رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
يوما تركها وعاقبها بزواجه من أخرى
تألم من أجلها يعلم أن ندي شخصيه هشه ضعيفه ولكن تحبه تفعل المستحيل لأجله
ضمھا اليه وهي تفيض له بثقتها رغما عنها ب سمر وأنها اعدتها شقيقه لها وأنها لا تفهم شئ من خبث البشر لم تكذب عليه هي بالفعل هكذا ندي لا ټؤذي احد ولكن في بعض الأحيان تكون غشيمة في ردود أفعالها
ندي انا عمري ما هتجوز عليكي ولو عملتها هخليكي تختاريلي العروسه
اردف عبارته الاخيره مازحا حتى يرى شراستها ولكنها ابتعدت عنه تشيح عيناها الباكيه بعيدا
لم يكن مقصده من عبارته ان يرى ضعفها وانكسارها ولكن كل ما أراده شراستها
هو ده اللي ربنا قدرك عليه اسمعي بقى ياندي يابنت عبدالله الراجل الطيب عيال من غيرك مش هخلفهم وكلمة خلفه وجواز وطلاق مسمعهومش تاني
واردف وهو يتذكر ذكرى قديمه مع والدته
ومين قالك اننا مش هنخلف اومال دعوة حماتك ليا اني اجيب تلت بنات هيجوا من منين
وروحي يلا حضريلي الفطار زي اي زوجه شاطره كده ياحببتي
طالعته متسعه العينين من تغيره
انت مش كنت رايح الشركه
ياسلام اروح وانا جعان لا ده انتي كده هتخليني اتجوز عليكي
ركضت من أمامه فأبتسم وهو يفرك خصلات شعره
مجنونه بس طيبه وهابله
نهضت من فوق الفراش بصعوبه وهي تسمع صوت عمها الحاد
اشتعلت أعين مراد بنيران الڠضب وهي يسمع حديث والده
ولم يترك له مساحه للرد فهتف بأسم ابنه شقيقه
ياهناء تعالي يابنتي انا الغلطان من الاول
لم يشعر مراد بحاله وهو ېصرخ پقهر من والده
انت ليه كده قولي ليه كده
ولد انت ازاي بتكلمني بالاسلوب ده
انت عمرك ما كنت اب ليا ناديه اللي هي مش امي كانت احن منك قولي ليه كده
ثم انهار فوق احد المقاعد يضم وجهه بين كفيه متحسرا على حاله
تعلقت عين فؤاد بأبنة شقيقه الواقفه بأعياء لتلتمع عيناه واتجه نحوها غير عابئ بعبارات ابنه للأسف كانت تلك هي طباع فؤاد مهما مر الزمن ناديه لها جزء في تغير قلبه المظلم بخيانه زوجته الأولى ولكن مع مراد مازال كما هو يراه الطفل الصغير الذي يخطئ دوما وان قرارته لابد أن تكون منه هو لا يقبل ان يخرج ابنه من جلبابه
هناء انتي عايزه تفضلي معاه يابنتي متجيش في يوم تقولي ظلمتني ياعمي
بكت وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا وعيناها عالقة بأعين مراد
انا بحب جوزي ياعمي
الكلمه كانت لها معنى اخر معنى ستمر به ومعه السنين وسيظل المشهد والكلمه عالقتان في القلب ابتسم فؤاد وهو يرى ألتفاف رأس ابنه نحو زوجته بعدما كان يشيح عيناه بعيدا عنهم
بعد كل اللي حصلك بسببه عايزه تكملي معاه
اماءت برأسها وهي تتذكر الضغط والإرهاب الذي حاوطها به مارتن
مراد ملهوش ذنب في اللي حصل ياعمي
صمت فؤاد وهو يدور رأسه بينهم وانصرف بعدما أعاد لمراد ذكريات كثيره من القمع انزوي بنفسه بالشرفه ېدخن بشراهة
تحملت على ارهاقها وآلام جسدها واقتربت من مكان وقوفه
مراد
سبيني ياهناء لوحدي
بمكر تمسكت بالجدار خلفها
مراد ألحقني
كانت ذكيه ماكره وعنيده وشقيه وآبيه كما اعتادها منذ أن تزوجها هناء وحياته معها كأسمها هي وحدها من تستطيع تحويله من رجل كالجليد لرجل متلهف عاشق إليها
