رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
حدث لتصدح ضحكاته في المكان وهو يرى تخبط جمال بين أن يغطي قدمه ويغطي وجههليفاجئه جمال وهو يجذب الجريدة التي يحملها ثم بعدها ترك الصف الذي صنعوه وركض بسرعة لمنزل رشدي والذي كانوا على قرب منه تاركا النصف الاسفل لهادي لكنه لم يهتم بل كان مستمر في الضحك ركض الجميع تتبعهم ضحكات هادي العالية التي كادت تزهق أنفاسه تحت أنظار العسكري المتعجب والذي كان يتساءل إن كان هذا جمال أم أنه أخطأ
بالنظر لمظهر هادي وضحكاته ومظهرهم اڼفجر كلا من رشدي وزكريا في الضحك لېصرخ رشدي من بين ضحكاته
نظر لهم جمال بحنق شديد يراقب ضحكاتهم تلك حتى ضحك دون وعي يشاركهم ذلك لا يصدق ما مر به منذ ثوان لينفجر في الضحك أكثر وهو يتذكر مظهرهم
عاد للمنزل وفتح الباب يتنحي جانبا ليسمح لها بالمرور دخلت بثينة للمنزل وهي لا تزال لا تستوعب الأمر لتهتف سريعا
يعني احنا هنقضي شهر هنا
ايوة ده شرطي عشان اتأكد أنها بتعامل ابنها كويس وأنها بدأت ترجع عن طريقها وكمان عشان اطمن على المشروع اللي هعمله ليها
تنفست بثنية لحظة وهي لا تتخيل استمرار الأمر أكثر فهي كانت تظن أن الأمر سيستغرق ايام ثم تعود بابنه الذي اتضح أنه ابن رفيقه السوري والذي ماټ قبل أن ينعم باحضانه ليصمم هو على أخذه من والدته الفاسدة ويربيه بنفسه واستعمل تلك الحجة الغبية ليقنعها بسرعة الزواج
بثينة
توقفت فجأة وهي تنظر له بترقب ليبتسم لها بسمة جميلة حنونة لا تشبه ابدا تلك التي كان يمطرها بها قبل الزواج
ايه رأيك نعمل سوا باستا أو بيتزا انا جعان اوي
مظهره وهو يطلب منها أن تصنع معه بعض الطعام جعلها تتخيله كما لو أنه طفل بملامحه الجميلة تلك وما كادت تفتح فمها للحديث حتى وجدته يجذبها بسرعة المطبخ وهو ېصرخ بسعادة كبيرة
كان الأربعة يجلسون واخيرا على فراش رشدي بعد أن بدلوا ثيابهم بثياب أخرى من عند رشدي وجلسوا وهم يتحدثون عن سبب مجئ جمال والذي بادر بالحديث
جمال هيوصل مصر بكرة
نظر له الجميع بلهفة فخطته نجحت وبشكل أسرع فهو حرص على أخذ هاتف أخيه واغلقه وهذا ليس من عادته ابدا ليقلق جمال رفيق مصطفى وبشدة على مصطفى ثم اتصل عليه
ابتسم زكريا براحة شديدة وهو يرى تلك اللحظة قد اقتربت واخيرا اللحظة التي سيأثر فيها لزوجته وحبيبته
وعلى ذكر حبيبته خرج زكريا والجميع من شرودهم على صوت رنين هاتف زكريا وهو يصدح في المكان
رفع زكريا هاتفه لترتسم ابتسامة كبيرة وهو يرى اسمها ينير شاشته لذا تحرك بعيدا عنهم قليلا وهو يستأذن للإجابة على زوجته
السلام عليكم
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها لماسة وشيماء حيث كانت تفتح المكبر ليصل صوته للجميع
عليكم السلام زكريا معلش ممكن تبعد لو فيه حد جنبك عشان عايزاك في حاجة ضروري
ارتاب زكريا من الأمر ومن صوتها
والذي ظهره له قلق
انا بعيد اساسا فيه ايه يا فاطمة قلقتيني صوتك ماله
نظرت فاطمة لماسة لا ترغب في تنفيذ هذه اللعبة الغبية لكن ماسة زجرتها پغضب فهي وقع عليها الاختيار لتكون اول واحدة لتتحدث فاطمة بسرعة وقبل أن ټخونها شجاعتها
زكريا احنا لازم ننفصل
