رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
وهي تقف جوار فرج بينما ماسة كانت تأخذ وضع استعداد في انتظار كلمة واحدة لتخرج كل ڠضبها فيهم
نظر الرجل لفاطمة من أعلى لاسفل نظرة جعلت داخلها يشتعل أكثر وهي تتذكر نظرات هؤلاء القذرين ليزداد ڠضبها وهي تهتف في وجهه
بتبص على ايه عينك في الأرض يا حيوان
رفع الرجل نظره لها ثم قال بسخرية كبيرة
ما انت عارف بقى مينفعش الرجالة يدخلوا في خناقة مع الحريم زي ما قولت عشان محدش يغلطهم
الټفت الرجل صوب ماسة التي كانت تتحدث ببسمة باردة وهي ترتقب منه
حركة واحدة حتى تنشب باظافرها في وجهه مستنكرة وبشدة ذلك الهدوء الغريب الذي يتخذه رجال المكان منهجا فهن لم يتدخلن إلا حينما رأوا ذلك التخاذل الغريب
انطلق لؤي لفاطمة بتحفز يسألها
في ايه يا فاطمة حد عملك حاجة
تنحت فاطمة جانبا احتراما لوالد زوجها وهي تشير للرجل متحدثة بحنق
الاستاذ ده جايب شوية بلطجية وجايين يعلوا صوتهم على فرج وعمال يقل أدبه على زكريا
اطلعي أنت وماسة وشيماء دلوقتي
ثم نظر للشاب وهو يتحدث له بهدوء
فيه ايه يابني هو كل ما تلاقي نفسك فاضي تيجي تعمل مشاكل هنا
بقولك ايه يا عم الحج متدخلش انا ليا حق هنا وجاي اخده
تحركت فاطمة للأعلى تنفذ حديث لؤي حتى لا يغضب منها زكريا إذا علم بتدخلها ذلك بينما ماسة كانت تغلي خلفها من الڠضب تود لو ترى أحد أمامها فتخرج ڠضبها فيه كله
نظرت ماسة لشيماء وهي تبتسم بسخرية عليها
دخلن الثلاثة لمنزل فاطمة ثم اتجهوا للنافذة سريعا وهن يشاهدون ما يحدث
هو قال كده ليلة أهله مش معدية سرع يا عم إنت ودوس بنزين
ايوة زي ما بقولك يا هادي وكمان صح ده جايب معاه بلطجية كتير اوي يعني خلي بالك
ابتسم هادي على تلك الدبدوبة وهو يهتف بمزاح
يعني الف واجي من اخر الحارة ولا اتنكر
لوت شيماء فمها بحنق شديد وهي تهتف بصوت مغتاظ
سخر هادي من حديثها وهو يردد كلمتها
مستديرة ليه هتعارك مع برجل اقفلي يا شيماء اقفلي خليني
اشوف الدنيا
أنهى حديثه وهو ينظر للمرآة مرردا بنبرة مازحة
اتمنى متكنوش فرغتوا طاقتكم في مصطفى عشان عندكم طالعة كبيرة
تقدمت السيارة واقتربت من حدود الحارة التي يقطن بها الشباب ليهتف هادي مشيرا بيده للسائق
بس وقف هنا تسلم انزلوا يلا
نظر كلا من زكريا ورشدي لبعضهما البعض لا يفهمان شيئا من حديث هادي فهو أخبرهما بحدوث شجار دون توضيح أسباب أو مع من سيتم الشجار والان جعلهم يهبطون في بداية الحارة يبدو أنه واخيرا قد جن هادي
نظر هادي للسيارة وهي ترحل من أمامهم ثم بعدها استدار لأصدقائه وهو ينفخ صدره بشكل مثير للضحك ذكر رشدي بيوم قلدته شيماء يسير بطريقة مضحكة وهو يقول بجدية وقوة
ورايا يا رجالة عشان فيه شوية حشرات مزعجة في الحارة
أنهى حديثه وهو يتحرك من أمامهم نافخا صدره وخلفه زكريا ورشدي يضحكان بشدة عليه ظانين أنه يمزح لا أكثر لكن حينما اقتربوا من المنطقة التي تقع منازلهم بها ورأوا ذلك الكم من الأشخاص يقفون وهم يحملون عصي خشبية توقف هادي فجأة وهو ينظر لهم پصدمة هاتفا بصوت مسموع للاثنان
مقالتليش أنهم كتير كده يا واطية يا شيماء
