها بعبوس وهي تسمع تهكمه بشقيقه صديقتها 
شهاب متقولش كده البنت بتمر بظروف نفسيه.. والشغل هيخرجها من اللي هي فيه 
كان غارقا في تأملها غير عبئ بقصه الاخري
سيبك من سمر ديه وخليكي معايا 
.................................
خرج فرات من غرفه مكتبه بعد أن انهكه عقله بأتصال محاميه به لم يكن الاتصال الا اطمئنان ومزاحا ولكن العباره التي رماها اسعد محاميه كانت بمقصد.. اسعد لم يكن محاميه وحسب إنما صديق له 
عزيز كان بيسأل عن العقارات والأراضي اللي ملكك.. وفرحان بالفلوس والاملاك اللي بتعملها ماكله هيكون لأولاده مش ولاد فاديه هما اللي هيورثوك 
عزوفه عن الزواج كانت رغبته.. الفتاه التي احبها في شبابه رحلت وأخذت أحلامه معها..واصبحت النساء أمامه متعه لا يرغبها
وعادت كلمات اسعد تصب في أذنيه 
لو هاشم النويري كان عايش وشايف نسله بينتهي وماله واراضيه هتكون لواحد زي عزيز كان ماټ بحسرته يافرات 
قبض على عصاه بقوه ودق بها الأرض حتى ينفض أفكاره..
شعر بحاجه الى فنجان قهوه يعيد له توازنه.. ليخطو نحو المطبخ 
فوقعت عيناه على صفا الممده ارضا تضم غطائها على جسدها 
تنهد بمقت من فكره شقيقته في ابعادها عن مصر حتى ينسى زوجها امرها رغم انه يعرف ان يقدر على ردع عزيز او تطليق شقيقته منه ولكن حب شقيقته لزوجها يجعله يتغاضي.. 
قضت سنوات شبابها تخدمه وتخدم ابيه وترعاهم وكانت رغبه ابيه ان تظل معهم دون زواج فهى ليست بحاجه لان تتزوج 
عقد كانت داخل والده وافكار عقيمه لم يطبقها الا علي شقيقته 
ولكن هو كان يشعر بها ولم يكمل رحله حرمانها من حقوقها بعد وفاه والدهم..
سكب قهوته التي كادت ان تفور ليقف منصتا لهمهمات صفا
انا مظلومه.. منال.. حمزه.. انت السبب  
كانت تنادي عليهم وتبكي.. ترددت الأسماء في أذنيه 
هو يعلم بحكايتها مع حمزه الزهدي ولكن من منال تلك التي تهتف بأسمها 
انتفضت من نومتها تلتقط أنفاسها لتقع عيناها على فرات القريب منها ويحمل في يده كأس الماء 
خدي اشربي 
مد كفه بكأس الماء.. لتتعلق عيناها به خوفا اما هو وقف يسبر اغوارها 
..................................
اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدم لها هديه وتبتسم نحوها
ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت 
جالت عين حمزه بينهم بعدما أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدمتها لها
ألجمتها فعلتها.. فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تحبها
ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه 
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون 
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تطالعها ببرآه 
اتمنى تعجبك الهديه.. ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها 
هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه 
طبعا يامريم.. هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض 
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا 
المهم بابا يكون مبسوط 
قالتها الصغيره بدهاء ليطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله 
حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض.. وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا.. 
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما.. عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عندما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها پحقد 
مش هتاخدي مكان ماما أبدا..
خلي مريم هي اللي تختار المكان.. اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه 
تمتمت ياقوت عبارتها وهي تطالع مريم... ليسعد حمزه من ردت فعلها 
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم.. ليصدح رنين هاتفه فنهض يجيب على المتصل ناظرا لهم بحب 
كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها.. غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء 
متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير..
اڼصدمت من عبارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا.. الصغيره تمثل أمام والدها
أنتي بتعملي كده ليه معايا 
رمقتها مريم پحقد.. انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
اتأخرت عليكم 
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها.. فالصغيره صمتت حينا وجدته عائدا نحوهم
................................... 
كان سهيل بارعا في رسم دوره حتى انه صدمها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم 
أخيرا
 

تم نسخ الرابط