رواية أسير برائتها بقلم ندا الشرقاوي

موقع أيام نيوز

 


و أنتم لا او حاجة زي كدة ..
لا لا ... مش دة تفكير فاطمة نهائي ... لأن فاطمة عارفة كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي تمام كملي
بعد دخولنا الجامعة كانت إجازات ليلي قليلة قوي عشان دراستها الي جانب طبعا انها مش بتنزل مصر تجنبا للخناقات اللي بتحصل بينها هي و فاطمة .. فكنا كل كام شهر بنسافرلها انا و هنا ....

في تاني زيارة لينا ليلي قالتلنا أنها بتحب ... فرحنا .. طبيعي نفرح ما هي توأمنا يعني
.. بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة 
طبعا كانت صدمة بالنسبالنا .. دة اكبر منها بخمستاشر سنة ..
يا له من ماض مؤلم .. أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا
نور .. نوري .. أنتي صاحية
ابتسمت بدفئ و هي تستمع إلي شقيقتها الحبيبة لتقول
أدخلي يا ليلي ..
عاملة أية !
تنهدت و هي تنظر أرضا و تحدثت بحزن دفين قائلة
فارس رجع !!!
كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط
و مسمعتهاش ليه يا فالح !!
مش يمكن عندها مبرر يا يوسف ..
نظر له و كأنه كائن فضائي و قال
مبرر!!... يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة في حضڼ واحد تاني هتقف تسمعها و تفهم مبرراتها !!
يوسف...
وضع يده علي كتفه و هو يقول معتذرا
مش قصدي يا فارس .. بس أنا فيا اللي مكفيني .. متخيل لما تقعد أكتر من خمس سنين حاطط أملك في حد و يخذلك ...
متخيل يا يوسف .. بس أنت كنت لازم تبقي أهدي من كدة .. كنت لازم تسمعها .. مش تقعد ټعذب في نفسك و تحط ايدك علي خدك و تتخيل سيناريوهات مش موجودة أصلا
اللي حصل حصل .. المهم تعرف انت هتعمل أية
هستني شوية أشوف هي هتعمل اية .. و بعد كدة أحدد أنا هعمل اية
نظرت لها بتفكير و قالت
طيب و أنت محاولتيش تشوفيه أو تكلميه
هزت رأسها لها باستفهام و قالت
أشوفه ليه .
و هو مين اللي قالك يا نور أني ناوية ارجع لفارس أصلا.. الموضوع انتهي من زماان
لا يا ليلي الموضوع ما انتهاش .. انتم الاتنين بتحبوا بعض .. و اللي حصل زماان انتهي .. و انتي الغلطة الوحيدة اللي غلطتيها أنك سبتي فارس
و مين قالك أصلا أن أنا بفكر فيه .. أنا ميهمنيش دلوقتي غير شغلي و بس ..
اقتربت منها و هي تنظر في عيناها و تقول بابتسامة
عينيكي بتقول عكس اللي انتي بتقوليه يا ليلي ... انتي بتكدبي عليا !!
جلست علي الفراش بإنهاك و هي تقول
اه بفكر فيه و نفسي أشوفه و المسه حتي و لو لمرة واحدة
.. بس مش هينفع ... أنا كسرته يا نور .. مش هيبقي ليا عين اقف قدامه .. غير بقا اني حتي لو فكرت ارجعله صورة بابا مش هتفارقني و تأنيب الضمير هيفضل عندي طوول عمري .. فالوضع دة هو الاحسن لينا احنا الاتنين .. كفاية مشاكل الشغل عليا .. متزوديش الهم بالله عليكي يا نور
ليه أنتي عندك مشاكل في الشركة!
لا في المستشفي
فيه اية 
محمود باع نصيبه ..
طيب و اية المشكلة في كدة يا ليلي !!
المشكلة ان هو كلمني في الموضوع دة قبل كدة و انا قولتله أن انا هشتري نصيبه بس يصبر عليا يكون معايا سيولة ..بس الباشا مصبرش و راح باعها و مش بس كدة دة بيقول أنه باعها لواحد كويتي بيقول أنه مش هيقدر ينزل مصر دلوقتي .. يعني أنا كدة مش عارفة مين اللي مشاركني .. و
مش عارفة آخد أي قرار لأن في اوراق واقفة علي إمضته..
طيب و بعدين هتعملي أية ...
هعمل اية يعني ... هستني لما سيادته ينزل مصر و احاول معاه انه يببعلي نصيبه
بس في حاجة غلط في الموضوع.. محمود نصيبه ٢٥ يعني مين يعني اللي هيبقي عايز يشتري ٢٥ من مستشفي !!
معرفش .. لسه بفكر في اللي حصل لأني حاسة اني الموضوع دة فيه حاجة
غلط!!
تري هل مازال يفكر بها ... هل مازال يحبها .. لا تعرف بم تفسر له
 وجودها مع مروان .. هل تخبره أنها تفعل هذا حتي تكسب المناقصة التي تخوضها شركتها.. و بدلا من ان تنال رضاه تسقط من نظره