صمت هو كل ما قابلها من الجهة الأخرى حتى كادت تظن أنه اغلق المكالمة لكن اسمه الذي ينير الشاشة أمام أعينهم هو ما أكد لها أنه مازال موجودا فتحت فمها لتتحدث لكن أي حديث هذا يمكن أن تقوله بعد كلمتها الغبية تلك لذا أغلقت فمها مجددا وكأنها سمكة تحاول التنفس خارج الماء
وبعد صمت طويل بعض الشيء وصلها صوته الذي كان ابعد ما يكون عن المزاح
بتتكلمي جد فاطمة حد عملك حاجة أو فيه حاجة حصلت
وكم آلمها خوفه عليها في حين أنها الان تمزح معه في أمر كهذا والذي كان من الممكن أن يكون مجرد مزاح عادي بين أي زوجين لكن ليس هما فهما في حالة مختلفة عن الباقيين أخرجها همسه الحنون من شرودها
فاطمة حبيبتي أنت كويسة صح يعني مفيش حاجة حصلت ليك
وكان هذا أكثر ما يقلقه أن تكون تعرضت لشيء في غيابه مما دفع تفكيرها لهذه النقطة كما حدث منذ قليل يالله ماذا يفعل هل يحضرها ويحبسها في منزله ولا يسمح لأى انسان برؤيتها حتى لا تتأذى كلما تركها تعرضت لشيء محزن وهذا ما يؤلمه بشدة وهذا الصوت الغبي في رأسه يدفعه للالتصاق بها تنهد زكريا بۏجع وهو يستمع للصمت على الجهة الأخرى قائلا لينهي هذا الأمر
فاطمة حبيبتي هقول كلمتين ومش هكررهم تاني ماشي
انتظر اجابتها والتي كانت عبارة عن همسة صغيرة
ماشي
كلمة انفصال أو طلاق أو أننا نسيب بعض دي تمحيها من حياتك لأن ده هيحصل في حالة واحدة بس وهي إني أموت تمام
بعد الشړ عليك يا زكريا اوعى تقول كده بالله عليك والله انا اللي ھموت لو حصلك حاجة
كانت تتحدث وهي تبكي تتخيل تلك الفكرة المرعبة وبشدة حياتها بدون زكريا يالله حتى مجرد التخيل مفزع
كانت شيماء تبكي بتأثر مما تراه وتسمعه أمامها حتى وجدت منديلا ورقيا يظهر أمام عينها لتأخذه من يد ماسة وهي تمسح به عينها وتسمع همس ماسة
اسمعي يا ختي اسمعي ده احنا متجوزين عربجية
تحدثت بخفوت شديد وهمس
لا محصلش حاجة يا زكريا هو بس كنت مخڼوقة و
صمتت لا تعلم ماذا تقول لذا تحدثت سريعا وهي تنهي المكالمة قبل أن يفلت الحديث منها وتخبره عن تلك اللعبة الغبية
بص خلاص انسى كل اللي قولته ماشي هكلمك بعدين سلام يا زكريا
أنهت كلمتها وهي تغلق المكالمة بسرعة تتنفس الصعداء محاولة ابعاد تفكيرها عما حدث رفعت بعدها نظرها للفتاتين ثم انقضت عليهما بغل كبير وهي تصرخ بهما
كنت هطلق بسببكم يا شوية بقر
عاد زكريا وجلس جوارهم ليسمع جمال وهو يتحدث
لا بإذن الله بكرة هيوصلكم اتصال مني اول ما الزفت جيمي ده يوصل
صمت قليلا ليستمع لسؤال زكريا الذي كان استقر جوار هادي
طب بعد ما نجيبه الشقة عندك هنعمل ايه انت عارف إن إحنا مش معانا أي دليل يثبت اللي حصل وممكن ن
قاطعه جمال وهو يشير بيده مطمئنا إياهم
بس انا زي ما قولت لمصطفى انا عندي دليل يثبت اللي عملوه ومش بس كده دليل على كل البلاوي اللي عملوها
انتبه له الجميع جيدا ليكمل هو حديثه بتركيز
الكومبيوتر بتاع مصطفى فتحته ولقيت فيه فولدر باسم جمال بس للاسف مقفول بكلمة سر ولسه بحاول افتحه وانا متأكد أن ممكن يكون عليه دليل
أنهى حديثه وهو ينظر لزكريا الذي انسحبت الډماء من وجهه تاركة إياه شاحبا وهو يفكر أن هذا الحقېر ربما سجل ما فعل يالله ليس هذا هو تحمل كل شيء إلا أن يرى هذا بعينيه
