رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
السعة فيك وسط ضيق يومي
صمت يبتسم وهو يستمع لتسارع أنفاسها
لذا لا تظني بأن حديثك معي صباحا قد يزعجني بل هذا من دواعي سرور قلبي سيدتي حتى وإن كان حديثك هذا صړاخ فلا بأس ارمي على قلبي ثقلك يتقبله مرحبا به
زكريا
نعم
تعرف إنك بقيت اغلى حد في حياتي
تعرف إنك بقيتي اغلى من حياتي
محدش يقدر يغلبك في الكلام
ابتسم زكريا مجيبا إياها
بالعكس كلمة منك قادرة تغلبني يا فاطمة أنت بس استمري في بسمتك دي وأنت هتهزميني شړ هزيمة
استيقظت ماسة بانزعاج شديد بسبب تلك الأشعة التي اقټحمت نومتها لتفتح عينها بحنق شديد تحاول شد المفرش على وجهها لتخفيه مرددة بتذمر
فاطمة مين يا سنيورة فوقي كده وقومي يا ختي
فزعت ماسة من ذلك الصوت لتنتفض من الفراش وهي تنظر حولها بعدم فهم فهي غفت البارحة في غرفة فاطمة وفي أحضانها
إذا ما الذي أحضرها لهنا
ايه اللي جابني هنا
سار الاثنان في الممر خلف رشدي لا احد يفهم شيئا ولا ما قصده رشدي في حديثه عندما أخبرهم أنه علم طريق دة للإيقاع بمصطفى
خلينا نشوف آخرة رشدي ايه
كل خير يا حبيبي كل خير
هكذا تحدث رشدي وهو يتوقف أمام أحد المكاتب بخبث ثم نظر للعسكري وأخرج بطاقته الشخصية مخبرا إياه أن يبلغ رئيسه أنه يود مقابلته ليغيب العسكري ثوان ثم يعود لهم مجددا سامحا لهم بالدخول
دخل الثلاثة لينهض هو من مكتبه وهو يبتسم بسمة هادئة مشيرا بيده للمقاعد
رشدي باشا اتفضل
جلس رشدي وايضا رفيقيه ثم نظر له وهو يبتسم له بسمة وقبل أن يتحدث قاطعه جمال وهو يتحدث بنظرة محتارة قليلا يحاول تخمين سبب وجود رشدي هنا
لم يفهم زكريا الأمر عكس هادي الذي فهم حديث جمال فهو من جاءوا له يوم سجن ماسة ومن ساعدهم لإخراجها
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتي رشدي وهو يتحدث بنبرة تنبأ بعاصفة هوجاء خلفها
تؤ تؤ المرة دي جايين عشان حد يخصك يا جمال باشا
نظر جمال للثلاثة بتعجب ثم تحدث بهدوء يحاول تكذيب ذلك الهاجس الذي تلبسه وقد بدأ شكه في أخيه بشأن ماسة يزداد في تلك اللحظة
هز رشدي رأسه مجيبا إياه بكلمات كانت بمثابة چحيم وفتح لمصطفى
مصطفى اخوك
ابتسمت بسمة واسعة وهي تتنحى جانبا فاتحة الطريق أمام تلك الجميلة الأنيقة كما وصفتها في رأسها لتندفع نحو احضان زوجها أمام عينها
ابتسمت بثينة تتأمل المنظر أمامها وهي ترى تلك الفتاة تتعلق برقبة فرانسو كما القرود ثم وبوقاحة شديدة على الأقل بالنسبة لها قامت بطبع قبلة على خده وكل ذلك وزوجها حتى لم يكلف نفسه عناء الابتعاد عنها
ابتعدت الفتاة عن فرانسو وهي تبتسم باتساع تاركة فرانسو مصډوم فهي لم تعطيه حتى فرصة لمحاولة دفعها فقد أخذته على حين غفلة منه أثناء شروده بزوجته و قبلته
اقتربت بثينة بشړ كبير منهما ليبتسم فرانسو في نفسه يلمح شرارات الڠضب تنتشر في الجو ليغمره شعور بالسعادة وهو يمني نفسه بأن ذلك الحجر المسمى بقلبها قد بدأ بالتحرك له والدليل ذلك الڠضب النابع من غيرتها
أمسكت بثينة وجه فرانسو بشكل آثار مفاجأته لتقلبه بين يديها بنظرات غامضة ثم هتفت بتفكير وهي تنظر له
مسابتش فتفوتة روج واحدة على خدك