أعتدلت بجلستها حينما خطړ ببالها أنها كانت ټخونه.. هل حقا ما كانت تفعله خېانة له!!!
لا.. ليس هذا ما كانت تفكر به حينها .. فقد كان كل همها أن تتأكد انه سيجعل شركتها تفوز بتلك المناقصة
لعنت تفكيرها الساذج و طمعها ...
وجدت باب مكتبها يفتح بدون أذنها فقطبت حاجبيها پغضب و هي تراه يدخل بهمجية و سكرتيرتها خلفه تحاول منعه من الدخول .. فقالت پغضب
اية اللي أنت بتعمله دة يا مروان !!!
أنتي مش بتردي عليا لية يا هنا ..
قالها بصوت مرتفع و بملامح ساخطة ... لتقول سكرتيرتها
أتصل بالأمن يا بشمهندسة 
لا اتفضلي يا مروة انتي دلوقتي
التفتت له و قالت و هي تقف أمامه ضامة يدها
انا عايزة أفهم اية اللي أنت بتعمله دي !
انا اللي عايز أفهم أنت مش بتردي عليا لية .. مطنشاني ليه .. و لا عشان المناقصة رسيت علي شركتك خلاااص بحح !!
اه.. تقدر تقول كدة .. عشان كدة بقا مش عايزة أشوف وشك و لو بالصدفة يا مروان .. انت فاهم..
لا مش فاهم يا هنا .. مش مروان العجاتي اللي يحصل معاه كدة
اطلع برة
ماشي يا هنا .. بس صدقيني انتي هتندمي و هتيجي تبوسي رجلي علشان ارحمك و مش هرحمك
قولت برة.. بررة
نظر إليها نظرة أخيرة و انطلق خارجا .. لتجلس و هي ټلعن اليوم التي رأته فيه فلا شيء يسير علي ما يرام منذ أن تعرفت عليه
كانت تستقل معه السيارة و هي تتراقص علي أنغام الموسيقي التي تعشقها .. و هو ينظر لها مبتسما
فلا شيء يسعده في هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة ...
وصلنا
ابتسمت بارتباك و هي تبتلع ريقها قائلة
كنت عايزة اكلمك في موضوع يا أحمد ..
طيب خلينا نتكلم لما نطلع .. كدة هنتأخر علي العشا و ماما هتزعل !!
أحم .. أصلي عايزة اتكلم معاك لوحدنا
طيب نتعشي و نقعد مع ماما شوية و بعد كدة ندخل البلكونة نقعد لوحدنا .. اية رأيك !!
تمام .. يلا
صعدا سويا نحو منزل الذي تقطن فيه والدته.. فقد ټوفي والده منذ ان كان صغيرا و تركه هو و ووالدته بميراث ليس بالقليل ليشب أحمد و يقوم بافتتاح شركة خاصة بالأسمنت و مواد البناء ..
و كانت شركته تتعامل مع شركة شقيقتها هنا .. و بدأت فاطمة تراه بشركة شقيقتها كثيرا لم تنكر أنها كانت 
دخلا سويا لتظهر والدة أحمد سيدة تخطت الخمسين من عمرها يبدو عليها البشاشة
اقتربت منهما و هي ترحب بهما .. دخلوا جميعا و جلسوا علي مائدة الطعام
التي كانت ممتلئة بما لذ و طاب من الطعام
مالك يا فاطمة يا حبيبتي .. هو الاكل معجبكيش و لا أية 
لا طبعا يا طنط تسلم ايد حضرتك الاكل تحفة
اومال مالك .. الواد أحمد زعلك و لا اية
رفع هو يده مثل المچرمون و هو يقول
أبدا و الله ما عملت حاجة !!
ضحكت فاطمة و قالت
مال أحمد عليها قليلا و قال بصوت خفيض
مقولتليش يعني .. الكلام دة من أمتي 
نظرت له بطرف عينيها و قالت بصوت مثله
بعدين هبقي احكيلك !!
ثم اردفت و هي ترد علي والدته
انتي عارفة يا طنط حكاية قلبها و كدة و هي مش بتنتظم علي الدوا .. فتعبت
لا ألف سلامة عليها يا حبيبتي .. قوليلها هبقي أجي بكرة ازورها
تنوري طبعا يا طنط
طيب انا هقوم
اخلي صابحة تعملكم حاجة تشربوها
ماشي يا ماما
نهضت والدته لتأمر الخادمة بإعداد المشروبات لينظر هو لها نظرة استفهام و يقول
مفولتليش يعني ان طنط كانت تعبانة !!
مرضتش أوجع دماغك يا حبيبي و بعدين هي الحمد لله بقت كويسة
طيب اية الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه 
طيب لما نقعد لوحدنا يا أحمد
ما احنا لوحد..
بتر جملته حينما وجد والدته قادمة هي و الخادمة بصحن من الحلوي و المشروبات جلست والدته و هي تشعر أنهما يحتاجان لأن يكونا بمفردهما قليلا فهي تستشعر وجود مشكلة بينهما
.. فقالت
اتفضلي طبعا يا طنط .. تصبحي علي خير
و أنتي من اهله يا حبيبتي
سارت والدته و خلفها خادمتها التي تعيش معها منذ ولادة احمد لتقول
عايزة حاجة يا
 

 

تم نسخ الرابط