رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز

تتذكر ما قصه عليهم زكريا البارحة وقد أخبرهم كل ما حدث مع تلك الصغيرة المسكينة 
علت الضحكات في المكان بين الجميع وايضا الصرخات السعيدة علت المكان ليقطع كل ذلك صوت عالي جذب انتباه الجميع والذي لم يكن صادرا سوى من فرج الذي كان يقف على أحد المقاعد وهو يهتف بساعة كبيرة 
وبالمناسبة السعيدة دي حبيت أبلغكم الخبر السعيد اللي كل الحارة كانت مستنياه 
صمت قليلا ثم نظر لام اشرف وأشرف الحانق وهو يقول بصړاخ سعيد 
اشرف وافق على جوازي انا وامه 
اغتاظ اشرف من حديثه وهو يتحدث لوالدته پغضب 
شوفي برضو بيقول ايه طب والله لا
قاطع حديثه صړاخ هادي الصاخب وهو يركض لفرج حاملا إياه على كتفه بفرحة وجميع الشباب حوله يهللون له وكأن فريقهم المفضل قد نال للتو كأس العالم 
ضحكت فاطمة بشدة لما ترى لتشعر فجأة بأحد يسحبها لإحدى الغرف لكنها لم تفزع أو تخاف فهي تعلم جيدا من فعل ذلك لتبتسم باتساع وهي ترى زكريا يرمقها ببسمة واسعة هامسا لها 
اذا سيدتي ألا اجد بسمة تكافأني على ما فعلت 
ابتسمت فاطمة وهي تلقي بنفسها بين أحضانه تهتف بعشق 
وفي وقت ألمي الذي لا أعرف مصدره قد يكون صدرك هو ملجأي 
إذا أما حان الوقت لتدفئ ملجأك وتسكنيه 
ابتسمت له فاطمة باتساع ليكمل هو حديثه 
اعتقد أنه حان الوقت لتصبحي اجمل عروس 
حكمت المحكمة حضوريا على كلا من مصطفى عادل الاباصيري و جمال عبدالعظيم السيد بالسجن المؤبد رفعت الجلسة 
هزت تلك الجملة أرجاء المحكمة بعد ساعات وساعات من المرافعات والشهادات والصرخات والاهات ومع انطلاق تلك الكلمات كانت صړخة عالية تخرج من جوف فاطمة وهي ترتمي في أحضان زكريا تبكي لا تعرف لم بينما هو يقبل رأسها بسعادة كبيرة واخيرا يستطيع النوم دون أن يحلم بها تبكي أو يتردد صړاخها في أذنه انتبه زكريا بعينه لهادي الذي غمز له بفرحة كبير فقد عمل هادي طوال الأيام السابقة على الذهاب لكل أهالي الضحايا الذين وجد لهم فيديوهات في حاسوب مصطفى واقنعهم جميعا بتقديم بلاغات منهم من استجاب والبعض اتخذ الجبن ذريعة تحت غطاء أن الأمر انتهى ولن يقوموا بڤضح ابنتهم وكأنه ما يفعلونه ليس ڤضحا ومع البلاغات الكثيرة حكم واخيرا على الثنائي بمؤبد 
ابتسم هادي وهو يشاهد العساكر يسحبون الشابين وصرخات جمال تكاد تصم الآذان وهو يترجى والده أن ينجده من تلك المصېبة فأي مؤبد هذا الذي سيقضيه داخل جدران السجون بينما كان مصطفى يسير وهو يشعر وكأنها النهاية صوت صراخات والدته وبكاءها وهي تندب حظها وتنعيه يكاد ېقتله انحرف بعينه قبل أن يسحبه العسكري ليرى اڼهيار والدته داخل أحضان جمال الذي حاول السيطرة عليها وهي تكاد تسقط ارضا من حزنها
وصډمتها في ابنها 
كان رشدي يبتسم بسعادة وهو ينظر لرفيقه ولتلك البسمة والتي واخيرا خرجت من قلبه كما كان يحدث قديما 
خرج الجميع من المحكمة والضحكات تعلو الوجوه والشباب جميعا يهللون فقد كان كلا من زكريا وهادي ورشدي يضعون ايدي بعضهم البعض على كتف الاخر وهو يحركون قدمهم وكأنهم يرقصون وهم يهبطون الدرج يغنون بصوت عالي وكأنهم خرجوا من زفاف للتو 
وبمجرد أن اطل الجميع للخارج حتى انطلقت الزغاريد لتكمل الجو الذي كان منتشر بينهم والتي تبين انها تخرج من فم كلا من ماسة و وداد اللتان جائتا رفقة فرج وشيماء و لؤي والسعادة تعلو الوجوه 