فتح فرانسو عينه پصدمة كبيرة لحديثها ذلك ليجدها تلتفت للفتاة تسألها باستفسار
هو ايه نوع الروج اللي أنت بتستخدميه شكله نضيف
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يستهزأ من نفسه كيف فكر للحظة أن بثينة قد تغار عليه بهذه السرعة وكأنها عاشقة له
انفتح باب المصعد ليدفع الفتاة من أمامه پغضب و حنق ثم سحب يد بثينة التي سارت خلفه وهي تنظر بشړ للفتاة ثم أشارت لها باصبعها وكأنه طائرة تسقط ارضا وبعدها غمزت للفتاة بطريقة غامضة لم تفهم منها الفتاة شيء أو تفهم مقصد بثينة منها
استخدم فرانسو مفتاحه الخاص ليفتح شقته التي كان يقطن بها قبل سفره ثم دخل سريعا ومازالت يد بثينة تستوطن يده حتى وصل لمنتصف الردهة ثم ترك يدها بهدوء وتحرك بعدها لإحدى الغرف ببطء وبعدها دخل إليها ثم اغلق الباب خلفه تاركا بثينة تقف في المكان وهي تنظر حولها بعدم فهم تحاول تفسير تصرفات ذلك الشاب المريبة لكن لم تتوصل لشيء سوى أنه ربما جن لكثرة مصاحبته لاصحاب المشاكل النفسية
مين اللي جابني هنا
لوت شيماء شفتيها بضيق من تصرفات ماسة التي أضحت تتمادى بها لتجيبها بضيق
مين يعني اكيد رشدي
اغتاظت ماسة بشدة من حديث شيماء ذاك لتنهص من الفراش والذي لم يكن سوى فراش شيماء وهي تهتف بضيق وصوت عالي تعتقد أن رشدي بالخارج فاليوم هو يوم عطلته
وهو الاستاذ بأي حق يجيبني هنا بدون ما ياخد اذني ثم إن هو ماله بيا اساسا ما انام مكان ما احب
خلصتي رشدي اساسا مش هنا ويلا قومي وفوقي كده عشان هننزل نشتري لبس انا وفاطمة وهناخدك معانا
انهت شيماء حديثها تاركة ماسة تتميز غيظا من رشدي وهي تنهض متوعدة إياه بالويل
ماشي يا أباظة أما خليتك تتوب مبقاش ماسة
مصطفى ماله مصطفى
ادعى جمال جهله بالموضوع رغم شكه من البداية في أخيه لكن كان لديه امل صغير أمل صغير فقط أنه لم يخذله ويقوم بفعل شنيع كهذا
ابتسم رشدي وهو يلاعب أحد قطع الاثاث الصغيرة على مكتب جمال وهو يتحدث بجدية بعدما رفع نظره له
للاسف يا جمال باشا اخو حضرتك مترباش
اغمض جمال عينه يحاول التحكم بنفسه ثم نهض وهو يقول بجدية كبيرة يدور حول مكتبه حتى جلس على الأريكة جوار زكريا تاركا كلا من هادي ورشدي يتوسطان المقعدان المقابلان لمكتبه
احب اسمع بنفسي كل حاجة حصلت ومن الاول لو سمحت
نظر رشدي لزكريا وهادي ثم بدأ بقص كل ما وصل له على هاتف مصطفى ليشتعل ڠضب جمال وهو يرى بعينه نفسه ېقتل أخيه لكن ليت ما فعله أخيه توقف على ما حكاه رشدي إلا أن زكريا نظر لرشدي وتحدث بنبرة مېتة ولم يتحكم بنفسه
انا ليا حق عند اخوك ومش هستريح غير لما اخد روحه بايدي يا جمال باشا
صمت
ثم تحدث بعدها بقليل
فهل حضرتك عندك استعداد تساعدني اخد حقي من اخوك
نظر جمال لعيون زكريا والڠضب المشتعل داخله والذي خمن أنه ليس كما قال رشدي مجرد ټهديد ببضعة صور كأي مراهق لذا سارع وقال بقلق
هو مصطفى عمل كده في مراتك برضو يعني هددها
ابتسم زكريا بسمة مېتة ثم قال بنبرة خرجت خاوية منه
للاسف مراتي مكانش عندها الرفاهية دي أنها تتهدد ويكلمها وغيره
ابتلع جمال ريقه بعدم فهم
قصدك ايه وضح لو سمحت لازم اكون عارف كل حاجة حصلت عشان اقدر اساعدكم
نهض زكريا من أمامه پغضب شديد يحاول كبته كلما تذكر ما حدث
