رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
بوسعه شيء ليفعله ويعيد لها جدتها حتى تعود الضحكة لشفتيها من جديد لكن ما باليد حيلة !
رفع كفيه وأحاط وجهها يديره ليصبح مواجها لها ويغمغم بخفوت ساحر يثبت عيناه على خاصتها بقوة
اتكلمي وقولي صدقيني هترتاحي مټخافيش مني واتأكدي إني هفهمك أنا غير أي حد عرفتيه بحياتك يامهرة
أماءت برأسها في تفهم وتمتمت بعينان لامعة رغم الدموع والحزن
ابتسم لها بدفء وحنو بينما هي فكانت نظراتها تتعلق به كأنه طوق النجاة الوحيد طالت النظرات حتى قطعت هي اللحظات وابتعدت عنه تعيد نظرها للصورة التي بيدها لثواني معدودة قبل أن تبدأ بالحديث تسرد له إحدى لحظاتها المظلمة
كنت لسا صغيرة يعني عندي حوالي عشر سنين وبابا
انبوبة غاز وكانوا هما لسا جوا أنا كنت قريبة من الفرن برا ومن شدة الانفجار الڼار لحقتني أنا كمان بس على صوت الانفجار الجيران والناس بدأت تخرج
احيانا يكون الصمت هو أفضل رد حين نعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة !
وبعد برهة قصيرة من الوقت قڈف بذهنه حديثه مع الطبيب قبل أن يأتي لها كان ينوي أن يخبرها بتلك الاخبار فور رؤيته لها لكن ما سردته له
هتف آدم بعينان لامعة بوميض دافيء
أنا كنت عند الدكتور قبل ما اجيلك على فكرة وقالي إن حالتها تحسنت جدا يعني احتمال كبير تفوق الليلة أو بكرا عموما خلال الأيام دي بنسبة كبيرة جدا إنها تفوق من الغيبوبة
ابتعدت عنه بسرعة وقالت بتلهف وعينان عادت تلمع بالأمل من جديد
بجد يعني جدتي هتفوق وترجع زي الأول
اممم هترجع زي الأول واحسن كمان بس ادعيلها تقوم بالسلامة وادعيلهم كمان بالرحمة هما في مكان أفضل مننا كلنا والأهم من ده كله بلاش عياط تاني بالله عليكي
مهرة بحماس وعينان دامعة بلهفة وشوق
هي تفوق بس وأنا الدموع مش هتعرف طريق عينيا تاني
التقط كفها يحتضنه بقوة هامسا في نظرة عميقة وواثقة
هتفوق بإذن الله خلي عندك يقين في ربنا
ونعم بالله
في مساء ذلك اليوم
تحاول الوصول إليه عبر اتصالاتها المتكررة منذ خروجه بالصباح في هذه الحالة دون أن يخبرها بشيء لكنه لا يجيب ولا تعرف عنه شيء
لم يدعها حتى تسأله عن من كان يتحدث بالصباح حيث رحل مسرعا دون أي توضيح مما جعلها تتأكد أنه ذاهب لنادر بعدما عثر عليه
الوساوس والخۏف ينهشوا قلبها نهش تقلق بشدة عليه خشية من أن يصاب بمكروه أو يتصرف بتهور ويأذيه حتى أنها حاولت أيضا الاتصال بآدم أكثر من مرة لكي يلحق بأخيه ولكن نتيجة اتصالاتها كانت نفسها فظلت هي تقضى الساعات في ړعب وقلق لا تتمكن من الوصول إليه وتفشل في التوقف عن الخۏف والتفكير بالسوء أيضا أقسمت أنه حين يعود ستعنفه بشدة وتثور به كالعاصفة
عيناها عالقة على ساعة الحائط منذ وقت طويل وتفرك يديها ببعضهم من فرط توترها وأخيرا انفتح الباب ودخل منه بهدوء يحسد عليه فوثبت واقفة وهتفت بشبه صيحة مستاءة
مش بترد على التلفون ليه ياعدنان من الصبح وأنا برن عليك ومش بترد عليا لغاية ما كنت هتجن
نزع سترته عنه والقاها بعدم اهتمام يزفر النيران من صدره دون أن ينظر لها أو يجيب عليها حتى فاندفعت هي نحوه بسخط نابع من قلقها تهتف
عدنان أنا بكلمك رد عليا !!
اكتفى بجملة واحدة كانت بمثابة إنذار أول لكنها
لم تفهم
مش وقته ياجلنار أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدام وشي
تقدمت ووقفت بجواره تهتف في عناد
ريحني وقولي كنت فين وعملت إيه
الټفت برأسه إليها بشكل مفاجيء وحدجها بنظرة ممېتة ارعبتها كانت عيناه حمراء كالدم فشعرت وكأن شرارات ڼارية تخرج منها إن لم تبتعد ستحرقها معه لم يكتفى بتلك النظرة بل هتف بصوت متحشرج ومحتقن يلقي عليها هذه المرة تحذير وليس إنذار
قولتلك مش وقته
ظلت ثابتة
متابعة القراءة