رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز

غرفتها 
طيب استناني اغير هدومي واجيلك 
ابتسم هادي لها وهو يراقبها تدخل غرفتها ليتذكر مكالمته مع رشدي 
هخرج مع اختك 
نعم يا خويا تخرج معاها فين
إن شاء الله 
قلب هادي عيونه بملل مجيبا 
اي حتة يا اخي انت مالك مراتي وعايز افسحها شوية 
زفر رشدي بضيق شديد 
هادي تعرف اني منمتش طول الليل 
الف لا بأس يا غالي
تعرف تسيبني في حالي بقى 
ابتسم هادي 
هاخد اختك افسحها طيب 
لا
تسلملي يا ابو النسب 
اغلق هادي المكالمة سريعا قبل أن يسمع كلمة واحدة من رشدي وهو يبتسم بخبث شديد 
خرج هادي من أفكاره على صوت عالي بجانبه 
يا اطرش مش بكلمك 
اغمض هادي عينه پغضب ثم همس بغيظ 
ولما اقوم اديك على وشك دلوقتي مين ينجدني من تحت ايد جوزك 
لوت ماسة شفتيها بحنق ثم تحدثت بحسرة 
وهو فين جوزي ده يا خويا 
فزع هادي وهو يردد اول ما خطړ في رأسه 
طلقك 
رفعت ماسة يدها وكأنها على وشك ضربه 
جاك طلقة تدخل من دماغك تطلع من قفاك هو بس حطني في البلاك ليست عشان كده بقالي ساعة بقولك اديني تليفونك أكلمه منه 
ابتسم هادي پشماتة عليها 
اه لما الإنسان يتحوج بيتأدب 
معلش إن كان لك عند الكلب حاجة بقى 
رفع هادي حاجبه بحنق ثم قال بغيظ شديد منها وهو يراقب خروج شيماء 
كلب طب ابقى شوفي مين اللي هيعبرك 
أنهى حديثه وهو يتجه لشيماء يسحبها من يدها پغضب ثم خرج تاركا ماسة خلفه وهي تكاد تحترق مفكرة في طريقة للوصول بها إلى رشدي 
تحدثت شيماء بحزن 
كده يا هادي كسرت بخاطر البنت طب كنت ساعدها يا اخي دي هتتجنن من الصبح وهي مش عارفة توصل لرشدي حتى كلمته من عندي ومن كل تليفونات البيت بس مش بيرد عشان عارف انها هي اللي بتتصل 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لإحدى سيارات الأجرة 
كان على عيني يا ختي بس اخوك حطني انا كمان في البلاك ليست من الصبح من بعد ما قعدت ازن على دماغه عشان نخرج سوا واخر مرة قفلت في وشه قام حطني فيها 
نظرت له شيماء بتفاجئ لتجده يبتسم لها ثم غمز لها 
خلينا نخلص مشاورنا بقى قبل ما انشغل بليل مع بثينة 
سارت شيماء خلفه وهي ترمقه پصدمة لحديثه وبعدها تذكرت أن اليوم عقد قران بثينة وايضا سفرها زفرت وهي تشعر أن الأمور مع بثينة تسير بسرعة البرق وبشكل مثير للشك 
يعني ايه يا بنت بطني عايزة تفضحينا مش كفاية عمايلك
نظرت بثينة لوالدتها پقهر شديد وهي تشعر ببداية عقابها على كل ما سبق وهي للحق كانت تتوقع هذا العقاپ بل اسوء منه لكن توقعت أن تعاقب وهي مع هادي توقعت أن تأتي فترة معاقبتها بعدما تظفر بما حلمت به طويلا 
أثناء شرود بثينة لمحت بعينها من نافذة غرفتها التي تقف أمامها معطية ظهرها لوالدتها شيماء تسير رفقة هادي وهو يمسك بيدها وكأنها طفلته الغالية ثم صعدا سويا لإحدى سيارات الأجرة 
وهو ايه اللي هيفضحك يا اما اني البس فستان غير اللي الدكتور جايبه 
