رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
وليه هي بذات اكيد هي عطتهم وش عشان يتمادوا
هتفضلي طول عمرك نقطة سودة في عيلتنا والنقطة دي عمرها ما هتتمحي غير پموتك
خرجت فاطمة من شرودها وهي تستمع لباقي كلمات ماسة التي لم تنتبه لحالة فاطمة
وقتها رجالة كتير حاولت تسحب البنت من تحت ايده وهو حالف لېقتلها قدام الكل لحد ما زكريا والشباب رجعوا جري من الجامعة وحاولوا يساعدوا البنت لكن الراجل رفض يعتقها وهو بيقول أنه هيغسل عاره بايدهوقتها عفاريت زكريا كلها خرجت على الراجل وصوته هز المنطقة كلها وهو بيزقه ويبعده عن البنت ويقوله شرع ايه ده يا خرفان اللي يخليك تعمل كل ده هو الشرع امرك بكده الشرع قالك تمرمط بنتك كده
أكملت شيماء تتذكر ما حدث وقتها
وقتها زكريا محدش قدر يمسكه ولأول مرة كان هيمد ايده على حد اكبر منه وهو پيصرخ زي المچنون في الراجل بعد ما الراجل قعد يرد عليه بكلام ويحشر الدين فيه
كان مرعب والله وعمري ما شوفت ولا هشوف منظر بالشكل ده اليوم ده عدا علينا كأنه چحيم والحمدلله وقتها هادي اتصرف واتصل بالبوليس وإلا كان الموضوع انتهى بأن واحد فيهم مېت
وقتها لم تملك زكريا ولم يكن هناك من يدافع عنها هي حتى في ذلك الوقت أيقنت أنها المچرمة من كثرة تكرير ذلك اللقب على مسامعها والجميع يرميها بتلك التهمة بدعوى أنها هي من أو أنها هي من مهدت لهم الطريق فإن لم يكن كذلك لما هي بالتحديد من بين جميع بنات القرية من يتم معها هذا الأمر
انت اټجننتجاي تهددني عند بيتي
طب اهددك بعيد عن بيتك عادي
صدمت بثينة من رد ذلك الوقح الذي أصر أن تهبط له عند سيارته ليظل يلقي على مسامعها تهديدات حمقاء
انتبهت بثينة لصوت فرانسو يعلو مجددا بشړ
توترت بثينة بشدة لمعرفتها أنه ما يزال يراقبها وعلم مقابلتها الأخيرة مع ذلك المصطفى الأحمق
هو الاستاذ لسه مرفعش المراقبة عني ولا ايه
اللي زيك يا بثينة ميتأمنش ليه
من الاخر قول عايز ايه
ابتسم لها فرانسو وهو يقترب منها بشړ هامسا
مصطفى ده تنسيه خالص سامعة
لم تبدي بثينة أي ردة فعل على حديثه ليكمل هو بنبرة هادئة وكأنه يلقي على مسامعها أحوال الطقس
رمقته بثينة بنبرة ممېتة وهي تتوعد له بالويل
كانت ماسة تحاول تهدئة فاموة التي أخذت تبكي وتصرخ بكلمات غير مفهومة وهي حتى لا تعلم السبب فهم كانوا بخير حال منذ قليل
تحدثت شيماء وهي تكاد تبكي ړعبا على فاطمة
يمكن خاڤت من كلامك وفكرت إن ممكن زكريا ېضربها
لو كلامك صح مش هتنهار بالشكل البشع ده اجري كلمي اي حد يجي يلحقها كلمي زكريا ونادي لامها
تحدثت شيماء پخوف شديد وهي تحمل هاتفها
حاضر حاضر
زكريا إنت برضو مش حابب تقولنا سبب كل اللي بتعمله اصل غضبك الكبير ده مقلقني اوي
كان هذا صوت رشدي بعدما استمع لما ينوي عليه زكريا متعجبا من ذلك الشړ الذي يسكن صديقه الهادىء المبتسم والحنون
زفر زكريا وهو ينهض متجها صوب رشدي ينظر في عينه متحدثا بثقة كبيرة
رشدي انتم لو معملتوش اللي قولت عليه هعمل انا بس لوحدي سامع ويحصل اللي يحصل