من رفض الزواج منها يوما حملت مفاتيح قلبه
عندما رأها تبتسم وهو يحملها متجها نحو الفراش قطب حاجبيه بضيق
بتمثلي عليا التعب ياهناء
رمقها بغيظ وألتف ليغادر الغرفه وينفرد بحاله فأسرعت في ألتقاط يده
مراد عمي بيحبك صدقني يمكن اسلوبه للأسف مش صح بس هو بيحبك
نظر إليها بعدما استدار بجسده نحوها
بكره لما تبقى اب هتتعامل مع ولادك بأسلوب عجيب في نظرهم كلنا بنستغرب أساليب اهلينا معانا
انتي ازاي كده ياهناء
زمت شفتيها بطفوله ليبتسم رغما عنه
اللي هو ازاي ما انا حلو اه بس مرهقه شويه
حضنه وضحكاته وحدهم من كانوا يعبروا عن مشاعره الخافقه
هناء انا كل يوم بعيشه معاكي بعرف يعني ايه سعاده بتأكد أني مكنتش هكون محظوظ لو بعدتي عني
غمرها بعاطفة حبه لتتآوه بضعففابتعد عنها خوفا يضم وجهها بين كفيه يفحصها بعيناه
أنتي كويسه معلش ياحببتي ۏجعتك
مراد هو انا ممكن اروح البلد عند بابا وماما وحشوني وعايزه ابقى معاهم
تجمدت ملامحه وظن انها تريد البعد عنه
مراد مجرد راحه أعصاب انا محتاجه ده عشان الحمل
لم يستعب اخر ما نطقته وفرك عنقه متسائلا قبل أن ينتبه الي ما أخبرته به
كلام عمك أثر فيكي ياهناء مش كده انتي قولتي ايه
عيناه اتسعت بعدما رن حديثها داخل عقله ضحكت على تحوله السريع
مقولتش حاجه يامراد
هناء هو انا اللي سمعته صح
ولم ينتظر منها اي حديث فعناقه كان هو الحديث
انا اسف ياهناء
لم تفهم مقصد آسفه ليردف بعدها
اسف عشان عيشتك مشاكل وصراعات خليتك تعالجي عقد جوايا في وقت المفروض اكون انا مصدر سعادتك ظلمتك واتحملتيني حبتيني في وقت مكنتش استاهل حبك طفيت فرحتك بفستان الفرح وفي احلى يوم اي بنت بتستناه
ابتسمت وهي تتذكر كيف تمنت تلك اللحظه كيف تمنت ان تجعله رجل عاشق ذليل العشق ثم تنفره كما نفرها يوما ولكن هل القلب ينتقم يوما ممن احبهم
لا حرقه قلب ظلت ولا اڼتقام ظل مريض من تأتيه السعاده بين يديه كما كان يتمنى يوما ثم يتذكر انكسارته ومن كسروه
لو النظر المرء لترتيب القدر سيتعلم ان كل هذا ما هو إلا لحكمه
الانكسار حكمه وتأخر أحلامك حكمه حتى ټحطم قلبك حكمه
مراد انا واحده خارجه من فيلم اكشن مدخلنيش فيلم دراما كله نكد
ابتعد عنها ينظر لملامحها المكدومه بعض الشئ
هناء انتي متأكده انك كنتي مخطوفه ياحببتي
ضحكت وهي تومئ برأسها
مراد ياحبيبي مراتك ست فرفوشه وتافهة ربنا خلقني كده هنعترض
ضحك بملئ قلبه وهو يعود لضمھا يتذكر كيف كان يكرهه النساء ذوات الشخصيه التي لا تحسب هم لليوم ولا الغد اليوم هو يعشق طباع زوجته لا يرى فيها الا اكتمال لشخصيته الكئيبه
شوف اهو نسينا الموضوع الأساسي مش هتعمل بقى زي الافلام وتشيلني وتلف بيا وتقولي مش مصدق انك حامل ياحببتي
ضحكاته ظلت تصدح في أنحاء الغرفه يبدو أن صډمه ماعاشته أثرت على عقلها كما ظن ولكن هناك شئ لم يكتشفه بشخصيه زوجته الي الان الصدمه والضغط النفسي لا يجلب معها إلا جنون وسيحب ذلك الجنون دوما معها
وماله نشيل ونلف بيكي ياستي زي الافلام ونعمل حاجات حلوه كتير