اللي حصل حصل يا جمال باشا واللي يهمني في الحوار ده إن اخوك ياخد جزاته بس بعد ما انا اخد حقي منه تالت ومتلت
أنهى زكريا حديثه وهو يدور في المكتب بعصبية شديدة غريبة عليه لكن في وسط كل ذلك كان هادي شاردا في شيء حتى انتفض بفزع وهو يتحرك سريعا صوب
زكريا يمسكه من كتفه يجبره على الاستدارة
ليواجهه
زكريا هو مصطفى اااااهو قرب من فاطمة
كانت كلمته الاخير خاڤتة بشدة لكنها وصلت لمسامع الجميع فهادي من حديث زكريا ربط الأحداث بينه وبين حديث شيماء حينما دخلت فاطمة في حالة اڼهيار وقتها أخبرته شيماء أنها كانت تهزي بكلمات هيستيرية وكأنها تصرخ بأحد تخبره أن يبتعد عنها وبعدها تصرخ أنها لم تفعل شيء وأنها ليس لها ذنب والان حديث زكريا بأن فعلة مصطفى تخطت الټهديد كل ذلك تجمع برأسه مشكلا حقيقة واحدة بشعة ولكم تمنى لو ينفيها زكريا وهي أن مصطفى على فاطمة
نظر زكريا لهادي بنظرات مېتة ولم يجيب ليتأكد هادي من شكه عائدا للخلف بجزع بينما كان رشدي في صدمة مما فهمه منذ قليل يا الله في أي بئر سقط رفيقه بأي مصېبة وقع
كان جمال وكأنه بعالم آخر يرى اين وصل أخيه من أفعاله تلك أين اخطا هو لقدلقد تخلى عن حياته ليكون جواره بعد مۏت والده تخلى عن منصبه في المخابرات المصرية وتخلى عن حلمه وأصبح ضابط عادي فقط لئلا يبتعد عنه وعن والدته تخلى عن كل شيء لاجلهما
وضع جمال رأسه بين يديه يشعر برغبة عارمة بالصړاخ يود لو ينهض الان وېصرخ هو بحياته لم يتوقع أن أخيه وصل لتلك الدرجة من الحقارة
همس بصوت مخټنق يمنع نفسه من الاڼهيار ليس قبل أن ېقتله بيديه هاتين ليس قبل أن ينزع تلك البذرة الفاسدة من ارضها
قولي كل اللي حصل بالتفصيل وحذاري تخبي أو تكدب عليا في حاجة
اغمض زكريا عينه پغضب يرفض أن يتحدث بالأمر أمام أحد يرفض أن يفضح سر زوجته امام أحد لكنه مجبر على ذلك لينال القصاص الذي يسعى إليه عليه بقص كل شيء
هتفضلي مخصماني لامتى يا ماسة مش خلصنا واعتذرت بعدين أنت ليه محسساني اني كلمت راجل غريب عشان يجي ياخدك ده جوزك يا ماما
نظرت ماسة پغضب لفاطمة وهي تترك قطعة الثياب التي كانت تنظر إليها محلها تستدير هاتفة
يعني أنا متنيلة على عين امي وعاملة نفسي زعلانة وهربانة من البيت عشان اجننه وهو بيدور عليا تقومي أنت تقوليله مكاني قبل حتى ما يلاحظ غيابي
ضحكت شيماء من تذمرات ماسة ثم نزعت أحد الاثواب قائلة
هروح اقيس الفستان ده يكون خلصتم الخناقة
انهت حديثها متحركة من جانب الاثنتين لتتحدث فاطمة ببسمة وهي تلتصق بماسة
خلاص بقى يا ماسة الحق عليا قولت هيجي عشان يشيلك تقومي أنت صاحية وتتصالحوا هعرف منين إنك بتنامي زي الچثة
لوت ماسة شفتيها وهي تدعي البكاء
ما هو ده اللي قاهرني اني محستش بيه واتقمصت وانا بقوله نزلني دلوقتي يا رشدي مش عايزة اروح معاك بس كل ده ضاع وانا نايمة زي المتخدرة
كتمت فاطمة ضحكة كادت تفلت منها وهي تتذكر البارحة حينما دخلت رفقة رشدي لغرفتها حتى يأخذها
دخل رشدي بفزع شديد وخلفه فاطمة وهو يتوقع رؤية ماسة مڼهارة أخذ يلوم نفسه پعنف على ما فعله بها هو السبب بما حديث الان لو لم يصرفها في الصباح لم تكن ل
توقف رشدي عن التفكير وهو يرى ماسة تنام بشكل فوضوي على
متابعة القراءة