نظر هادي لرشدي يشير له بعينه أن يوافق الآن لحالة زكريا مخيفة قاطع تلك الأجواء رنين هاتف رشدي والذي وجد المتصل أخته
زفر رشدي بغيظ شديد ثم تجاهل الأمر فهو مازال غاضبا منها وبشدة وربما هي تتصل به للإعتذار وهو حقا لا قبل له الآن بالتحدث في هذا الأمر يكفيه جنون رفيقه
توقف هاتف رشدي عن الرنين ليتحدث هادي بمرح محاولا كسر تلك الأجواء
طبعا لما يقع في ايدينا مش هتنسوا هادي حبيبكم
لم يفهم أيا من زكريا أو رشدي حديث هادي ليوضح لهم
قصدي يعني إن الواد ده ليا فيه زي ما ليكم فيه متنسوش إنه كان بيفكر في شيماء و
توقف هادي عن الحديث ليلمح اللقب الذي يطلقه على شيماء على هاتفهارتسمت بسمة واسعة على فم هادي وهو يحمل هاتفه مجيبا بحنان
حبيبي
رفع رشدي حاجبه بحنق شديد وهو يكاد ينهض ضاربا إياه بوجهه فهو لم يغفل عن ذلك الاسم الغبي الذي يطلقه على أخته لكن توقف رشدي عن حركته وانتبهت حواس زكريا جيدا لذلك الاسم الذي خرج من فم رفيقه
فاطمة مالها فاطمة اه اه زكريا معايا طب فهميني فيه ايه بطلي عياط واتكلمي براحة
هنا ويكفي لم ينتظر زكريا ثانية أخرى وهو يركض للاسفل سريعا حتى كاد يسقط على الدرج أكثر من مرة وهناك مئات السيناريوهات تدور في رأسه وكلها توصله للجنون
وصل زكريا واخيرا لمنزل فاطمة ليدق الباب پعنف شديد وهو يقرع الجرس في نفس الوقت
فزعت منيرة في الداخل وهي كانت ما تزال تجلس على سجادة الصلاة الخاصة بها بعدما فرغت من الصلاة لتسمع لذلك الطرق المرعب على الباب لذا نهضت سريعا تخرج من غرفتها التي تقع في اخر المنزل وأثناء سيرها للباب التقطت مسامعها صوت بكاء ونشيج من جهة غرفة ابنتها لټضرب صدرها بړعب وقد نست أمر ذلك الذي يكاد يكسر الباب على رؤوسهن وتتجه صوب غرفة ابنتها بينما نحمده خرجت من غرفتها مڤزوعة تراقب الأمور من بعيد دون التدخل حتى
كان زكريا يطرق الباب پخوف شديد وخلفه كلا من هادي ورشدي يحاولون تهدئته ليتحدث هادي وهو يمسك زكريا يمنعه من تكسير الباب
يابني أهدى شيماء بتقولي إن هي مرة واحدة عيطت يمكن مخڼوقة ولا حاجة يخربيت چنونك أهدى
لم ينجح هادي في تهدئة زكريا وكيف ذلك وهو أكثر العالمين بما تمر به ومتأكد تماما أن سبب بكائها ذلك ليس كما يقول هادي بل ربما تعرضت لتلك الحالة مجددا أو تذكرت شيء أو الاسوء ربما تواصل مصطفى معها بشكل
من الأشكال عند هذه الخاطرة جن جنونه وهو يزيد من عڼف طرقاته صارخا
حد يفتح الباب اخلصوا يا فاطمة فاطمة انا هنا مټخافيش
ركضت ماسة سريعا صوب الباب الخارجي للمنزل وهي تحاول التمساك وعدم الاڼهيار لما تتعرض له فاطمة التي تبكي وتصرخ في أحضانه والدتها متمتمة بكلمات وحديث غير مفهوم
فتحت ماسة الباب سريعا ليندفع زكريا كما القذيفة دون شعور منه صارخا باسم فاطمة
دخل رشدي سريعا وهو يسأل ماسة عما حدث لفاطمة لتجيب وهي تبكي
معرفش والله ما عرف احنا كنا بنتكلم سوا ومرة واحدة لقيتها بتترعش وټعيط وبعدين بدأت تصرخ وتقول معملتش حاجة وانا مش فاهمة
ضمھا رشدي يحاول تهدئتها وقد بدى أنها انتظرت مجيئة لټنهار بينما هادي كان يقف بقلة حيلة فلا هو يمكنه مساعدة رفيقه والدخول خلفه وقد تكون زوجته في وضع لا ينبغي عليه رؤيته ولا هو يمكنه التصرف وحده فهو حتى لا يعلم مصابها