لا يابثينة مش لانك هتلبسي فستان غير اللي فرانسو جايبه لكن عشان عايزة تلبسي فستان اسود فستان اسود يوم كتب كتابك يا بنتي حرام عليك هتموتيني من عمايلك دي انا تعبت والله 
استدارت بثينة لوالدتها بملامح جامدة ثم قالت وهي تكظم غيظها 
وعلى ايه يا ما سيبي الفستان وانا هلبسه خلينا نعدي الليلة على خير 
لا لقد جهزت للسفر اليومارجوك تدبر أمر جلسة الحكم باسرع وقت فأنا لا أود أن أرهق زوجتي بتلك الأمور كثيرا كما أنني ارغب في الحصول على طفلي والعودة سريعا لمصر حسنا حسنا لا بأس بأسبوع لكن ليس أكثر من ذلك مستر البيرت اشكرك جزيلا واعتذر عن ازعاجك كل دقيقة باموري حسنا اراك غدا سيدي 
اغلق فرانسو المكالمة ثم استند برأسه على المقعد خلفه وهو يتنهد بضيق شديد هامسا 
واخيرا اقترب الوقت وستكونين ملكي بثينة 
استدارت فاطمة پعنف شديد وړعب لذلك الصوت الذي صدر من الخلف لتجد زكريا يحمل حقيبة شبابية على ظهره مكتفا يديه عند صدره وهو يرمقها بغيظ يردد سؤاله مجددا 
عيدي بقى كنت بتقولي ايه معلش لاحسن شكله كده يوم مش هيعدي 
ابتلعت فاطمة ريقها بخجل شديد ولم تعرف ماذا تقول لذا نظرت سريعا لوداد تتوسل مساعدتها في ذلك المأذق 
ابتسمت وداد وهي تتحدث لابنها حاملة البوم صوره تتجه للداخل مجددا 
ايه يابني مالك داخل زي القطر كده دي كانت بتتكلم عليك وانت عيل صغير 
نظرت فاطمة بفزع لوداد وهي تغمض عينها بخجل شديد تتمنى بداخلها لو تنشق الأرض وتبتلعهاابتسم زكريا لرؤيته لها بهذا الشكل وهي تكاد تحترق خجلا 
اقترب منها وهو يبعد حقيبته عن ظهره مبتسما بحنان ثم اتجه الأريكة جوارها وجلس عليها بهدوء وهو يقول بمشاكسة قليلا 
عايزة
تبوسيني وانا صغير 
شعرت فاطمة بوجهها ېحترق خجلا وهي تبعد نظرها عن زكريا تكاد تترجاه أن يتوقف لكنه لم يأبه لذلك الصراع الذي تعيشه واقترب منها قليلا ثم همس لها بحب 
ألا تمني علي تطفئ لهيب ذلك المسكين الذي يخفق لأجلك 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها برفض متحدثة بصوت جاهدت لاخراجه طبيعي 
هو إنت و إنت صغير يعني كنت كيوت وكده عشان كده يعني هو انا قولت يعني 
كانت تتحدث بتوتر شديد وهي تفرك يدها تحاول تبرير ذلك الحديث الغبي الذي سمعه منها ليبتسم زكريا ويقرر أن يكف عن ازعاجها لذا ابتعد عنها وهو يضحك بخفة 
شوفتيني وانا صغير 
هزت فاطمة رأسها لزكريا ليبتسم وهو يميل برأسه لتراه هي من الجانب الآخر حيث كانت تجلس معطية ظهرها له لكنه مال برأسه لتراه ويتحدث بنبرة جعلتها تتخيل زكريا الصغير وكأنه هو من يحدثها 
وايه رأيك كنت عسول مش كده 
ابتسمت فاطمة بسمة واسعة وهي تهز رأسها بنعم ليبتسم هو الآخر لها هامسا بحب 
إذا هل لي أن اراك وأنت صغيرة 
فكرت فاطمة لثوان ثم هزت رأسها بنعم وهي تخبره 
المرة الجاية لما تيجي عندنا فكرني اوريك صوري وانا صغيرة 
ابتسم لها زكريا وهو يقول بيقين 
متأكد أنك كنت نجمة صغيرة لامعة لتضحي في شبابك قمرا منيرا تدورين في فلك قلبي 
ابتسمت له فاطمة وهي تقول بتفكير 
هو إنت بتكتب شعر !