ركض الجميع صوب فاطمة والبسمات تعلو الوجوه وكأنهم في إحدى المناسبات السعيدة
بعد شهر من تلك الأحداث 
سأشتاق لكما كثيرا يا الله كيف سأعيش دونكما 
بكت بثينة أكثر وهي تبتعد عن أحضان فرانسو تضم ماريانا بحزن شديد تهتف لها بفرنسية جيدة إلى حد ما 
حبيبتي لا تقلقي انا أخبرت فرانسو أننا سنأتي لزيارتك كل فترة صحيح فرانسو 
أنهت حديثها وهي ترمي فرانسو بنظرات رجاء ليبتسم لها فرانسو وهو يهز رأسه موافقا ثم انحنى حاملا الطفل الذي كان مشغولا بالالعاب بيده ليقبله فرانسو بشدة 
نعم هذا صحيح فأنا لن اتمكن من الابتعاد عن الصغير كثيرا 
ابتسمت لهما ماريانا ثم قالت مجددا بحنين 
سأكون في انتظار ذلك الوقت حقا 
ابتسم فرانسو وهو يستمع لنداء الطائرة المتوجهه لمصر لذا مد يده لها بالصغير بعدما قبله قبلة كبيرة ثم ابتعد يضم إليه بثينة مودعا ماريانا وتوجه الاثنان لبوابة التفتيش ومازالت بثينة شاردة بعد الوقت ليقول فرانسو بتعجب 
سرحانة في ايه يا قلبي 
نظرت له بثينة بقلق وتوتر قد بدأ يسري بجسدها الذي كان يرتجف 
خاېفة خاېفة ارجع واواجه الكل بعد كل اللي عملته 
صمتت قليلا تتذكر ما فعلته وهي تقول بدموع 
انا انا كنت هكفر واعمل عمل و
قاطعها فرانسو سريعا وهو يجذب رأسها لصدره بنعنف يصمتها عن قول تلك الحماقات وهو يردد بحزم 
اول واخر مرة يا بثينة سامعة اول واخر مرة تقولي كل ده انت كنت مريضة وكل اللي حصل ده كان شبه بدون إرادتك وعقلك الباطن مكنش واعي للي بتعمليه ده غير انك توبتي لربك يا قلبي وكمان فاكرة الشيخ قال ايه قال كويس إن العمل محصلش للبنت والا وقتها كان هيبقى الموضوع اكبر 
بكت بثينة أكثر وهي تحاول أن تسامح نفسها 
بس ده ده قالي أنه من الكبائر ووو
قاطعها فرانسو وهو يعلم إلى أين سيصل هذا النقاش الذي كانت تفتحه منذ ذهبت لشيخ أحد المساجد وعلمت توابع فعلتها 
من الكبائر والمحرمات والسبع الموبقات بس كمان متنسيش يا قلبي أبواب رحمة ربك دايما مفتوحة ومتنسيش كمان إن ربك بيطمنئك ويقولك وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى طه 82 
هزت بثينة رأسها وهي تصدق على حديثه ثم ابتعدت عنه بسرعة وهي تسمع النداء الاخير المتوجهين لمصر اشتاقت كثيرا للجميع وتود لو تطير الان إليهم بسرعة لذا أمسكت يد زوجها الحبيب الذي عانى كثيرا معها ورأى ما لم يتحمله غيره طوال ذلك الشهر كان دائما ما يحاول مساعدتها ليعالجها من تلك الحالة التي كانت بها بل وإنه كان احيانا يأخذها لإحدى الصديقات في نفس المجال حتى لا تخجل منها كما تفعل معه في بعض الأحيان ابتسمت وهي تراه يلوح بالاوراق الخاصة بهما بعدما تسلمها من الشرطي المسئول عنها 
وها قد انتهينا هيا يا حلوتي 
والله ما فيه حلويات غيرك 
تحدث فرانسو بتعجب وقد اقترب منها 
قولتي ايه 
ولا حاجة يلا عشان نلحق الطيارة 
ابتسم لها فرانسو وهو يمسك يدها يتحرك معها وهو يميل عليها هامسا 
لكم انا متحمس حتى اعود واتمم زواجي بك يا جميلة 
زكريا 
انتفض زكريا من جلسته بړعب وهو يضع مصحفه على الطاولة جانبا ثم ركض صوب المطبخ حيث توجد هي زوجته وحبيبته الجميلة
ېصرخ بړعب 
ايه حصل ايه 
كام ېصرخ بهلع شديد وهو يظن أن شيئا خطړا قد حدث معها لكن بمجرد أن خطت قدمه للمطبخ حتى انزلق فجأة على أرضية المكان ليسقط پعنف شديد على ظهره وتصدح صرخاته في الشقة كلها 