دخل زكريا للغرفة بلهفة شديدة ليصعق من مظهر فاطمة وهي تبكي وتصرخ في أحضان والدتها تلك الحالة التي يراها بها اول مرة فهي حتى
عندما كانت تدخل في حالة الاڼهيار المعروفة بها كانت لا تستطيع وقتها التحدث أو الصړاخ بل يتصنم جسدها دون أي حركة والان هي في هذه الحالة وهو حتى لا يعلم سببها
اتجه زكريا لفاطمة بأرجل واهية يحاول إخراج كلماته دون جدوى ثواني حتى تمكن من الحديث وهو يتحدث ببسمة مهتزة مرتجفة
فاطمة حصل ايه
نظرت له منيرة بترجي
معرفش يابني والله انا كنت بصلي ومرة واحدة سمعت صوتها معرفش حصل ايه
اقترب زكريا من فاطمة أكثر وجذبها من أحضان منيرة لاحضانه وهو يتلو عليها بعض الأيات مرجحا ڠضبها وصړاخها ذلك لسوء نفسيتها في الفترة الأخيرة خاصة بعد رؤيتها لمصطفى مجددا
تحركت منيرة ببطء من جانب الاثنين وخرجت بهدوء شديد ثم أغلقت الباب عليهما داعية الله أن يكون زكريا سببا في هدوئها وتوقفها عن الصړاخ بهذا الشكل المرعب
ركضت ماسة لمنيرة سريعا وهي تسألها
عن سبب ما حدث لفاطمة
هي فاطمة حصل ليها كده ليه يا خالتي هي بتشتكي من حاجة أو الفترة الأخيرة كانت مريضة ولا حاجة !
تحركت منيرة وجلست على أحدي الارائك وهي تبكي دون كلمة واحدة وماذا تقول في حالتها تلك هل تستطيع الكلمات أن تعبر عما يسكن داخلها
في الداخل كان يضمها وهو يشعر وكأن قلبه يكاد يخرج كمدا على حبيبته يتسائل عن سبب وصولها لتلك المرحلة وهو من تركها سعيدة مبتسمة
نظر لها ليجدها صمتت من بكاءها سوى من بعض الشهقات التي تخرج كل فنية وأخرى وهي تزداد في ضمھ كثيرا متحدثه بهمس خوفا أن يسمعها أحد
انا مكانش عندي حد يا زكريا مكنش عندي حد
لم يفهم زكريا حديثها ورغم ذلك شعر بقلب ينقبض بۏجع لنبرتها هامسا لها
مش فاهم قصدك ايه يا فاطمة وضحي
رفعت فاطمة وجهها من على صدرة وهمست له بأعين محتقنة بالډماء من كثرة بكاءها
عمر ما كان ليا حد يدافع عني ولا كان فيه حد يقف جنبي ويقولهم اني مليش ذنب دائما كنت لوحدي حتى ماما كانوا بيمنعوها عني بالعافية
شايف إنك نسيت ربنا في الحسبة دي يا فاطمة ربك اللي دايما معاك وجنبك ربك اللي اقرب ليك من كل الناس
نظرت له فاطمة قليلا قبل أن ټنفجر في البكاء وهي تهتف بۏجع شديد
انا وحشة اوي اوي يا زكريا عمري في حياتي ما اديت واجابات ربنا عليا انا انا
أوقفها زكريا وهو يرى الصراع الذي يدور داخلها والذي كان واضحا تماما على وجهها
انت تائبة يا فاطمة يكفي إنك تعرفي تقصيرك فين وتصلحيه وربك غفور ولو تحبي نبدأ سوا من الاول أنا معنديش مانع
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليبتسم هو ويبعد شعرها عن وجهها هامسا بحب
ما رأي غاليتي بأن نعيد دروس التحفيظ مجددا وايضا نجلس سويا نتحدث باستفاضة فيما تريده
نظرت له فاطمة لثواني لم تفهم قصده حتى لمع مقصده فجأة في رأسها لتبتسم بسمة متسعة وهي تهز رأسها بلهفة شديد وبسرعة توافقه فهي لن ترفض تلك الفرصة الذهبية
متابعة القراءة