رواية أسير برائتها بقلم ندا الشرقاوي
المحتويات
بهم قريبا
اقترب و هو يتحسس نبض مرفت لتقول ليلي بصوت يكاد يسمع
مفيش نبض!!
النبض ضعيف يا دكتورة.. يلا مش هنقعد نتفرج و نعيط!!
نظرت له ببلاهة و كأنها لا تعي حديثه...
وجدته يحمل مرفت بين ذراعيه و يسير بها و من خلفه شقيقاتها فأسرعت هي نحوهم و هي بالتو قد أدركت واقعها!!
ترك قاعة الاحتفالات من خلفه و خرج ليتصل بتلك التي وعدته أن تأتي و لم تأتي...
راوده القلق و بدأ عقله ينسج سيناريوهات من صنع خياله هو فقط!!
ليتفاجئ بكف يربت علي ظهره بحنو قائلا
آية يا فهد.. واقف هنا لية!
مفيش يا داليا معلش يا حبيبتي ارجعي انتي لخطوبتك انا هعمل مشوار مهم و هرجع علطول..
قطبت حاجبيها و هي تنظر له باستفهام و قد قالت
مالك يا فهد.. في أية!
حوار مهم كدة في الشغل هظبطه بسرعة و آجي..
تركها و ذهب لتقف هي مفكرة في أمره و هي لا تعلم مخزي لتلك التصرفات!!!
كانت الدقائق تمر ببطء و كأن الانتظار خلق لهذة اللحظات فقط...
تبا لك أيها المړض فمن أعطاك الحق أن تسرق منا لحظات عمرنا..
من أعطاك الحق أن تسلبنا أعز الأشخاص علي قلوبنا..
كان الفتيات ينتظرن خارج غرفة العمليات حيث دخلت ليلي مع فارس منذ ساعتين و لم يخرج أحدا منهما إلي الآن!!
سارت لتجد يد تحاوطها و سمعت صوته قائلا
رايحة فين يا فاطمة!
هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل فقد قټلها الانتظار..
اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة...
لا يا احمد ماما مش هتبقي كويسة.. ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!
استغفر الله اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة..
يا رب.. يا رب
لتقترب زهرة والدة أحمد من هنا.. تلك المسكينة التي فقدت كل شيء و لم يكتفي منها القدر..
بل علي أوشكت أن تفقد والدتها الآن..
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات..
تحتاج الشعور بخوفه عليها!!
تحتاج حضڼ يشعرها بالأمان كالذي منحه أحمد إلي فاطمة!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد
و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
ليصدح صوت فارس پغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعېنة ليقول
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم.. اشتغلوا و انتم ساكتين!!
التزم الجميع الصمت و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب..
انتفضت ليلي من محلها و هي تنظر إلي فارس برجاء.. و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!
توقفت نبضات قلب مرفت نهائيا لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون....
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه... بينما اقتربت ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة...
ماما.. ماما فوقي يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل.. اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما حصل.. طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا.. لا يا ماما حراام كدة.. حرااام!!!
و علي صدي تلك الصرخات الحزينة
المټألمة للفراق...
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت..
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن..
ابتعدت ليلي عن فارس الذي
متابعة القراءة