فتحت فاطمة عينها پصدمة وهي تنظر له ارضا يتأوه پعنف لا يستطيع التحرك 
رباه كسر ظهري 
ابتسمت فاطمة فجأة بعدما كانت ملامحها مړعوپة وهي تقول بحنين ضامة يديها جانب وجهها تسرح خيالها في ذكريات قريبة 
يااه تصدق الكلمة دي وحشتني اوي فاكر يا زكريا فاكر لما كنت دايما تقولها زمان كل ما تشوفني 
ابتسم زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض لكن الارض أسفله لا تساعده على ذلك 
نعم صحيح كنت اقولها من كثرة المصائب التي تتقاذف على رأسي كلما لمحتك 
انمحت بسمة فاطمة بحنق شديد وهي ترمقه بغيظ متفاجئ 
لا لحظة كده هو إنت مش كنت بتقول الكلمة دي من جمالي يعني فكرتك بتقول في
بالك رباه ايه الجمال ده ياربي 
توقف زكريا عن محاولة النهوض وهو ينظر لها يرفع طرف شفتيه لأعلى بحنق كبير لا يصدق حقا ما تقوله تلك الغبية أي جمال هذا هو حتى لم يعرف كيف تبدو سوى بعدما جائت لمنزله مع والدتها 
زفرت فاطمة بضيق وهي تتجه نحو إحدى الأواني تحملها وهي تقول ببسمة ارتسمت سريعا على وجهه 
اه صحيح نستني كنت بنادي عليك ليه 
قالت بحماس شديد وهي تتجه له تحمل الطبق الكبير بيدها 
بص وانا بعمل الكيكة لقيت بيضة فيها صفارين 
سبحان الخالق لا فعلا تستاهل ينكسر ضهري عشانها مش عارف كنت هنام الليل ازاي من غير ما اشوف البيضة أم صفارين
ردد زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض ليجد فاطمة تقترب منه سريعا وهي تشير للطبق قائلة بلهفة 
بص اهي صفاري
لم تكمل كلمتها وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل 
رباه اغثيني يا وداد 
كان يتحدث وهو يزحف بړعب خارج المطبخ قبل أن تقتله هذه المرة صارخا پخوف 
ساعدوني النجدة النجدة 
راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض 
البيضة وقعت في الأرض وباظت 
أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية في حياتها يوم أصبحت زوجة لزكريا بكل ما تعنيه الكلمة 
كانت تجلس أمام المرآة وهي تشعر بضړبات قلبها تتسارع لا تدري حقا هل هي قادرة على ذلك هل ستستطيع أن تفعل ذلك خرجت من شرودها بفزع وهي تسمع صوت فتح الباب پعنف شديد يتبعه زغاريد عالية من ماسة وشيماء وضوضاء عالية تتبعهما 
انهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام 
ابتسمت فاطمة لماسة وهي تراقب حركاتها الراقصة فقد كانت تقفز في أرجاء الغرفة كما لو أنه زفافها هي 
اتجهت شيماء لفاطمة بسعادة كبيرة وهي تطلق زغاريد عالية تضمها بحب 
مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا 
بكت فاطمة من التأثر لتأتي ماسة سريعا تبعد شيماء پعنف حتى كادت تسقط ثم أمسكت فاطمة
من كتفها تخبرها بكل جدية وحسم 
بت أنت شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة أنت تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع مش فاهمة ايه الهم ده ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة 
أطلقت فاطمة عدة ضحكات على حديث ماسة تتخيلها وهي تقف أمام السيارة بفستانها تحمل بوكيه من الورد وتنتظر أن يطل عليها رشدي من صالون الحلاقة كما تقول 
دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها 
فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير 
ابتسمت فاطمة بتوتر لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا
تم نسخ الرابط