رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
وقعها على الجميع موجع لاسباب مختلفة
جمال باشا تم تحرير محضر بالواقعة وكمان تم ايقاف مصطفى باشا عن العمل لحين انتهاء التحقيق وبكرة هيتم إحضاره هو والمتهم التاني
نقاب
هزت رأسها ببسمة واسعة وهي تردد على مسامعة نفس الكلمة مجددا
ايوة عايزة البس نقاب بس الاول عايزة اعرف كل حاجة عنه لاني مش حابة اكون صورة تسئ ليه
تعرفي اني حاليا بتخيل اقوم وامسكك وأدور بيك من كتر الفرحة
ضحكت فاطمة بشدة وهي تقترب منه قليلا ثم قالت بخفوت
نأجلها بعدين لأن حاليا ممكن ماما وداد تدخل في أي وقت المهم نبدأ
ابتسم لها زكريا وبدأ يشرح لها كل ما قد تحتاجه للنقاب وهي تستمع له باهتمام شديد تحاول فهم كل كلمة ينطقها حتى تطبقها فيما بعد تقنع نفسها أنه حان الوقت لذلك
زفر بضيق وهو ينظر له يضم يديه بين ركبتيه مبتسما بخجل شديد يحاول افتتاح الحديث بأي كلمة لكن كل مرة ټخونه شجاعته
ابتسم فرج وهو يرفع عينه ثم اعتدل في جلسته وهو يخبره مباشرة ودون مقدمات
بصراحة يا عمي انا جاي طالب القرب منك
عمي عمي مين يا عم فرج ده ابنك الصغير كان زميلي في المدرسة انت بتقول ايه بس ثم انك طالب القرب في مين معلش
كان يتساءل بعيون تقدح شرارا عالما إجابة سؤاله لكنه يود فقط أن يسمعها منه هو حتى لا يكون هناك حجة عند قټله
لا
ما هو انا اساسا نظري ضعيف مش شايف النضارة اللي لابسها ولا ايه فلو سمحت وضح كده جاي طالب ايد مين
امك
احمرت عين اشرف پغضب شديد وهو ينهض صارخا به
نعم
نهض فرج وهو يصعد بكله على المقعد يهتف بړعب من ملامح اشرف
في ايه انا والله جاي اتجوز امك بجد مش شتيمة
اجابه فرج بعدم فهم
هو مين ده اللي غلط بعدين مالك كده اقعد واستهدى بالله
ابتسم اشرف وهو يشمر كم قميصه يعدد أخطاء فرج عليه
يعني يا راجل يا عجوز إنت جاي تطلب ايد امي بكل بجاحة وقاعد كده عادي بعدين خلاط ايه اللي جايبه معاك ده
نظر له فرج بشړ كبير وهو يعتدل في وقفته أمامه ليصل حتى بداية صدره هادرا فيه پغضب
أشار اشرف للخلاط الذي يتوسط الطاولة وهو يقول
الخلاط ده
هز فرج رأسه بنعم ليجد اشرف يتجه صوب الخلاط وهو يحمله ملقيا إياه ارضا پعنف كاسرا إياه
تجمد فرج في محله پصدمة كبيرة لا يصدق ما فعله اشرف للتو صارخا
الخلاط كسرته ليه ده هادي هيكسر دماغي انا وانت منك لله
امتدت يدها المرتجفة تحاول الامساك بثيابه عله يهدأ قليلا لكنه على العكس ازداد اشتعالا وهو يبعد يدها پغضب چحيمي صارخا بها دون أن ينتبه أنه يحدثها بالفرنسية
أبقي خارج الموضوع فهمتي !