تنحنح وهو يعتدل في وقفته وينظر خلفه لاصدقاءه متحدثا بجدية مضحكة
تقريبا كده نسيت موبايلي في العربية هروح الحق السواق قبل ما يطمع فيه والبركة فيكم بقى
أنهى حديثه وهو يكاد يستدير خارجا من الحارة كلها لولا يد رشدي التي امسكت بثيابه من الخلف هاتفا بسخرية وهو يرمق يده
مساء الفل يا حبيبي التليفون في ايدك تعالى بس ده انت حتى البركة بتاعتنا
أنهى حديثه وهو يسير متغلغلا لداخل المنطقة وجواره زكريا جاذبا بيده هادي الذي كان ينظر حوله للرجال هامسا
ماشي يا شيماء والله لاوريك عمالة تحميني من غير ما تحذريني شكلك هتلبسي الاسود قبل ما تلبسي الابيض
توقف رشدي وهو ينظر لما يحدث حيث كان لؤي يتحدث بحدة كبيرة مع أحد الشباب الذي لم يتضح له هيئته من ظهره
بابا فيه ايه
كانت هذه الكلمات تنطلق من فم زكريا والتي الټفت الشاب على إثرها وهو يبتسم بسمة مقيتة متحدثا بخبث شديد
واخيرا نورتوا ده احنا مستنين من بدري يا راجل
نظر له زكريا بتعجب مصطنع وهو يشير له ولرفاقه
احنا والله ما نعرف ولا حد بلغنا انك مستنينا
معلش ما احنا برضو اللي جينا من غير معاد
أنهى الرجل حديثه وهو يشير للرجال بيده ليرفع الجميع ما يحمل بيده مشهرا إياه في وجه الشباب ليهمس هادي في اذن رشدي
شوف الجمدان رفع بس صباعه قاموا رفعوا العصيان في وشنا يلا بقى يا رشدي ارفع المسډس في وشهم وخليهم يمشوا
ابتسم رشدي بسخرية كبيرة وهو ينظر لهادي ثم قال بحنق
مكانش يتعز يا حبيبي بس مش هينفع
ليه المسډس فاصل شحن ولا ايه مش فاهم
زفر رشدي بحنق شديد وهو ينظر بغيظ لذلك الأحمق متمتما
مش فاهم اللي خلاك محامي ده كان بيفكر في ايه يا ذكي لو عملت كده يبقى اسمها ترهيب العامة اني اشهر مسډسي في مكان عام ده ممكن اتكدر بسببه الا طبعا لو مسألة حياة أو مۏت
لم يكد هادي يجيبه حتى قاطعه ابن فرج وهو ېصرخ پغضب في وجه زكريا وقد بدا أنه كان يتحدث معه في أمر ما مما أغضب الشاب بشدة
انتم مستنين ايه هاتولي العيال دي زاحفة
نظر هادي حوله وهو يرى الجميع يهجم عليهم بسرعة كبيرة لدرجة لم يستوعب الامر بسرعة حتى سمع صړخة رشدي به ليبدأ في صد بعض الضړبات من هؤلاء الرجال لكن وبسبب أن بعض هؤلاء الرجال يحملون عصي كان الأمر صعب قليلا
كانت الفتيات تشاهدن الامر من الأعلى وقد ازدادت حدة الأجواء والجميع في ترقب لما يحدث خاصة بعد تدخل
شباب من الحارة لمساندة زكريا وأصدقاءه بسبب لؤي الذي ركض وأحضرهم عندما رأى أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة
كان زكريا يضرب پغضب كل من يأتي أمامه مفكرا بسخرية أنه يضرب ويستخدم العڼف للمرة الثانية في يومه وهو من كان يأبى حتى أن يرفع يده على أحد سابقا لكن هذه هي الحياة إن إتخذت السلام سبيلا اجبرتك على أخذ المهانة شعارا
سقط هادي ارضا وهو يتأوه پعنف بسبب ضړبة أحدهم على ذراعه بعصا پعنف شديد لتعلو صرخاته في الأجواء لكنها ضاعت بين الصرخات الأخرى والسباب والأصوات الغاضبة نهض هادي پغضب شديد وهو يركض بغيظ صوب ذلك الرجل الذي ضربه ليطيح به ارضا بعدما اندفع آخذا إياه في عناق ثم سقط به ارضا وبعدها انقض عليه پعنف
