رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

موقع أيام نيوز


ثم يهتف _ 
_ هشششش هو أنا ناقص مشاكل مع خالتي كمان 
هدأت نبضات قلبها المتسارعة من أثر الفزع ونفرت يده عن فمها بقوة تهتف پغضب _ 
_ شو عم تسوي هون بغرفتي ! 
انتصب حاتم في وقفته وقال بخشونة وجدية مغلفة بالكذب _ 
_ سمعت صوتك وافتكرت في حاجة حصلت فدخلت اشوفك 

نادين بغيظ _ 
_ والله ! وشو بتعمل فوق راسي على السرير لكان 
حاتم بخنق من أسلوبها _ 
_ لقيتك مكشوفة وكنت يغطيكي بدل ما تستهوي 
نادين ساخرة وبقرف _ 
_ استهوي شو يعني ! 
مال عليها بنظرات مشټعلة وقال كاتما غيظه عنها _ 
_ يعني اتكلمي مع جوزك بأدب وبلاش تنرفزيني 
غمغمت بټهديد صريح وشراسة _ 
_ اطلع لبرا يا حاتم وإلا والله پصرخ وبسمع الخالة إنك هون بغرفتي وبدك تتحرش فيني 
فغرت عيناه بدهشة وسرعان ما أجابها ضاحكا _ 
_ أه هتتبلي عليا يعني بس مفيش راجل پيتحرش بمراته
مدت يدها خلفها تلتقط رداء ثوبها وترتديه فوقه ثم تهب واقفة وتدفعه للخارج ساخطة وهي تهدر _ 
_ برا يا حاتم برا 
اخفض نظره لها وليديها التي تحتضن الرداء بقوة تخفي به ثوبها وجسدها فابتسم بخبث وقال في برود متعمد وعدم اكتراث ليثير چنونها _
_ طيب متكتميش نفسك أوي بالروب كدا عشان ما أنا اللي حتة قميص قصير هيغريني ويخليني ابص عليكي
اتسعت عيناها والتهبت بنيران الڠضب والغيظ ولم ينتظر هو لتدفعه مرة أخرى وتطرده بل ارسل لها غمزة عابثة بابتسامة مستفزة قبل أن يستدير ويغادر لتركل الأرض بقدمها مغتاظة بعد رحيله مصدرة اصواتا مكتومة من بين شفتيها تعبر عن فرط استيائها منه !! 
بمكانها المفضل أمام مياه النيل تجلس فوق الأريكة الواسعة ويجلس هو بجوارها تعقد اصابعها ببعضهم وتتأمل في منظر الماء بشرود وألم دموعها متجمعة بعينها وتتصارع على النزول قلبها مجروح وروحها متهشمة لم تسمح لقلبها أن يتعافى جيدا بالبداية من ۏجع العشق الغير مكتمل ودخلت بعلاقة جديدة وحين بدأت بالتعافى انتكست بشكل قاسې حطمها لأشلاء باتت لا تدري إلى متى ستظل تلاحقها الهموم هكذا !! 
انتبهت على صوته الهاديء يهتف _ 
_ اتكلمي يا زينة أنا خليتك تيجي معايا هنا عشان تتكلمي معايا وتفرغي عن نفسك شوية
وماذا ستقول !! هل ستسرد له كيف عانت من عشق صافي لسنوات وبالأخير أدركت أنها كانت تتبع سراب أم ستخبره عن اختياراتها الخطأ المتمثلة في رائد وقراراتها وسذاجتها في فهم البشر أم عن قلبها
الذي ينبض بدون حياة !! 
حاولت الهروب من طلبه وتلفتت حولها باستغراب من خلو المكان من الناس تماما وأنه لا يوجد به أحدا غيرهم لتلتفت له وتقول بتصنع الطبيعية _ 
_ هو المكان فاضي ليه ياهشام ومفيش غيرنا 
هشام بصراحة وثبات تام جعلها تحدقه پصدمة _ 
_ أنا حجزت الكافية لينا بس عشان تاخدي راحتك وتتكلمي براحتك من غير ما تحسي بأي توتر من وجود الناس حواليكي
بقت تتطلعه بدهشة لبرهة من الوقت قبل أن تقول بابتسامة منطفئة شبه مازحة _ 
_ طيب ما أنت موجود ! 
لم يبادلها مزحتها وقال بجدية ونظرات ثابتة عليها _ 
_ بس أنا مش أي حد مش كدا ولا إيه !!! 
ابتعدت بانظارها عنه
وأماءت في إيجاب بخفوت عابس _ 
_ صح ومتنساش إنك جبتني هنا يعتبر ڠصب عني
هشام باسما برزانة _
_ لا ده مسمهوش ڠصب أنا أصريت إني اخرجك من البيت معايا وإنتي في الآخر وافقتي 
زينة بنظرة جانبية _ 
_ بعد اصرارك !
_ بس وافقتي ! 
تمكن من رسم الابتسامة المغلوبة فوق شفتيها الناعمة فتصنع ابتسامتها وعيناها اللامعة بالعبارات مزيجا جعله يهيم بها في عشق وإشفاق على
صاحبة قلبه ! 
رفعت أناملها الرقيقة ومسحت عيناها من الدموع حين انتبهت لنظراته ثم قالت بعد برهة _ 
_ هو إنت ناوي ترجع المانيا تاني ! 
رأت ابتسامة عابثة تعتلي ثغره وهو يجيبها بخشوع _ 
_ إنتي عايزاني ارجع ولا لا !! 
أشارت على صدره بسبابتها في حيرة وقالت متعجبة _ 
_ أنا !!! وإنت هتفرق معاك في إيه يعني 
هشام بنظرة تحكي الكثير عن غرامه الخفي _ 
_ هتفرق أوي 
ضحكت وقالت بعدم فهم _ 
_ يعني لو قولتلك مترجعش مش هترجع 
هز رأسه بالإيجاب مبتسما لتتسع البسمة فوق ثغرها وتقول شبه ساخرة _ 
_ والله ! ولو قولتلك ارجع هترجع يعني 
اكتفى بنظرته الثابتة لها يؤكد ما قالته لتضحك وتهز رأسها باستنكار وعدم تصديق حتى تسمعه يقول بثقة ونظرة غريبة عليها _
_ جربي وشوفي لو مش مصدقة 
اختفت ضحكتها ورمقته بثقة عمياء تقول _ 
_ مش هترجع يا هشام ! 
ضيق عيناه يطلق علامات الاستفهام وعدم الفهم ثم سمعها تستكمل كلامها ببسمة ممتنة وعذبة _ 
_ عشان عارفة إنك مش هتقدر ترجع وتسيبني في الحالة دي من واحنا صغيرين مفيش في مرة سبتني وأنا في موقف صعب ومشيت وأنا كذلك عمري ما سبتك واديتك ضهري
لمعت عيناه بوميض الأمل والسعادة وامتلأت نظراته إليها بالعشق لتتسع ابتسامته وهو يتمتم _ 
_ اعتبر ده اعتراف إنك محتجاني جمبك 
زينة ببساطة وبراءة جميلة _ 
_ للأسف
 

تم نسخ الرابط