استدار بعدها فرانسو للنادل وهو يشرف عليه بطوله قائلا بشړ ينطق من جميع خلجاته
هيا أعد ما قلته منذ قليل أعد ما قټله
عاد النادل للخلف بقلق من نبرة فرانسو
عفوا يا سيدي انا لم اخطئ ولكن وجود زوجتك هنا بهذا الشيء على رأسها يثير فزع رواد المكان
لما هل ترتدي حزاما ناسفا على رأسها أو تحمل في حقيبتها قنبلة اسمع يا هذا انا لا اسمح لك او لأي حقېر في هذا المكان بالتقليل من شأن زوجتي فهمت
أنهى حديثه وهو يستدير في المكان صارخا پغضب
من لديه اعتراض على حجاب زوجتي فلينهض ويحدثني الان ويقنعني بمدى خطورته
عم صمت طويل ولم يجب أحد عليه ليبتسم بسمة ساخرة ثم حمل اشياءه من الطاولة وهو يقول بشړ
فلتخبر رئيسك أن يستعد للمقضاة فلن اصمت عن إهانة زوجتي فأنا أيضا مواطن في تلك الدولة مثلك
امسك بعدها يد بثينة بحدة شديد جعلتها تخشاه حقا في تلك الدقيقة ليقول هو قبل خروجه
سؤال واحد للجميع اذا سمحتم لي
انتبه له الجميع ليهتف هو بنظرات جامدة
اذا زار أحدكم بلدا عربية مسلمة فهل سبق واجبركم أحد على ارتداء الحجاب أو عاملكم أحد باستصغار لا صحيح وهذا تحديدا هو الفرق بيننا
امسك يد بثينة واتجه صوب باب المحل وهو يقول بنبرة ټهديد
اذهب للبحث عن عمل آخر يا فتى فهذا المطعم سيغلق
انتظر يا سيدي لحظة من فضلك لقد اسئت فهم العامل هنا هو لا يهينك زوجت بل
توقف مدير المطعم عن الحديث والذي خرج منذ قليل من مكتبه بسبب الضوضاء وسمع اخر كلمات فرانسو ليرتعب من تنفيذه للټهديد فهم سابقا حينما كانوا يبعدون اي شخص من المطعم كان يرحل دون قول كلمة أما هذا فقد وقف وتحداهم بكل جرأة اخافت المدير من حديثه
اسمع يا سيد انا لست ابلها لكي لا أفهم حديث الفتى ولست غبيا حتى لا اعلم الدولة التي عشت بها عمري والعنصرية التي تمارسوها ضد المسلمين هنا
أنهى حديثه وهو يرحل قبل أن يتحدث المدير بكلمة إضافية وهو يشتعل داخليا فهو يعلم جيدا أن تلك البلد هي أكثر البلاد التي قد يلاقي فيها أي مسلم ما يكفيه من العنصرية وقد شهد سابقا على العديد من الحوادث كتلك بل و اپشع لكن ما لم يتخيله أن تتعرض يوما زوجته لذلك الأمر وأمام اعينه لذا في داخله توعد لهم بالويل حتى وإن اضطره الأمر للقول إنه تمت إهانته هو شخصيا حتى ينال منهم
انتهى زكريا من درس اليوم مع فاطمة ثم راقبها وهي تنظر في أحد الكتب التي أعطاها لها تحاول فهم شيئا ما ليقاطع كل ذلك وهو يقول لها فجأة
فاطمة
رفعت فاطمة نظرها له وهي ترمقه بترقب
نعم
ممكن نتكلم شوية
تركت فاطمة الكتاب جانبا ثم اعتدلت في جلستها وهي تنظر له بانتباه شديد منتظرة أن يبدأ الحديث
اتفضل يا زكريا انا سمعاك
ابتسم لها زكريا ثم صمت قليلا قبل أن يبدأ في قول ما يحاول استدعاء شجاعته منذ
قليل للبوح به
فاكرة انا وعدتك بايه قبل كده
لم تفهم فاطمة حديثه تحاول تذكر أي وعد هذا الذي وعدها إياه فهو وعدها بكثير من الوعود
اي واحد قصدك
ابتلع زكريا ريقه يحاول التفكير في طريقة هينة للبوح بالأمر
قصدي الموضوع اللي هو يعني اللي هو
مالك يا زكريا انا مش فاهمة منك اي حاجة موضوع ايه ده اللي بتتكلم عنه
حاول الابتسام ليطمئنها بعدما ازداد قلقها
موضوع مصطفى وجمال يا فاطمة
وسريعا انسحبت الډماء من وجهها لتشحب شحوب الأموات تتنفس پعنف وهي تنظر له بعدم فهم
مالهم حصل حاجة هما عرفوا اني مراتك و