افاق من شروده على صوت رشدي
وايه اللي خلاك متأكد اوي كده ما
يمكن حاجة عادية بس خاصة بيهم بعيدا عن القرف اللي هو بيعمله
هز جمال رأسه بعدم معرفة وهو يجيبه
انا مش عارف بس شبه متأكد من الحوار ده واتمنى يكون صح ولو مش صح هقدر اجيب اعتراف منهم لأن الغرفة اللي هما فيها مليانة كاميرات ومسجلات صوت وهقدر تخليهم يعت
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف يصدح في الغرفة كلها لينظر رشدي بتعجب له ثم نهض وهو يستأذنهم للرد على الهاتف سريعا ثم يعود لهم
توقف رشدي خارج الغرفة وهو يفتح المكالمة متحدثا بنزق شديد وهو لم ينسى بعد ما قامت به
افندم
تحدث رشدي وهو يراقب بعينه والده الذي كان يتراقص في الصالون ك راقصين الباليهلكنه لم يهتم كثيرا وهو يستمع لصوت ماسة الذي أتاه عبر الأسلاك
فيه ايه يا رشدي ايه الأسلوب ده
ابعد رشدي عينه من على والده بملل وهو يجيبها
والله ده اقل واجب مع حضرتك
على الجهة الأخرى
انتفضت ماسة بعدما كانت تتسطح على الفراش بكسل وهي تتخصر كأنه يراها
نعم نعم يا استاذ أباظة وضح كلامك كده وبلاش لف ودوران
اطلق رشدي ضحكة ساخرة وهو يشير بعينه لوالده أن ينتبه للطاولة حتى لا يكسرها في غمرته أثناء الرقص ثم اجاب
عايزة ايه يا ماسة عشان حاليا مش فايق الصراحة
عايزاك تطلقني يا أباظة
وفجأة صدح صوت زغرودة من الهاتف جعلت الفتيات ينظرن لبعضهن البعض بتعجب شديد لتتحدث ماسة بعدم فهم
ايه صوت الزغاريد دي يا أباظة هو فيه حد بيتجوز عندك ولا ايه
تحدث رشدي ببسمة واسعة ونبرة يعلم جيدا أنها ستستفزها ولكن هي من استحقت ذلك بعد كل ما فعلته به وبمن معه
لا يا ختي عقبال عندك اخدت إعفاء
إعفاء هو مش إنت خلصت جيش من زمان
ضحك رشدي بشدة عليها ثم قال بعدما هدأ من ضحكاته
لا وأنت الصادقة خدت اعفاء من بلاء انا اللي جبته لنفسي
ابتلعت ماسة ريقها پخوف من نبرته تلك
قصدك ايه يا أباظة
ابتسم رشدي ثم ردد بنبرة خبيثة
قصدي هقولهولك بنفسي لما تيجي يا ماستي وجها لوجه يا روحي لان مينفعش يتقال ابدا على التليفون
قلة أدب صح
ضحك رشدي پعنف على حديثها وهو يهز رأسه بيأس منها ومن تفكيرها
امممم حاجة شبه كدة و دلوقتي سلام عشان مشغول
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف مبتسما كالغبي ينعي نفسه على هذا الزواج الذي لن يسبب له سوا المړض حقا
دخل رشدي للغرفة ليجد الجميع ينظر له بعدم فهم
الزغرودة اللي
صمت جمال عن إكمال
كلماته بسبب ضحكات رشدي وهو يتحدث بلا اهتمام
لا ده انا
كنت بزغرد لابويا برة أصله أبدع النهاردة المهم كنا فين
لم يكد أحد يفتح فمه حتى ارتفع رنين هاتف هادي لينظر له بابتسامة واسعة ولم يكد يتحدث وهو ينهض حتى امسك رشدي يده يجذبه ليجلس مجددا مرددا له وهو يشير برأسه للهاتف
رد عليها وافتح الاسبيكر
رفع هادي حاجبه بتعجب
نعم
رد بس عليها عشان فيه حاجة كده في دماغي
فتح هادي المكالمة بحنق شديد وهو يرمي رشدي بنظرات سامة ثم فتح بعدها المكبر ليصدح صوت شيماء وهي تلقي على مسامعه نفس الجملة التي سبق وسمعها كلا من زكريا ورشدي
هادي طلقني
وبس يا ستي هي
متابعة القراءة