رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
مهمتها مع صغارها
انا عارف ان وجود شريف بيزعجك وبيفكرك بس صدقيني هو ندمان
هنسي مع الزمن ياحمزه ارجوك متضغطش عليا
سامحي في الوقت اللي انتي شايفه نفسك ان عندك قدره تسامحي
دفئه وحنانه كانوا يغمروها لتنظر نحو صغارها الهادئين
حمزه لبس انت عبدالله لأحسن انا تعبت
وابتعدت عنه تنظر إلى ملامحه لينظر لها مشيرا نحو حاله
لم تترك له مجال للاعتراض فحملت الصغير واعطاته له مع متعلقاته
هنزل اعمل ليهم الرضعه لحد ما تخلص
هتفت عبارتها مع قبلة لتنصرف على الفور مغادره الغرفه لتتعلق عيناه بطفله وحفاضته فكشر بملامحه بعبوث
وانا اغيرلك ازاي ياعبدالله باشا هي امك بدبسني صح
ياقوت خدي هنا تعالي
وعندما بدء الصغير يتلوي بين ذراعيه والآخر يبكي تعالا صوته بأسمها ثانيه
يااقوت
عادت برضعة صغارها لتقف على اعتاب الحجره دون أن ينتبه لقدومها تنظر له وهو يحملهم بين ذراعيه يضمهم لحضنه يشتم رائحتهم كانت تلك هي الصوره التي تمنتها صوره تمنت ان تحيا هي بها وعندما لم تجد املا بهذا تمنتها لاولادها
أنتي تعرفي رجاله حلوه من ورانا ياياسمين
توترت ياسمين ونظرت لها
ده استاذ هاشم
ضحكت زميلتها لتوكظها بخفه
يابخت من كان ليه قرايب مهمين
اكمل خطواته نحوها ليبتسم إليها
عامله ايه ياياسمين
اطرقت عيناها خجلا متمتمه
الحمدلله حضرتك عامل ايه
كانت تتسأل داخلها لما ظهر بحياتها بعد تلك المده المتباعده لقد قررت نسيانه وطرد أحلامها به معلله لقلبها انها خائڼه ونسيت وفاه خطيبها
ممكن ياياسمين نقعد في اي مطعم نتكلم شويه
ارتبكت ياسمين وهي تستمع لطلبه لتتعلق عيناه بها وبخلجات وجهها
حمزه علي علم ياياسمين فمتقلقيش
هو حمزه عارف انك هنا
كل ده عشان تيجي معايا المطعم
ثم اردف مازحا وهو يراها تفرك يداها بتوتر
مخطفتكيش ياستي
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تخفضهم خجلا تتذكر اصرارها على أن تسمع موافقه حمزه بنفسه
مش خوف بس ميصحش اخرج مع راجل غريب
شاكسها حتى يزيل الحرج بينهما
بقى انا راجل غريب ياياسمين لا انا كده زعلت
توترها في حضوره الطاغي كان يجعلها لا تعرف كيف تتحدث
مش قصدي انا قصدي انه ميصحش
وكمان ميصحش لا انا زعلت اكتر
كان سعيد بمشاكستها وتوترها وعندما أدرك انه زاد الأمر عليها وقد تخضبت وجنتاها بحمره الخجل
ياسمين انا بحبك وانا راجل دوغري تقبلي تتجوزيني
لم ترحم عبارته الأولى قلبها ليكمل بالأخرى التي جعلتها تنهض من فوق المقعد تلتقط حقيبتها تخرج من باب المطعم
ليقف مذهولا من فعلتها
وقفت تستمع عن اخباره من ثرثرة الخدم تضم قبضتي يداها پخوف لا تصدق انها أصبحت تخاف من عدم وجوده بحياتها
بيقولوا البيه لسا في المستشفى وحالته صعبه
مصمصت الأخرى شفتيها تنظر إلى ما تقشره بالسکين ثم نهضت متجها نحو الموقد
مين يصدق فرات بيه يقع الواقعه ديه
واردفت تتسأل
صحيح يامنصوره هي ست فاديه جايه امتى
محدش يعرف عنها حاجه وياحبة عيني الولاد هرين نفسهم عياط عشان امهم
استمعت إليهم صفا بذهن شارد وأخذتها بعدها قدميها لغرفة اولاد فاديه رغما عنها كرهتهم بعد أن علمت ان من اختطف ابنها وحرمها منه هو عزيز
تعلقت عين الصغيران بها ينظران اليها بأعين دامعه كلما كانت الايام الماضيه تسمع صوت بكائهم تصم اذنيها بيديها وټدفن رأسها أسفل وسادتها
طنط صفا هي فين ماما
ثم تسأل الآخر وهو يهزها من عبائتها
فين خالو هو اللي هيجبلنا ماما
صمتها جعل الصغيران يدركان انهم لن يجدوا الاجابه منها تراجعوا للخلف يمسحان دموعهم بكفوفهم لتغلب عاطفتها على كرهها
مدت لهم ذراعيها وهي تبكي ليركضوا نحوها ملقيان بأجسدهم بين احضانها وهي تتمتم لهم
لما خالكم يرجع هيبجلكم ماما
اطرقت الباب المفتوح وهي تبتسم لرؤياها لسماح تعود إلى طبيعتها قويه ابيه ولكنها كانت عكس ما يروها
ممكن ناخد من حضرت الصحفيه ذو الاسم العريق خمس دقايق
نهضت سماح على الفور متجها الي ياقوت ټحتضنها
وكمان جيبالي ورد
ناولتها ياقوت الورد مبتسمه
قولت اجي اباركلك ياسوسو
شكرا ياياقوت على وقوفك جانبي انتي وحمزه
واردفت وهي تنظر لمكتبها الجديد
وحمزه ليه عندي اسف كبير على كل شتيمه شټمتها عليه
ضحكت ياقوت وهي تتذكر بعض سباب سماح عليه
ياا انتي لسا فاكره
جوزك راجل حقيقي ياياقوت رغم عيوبه السلبيه الا انه راجل بجد وديه لوحدها كفايه
وشردت ب سهيل الذي تركها ټصارع حزنها بمفردها كانت تتمنى لو ارغمها على البقاء معه حتى لو قام بحپسها ولكنه بسهوله أعطاها حريتها