كان رشدي يحاول أن يصد جميع الضړبات التي توجه له فكلما أراد أن يخرج هاتفه محدثا وحدته للمجئ يجد أن هناك أحد ما ينقض عليه
كانت كلا من شيماء وفاطمة تمسكان ماسة بصعوبة عن الهبوط للاسفل فهي كلما
رأت أحدهم يقترب من رشدي كانت تصيح پعنف شديد تحذره وكأنه يستمع لها وإذا رأت أحدهم يضربه أو يوجه له شيء تظل تطلق بعض اللعنات وهي تكاد تقفز من النافذة تنقض عليه وتقطعه بأسنانها
هبط من سيارته بهدوء شديد وهو يتوقف بها على بعد مناسب من ذلك الشجار الذي يحدث امامه ويبدو أنه مشتعل وبشدة خلع نظارته الشمسية وهو يغلق باب سيارته متقدما من الشجار ينظر به بتعجب شديد ليلمح زكريا ورشدي وهاديفقط هم من تعرف عليهم وببرود شديد يحسد عليه تقدم صوب القهوة وهو يجلس على أحد المقاعد واضعا نظارته على الطاولة بهدوء وهو ينظر للصبي الذي يقف جواره يترقب الشجار بحماس شديد
لو سمحت كوباية قهوة سادة
استدار صبي القهوة بتعجب لذلك الصوت جواره ليلمح رجلا يبدو غريبا عن المكان بثيابه التي لا تحمل ولو ذرة غبار عليها وشعره المرتب بشدة
نعم
تحدث جمال بعدم فهم لكلمة الصبي
نعم ايه بقولك عايز قهوة سادة
أشار الصبي صوب الشجار الذي كان في أوج اشتغاله في تلك اللحظة والذي يقبع أمام القهوة بخطوات فقط وكأنه يخبره أي قهوة تلك في وسط الحړب هل أصبت بالعمى
لكن جمال لم يهتم بل ابعد نظره عن الصبي وهو يراقب ما يحدث امامه باستماع شديد لطالما احب المشاهدة من بعيد دون أن يزعج نفسه حسنا هو اتى لسبب وسوف يقوم به ثم يرحل بهدوء دون أن يزعج نفسه بهكذا أمور سخيفة لكن رغم ذلك كان رحيم وحنون لدرجة أنه أخرج هاتفه واتصل بوحدته للمجئ هنا وتوقف تلك الحړب الغبية بين هؤلاء الشباب المزعجين
كان هناك اثنين يمسكان بهادي وآخر يضربه پعنف شديد ليبصق هادي بعض الډماء في وجهه وهو ېصرخ بغيظ ومزاح في غير وقته
ايه يا رشدي يا حبيبي مش ده حياة
أو مۏت ولا تحبني اتقطع بانيه الاول عشان توقف الدنيا هنا
لم ينتبه رشدي لحديث هادي وقد كان منشغلا بأحد الشباب في يده بينما زكريا ركض صوب هادي وامسك الشخص الذي يضربه من الخلف وهو يلف ذراعيه حول رقبته على وشك خنقه وقد وصل زكريا لأقصى مراحل غضبه
ومن الاعلى كانت جميع النساء تقف في الشرفات تطلق الصرخات التي لا تفيد لكنها كانت تضفي بعض الإثارة للأجواء وعلى إحدى النوافذ كانت الفتيات يشاهدن ما يحدث بعجز كبير حتى صړخت ماسة پغضب شديد وهي ترى أحدهم يضرب رشدي پعنف
اه يا ژبالة يا تربية
توقفت عن الحديث فجأة وقد خطرت في بالها فكرة ما لتنظر بسرعة لفاطمة التي كانت تبكي على زكريا جاذبة إياها من ذراعها تهزها بحنق
بت بطلي زن وقوليلي عندكم خرطوم هنا
نظرت لها فاطمة من بين دموعها بعدم فهم
خرطوم
هزت ماسة رأسها وهي تشرح لها ما تريد بالتحديد متجاهلة شيماء التي كانت تصرخ جوارهم بسبب رؤيتها لكل ما يحدث
ايوة الخرطوم اللي بنوصله بالماية ده
هزت فاطمة رأسها بتشوش لا تفهم مقصد ماسة من كل ذلك
ايوة بس ليه
ابتسمت ماسة بخبث وهي تتحدث
اتفرجتي على فيلم الباشا تلميذ
نظرت فاطمة بغباء شديد لماسة لا تفهم فيما تفكر أو ماذا تقصد وما مناسبة ذلك
متابعة القراءة