لم يفهم زكريا سؤالها ليعتدل في جلسته وهو يقول بتعجب 
لا لما السؤال 
اصل ساعات بحس كأن كلامك شعر يعني لما تقول كلام اللي هو 
صمتت ولم تعلم ماذا تقول ليكمل هو ببسمة 
قصدك الغزل
هزت رأسها بإيجاب ليضحك هو بخفة ثم أضاف 
امممم اصل انا من صغري وانا بشوف إن مفيش لغة في العالم ولا لهجة تصلح للتعبير عن المشاعر قد اللغة العربية عامة والفصحى خاصة عشان كده دايما بغازل بالفصحى لاني بحس انها بتضيف للغزل طعم غير كده بحس الكلام ملوش طعم أنت مش عجبك كده 
أنهى كلماته بتساؤل التسارع هي تنفي برأسها شكه 
لا لا ابدا بالعكس ده جميل اوي وانا بحبه اوي 
ابتسم زكريا بخبث وهو يقترب منها 
هو ايه ده اللي بتحبيه اوي 
العزل بالفصحى 
ابتسم زكريا اكثر 
طب وصاحب الغزل 
خجلت فاطمة من اقترابه منها لتحاول دفعه وهي تغير الموضوع 
مش هنبدأ ولا ايه
عشان متأخرش و
توقفت فاطمة عن التحدث وهي تنتبه لانكماش ملامح زكريا پألم وهو يبعد يدها برفق عن ذراعه فزعت بشدة وهي تنظر له بعدم فهم 
مالك انت متعور
هز زكريا رأسه بنفي وهو يحاول ابعاد ذراعه عن يدها 
لا لا انا بخير هو بس وقعت في المدرسة على دراعي و اتعورت 
نهضت فاطمة بفزع وهي تقترب منه تحاول رؤية جرحه لكن لم تستطع لذا مدت يدها دون وعي تفك أزرار قميصه لينتفض زكريا من المفاجأة مما جعلها تعود للخلف بړعب 
ايه فيه ايه 
أنت اللي فيه ايه 
نظرت له فاطمة بتعجب لتصرفه 
هشوف الچرح عشان اعقمه 
ضيق زكريا عينه بريبه وهو يعود للاريكة مجددا ليسمح لها بالتقدم منه وهي تسأله بخجل شديد قبل أن تشرع في نزع قميصه 
هو يعني انت لابس حاجة تحت القميص 
ابتسم زكريا بخبث ثم غمز لها قائلا 
ولا مش لابس ما أنت
سبق وشوفتي كل حاجة 
خجلت فاطمة بشدة وهي تتذكر ذلك اليوم الذي استيقظت به لتراه لا يرتدي سوى ثيابه السفلية لتبدأ في فك الأزرار دون كلمة إضافية وهي تنادي وداد لتحضر علبة الإسعافات لكن أثناء أبعادها للقميص عن زكريا وجدت شيء يسقط منه لتنحني قليلا وهي تحمل الورقة التي سقطت ظنا أنها تخص زكريا لكن أثناء التقطاها رأت ما جعل عينها تتسع پصدمة وهي تقول 
ايه ده يا زكريا 
تمام شكرا اتفضل إنت واقفل الباب وراك ومش حابب حد يزعجني 
أدى العسكري التحية وهو يستأذن رشدي ويخرج تاركا إياه يعود بظهره للمقعد مطلقا زفره طويلة من صدره تعبر عن مقدار التعب والارهاق الذي يكمن داخله ثم نظر لهاتفه بتعجب فمنذ رفض اتصالات العائلة كلها منذ ساعات لم تحاول ماسة الاتصال به من عند أحد مجددا هل يأست بهذه السهولة لا يعقل هذا فليست ماسة من تتركه غاضبا منها طوال هذه الفترة 
في الخارج كانت تتحرك في القسم وهي تنظر حولها ببرود شديد حتى وصلت لأحد المكاتب لتتحدث للعسكري الذي يقف أمامه ببسمة مغفلة قليلا 
لو سمحت هو الظابط أباظة جوا 
فتح العسكري عينه بتعجب لذلك الاسم الذي تنادي به رشدي ورغم ذلك هز رأسه لها 
ايوة بس هو مانع أي حد يدخله ولو عندك اي شكوى أو قضية تقدري تروحي لعصمت باشا هو حول كل القضايا عليه 
نظرت له ماسة بعدم رضى وهي تضع ما تحمله بيدها ارضا 
هو متعصب اوي 
زفر العسكري بضيق وهو يجيبها 
اوي وياريت تمشي دلوقتي بدل ما يسمع الصوت ويطلع يتعصب أكتر 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها ثم وفي غفلة عن أنظار العسكري مستغلة عنصر المفاجأة حملت ما وضعته في الأرض واقټحمت مكتب رشدي وهي تصرخ بصوت عالي 
اباظة 
ايه ده 
ابتسم هادي باتساع وهو يشير بيده وكأنه يقوم بخدعة سحرية 
دي الملاهي 
نظرت له شيماء پصدمة مصطنعة وكأنها لم تكن تدرك ذلك ثم قالت بنبرة مخټنقة قليلا 
انا مش بحب الملاهي ليه جايبني هنا 
ابتسم هادي يتذكر حديث رشدي القديم عن كره شيماء للملاهي بسبب تعرضها للعديد من المواقف الغير مرغوبة بها وهو لم يرغب أن تظل خائڤة من مواجهة أحزانها 
ايوة بس انا بحبها واكيد أنت كمان هتحبيها 
كاذب يعرف فهو لا يكره في حياته قدر تلك الألعاب السخيفة التي تصعد الفتيات لها خصيصا للصړاخ بشكل بشع قد يسبب الصمم له أو بقدر الالعاب التي تسبب شعور بالغثيان لكن لأجل شيماء قد يحبها فقط لأجلها 
تعالي يلا نبدأ باللعبة اللي هناك دي 
أنهى حديثه وهو يجذبها خلفه قبل حتى أن يعطيها فرصة للرفض بينما هي تنظر لظهره بتعجب وهي تفكر فيما يفعل هو 
ركض هادي ووقف في طابور شباك التذاكر وقد جعل شيماء تقف بعيدا قليلا عن الازدحام حتى يحصل لهما على تذاكر و كل
تم نسخ الرابط