عندما شعرت ياقوت بتبدل ملامحها نهضت تسحب حقيبتها وتسحبها
ايه رأيك اعزمك على فنجان قهوه
تعثرت سماح في خطواتها وهي تضحك على هيئتها المسحوبه خلف ياقوت
هو انتي كده بتاخدي رأي
دمعت عين مريم بعدما غادرت هديل هديل تلك الصديقه التي لم تعرف معدنها الطيب الا بعد ماحدث لها كل زميلاتها الآخريات قد نسوها الا هي
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
مالك يامريم
اطرقت مريم عيناها تخفي دموعها ف بماذا ستخبرها هل ستخبرها انها تبكي على حالها هل ستخبرها انها غارت من هديل رغما عنها هديل أصبحت في كليه الفنون الجميله واصبحت متدربه في شركة هاشم بعد أن كانت مجرد عامله بسيطه أصبحت فتاه مليئه بالطاقه والحياه
انا وحشه اوي ياياسمين بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها
فهمت ياسمين مقصدها لتقترب منها تضمها بحنان
انا فهماكي يامريم ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني
وضحكت لتمازحها
ما احنا كمان بنحسدك ده انتي المدلله بتاعت البيت وكفايه ان الكبير وكان مقصدها حمزه معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دموعها من مزاح ياسمين تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم
حلو اوي الورد ده
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانبا فلمعت عين ياسمين ب هيام
ده من هاشم جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه
وكأن اليوم هو يوم خسارتها هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تقاربها بالعمر
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
ربنا يسعدك ياياسمين
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
اشتقت اليكي سماح
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته
افندم مستر سهيل
كاد ان يخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حزن جديد إليها
اربعة أشهر مروا ولم تعد تراه الا يوما واحدا كل أسبوع يأتي ليطمئن على أوضاع المزرعه ثم يرحل
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمرا
اختفاء فاديه لم يصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تشرف عليهم تتذكر حديثها معها تلك الليله التي جمعت بها بعض متعلقاتها وارادت الرحيل ولكن حوريه تلك الليله اخذت يدها نحو المصنع تشير لها
فين حلمك انك تساعدي كل ست وبنت اتظلموا داخل السجون كل ست اقهرها الظلم فوقي بقى ياصفا هتفضلي طول عمرك ليه شايفه نفسك الضحيه بترددي لنفسك انك مظلومه
فاقت من شرودها وقد استوقفها حديث احداهن
مافيش حاجه مخلياني مستحمله غير ضحكت ولادي ولمتهم حواليا
والأخرى ترد عليها
عندك حق دول ضحكتهم بالدنيا أمتي الواحد يشوفهم وهما كبار حواليه
سقطت دموعها وهي تتذكر فقدها لطفلها الذي لم تراه وقد انغرز الحديث بقلبها جرت قدميها خارج المصنع الذي بناه فرات لأجلها وسجله بأسمها
يارب انا ماصدقت اقوم من تاني ساعدني يارب
وقفت خلف السور الحديدي تنتظر رؤيه زوجها لآخر مره
كده ياسيد كده تودي روحك في داهيه هعمل ايه في البلد ديه من غيرك
اطرق الآخر رأسه حزينا عليها وعلى نفسه ولكن تلك كانت نهايته المۏت في السچن
كنت ناوي اتوب ياورده
كل مره كنت بتقول كده
رفع عيناه نحوها ينظر إلى انتفاخ بطنها الصغير
خلاص ياورده متعذبنيش انا كنت عارف ان ديه نهايتي
ليه قټلته وضيعت حالك ياسيد
دمعت عيناه وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله
ساعه شيطان محستش بنفسي
وألتمعت عيناه وهو ينظر لفارس الصغير الذي اختار له هذا الاسم هو وزوجته
رجعي الواد لأهله
مسحت دموعها بكم عبائتها السوداء
هو انت عارف طريق لأهله ما الراجل اللي ادهولك لحس ولا خبر وخلانا نسيب بلدنا ونيجي اخر الصعيد
اسمعيني ياورده لان معدش في وقت وديه اخر زياره خلاص
نهضت سماح پغضب من أمام رئيس الجريده التي تعمل بها
شوف حد غيري يافندم مش هسافر الاقصر انا
نهض رئيس الجريده والذي يدعي بالسيد نشأت
هو ايه اللي اشوف غيرك ياسماح انتي هتغطي الملتقي الثقافي المعمول في الاقصر والتذكره اتحجزت خلاص
ضاقت أنفاس سماح وقد عادت إليها الذكريات
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها تلك المدينه كانت سبب في لقاءها ب سهيل وسبب عڈابها
رغم أنها تقضي اغلب وقتها بالمصنع الا ان الوحده ليلا ټقتلها
تقلبت في فراشها الي ان غفت لتنهض قبل أذان الفجر تلتقط أنفاسها وهي تدور بعينيها تبحث عن الطفل الذي كان يحمله فرات بين ذراعيه
انت روحت فين
بكت وهي تضم
متابعة القراءة