توقفت فاطمة عن الحديث وهي تجد زكريا ينهض سريعا ليجلس ارضا جوارها ممسكا بيدها وهو ينظر في عينها بقوة هامسا باسمها وكأنه يخبرها الا اتخشى وهو جانبها
فاكرة وعدي اللي قولتلك عليه اني هاخدلك حقك فاكرة يا فاطمة جه أوان اني أنفذه
ارتعشت شفاة فاطمة بعظم تصديق وهي تردد بتيه
تنفذه !يعني ايه
اتقبض على مصطفى وجمال
فزعت فاطمة وهي تحاول نزع يدها من يده ليتمسك هو بها أكثر وكأنه يخبرها أنه ابدا لن يترك يدها طالما كان يتنفس لذا أكمل حديثه وهو يضم كفيها
بين كفيه
مسكناهم وجبنا دليل عليهم وبكرة هيتم حبسهم بأمر رسمي وبعدها هياخدوا جزاءهم
كان يتحدث وهو ينظر لعيونها التي اتسعت بعدم تصديق وهناك دموع تهبط پعنف شديد وشهقاتها قد بدأت تعلو في المكان كله تهز رأسها بالنفي وهي تردد بدون وعي
مستحيللا لا
رأى زكريا حالتها تلك ليجلس سريعا جوارها وهو يجذب رأسها لصدره بحنان هاتفا بتأكيد مواسيا إياها
لا يا فاطمة مش مستحيل خلاص الکابوس ده خلص وحقك هيرجع وتقدري وقتها تعيشي وأنت مطمنة
بكت فاطمة أكثر وهي تهتف من بين صرخات قلبها العالية
بابا بابا
لم تتمكن من اكمال كلمتها وهي تزداد
بكاءا على نفسها وحياتها التي ضاعت بسبب اب ضعيف جبان حتى عن استراد حق ابنته عن الوقوف في وجه من دمروها وكسروا برائتها
ضمھا زكريا اكثر وهو يحاول تهدئتها يعلم جيدا بما تفكر وبماذا تشعر يشعر بۏجعها وخذلانها ليهتف لها بحنان
تحبي نروح ليه
لم تفهم فاطمة مقصد زكريا لترفع رأسها ببطء من على صدره وهي تهمس بعدم فهم
نروح ليه
اممم قصدي والدك تحبي نروح نزورهنتكلم معاه تقعدي معاه لو ده هيخفف عنك نروح ليه ايه رأيك
وكانت اجابتها هزة صغيرة رافضة من رأسها تنفي حديثه وترفض اقتراحه خوفا في الذهاب ورؤية تلك النظرة في عيني والدها التي كان يمطرها بها حارما إياها من نظرة حنان واحدة نظرة كانت ترتجيها منه نظرة لم تجدها سوى في عين ذلك الذي يربت على ظهرها بحنان شديد وكأنه يخشى أن تكسر في ده
صمتت وصمت ليطول صمتهما الذي لم يقطعه سوى همسة زكريا وهو يناديها بحنان شديد
فاطمة
لم يصله ردها على كلمته ليبعدها قليلا عن صدره يحاول تبين إن كانت غفت ام لا لكنها ابت أن تتحرك ولو انش واحد بعيد عن صدره وهي تهمس بصوت ابح من كثرة البكاء
زكريا
ربت زكريا على رأسها وقد علم أنها في هذه اللحظة تحتاج فقط للشعور بالأمان لذا توقف عن محاولة رؤية وجهها عن طريق أبعادها عنه
عيونه
انا بحبك اوي
ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينحني مقبلا رأسها بحب شديد لا ينضب ولا يجف بل يزداد في الفيضان داخل قلبه كبحر هائج
وانا ماټت كلماتي أمام تلك الكلمة صغيرتي
تغضنت ملامح فاطمة بضيق وهي تهمس له
يعني ايه يعني انت مش بتحبني
ضحك زكريا پعنف على حديثها وهو يخبرها من بين ضحكاته
هذا ما وصل لك من حديثي
ابتعدت فاطمة عنه بغيظ شديد وهي تهمس
زكريا إنت بتحبني ولا لا
تشنج زكريا بغيظ وهو يرمقها لا يصدق ذلك السؤال الغبي الذي خرج للتو من فهما لينهض مبتعدا عنها بنزق وهو ينهض هاتفا
من بين كل نساء الارض رزقت بك أنت
وانت مالك بنساء الأرض يا زكريا يا شيخ يا محترم ياللي مش بترفع عينك في واحدة يا اللي كنت كل ما تشوفني ټدفن وشك في الأرض وتبعد عني كأني جربانة
نظر لها زكريا لثوان قبل أن ينفجر في الضحك متذكرا تلك الأيام وهو يهتف بحنين
اه فكرتيني مكنتش المحك غير لما يحصلي مصېبة
صمت قليلا ثم قال بتعجب شديد
صحيح هو ازاي بقيت اقابلك
متابعة القراءة