حملها وهو يغمز لها ناسيا اي حديث دار بينه وبين والده ولكن داخله شئ كان مصر عليه سيجعل نغم تدفع الثمن ويوما سينال حق زوجته من مارتن ولكن فصبرا
لم تصدق حالها وهي ترى سماح واقفه أمامها أسرعت نحوها ټحتضنها بشوق
مصدقتش نفسي لما عرفت انك هنا ياسماح
ضمتها سماح اليه وجاهدت ان تظل سماح القويه كما عاهدتها ياقوت
وحشتيني ياياقوت
ابتعدت الصديقتان ثم عادوا لعناق بعضهم
احتاجتك كتير في حياتي ياسماح
وابتعدت تلك المره ياقوت تسألها
فين جوزك ولا منزلش معاكي
احنا انفصالنا ياياقوت
رغم الآلم الذي نغز قلبها الا انها قالتها بصلابه تخفي شعورها الحقيقي ألجم الخبر ياقوت لتتجاوز صډمتها سريعا
تعالي نقعد واحكيلي
هنحكي كتير ياياقوت متقلقيش بس النهارده جايه اطلب منك مساعده
تعجبت ياقوت من هروب سماح في الحديث معها ولكن احترمت رغبتها
اطلبي ياسماح انتي اختي
حمزه يساعدني اشتغل في الجريده اللي بتمول اعلانات شركاته انا عارفه انه طلب مش لطيف لكن انا محتاجه الشغل اوي ياياقوت وللأسف مكاني في الجريده اللي كنت شغاله فيها مبقاش موجود
مضي الحديث بينهم ووعدتها ياقوت ان تحادث حمزه الليله رغم مايمر به الا ان رجاء سماح جعلها تشعر انها بالفعل بحاجه سريعه للعمل وهي لن تنسى ما فعلته سماح معها يوما
قبل أن تنهض سماح وترحل سألتها
مش عايزه تتعرفي على عبدالله وادهم
اسرعت سماح في التقاط حقيبتها
مره تانيه ياياقوت
أسرعت في خطواتها لتغادر فهى لن تتحمل الان رؤيه الصغيران اللذان يعدان بعمر طفلها الذي ماټ فور ولادته وخشيت ان تسألها ياقوت عن حملها والطفل
فرت لتختبئ بجانب احد الأشجار بعدما تجاوزت بوابه الفيلا لټنهار باكيه
الصوره بعثت لذلك الواقف في مكتبه ينظر إلى سماء لندن بشرود لينظر الي صورتها قابضا على هاتفه بقوه وقلبه ېحترق عليها ولكن هو لا يسبب لحياة كل من يعرفهم الا المۏت
شقيقه ماټ بسببه وجين ماټت بسبب هوسها به وهاهي سماح تتآلم فېموت هو
جلست مها على احد المقاعد في حديقه المشفى المحتجزه بها مريم رائحه المشفى كانت ټخنقها فلم تتحمل البقاء داخلها
ضمت جسدها بذراعيها تشعر بأرتعاش طفيف في كامل جسدها
وحيده هي لا تذكر شئ عن حياتها عيناها توحي بطفله رغم ان جسدها كله فتنة وانوثه وبين كل هذا هي ضعيفه لا تستعب شئ في الحياه
مسدت بطنها وهي تبتسم امس بعد أن أصابها الدوار اتجهت إليها إحدى الممرضات تسندها برفق وطلبت منها ان تجري احد الفحوصات بعد أن سألتها اذا كانت متزوجه ام لا لم ينتبه احد على اختفاءها القليل لسحب عينه الډم ولا حتى اليوم بعد أن تركت شريف مع مريم وعلمت بنتيجة الفحص
ألتفت برأسها تنظر إلى بوابه الخروج من مبنى المشفى ثم تنهدت بيأس تريد الرحيل من جو المشفى
شهقت بفزع وهي ترى أحدهم يجلس جانبها يزيل عنه تلك النظارة السوداء ثم غطاء شعره ثم لحيته المستعاره وشاربه
انه عامل النظافة الذي ساعدته ولكن الآن انه شخص اخر
نهضت خائفه ليجذب يدها يجبرها على الجلوس كما كانت
انت مين وعايز مني ايه
بحثت بعينيها عن شريف ليضحك سالم بخبث
المحروس جوزك مش فاضيلك دلوقتي يامها اقعدي اسمعيني كويس يااخت مراتي
اخت مراتك هو انا كان عندي اخت
ضحك وهو يشعر انه وصل
متابعة القراءة